إشارة :
رحل شاعر العرب العظيم ومؤسّس الحداثة الشعرية العربية “بدر شاكر السيّاب” في يوم 24 كانون الأول من عام 1964 ،وكان يوماً ممطراً لم يعثر فيه الشاعر “علي السبتي” على بيت السياب في الموانىء بالبصرة فقد أفرغته الدولة من عائلته لعدم دفعها الإيجار، فسلّم التابوت لأقرب مسجد. وعلى الرغم من مئات...
في المحاريب كنتُ
أصفّ قدميّ الصغيرتين
وهما تتوجعان
ولأني أخاف أن تصرف وجهك عني لم أتلفت
نهشني الجوع ولامتني أمّي لأنني هزيل
كنتُ أخجلُ منك عندما أجوع
أخجل من انصرافي عنك الى الطعام
حذّرتُ نفسي من اللعب وربطتها عند شيخي
امتلأ صدري برائحة البخور
كنتُ أثبت لشيخي أنني أقوى منه
وأنني أقرب منه اليك...
ماذا كنت تقول لموتك يا ابن الحنتوش
حتى روضتَ جسارته
فالموت عضوض
أسرع من ماشة خباز
وأصابع حلاق
في الديوانية
جاع الجوع وما جاع الشاعر
في رئتيه شمس عاشقة
من بلد النهرين
ومن الشطرة (رسميةُ) شاعرة
تلقط حب الكلمات وتزرعه
في الديوانية بين الشطرين
آخ يا ابن الحنتوش
تركت العيد بلا عيد
وانتبذتْ روحك...