هل ياتي يوم على الادب يراجع فيه ترتيب انواعه وفقا لمنطق العصر؟
فمن المفارقات العجيبة ان يفضل عصرنا الراهن ــ وهو عصر سرعة لامتناهية في كل شيء حتى في العلاقات الانسانية ــ نوعا ادبيا غير القصة القصيرة فيمنحه الصدارة و الريادة عوض القصة القصيرة التي ــ لامر ما وبدون سابق تدبير ــ تراجعت بشكل مذهل امام انواع ادبية اخرى على الرغم من ان تلك الانواع لاتتفق منطقيا ــ من حيث احجامها و الوقت الذي تستغرقه معالجتها وحتى قراءتها فضلا عن دراستها ــ مع روح هذا العصر الخفيفة القائمة على اللحظة الوامضة ..على اللفتة ..على شدة السرعة التي قد لاتخلو من تسرع و استعجال.. فهو زمن " الاكل الخفيف" و النوم الخفيف وحتى الصداقة الخفيفة ( قصيرة الامد ) مما يقتضي في الحقيقة نوعا ابداعيا كالقصة يقوم على خفة الرصد ولمس المشهد في غير توسع اي لمسا يكاد يكون رمزيا عابرا لايستغرق ذلك الزمان المتطاول الذي تتطلبه الرواية والقصيدة وغيرهما.
فلماذا رغم اهميتها هذه احتفظت القصة لاسيما في السنوات الماضية بموقع لايوازي موقع الرواية و القصيدة ؟ وما دام الجواب لاياتي من طبيعة او مساحة المقروئية العامة لانه لاتوجد مقروئية لكل الانواع الا في الحدود الضيقة المعروفة فيمكن النظر الى ما قد نسميه بالاهتمام الجامعي كسبب مباشر لهذه الظاهرة ونعني به الرسائل الجامعية سواء فيما قبل او بعد التدرج التي تهرب الى الرواية لسهولة معالجتها من حيث الموضوع الواحد و البناء الواحد والشخصيات التي يشملها نص واحد ..بالاضافة الى الزمن والمكان اللذين لايتعددان في الرواية الا بمقدار ذي روابط بالطبع وكل ذلك عكس القصة بل وعكس حتى ديوان الشعر لانهما عبارة عن فسيفيساء من النصوص الابداعية تختلف في الموضوع ولكل نص شخصياته على حدة ( بالنسبة للقصة ) وكذا تعدد اوجه الاختلاف في استخدام التقنيات التي نعثر عليها في المجموعة القصصية كمجموعة من عدة قصص وفي الديوان الشعري كديوان من عدة قصائد تستدعي كل واحدة منها وقفة او وقفات فضلا عن الروابط والقواسم المشتركة ان وجدت .
هذا التعدد في النصوص ( ضمن الاصدار الواحد ) هو الذي ادى الى اغفال امر القصة والهروب الجماعي نحو الرواية كتابة ودراسة وربما قراءة مع نسبية هذه الاخيرة طبعا .. فهل سياتي يوم يتدارك فيه عصر السرعة هذه الاعتباطية في الترتيب ويتجاوز فيه الخيارات الظرفية للدارسين ام ان ما يشبه الصدفة هو الذي يقرر حظوظ الانواع الادبية كما يقرر حظوظ البشر؟
فمن المفارقات العجيبة ان يفضل عصرنا الراهن ــ وهو عصر سرعة لامتناهية في كل شيء حتى في العلاقات الانسانية ــ نوعا ادبيا غير القصة القصيرة فيمنحه الصدارة و الريادة عوض القصة القصيرة التي ــ لامر ما وبدون سابق تدبير ــ تراجعت بشكل مذهل امام انواع ادبية اخرى على الرغم من ان تلك الانواع لاتتفق منطقيا ــ من حيث احجامها و الوقت الذي تستغرقه معالجتها وحتى قراءتها فضلا عن دراستها ــ مع روح هذا العصر الخفيفة القائمة على اللحظة الوامضة ..على اللفتة ..على شدة السرعة التي قد لاتخلو من تسرع و استعجال.. فهو زمن " الاكل الخفيف" و النوم الخفيف وحتى الصداقة الخفيفة ( قصيرة الامد ) مما يقتضي في الحقيقة نوعا ابداعيا كالقصة يقوم على خفة الرصد ولمس المشهد في غير توسع اي لمسا يكاد يكون رمزيا عابرا لايستغرق ذلك الزمان المتطاول الذي تتطلبه الرواية والقصيدة وغيرهما.
فلماذا رغم اهميتها هذه احتفظت القصة لاسيما في السنوات الماضية بموقع لايوازي موقع الرواية و القصيدة ؟ وما دام الجواب لاياتي من طبيعة او مساحة المقروئية العامة لانه لاتوجد مقروئية لكل الانواع الا في الحدود الضيقة المعروفة فيمكن النظر الى ما قد نسميه بالاهتمام الجامعي كسبب مباشر لهذه الظاهرة ونعني به الرسائل الجامعية سواء فيما قبل او بعد التدرج التي تهرب الى الرواية لسهولة معالجتها من حيث الموضوع الواحد و البناء الواحد والشخصيات التي يشملها نص واحد ..بالاضافة الى الزمن والمكان اللذين لايتعددان في الرواية الا بمقدار ذي روابط بالطبع وكل ذلك عكس القصة بل وعكس حتى ديوان الشعر لانهما عبارة عن فسيفيساء من النصوص الابداعية تختلف في الموضوع ولكل نص شخصياته على حدة ( بالنسبة للقصة ) وكذا تعدد اوجه الاختلاف في استخدام التقنيات التي نعثر عليها في المجموعة القصصية كمجموعة من عدة قصص وفي الديوان الشعري كديوان من عدة قصائد تستدعي كل واحدة منها وقفة او وقفات فضلا عن الروابط والقواسم المشتركة ان وجدت .
هذا التعدد في النصوص ( ضمن الاصدار الواحد ) هو الذي ادى الى اغفال امر القصة والهروب الجماعي نحو الرواية كتابة ودراسة وربما قراءة مع نسبية هذه الاخيرة طبعا .. فهل سياتي يوم يتدارك فيه عصر السرعة هذه الاعتباطية في الترتيب ويتجاوز فيه الخيارات الظرفية للدارسين ام ان ما يشبه الصدفة هو الذي يقرر حظوظ الانواع الادبية كما يقرر حظوظ البشر؟