سوزان خواتمي

عندما سمعت طرقاً على باب شقتي المؤقتة، هرعت متأملاً جاراً أو صديقاً. إلا أني فوجئت بالزي الكحلي، القبعة الصغيرة جانب الرأس، والشارة الصفراء على الساعد، ورجل الشرطة ذو الشعر الأحمر يبتسم. مازال هذا الزي حتى إن لم يكن كاكياً يفزعني. حاولتُ أن أتماسك، وادعيت الهدوء، وكل عضلة في جسدي تنتفض. رددت...
الحق يقال لم يأخذني عنوة، سألني: ما رأيك؟.. فسكت. بعدها تتالت الأمور كما لو أنها تحدث لغيري. أكدتْ لي صديقتي أن القبلاتِ شيءٌ ممتع للغاية. الآن فقط أعرف كم كانت تبالغ، فالحقيقة أني لا أحتمل أنفاسه، لها طعم خفاش، حين يقترب مني أدير وجهي لأداري نفوري، لم يعد يقبلني، ليس غبيًا كما اعتقدت. يظنني...
بقدر ما كانت دموعها تثير حنقي، فأرغب في صفعها، بقدر ما صار جفافها يزعجني فأرغب في صفعها أيضًا؛ قاحلةٌ وناشفةٌ؛ لها نظرة ما عادت تستحي منذ أقلعت عن عادتها في البكاء. امرأة لا تبكي! هناك خلل حقيقي في الأمر! - "كبرتُ وما عدت طفلة": تقولين لي في اللحظة التي تتكومين فيها عند قدمي، ترفعين وجهك تحدقين...
جاء خريف ليس ككل خريف. أصابني الوهن وأمراض البرد الشتوية الواحد تلو الآخر. على الرغم من ذلك تحاملت على نفسي، ودخلت المطبخ. أشعلت الموقد وصببت مقدارين من الحليب، ثم أضفت ما يلزم من السكر ومسحوق الأرز مستغلة فرصة نومها، والهدوء الذي يسيطر على باقي سكان البيت. عندما أنجبتها كانت تشبه صوصاً؛ خفيفة...
تنحنح أمجد قليلاً قبل أن يعلن: "سينضم إلينا أحد أصدقائي القدامى . هو مغترب يعيش في ألمانيا . ستكون فرصة لطيفة للتعرف إليه . إنه د.رامز راجي ........... " ولم أعد أسمع شيئاً .. ما أضيق هذا العالم ! بعد عشرين عاماً تحكمني الظروف كي ألقاه دون أن أدرب وجهي كي يحتفظ بدهشته ، ودون أن أدرب قلبي كي لا...

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى