حاتم عبدالهادى السيد - ميتافيزيقا السرد المثيولوجى في "جبل التيه" للروائية الشاهقة منى العساسى

تحيلنا الروائية المائزة / منى العساسى – منذ البداية إلى السرد المثيولوجى؛ الغرائبى والإدهاشى في روايتها : " جبل التيه " وبحسب العنوان الملغز عن ذلك الجبل الذى يحيلنا إلى " تيه بنى اسرائيل" في جبال سيناء؛ أو إلى التوهان عبر الزمن، خارج نطاق الميتافيزيقا، حيث تفككت شيفرة السرد عبر السياق لنعرف أن جبل التيه هو جبل سحرى، خارج نطاق الفيزيقا، وخارج نظام النسبية الذى تحدث عنه " أينشتاين"، فهنا أهوال ورعب، وحيات، وبوم وأفاعٍ وغربان؛ وصراعات بين عوالم غريبة مع سكان الأرض؛ وهنا الرعب رأيناه متجسداً عبر الشيطانة " ليليث " والتي تملك مفاتح السحر والنار والجحيم، فهى تحيل الأرض إلى عواصف من النيران، تقتلع الشجر والحجر، وتودى بكل شىء إلى دمار وهلاك، وكأننا أمام سينما " هاى بوتر" أو سينما الرعب، فهى رواية تصلح لأن تقدم " أدب الرعب"، و " سينما الأسطورة "، عبر خيال ممتد؛ سيميائى، ساحر، وعبر غرائبية، ولا توقعية للأحداث المتتابعة، وعبر فرادة ماتعة لسرد شاهق أثير، يحيلك إلى تشاركية – كقارىء – معها طوال الوقت؛ فلا تريد أن تترك الرواية إلا بعد أن تنته، وتلك لعمرى مفرقات السرد؛ وإدهاشياتهالسيميائية، عبر المعادلات الموضوعية، والفنية، والضمنية التى تحيلنا إلى كوامن الخوف والفزع والرهبة – طوال الوقت – والترقب لما تسفر عنه خيالات المثيولوجيا عبر السرد مابعدفيزيقى، وما بعد حداثى؛ شاهق، ومثير، وملغز، يتلبسككقارىء فتشعر بكل عواطفك تتداخل عبر أحداث الرواية، بل وتجعل القارىء يتشارك عبر وجدانياته أحداثها، يشهق، ويحزن ، ويبكى، ويسعد، ويترقب، وكأنها رواية تسبطن الذات النفسية ، " رواية المشاعر الإنسانية الكامنة في الشعور، واللاشعور "، ورواية القرن بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ للبذاخة والوضاءة ، عبر السرد اللاميتافيزيقى الذى لا يعير للزمن اعتبارية، ولا يحفل بالتقاويم كذلك؟!.

كما تبدو فكرة " السفر عبر الزمن " متجسدة في الرواية، وكأننا أمام " رواية فلسفية " ترصد علوم الفلك، والنجوم، والكون والعالم والحياة، : " رواية علمية" ؛ أو " خيال علمى " شاهق؛ يفتح أفقاً للمخيال الوسيع للعقل، عبر عوالم وتخييلات، تفوق ما عرفناه في حكايات " ألف ليلة وليلة"، او " حكايات الجان والعفاريت والشياطين والكائنات الأخرى " التى قرأنا عنها، فهى رواية تضم ذلك، وترتفع عنه لتماهى أقصى حالات التخييل والغرابة والخوف، والجمال ، عبر لغة سيميائية ساحرة تنساب كسرد راوٍ عليم، عارف بخبيئات الحكى، ومثيولوجياتهالتى تؤثر في نفوس البشر فتستقطبها، وتمسك بها لتتدافع، وتعيش أحداث الرواية – كما كتبتها - ، وعبر تخييلاتها، التى تربط الواقع في قرية " الغريق " بالواقع اللازمانى، واللامكانى في جبل التيه السحرى، الملىء بالحكايات، والألغاز عبر السيد ( اسماعيل ) وأمه، وربيع أخوه، الذين كانوا يعيشون في القرية على الأرض، في " قرية الغريق والتي يموت فيها كل مولود، فنرى الأم " امينة " تذهب إلى العرافة "تبه" لتحاول أن تمنع هذا الموت، فإذا " ليليث " لديها قد فتنت " بالوليد اسماعيل " وسحرته ووشمته، وجعلته في حراسة " الحية" ، كما سحرت ابنها الثانى " ربيع" ووضعت على كتفه وشم البومة، ليتحول السرد من الريف وواقعيته، إلى السيميائية والسحر، عبر قرية الغريق التى تعانى خوف وشبح الموت من ذلك " الغريق " الذى قتل ، وألقيته جثته في النهر، لتتحول القرية إلى جحيم فتنام من الخامسة مساءاً إلى الخامسة صباحاً ، ومن يخرج من بيته في هذا التوقيت تلتهمه الحيات وتصفعه البوم، ويموت في الحال.

