عبد الفتاح المطلبي

يُشعِـرُكَ مَقهى شاطئ الحياةِ المتربعِ على الجرفِ العالي لدجلة َمن جهةِ الرصافةِ بكثيرٍ من الألفةِ إذ يتيحُ للناظرِفرصة ً للإحساسِ بالسكينةِ والتأملِ إذا كانَ الجالسُ قد أحسنَ اختيارَ مكانِه في الركنِ القصي من جنوبِ المقهى وهذا ماكنتُ أفعله كلَّ يومِ جمعة وفي كل مرة أُلقي نظرةً محييةً على...
دعوني أخبركم عن تجربتي الأولى ،عن اندهاشاتي، فقد كان العالم واسعاً و المسافاتُ شاسعةً وما كان يجري كبيراً و متنوعاً ، بيدَ أنّ سرعةَ التقاطي للأفكار و الرؤى بطيئةٌ و متمهلةٌ، ذلك لأن سيلاً من الدهشةِ و الإعجاب يسيل حولي كلما أطلقتُ عينيّ تجوسان المكان ، تتفحصان كل وجود جديدٍ أعده صيدا و غنيمة...
عيونُها التي بدت مثل خرزات سود شابها الضباب وجلدها الصدفي الذي فقد لمعانه و أفواهُها المفتوحةُ وكأنها تستغيث جعلتهُ يشعرُ بأنه قد فعل شيئا ولم يذهب سعيه سُدىً، مرّ بخيالهِ وجهُ أمهِ الباسر ،هدأ روعه عندما نظرَ إلى السمكات فشعر بامتنانٍ للرجل الغريب وحث خطاه نحو بيوت الطين التي تلوح من...
أعلى