-1-
ما لطيف مرابطا دوما ببابي،
في غرفة جلوسي ، في
غرفة نومي في
مكتبتي، جالسا على منضدتي،
يعبث باوراقي، يشخبط بقلمي،
مكررا نفسه كما في الف مرآة ،
هامسا، عابسا، يزم
بشفتيه اللذيذتين ، ضاحكا
مرسلا شعره على وجهي،
على عيني، فقحما يديه
بين كتبي، وذراعاه تتراقصان ،
وجسمه يفعي كالف افعى
في غابة تغيب...
مهم ٌ جداً أن يُعاد النظر في شعر السياب بعد رحيله بثلاثين سنة ، بجيل كامل ، للتأكيد على مكانته في تاريخ الشعر . هذه المكانة الراسخة التي جعلته جزءاً أساسياً من (تراث) الأدب العربي الذي راح يتراكم بحيوية هائلة منذ منتصف القرن العشرين ، معلناً مرحلة جديدة من مراحل الحضارة العربية . و ليس لنا إلا ّ...