إنها " رواية المثيولوجيا " بإمتياز، وأضافت لها / منى العساسى – ببراعة " أسطورة ليليث " تلك الفتاة التى تمتلك قوة خارقة، قتحرق وتقتا الجميعن وتقلب البحار والأنهار، وتقتلع الأشجار وتنشر الدمار بين سكان الأرض. فقد وشمتهما ليليث، بعد أن أغرمت بالرضيع " اسماعيل" واصطفته لنفسها ووشمته بسحر " هاروت وماروت" وسحرها الخاص، فأصبحت له القوة ، لكنه خالف أوامرها، حينما نادته والدته " أمينة" بعدم سماع قولها، فهى شيطانة، وهذا السخر سيبطله الله تعالى يوماً ما، ومن يومها، احترق أغلب سكان الأرض، بعد أن خالفهما اسماعيل ولم ينصع لأوامرها بعد أن امتلك قوة هائلة ولم تعد لها السيطرة عليه بعد حفل التصيب الأول والثانى، إلا أنها سجنته في " جبل التيه المسحور " ليعيش محاولاً الخروج من هذا المكان الذى لا يعرف تقويمات، فهو خارج الزمان، ولقد أصبح يكبر أمه أمينة بسبعين سنة، والتي انتقمت منها " ليليث" لتحريضها لإبنها على عدم الإنصياع لأوامرها لتجد نفسها ممزقة الثياب بجانب قطار في صعيد مصر، فتلتقى بالشاب " خالد " الذى يمسك هاتف المحمول كالشباب فيرق لحالها، فتخبره بإن يهرب فستنتقم ليليث من الجميع وستتحول القرى والمدن إلى كرات من النار إلا أن خالد ظنها مجنونة، لكن ما لبثت أن تحقق نبوءتها، وجاءتهما " الحرية سربونة" لتبتلعهما لينجوا من الهلاك المحقق، ويجدا أنفسهما في " جبل المثيولوجيا والأساطير " – خارج حدود الزمان ونبيته، بل خارج حدود العقل والتخييل، فإسماعيل ابن أمينة أصبح سيد الجبل ومع البقة التى نجت من النار " كأصحاب سفينة نوح " لتبدأ حياة جديدة، وحكايات الخيال العلمى، والمثيولوجى، والأسطورى، حيث يتشابك ما هو علمى بما هو فنتازى، وماهو واقعى بما هو تخييلى، وحيث لا زمكانية محددة، فهم جميعاً خارج حدود الزمان، او أنها رحلة كونية لعوالم أخرى، عبر " ليليث " التى تسكن الأرض الرابعة، وحولها الأفاعى والحيات والبوم ، والشياطين والجان الذين يسترقون السمع، وكأننا أمام حياة النعيم والجنة على جبل التيه المزخرف برسوم تاريخية، وحياة ملكية، وقصور من زجاح وألماس وجمال مشهود، وبين جحيم " ليليث " وزبانيتها الذين يحيلون الأرض إلى فناء ، وروائح عفنة لجثث متراكمة ، وعبر مثيولوجيا السرد المرعب، السيموطيقى، نرى محاولات هذا السيد و " خالد " بتليفونه المحمول " لمحاولة الخروج من شرنقة الزمن، وعودة جبل التيه إلى وضعيته بعد القضاء على ليليث " شيطانة الشر الرهيبة" ومن معها.

وكأننا بصراع المثيولوجيا، او أفلام الرعب ، عبر خيال علمى مثيولوجى ساحر، يوظف الأسطورة لخدمة السرد السيميائى المثيولوجى، ويمزجهما لتكوين سرد جديد، عبر المخيالالذى يخلط التكنولوجيا المتمثلة في " المحمول " بيد خالد، ومعمل السيد وخرائطه الكونية الفلكية، فهو صراع تتكامل فيه مقومات التاريخ والعلم لتقدم لنا رواية مغايرة، رواية " ما بعد حداثية " تمزج السرديات بكل أشكالها عبر المخيال، وتربط الواقع بالمتخيل، والأرض بالسماء وما فوقها، وما تحتها كذلك.

