نفتتح عاماً جديداً في زحمة الأحداث المتلاحقة التي تمر بها أمتنا العربية، وليكن هذا العام هو عام غزة العزة وهو اضعف الإيمان بالنسبة لنا كمثقفين في هذه الأمة المبتلاة بالقهر والاستبداد والخنوع بعدما كانت م، اكثر الأمم تحضّراً وتقدماً في كل المجالات..
بصرياثا في عامها العشرين يعز عليها أن تحتفل مع شلالات الدم النازف لأبنائنا واهلنا في فلسطين، وهكذا هي الأعياد، تمر علينا ونحن نتلظى بألم الفراق والتوق للحظة هدوء وثبات وتأمل بعد معاناة..
الإحتفال بعيد تأسيس المجلة يجعلنا نعيد نفس السؤال الذي مازال يؤرقنا: ما الذي يستطيع المثقف العربي أن يفعله ليوقف نزيف شعبه؟ وهل تستطيع الكلمة أن تقف في وجه الرصاصة التي يطلقها مجرم حقير هنا أو هناك؟ ترد تلك الأسئلة كلما حلّت بأمتنا مصيبة، وما أكثر مصائب امتنا! مشكلتنا أننا نعيش في الماضي، يجذبنا الماضي بقوة وكأننا لا نريد أن نرى واقعنا المزري، يتلاعب بنا التأريخ، يفرّقنا كما يشاء، أو كما نشاء نحن، طوائف ومللاً، نشيّد محاكم للإقتصاص ممن يخالفوننا الرأي، نحقق في أحداث مضى عليها قرون كثيرة وننسى ما نحن فيه، لم نتخذ من تلك الأحداث دروساً وعبراً لنتمنطق بقوتها بدلاً من أن نجلد أنفسنا، ونكره بعضنا حتى غدا الكره والبغضاء ثقافة يتغنى بها كثيرون.
ما الذي تستتطيع فعله القصيدة، أو القصة والرواية، وغيرها في تغيير هذا الواقع الذي تجذرت فيه كل الغوايات؟
حقيقة، ليس لدي أي جواب، فكل الإجابات عن مثل هكذا تساؤلات تحتاج الى وعي وإدراك يفوقان العقل البشري! وتحتاج الى عصا سحرية لتغيير من جُبل على خطأ وعاش مقتنعاً بما هو فيه.. نحتاج الى عشرات السنين لتغيير بوصلة الأجيال الى الجهة الصحيحة..
عشرون عاما مضت ونحن نبذر في أرض ننتظر أن تخضرّ، وتنتعش فيها الحياة، نبحر ضد التيار، نقاوم، نتصدى للآفات التي أكلت من جرف مدنيتنا، نحاول أن لا نلتفت الى الوراء، وأن نجري بعون ومؤازرة الزملاء الذين يشاركوننا ذات الهم الإنساني. نقنع أنفسنا أننا نستطيع أن نوقف تلك الهمجية المستفحلة في مجتمعاتنا.. لا اقول هذا تكبراً، والكبرياء ليس رداءنا، ولا يليق بالمثقف العربي، إنما هي الحقيقة التي لا مهرب منها.. نحن فشلنا في انتشال مجتمعاتنا من واقع مزرٍ، وفشلنا في ان نغيّر فيها ما يمكن أن يكون مثابة لانطلاقة جيل جديد نحو مستقبل مزدهر ونعتقد جازمين أن ثقافتنا العربية تتعرض يومياً لهجمات مدروسة من قوى ظلامية يؤازرها ويساعدها الجهل والأميّة المتفشية واللامبالاة والاتكال والانبهار بالآخر.. نحن نغور في عصر مظلم رغم ما يوفره الغرب الطامع بخيراتنا من تقنيات وصلت الى حد استعباد الجيل الألفيني، واذا كان الاستعمار القديم قد استخدم النار والحديد ضد الأجداد والآباء فهو اليوم يستخدم تقنية العبث في العقول، وجر أبنائنا الى هوّة يظنون أنها المستقبل دون أن يروا ما وراء ذلك من نتائج قد تحرم مجتمعاتنا من قدراتها التي استنزفت واستغلت بما يمكّنهم منّا.
إنه العصر الجديد يا اخوتي، فلننهض بهم، ونضعهم على الطريق السوي، ولنتخذ من تاريخنا المضيء عبراً ودروساً ونعيد تلك البوصلة الى مسارها الصحيح..
