( 24 )
بيوت عبده جبير
البيوت التي سكنها صديقي عبده جبير تحملت الكثير من ضجيجنا ورذالاتنا ، شأنها شأن بيت الرفيقة نعمات في العمرانية ثم الهرم، وبيت محمد سيف في حارة درب البوارين، وسطح عمارة شارع احمد عرابي، وبيت الفيل في حارة الزير المعلّق.
عبده من أوائل من تعرّفت عليهم على قهوة...
لم أعرف أن عائد استأجر شقة صغيرة في ميدان الدقي، وفي البناية نفسها التي يسكن فيها غالب هلسا، على الرغم من أنني ترددت أكثر من مرة على غالب، الذي كان يشغل الطابق الأول و عائد في الرابع، فقد كان مقررا إعداد ملف عن قصصي في مجلة جاليري 68، وأن يكتب غالب دراسة عني، لكن العدد لم يصدر للأسف. أنا مندهش...
كتبتُ في العدد الماضي أن عائد خصباك لم يضيّع وقته في الدراسة والكلام الفارغ، وانطلق في شوارع القاهرة، يمضي أيامه ولياليه. من الصعب أن يختار الواحد مجتزءا من مسيرته الفاتنة ومشاهده المتتابعة والوجوه التي صافحت عينيه لأول مرة.
في البداية ، وقبل أن يتعرّف على الأشقياء والمسجلين خطر أمثال يحي الطاهر...
هناك صلات ووشائج عميقة تربط بيني وبين كتاب " مائة ليلة وليلة" الذي أصدرته دار بيت الياسمين أخيرا في القاهرة للكاتب العراقي عائد خصباك. يكتب عائد عن وقائع واحداث ومغامرات مضى علي أغلبها نحو نصف قرن. يكتب نفسه وماعاشه وحياة أصحابه التي انخرط فيها بعشق وافتتان ومحبة ومعرفة أيضا.
عرف عائد وخبر جيدا...
مرّت ذكرى رحيل أحمد عبدالله رُزة (1يناير 1950 – 6 يونيو 2006) في هدوء شديد، ولم يتذكره إلا عدد أقل من القليل على شبكات التواصل الاجتماعي، ومع ذلك فإن الدور الذي لعبه في تاريخ الحركة الطلابية المصرية، بل وفي تاريخ الحركة الوطنية سيظل محفورا ومتألقا رغم السنين.
ولحُسن حظ كاتب هذه السطور أنه كان...
علي الرغم من اتكائي واعتمادي علي تجاربي الحياتية والشخصية في أغلب ما كتبته من أعمال قصصية وروائية، إلا أن تجربة الوادي الجديد لم تجد هوي في نفسي، ولم أفكر فيها مطلقا باعتبارها مادة للكتابة.
ويبدو لي ، وأنا في هذه السن، أن الكاتب مهما اعتمد علي تجاربه الشخصية والحياتية، لايعيد إنتاجها أو يعيد...
ثمة نسمات باردة أحس بها وهو يصعد درجات السلم المكسو بسجاد نبيذي داكن، بينما تناهت إلى سمعه ضحكات العاملات في الدور السفلي، بعد أن تناول الشاي معهن وترك نفسه لدوار السيجارة الأولى، وأمكن له الآن أن ينصت لأصوات عمال النظافة الذين انطلقوا يفتحون النوافذ.
وتهيأ لضجيج الصباح الباكر، والدمدمات...
كانوا ينحدرون من محطة "الأوتوبيس " في الطريق الممتلئ بقطع الأحجار الحديثة القطع وجبال الرمل والزلط، بينما انتصبت براميل القار ضخمة على جانبي الطريق، كانت الأم تتطوح بينهما، وقد حمل الولد حقيبة قماشية تضم الشُريك والبلح، أما البنت فكانت تشعر بالبرد مستسلمة لكف أمها، وتتطلع إلى الشواهد الممتدة في...
منذ أن شيّدوا هذا المستشفى في مدينتا الصغيرة القريبة من النهر، أصبحت حياتنا أقل مشقة. قبل حوالي عامين فقط، كنا نضطر للانتقال إلى العاصمة، وبالنسبة لي، كان الأمر عذاباً على مدى الأيام الستة التي تستغرقها العملية الجراحية.
ولم يكن ما يهمّني هو العملية فقط في حقيقة الأمر، بل يومي الذهاب والعودة،...
كان يوماً طويلاً بدا كأنه لن ينتهي منذ حملتُ حقيبتي في الصباح ومضيت إلى المدرسة. كانت الشمس تطلع ولا تلبث أن تغيب وأنا أرقبها من داخل الفصل، وعندما غابت تماماً فتحوا لنا الأبواب للخروج.
كنت خائفاً من العودة في هذا اليوم بالذات، فأنا لم أر"قمر"أمي منذ استيقظت، واكتفت خالتي"الجارية"بأن وضعت فطوري...
(1)
التحقت بالعمل في مطبعة أرض شريف بعد وقت قصير من بدء الإجازة، وقبل أن تظهر النتيجة. حاولت »قمر« أمي أن تستبقيني، إلا أنني رحت ألح عليها حتي وافقت. كان »مسعد« ابن جيراننا في الحجرة المجاورة شغالا فيها، وهو الذي اصطحبني وقدمني للحاج »عبداللطيف«« صاحب المطبعة كانت الأجرة معقولة ونواة تسند الزير...