ولعلنا نرى تدافع الدهشة والخوف لخالد الذى وجد نفسه في عالم غريب، فبدأ يستعيد جكايات الفقر على الأرض، ومريم حبيبته التى تركها بعد رحلة حب ممتدة، وراتبه الذى لا يجاوز الألفين جنيها ولا يستطيع الزواج بها رغم رحلة العشق الممتدة، الرحلة الإفتراضية " عبر شبكة الأنترنت، واللقاءات القصيرة التى جمعتهما خلف أعواد القصب والبوص في القرية، وشفقة خالد عليها لإنتظارهاالميئوس منه لفقره هو ووالده، ومصاريفه على أهله كذلك، لكن ما كان يحزنه أكثر هو موقف وهلع والدته بعد اختفائه، وشوقه كذلك إلى معشوقته مريم، ليجد نفسه في جبل التيه مع هؤلاء الذين يعيشون الأسطور عبر مثيولوجيا ما وراء الزمن، أو ما بعد الحداثة كنهج روائى ماتع، وجميل، وشاهق، وغرائبى ومثير وملغز كذلك حتى النهاية التى ربما لا تتكشف إلا في آخر نقطة من هذا السرد الماتع الجميل.

وللعجب يذهب السيد مع خالد إلى " تبة" العجوز الساحرة التى سجنها اسماعيل فلما رأت " خالد " كشفت عن ظهرة، فإذ به تشوه جينى وخطوط متعرجة وبدأت ترسم بالفحم على ظهره فتشكلت " الخريطة النجمية " وبشرتهم بأنها " نهاية لليث " بمجىء هذا المسافر- كما أسموه ، وكأن خالد قد أرسلته " العناية الإلهية " لإنقاذ سكان جبل التيه من سحر وسجن ليليث، واعادة الحياة والإستقرار والسلام، إلى الأرض وسكانها كذلك ، ولنلحظ جماليات السرد المدهش، المخيف في لقاء العرافة بخالد


وربما لا تكتف / منى العساسى بحكايات المثيولوجيا، فما خلف ظاهر السرد يخفى رسالة تتكشف عن الواقع الحياتى عبر الحديث الذى دار بين السيد وخالد، وضمنته رواياتها الأسطورية لتمزج العام بالخاص وتدلف إلى غائية الرواية، وتشير إلى مناطق في المجتمع م الواقع ومشكلاته، لتربط الواقع : " الحياة الحقيقة بعالم الحلم، ثم تعيدنا إلى الواقع من جديد، ولنا ان نعرض هذا المقطع السيميائى، عبر فلاشا الرجوع بالزمن إلى الحياة في الأرض ، ولنلحظ تقارنية الرؤى، ونقد المجتمعات والعالم بشكل واصف، ساحر عبر هارمونية السرد المتداخل، توقل : (ذهب خالد والسيد إلى العين، نزع خالد قميصه ثم جلس قرب العين، وتلا عليه السيد العهد، أضاءت الخريطة النجمية على ظهر خالد، وظهر بالعين صورة الفتاة التي كان قد وصفها عَلَم، الفتاة مشدودة الوثاق داخل سائل في الأرض الثانية.

قال السيد: إنها المفتاح.. يجب أن أحررها، عليَّ أن آتي بها إلى غرفة الخلاص حيث أحجية الألف حرف.

أجابت العين: إن المسافر هو من يجب أن يذهب إلى أرض الظلمات، هو وحده من يملك تحريرها، هدأت العين ووقف خالد الذي شعر بأن جلده كان يحترق، وحاول تلمس فقراته يتفقد مصدر الألم المفاجئ فلم يجد شيئًا فارتدي قميصه.. وقال: دعني أذهب إلى هناك أيها السيد.

أجابه السيد: الأمر ليس بتلك السهولة يا خالد، أرض ليليث هي الجحيم، لا أستطيع حمايتك هناك، عليَّ أن أدرس الأمر وأبحثه جيدًا، فذهابك وحدك هلاك محتوم لنا جميعًا إن سقطت بين براثن ليليث، ما من نجاة لنا.

