إبراهيم عدنان ياسين

شعرْت براحةٍ عجيبة في وضعيتي تلك. حين انحنيْت لألتقط لابني الصغير كرته العالقة أسفل السرير، سرَتْ في بدني رغبةٌ خفيّة بالبقاء على تلك الانحناءة. رُحت أجرّب الأمر مراراً وتكرارً، تارةً أسْقط علّاقة مفاتيحي وتارةً أُفْلِتُ الجوّال عمْداً ليقع كي أجثو خلفه فأشعر بأنّي ما خُلِقْت أصلاً إلّا بهذا...
مياه البحر المالحة لم تعد تتّسع لمزيد من الملوجة القادمة من قناته الدّمعية. لم يفهم حتى الساعة لماذا يصرّ أبواه على اصطحابه إلى الشاطئ ظنّاً منهما أن ذلك قد يفجّر بعض الحيوية في دواخله المحطّمة، فإذا بجلسات البحر هذه تنقلب إلى جلسات تعذيبٍ متكرّرة وكأنّ جلسته الأبدية على الكرسيّ المدولب لا تكفيه...
يا إلهي! ما أجمله من شعور. أن تقف ملكًا بين حاشيتك ممسكًا بالصولجان المذهّب حيث يتسرّب شعور العظمة حتى آخر خليّة منك، ثمّ تشرع بنثر الأوامر في كافة الاتجاهات. إحساسٌ يحلّ ضيفًا على كياني كل ليلة قبل أن يغيب وراء انغلاق ستارة العرض حين يعود الممثلون إلى وجوههم وجلودهم الأصلية. أعود أنا أيضًا إلى...
“ادخل البيوت أعمى واخرج منها أبكماً”. تلك كانت الوصية التي ألزمني أبي اتباعها مذ كنت طفلاً طريّ العود. لا أعرف كيف أطعت والدي على الرغم من حشريّة الصغار التي كانت لديّ حين كنت ما أزال أتلمّس طريقي في الحياة. حدث في إحدى المرّات أن قصصْت على إخوتي ما شاهدْته في منزل أحد أصدقائي الذي كنت ألعب...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى