ظلت ذراع الرجل العارية مرفوعة فى مدخل المنزل العطن، والناس تتمعن فى كل شرخ أو تنميلة فى واجهة البيت علها تتبين تلك الحركة الثعبانية المتوقعة، كل العيون ظلت مشدودة تتفحص المداميك وخشب الواجهة وجريد السقف وشروخ الحيطان.
ــ آخذ جنيه..
ومد ذراعه الرفيعة الشرسة إلى أعلى، إلى آخر الأعلى حتى كادت...
إنه السفر: هذا الارتحال من مكان لآخر, بالأقدام أو على جمل أو فيل أو حوت أو سيارة أو سفينة أو طائرة أو صاروخ, أو حتى – رعاك الله – على الأكتاف, من بيت لبيت أو من خيمة لخيمة أو من بلدة لبلدة أو من قارة لقارة, وقد بدأ يزحف على السفر الارتحال من كوكب لآخر, ولن يكون مدهشاً أن تكون أنت من كوكب الأرض...
عندما تحققت أمنية صابر أبومستجاب في أن يصبح له بيت جديد خارج البلد، واجه مشكلة حمارتهم، نعم: حمارة وليست حمارا، فقد كانت آخر ما بقي له من أثر أبيه حين كان يطلق عليها (الأتان) ولا نعرف حتى اليوم من أين حصل أبوصابر على كلمة الأتان الراقدة في بطون المعاجم ودواوين شعر جرير والفرزدق والأخطل حينما...
يا أيها الحزن البدين تحية، بدين؟؟ نعم: بدين مقابل الحزن الثقيل، أسوأ مدخل لقصة قصيرة في العالم والغيوم تتقافز في حلق الصباح مبتسمة كأنها تود أن توزع الظلام على الجميع، وهناك - في الأفق البعيد - اشارة واضحة لأفراح مبكرة: أناس يعلقون الاعلام كي ترفرف تحريكا للتفاؤل، فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب،...
ذات الوجه الجميل تستيقظ مبكرة في هذا الصباح :
وأول ما فعلته مدت أناملها وتحسست الراديو حتى عثرت على المفتاح، انهمرت أغنية غير واضحة ملفوفة في موسيقى ضاجة، خفضت من صوت الراديو حتى بدأت الموسيقى تنفصل عن تأوه أنثى تزحف خلف ذكريات كليلة، تثاءبت مرة أو مرتين ثم أنصتت فأيقنت أن الفجر على الأبواب،...
حاولت جادًّا أن أستبقي سائق السيارة ليتناول الشاي أو يأكل لقمة، شكرني بعد أن ساعدني في توصيل الحقيبة حتى الباب.. كان المشهد مذهلاً..
البحر يتمدد في زرقته حتى يلثم السماء في زرقتها، والمياه الناعمة تدفع بموجات صبيانية تعابث الرمال الطيبة، والبيت كالكوخ قابع على مسافة أمتار من البحر، يفتح فمه...
اللهم احمنا من الكاذب والمخادع وذى الصوت المنفر ، واكشف لنا – يا رب – نوايا ذى البالين المداور المناور واجعله كاسفا وارحمنا يا رحمن من قولة آثمة تدمع العين وتبلبل الخاطر وتفرق بين العيال ، وساعدنا يا كريم فى فهم حكاية سعيد الأسود الذى لم يكن أسود ، والذى ظل الخمسة والعشرين عاما الأولى من عمره...
محمد مستجاب (1938 ـ 26 يونيو 2005) أديب مصري معاصر، كتب القصة القصيرة والرواية والمقال الأدبي، تميزت أعماله بالاستخدام الراقى لمفردات اللغة وصياغة ابداعاته في جو يختلط فيه الحلم مع الأسطورة مع واقعية ساخرة.
السيرة
ولد محمد مستجاب عام 1938 في مركز ديروط بمحافظة أسيوط، وعمل في الستينات في مشروع...
يحق لى أن استخدم هذه الكلمة ..مستجابيات ..للتعبير عن حيرتى فى تصنيف سلسلة الكتابات الأخيرة التى أصدرها الراوائى الكبير محمد مستجاب ( رحمه الله ) ، مستفيدة فى هوامشها ومتنها من لقبه الذى خلعه على أبطاله فجللهم بالفخار والعار وجعل منهم حكماء وحمقى وأمراء وصعاليك على نحو ما نرى فى مستجاب الأول...
خمسة مآلهم الجنة: مستجاب الأول لأن جهنم لم تكن اكتشفت بعد، وأم آل مستجاب لأنها أم آل مستجاب، وجبار يتيه في الأرض مرحا قال "لا" لامرأتين متتاليتين ثم قال نعم لأول رجل يقابله، وبليغ قرقعت الحروف في حنجرته حتى وقع بين شطري قصيدة قديمة، ومستجاب الخامس الذي فاته اعتلاء أريكة آل مستجاب مرتين:
الأولى...
مثل البرق ومض الأديب محمد مستجاب واختفى.. جاء موته صادما ومفاجئا للوسط الثقافي العربي كله.. فقد كان الاديب المصري الراحل يتدفق حيوية ونشاطا وهو في الثامنة والستين من عمره.. لكنه انسحب من الحياة بهدوء بعد ان خاض غمارها وذاق مرها طويلا.. وذاق بعض حلوها قليلا.. فقد حال الفقر وشظف العيش دون ان يبدأ...
طوبى لمن وضع زهرة على قبر او قصر او صدر ، ولمن ولد فى الشهر السابع او الثانى عشر ولحلق يصبح حلقوما ولمن ذبح حصانه الوحيد كرما ، طوبى لمن جثا استغفارا او اشتهاء، ولمن حمل على الظهر صليبا ولمن اشعلت النار تحت ماء الحصى تضليلا لجوع عيالها ، ولخشم يصبح خيشوما ، ولزمن كانت الزوجة فيه تجمع اشلاء...