بصرياثا في عامها العشرين يعز عليها أن تحتفل مع شلالات الدم النازف لأبنائنا واهلنا في فلسطين، وهكذا هي الأعياد، تمر علينا ونحن نتلظى بألم الفراق والتوق للحظة هدوء وثبات وتأمل بعد معاناة..
الإحتفال بعيد تأسيس المجلة يجعلنا نعيد نفس السؤال الذي مازال يؤرقنا: ما الذي يستطيع المثقف العربي أن يفعله ليوقف نزيف شعبه؟ وهل تستطيع الكلمة أن تقف في وجه الرصاصة التي يطلقها مجرم حقير هنا أو هناك؟ ترد تلك الأسئلة كلما حلّت بأمتنا مصيبة، وما أكثر مصائب امتنا! مشكلتنا أننا نعيش في الماضي، يجذبنا الماضي بقوة وكأننا لا نريد أن نرى واقعنا المزري، يتلاعب بنا التأريخ، يفرّقنا كما يشاء، أو كما نشاء نحن، طوائف ومللاً، نشيّد محاكم للإقتصاص ممن يخالفوننا الرأي، نحقق في أحداث مضى عليها قرون كثيرة وننسى ما نحن فيه، لم نتخذ من تلك الأحداث دروساً وعبراً لنتمنطق بقوتها بدلاً من أن نجلد أنفسنا، ونكره بعضنا حتى غدا الكره والبغضاء ثقافة يتغنى بها كثيرون.
ما الذي تستتطيع فعله القصيدة، أو القصة والرواية، وغيرها في تغيير هذا الواقع الذي تجذرت فيه كل الغوايات؟
حقيقة، ليس لدي أي جواب، فكل الإجابات عن مثل هكذا تساؤلات تحتاج الى وعي وإدراك يفوقان العقل البشري! وتحتاج الى عصا سحرية لتغيير من جُبل على خطأ وعاش مقتنعاً بما هو فيه.. نحتاج الى عشرات السنين لتغيير بوصلة الأجيال الى الجهة الصحيحة..
عشرون عاما مضت ونحن نبذر في أرض ننتظر أن تخضرّ، وتنتعش فيها الحياة، نبحر ضد التيار، نقاوم، نتصدى للآفات التي أكلت من جرف مدنيتنا، نحاول أن لا نلتفت الى الوراء، وأن نجري بعون ومؤازرة الزملاء الذين يشاركوننا ذات الهم الإنساني. نقنع أنفسنا أننا نستطيع أن نوقف تلك الهمجية المستفحلة في مجتمعاتنا.. لا اقول هذا تكبراً، والكبرياء ليس رداءنا، ولا يليق بالمثقف العربي، إنما هي الحقيقة التي لا مهرب منها.. نحن فشلنا في انتشال مجتمعاتنا من واقع مزرٍ، وفشلنا في ان نغيّر فيها ما يمكن أن يكون مثابة لانطلاقة جيل جديد نحو مستقبل مزدهر ونعتقد جازمين أن ثقافتنا العربية تتعرض يومياً لهجمات مدروسة من قوى ظلامية يؤازرها ويساعدها الجهل والأميّة المتفشية واللامبالاة والاتكال والانبهار بالآخر.. نحن نغور في عصر مظلم رغم ما يوفره الغرب الطامع بخيراتنا من تقنيات وصلت الى حد استعباد الجيل الألفيني، واذا كان الاستعمار القديم قد استخدم النار والحديد ضد الأجداد والآباء فهو اليوم يستخدم تقنية العبث في العقول، وجر أبنائنا الى هوّة يظنون أنها المستقبل دون أن يروا ما وراء ذلك من نتائج قد تحرم مجتمعاتنا من قدراتها التي استنزفت واستغلت بما يمكّنهم منّا.
إنه العصر الجديد يا اخوتي، فلننهض بهم، ونضعهم على الطريق السوي، ولنتخذ من تاريخنا المضيء عبراً ودروساً ونعيد تلك البوصلة الى مسارها الصحيح..
في الذكرى العشرين لتأسيس مجلة بصرياثا الثقافية الأدبية
نفتتح عاماً جديداً في زحمة الأحداث المتلاحقة التي تمر بها أمتنا العربية، وليكن هذا العام هو عام غزة العزة وهو اضعف الإيمان بالنسبة لنا كمثقفين في هذه الأمة المبتلاة بالقهر والاستبداد والخنوع بعدما …
basrayatha.com