دقائق قليلة احتاجها لكي يستوعب الهدوء الضبابي للفضاء الذي وجد نفسه فيه هائما وهو مُلقى على سريرٍ أبيض، و مُحاصرٌ بين أربعة جدرانٍ وسقف اعلى من المعتاد.
جفل قليلا عندما كانت الابرة الدقيقة تخترق جلده ، رفع عينيه المنهكتان الى الممرضة الشابة معاتبا ، والتي أجابته بابتسامة:
- الحمد لله على السلامة...
بالكاد كان يمسك تلك الدموع التي تُحاولُ أنْ تُخترقَ حصونَ شجاعتهِ، فَكُلّ دمعةٍ تُسقطُ ستكون نبوءة بِقُربِ الانهيار، كان الأمل قد تلاشى، أو أوشك.. لم يبق له سوى خيارٌ واحد، النهر ، النهر البارد الحرون ، الذي يجري بسرعة لا ترحم، ومنفذٌ ضيق على الضفة الأخرى، حيث قد يجد ملاذًا، أو ربما موتًا آخر،...