منذ القدم، كان الوعي بأن متلقي الأدب ليس صفحة بيضاء تستقبل النص، نجد ذلك الوعي عند العرب من عصر ما قبل الإسلام كما نجده عند فلاسفة اليونان. وعلى الشراكة بين الكاتب والقارئ يرتكز عمل مؤسس علم البلاغة عبدالقاهر الجرجاني؛ حيث يعتبر «المزية والفضل للكلام إذا احتمل وجهًا آخر غير الوجه الظاهر الذي جاء...
حبيبتي،
اشتقت، كأننا لم نكن معاً بالأمس.
أصابعي تسرح بحثاً عنك، تتحرك بوحشة، تتحرش بالهواء، متطلعة، متوجسة، كأصابع كفيف. ولم أجد غير كتاب ألبرتو مانجويل أسليها به. كانت فكرة حلوة أنك لم تشتر لي نسخة خاصة. أقرأ الآن نسختك، أتتبع مثل قصاص أثر علامات أصابعك: الفقرات التي وضعت أمامها نجومك...
عندما أكل آدم وحواء من شجرة المعرفة خسر الإنسان فرصة الخلود، هبط أبوانا علي الأرض. ثم جاء التأكيد الثاني علي محدودية عمر الكائن في الحمام!
نزل جلجامش يستحم وترك عشبة الخلود علي الشاطيء فجاءت الحية وأكلتها، لكن الملحمة البابلية لم تعتبر جلجامش مذنبا، إذ يكفيه بؤسا أن الموت صار له نصيبا.
وبنوع...
المكتبة فردوس وجحيم كذلك. وقد عدت إلى مكتبتي بعد عامين قضيتهما محرومًا من فردوسي وجحيمي، على الرغم مما حملت من تمائمها، سفرة وراء أخرى.
عند ترتيب صناديق العـــودة هالني عدد ما حملت معي من كتب. لم أجد الوقت لقراءة كل ما حملت، لكنني كنت كمن يكبش أكبر حفنة ممكنة من تراب وطنه، لكن حفنة تراب لا تؤسس...
عندما أكل آدم وحواء من شجرة المعرفة خسر الإنسان فرصة الخلود، هبط أبوانا علي الأرض. ثم جاء التأكيد الثاني علي محدودية عمر الكائن في الحمام!
نزل جلجامش يستحم وترك عشبة الخلود علي الشاطيء فجاءت الحية وأكلتها، لكن الملحمة البابلية لم تعتبر جلجامش مذنبا، إذ يكفيه بؤسا أن الموت صار له نصيبا.
وبنوع...
تخلص من ملابسه، مبقيًا على الفانلة الداخلية وحدها. جلس لاهثًا يطالع في المرآة صورة جانبية للمرأة المتداعية بجواره. شرعت تخلع أقراطها وخواتمها وتضعها فوق البوفيه، فكت أزرار بلوزتها وملّصت ذراعيها منها، ألقت بها على كرسي السفرة وشرعت تبحث عن قفل سوستة الجيبة بينما يتصاعد لهاثها. راهن نفسه على الحد...
حاولت كثيرًا كتابة قصة حول الصوت الأكثر توهجًا في ذاكرتي حتى اليوم، ولكنني كنت أتراجع دائما خوفًا من الانحدار إلى مستوى النكتة الفجة، فالاتهامات بالمبالغة واقفة دائما بالباب لخيال الكاتب الذي لا يملك إلا أن يبتسم في مواجهتها، لأنه وحده يعرف أن الحقيقة كانت أكبر وأنه اضطر لتخفيفها لتصير أدبا...