حضرة الأستاذ الكبير
أشكر لك حسن ظنك بي وعنايتك بنتاج فكري الكليل وكنت قرأت بسرور ما دبجته يراعتك القديرة في نقد الرباعيات فلم آخذ عليها غير إطرائها لي أكثر مما أستحقه. أما نظرك في الادب فثاقب وكأني أرى اليوم الذي تعنرف فيه كل أبناء سوريا ومصر والعراق بنبوغك كما أعترف به أنا اليوم فلتفتخر بك...
دموعيَ يا ليلىَ إليك رسائل ... أبثّ صباباتي بها أو أحاول
ومن فشلت آماله في حياته ... فليس له غير الدموع وسائل
من السَّبْح قد كلًّت يداي وأرجلي ... أما لك يا بحر المحبة ساحل
أقول لقلبي يوم مات رجاؤه ... عزاَءك يا قلبي فإنك ثاكل
وقد أَتداعى للمنيَّة في غد ... كأني جدار ضعضعته الزلازل
على الأرض...
قبرَ الغريبة لا باكٍ ولا ناع = سوى محبٍّ من حزنه داع
قبر الغريبة لا ماء ولا زَهَرُ = إلاّ دموعي وأشعاري وأسجاعي
والشعر من عنصر الراديوم جوهرُه = فليس ينفكّ ذا ومضٍ وإشعاع
ماتت وصورتها في العين ماثلة = أخِلَّتي لم تمت أم لستُ بالواعي
كأنها من شقوق القبر ناظرة = إليّ نظرةً مُلتاعٍ لملتاع
نزيلةَ...
تَبارك حسن لَيلى إن لَيلى = كعابٌ شعرها الذهب المذابُ
عيون تفتن الألبابَ سودٌ = ووجه منه يندفق الشباب
لَقَد أَرسلت عَن بعد كتاباً = إلى لَيلى فَما رجع الجواب
فَما أَدري أَليلى لَم ترد أَن = تجيب عليه أَم ضاع الكِتاب
وَلَم أَر مثل لَيلى في حَياتي = فَتاة لا يمل لها جناب
يريد الحسن من لَيلى سفوراً...