نقوس المهدي
كاتب
عزالدين بوركة
ما معنى أن يُعدم الشاعر؟
ما معنى أن تعدم القصيدة؟
الشعر أبعد من أن يصير تهمةً، الشعر روح الشاعر التي لا تنضب ولا تفنى.
أشرف فياض أو فانوس الشعر، خطفته أيادي الظلام السعودية لتأخذه إلى غياهب استبدادها. إلى حفرها المظلمة، حيث ينتهي العالم، ويبدأ الظلام، حيث لا نور ولا قلب ولا حب، ولا شعر طبعا..
كيف للمجاز وللرؤية أن تُتّهم؟
الشعر أعظم إنجازات الكائن، لمواجهة الاستبداد والظلام، بكلمة مسالمة، لا تبتغي دما ولا قتلا.. إنه الروح السامية التي تدبّ في ذات الشاعر، الشاعر ها هنا: أشرف فياض، الذي أعتقل أول مرة وحوكم بأربع سنوات سجنا و800 جلدة، (2013) إلا أن هذا الحكم التعسفي الظالم، ما فتئ يتحوّل بعد استئنافه إلى حُكم الإعدام الغاشم. بتهمة المس بالذات الإلهية، عبر مجاز قصيدة. فكيف لشاعرٍ أن يُعدم بسبب ديوانه الشعري: "التعليمات.. بالداخل" (الفارابي، 2008)، عجيب هذا الأمر حدّ الجنون..
إنه جنون ظلامي، داعشي وإجرامي.. ومن هناك حيث أختطف منا أشرف، تنبع الظلامية والداعشية. فأليس قتل شاعر أو الحكم عليه بالقتل جريمة؟ أليس هذا عين ما تفعله تلك العصابة الوهمية الدموية داعش؟
أشرف فياض، ليس شاعرا فقط، بل فنان ورسام، إنه مبدع كأقل ما يمكن القول عنه. فالكلمة كما الرسم تنطلق عند من الذات وما يدور حوله في العالم، إنه يتفاعل فيقول فيفعل فيبدع. فنكون مع هذا الحكم الأسود نقف عند تسجيل تاريخي، لعملية استئصال للثائرين على الفكر الرجعي الديني، الذي لا يبتغي سوى العودة إلى الخلف. إلى عهد السيف وقطع الرأس.
كل ما نمتلكه الآن سوى تلك الكلمات البيضاء، المسالمة والثائرة في وجه أعداء الشعر والمستقبل. أشرف فياض لم يعد فقط شاعرا أو رساما وكفى بل صار رمزا نضاليا وإبداعيا، لمواجهة سرطان الداعشية والراديكالية الدينية التي تنطلق من حيث هو مسجون.
* من العدد الأخير لمجلة الموجة الثقافية (الذي تجدونه في الأسواق) ص6
.
ما معنى أن يُعدم الشاعر؟
ما معنى أن تعدم القصيدة؟
الشعر أبعد من أن يصير تهمةً، الشعر روح الشاعر التي لا تنضب ولا تفنى.
أشرف فياض أو فانوس الشعر، خطفته أيادي الظلام السعودية لتأخذه إلى غياهب استبدادها. إلى حفرها المظلمة، حيث ينتهي العالم، ويبدأ الظلام، حيث لا نور ولا قلب ولا حب، ولا شعر طبعا..
كيف للمجاز وللرؤية أن تُتّهم؟
الشعر أعظم إنجازات الكائن، لمواجهة الاستبداد والظلام، بكلمة مسالمة، لا تبتغي دما ولا قتلا.. إنه الروح السامية التي تدبّ في ذات الشاعر، الشاعر ها هنا: أشرف فياض، الذي أعتقل أول مرة وحوكم بأربع سنوات سجنا و800 جلدة، (2013) إلا أن هذا الحكم التعسفي الظالم، ما فتئ يتحوّل بعد استئنافه إلى حُكم الإعدام الغاشم. بتهمة المس بالذات الإلهية، عبر مجاز قصيدة. فكيف لشاعرٍ أن يُعدم بسبب ديوانه الشعري: "التعليمات.. بالداخل" (الفارابي، 2008)، عجيب هذا الأمر حدّ الجنون..
إنه جنون ظلامي، داعشي وإجرامي.. ومن هناك حيث أختطف منا أشرف، تنبع الظلامية والداعشية. فأليس قتل شاعر أو الحكم عليه بالقتل جريمة؟ أليس هذا عين ما تفعله تلك العصابة الوهمية الدموية داعش؟
أشرف فياض، ليس شاعرا فقط، بل فنان ورسام، إنه مبدع كأقل ما يمكن القول عنه. فالكلمة كما الرسم تنطلق عند من الذات وما يدور حوله في العالم، إنه يتفاعل فيقول فيفعل فيبدع. فنكون مع هذا الحكم الأسود نقف عند تسجيل تاريخي، لعملية استئصال للثائرين على الفكر الرجعي الديني، الذي لا يبتغي سوى العودة إلى الخلف. إلى عهد السيف وقطع الرأس.
كل ما نمتلكه الآن سوى تلك الكلمات البيضاء، المسالمة والثائرة في وجه أعداء الشعر والمستقبل. أشرف فياض لم يعد فقط شاعرا أو رساما وكفى بل صار رمزا نضاليا وإبداعيا، لمواجهة سرطان الداعشية والراديكالية الدينية التي تنطلق من حيث هو مسجون.
* من العدد الأخير لمجلة الموجة الثقافية (الذي تجدونه في الأسواق) ص6
.