ابتسم خالد للسيد الذي بدا جادًّا للغاية وهمس: أيها السيد، أتيت من العام ألفين وتسعة عشر، وصل فيه سكان الكرة الأرضية ما يقارب الثمانية مليار نسمة، وهذا عدد مهول جدًّا، لكن توزيع الأعداد والثروات على هذه الأعداد شيء هزلي للغاية، فهناك بلد تجد عدد سكانها لا يزيد عن المليون وتملك ثروات تكفي مئة مليون، وهناك بلد تخطى عدد سكانها المئة مليون يتحكم في ثرواتها عشرة آلاف، وباقي شعبها بالكاد يعيش، وبلدان بلغت من التطور العلمي والتكنولوجي والثروات والقوة العسكرية والسطوة السياسية ما تحكم به العالم وتتحكم في مقدرات الشعوب، أصبح هناك ما يسمى بالحروب الجرثومية والحروب الكيميائية والنووية وتهجين لنوعيات وسلالات جديدة للفيروسات القاتلة، أصبح هناك شعوب بكاملها تُباد لصالح دول تعمل كمافيا للتحكم في العالم، أصبح هناك من البشر أنفسهم منظمات وعلماء ومفكرين يقررون من يجب أن يعيش ومن يجب أن يموت نيابة عن الرب، عبر انتقاء السلالات، أصبح هناك دول تنظم رحلات كونية للسفر للمريخ، وبلدان لا زالت تجد صعوبة في توفير منظومة صحية آدمية لشعوبها، وشعوب تعاني من الفقر والجوع والمرض، ولا أحد يأبه لهم، سوى بعض البلدان والمنظمات التي سخفًا تلفت انتباه العالم لحسها الإنساني، فترسل بعض القوافل الطبية والغذائية التي تنفد بعد شهر أو شهرين أو حتى سنه، ثم يعود الحال لما كان عليه من جديد، شعوب انطلقت وغزت الكون، وشعوب لا زالت تجلس على مساطب العته الفكري تتحدث حول اللباس الشرعي للمرأة وتأثيره على غرائز الرجل، أتيتك من العام ألفين وتسعة عشر بعد انهيار عديد من البلدان وضياع العديد من الشعوب وتشردها وسقوطها في شرك الحروب الأهلية والأطماع السياسية...... صمت خالد لحظة ثم أردف: لا تخشَ شيئًا أيها السيد، إن انتهى بنا جميعًا الأمر هنا، فصدقني هذا أفضل بكثير من أن تعيشوا في العام ألفين وتسعة عشر في وطن يدفعك للانتحار في كل لحظة.)

إنه حوار الحضارات وصراعاتها لنتمثل " صموئيل هنتجون" وأحاديثع عن الصراع بين الحضارات والثقافات، وتقارنية الرؤى للعالم، وتناقضات الطبقية، وصراع السلطات والقوى عبر أنظمة تحكم العالم، وكتب قد رأيناها تنذرنا بذلك، وتجسدها الكاتبة – هنا ببراعة – عبر سرد أنيق، حالم، وانتقادية للمجتمع بشكل غير مباشر، وكأننا أمام تشابك ماهوسياسى، بماهومثيولوجى، وماهوتخييلى بما هو واقعى، وما هو سماوى بما هوى أرضى عبر صراع القوى المتخالفة ، عبر أفضية الكون والعالم والحياة.

إنها رحلة الخير والشر، القوى أمام الضعيف، السماء وعوالمها، والأرض ومعالمها، الزمان واللازمان، والكون والطبيعة والإنسان، رحلة فلسفية ميتافيزيقية تستدعى العلوم وتكامليتها، والفلسفة وتحويراتهانوالمخيال والتخييل وما بينهما لنرى القوة وصراع الحق والباطل، وتجسد وحدانية الله، رغم وجود الشيطان/ او الشر، ورغم لعبة الأقدار : المُسَيَّر{ ، والمُخَيَّر{، عبر أسئلة الفلسفة والوجود، وربما العدم كذلك.

ولعلنا نلحظ لا معقولية السرد المدهش؛ وحرب الجحيم، ودخول مريم محبوبته إلى جبل التيه، عبر سرد تخييلىإدهاشى وحروب بين السماويين وسكان الأراضين ، ومن ثم نصطدم فى النهاية بأنها كانت رحلة تخييليةفى عقل أمينة التى أصابتها الهلاوس، ونسجت لنا هذا الإبداع الشاهق، المرعب، الملغز، والجميل أيضاً .

إنها رواية الدهشة، اللامعقول، الحلم، العبث، الميتافيويقا، الفلسفة، الحب، العشق، والخوف والظلام، والرغبة ، وهى فى كل –أى الكاتبة – استطاعت أن تجمع كل ذلك عبر سرد عجائبى، مخيف، عبثى، حقيقى، فانتازى، خيالى ، ملهم، ورائع حقاً .

تظل الروائية / منى العساسىفى هذه الرواية – كما أزعم – متربعة عرش أدب الرعب، وروايات الخيال العلمى، وقد مزجتهما معاً ، وتشابك ما هو واقعى بما هو تخييلى لنقف على رواية أشبه بالتلبس، بالرعب، وبالجمال الذى يصل بنا حد الجنون، وبالقلق، الذى يوصلنا إلى البكاء ، والتعاطف مع صور الجن والساحرات والثعابين والكائنات المخيفة ، لتربط المثيولوجيا بالأسطورة، والرواية بالواقع والتخييلى، لتقدم لنا رواية " ما بعد حداثية- غاية فى الروعة والإبهار، والجمال عبر الكون واللاميتافيزيقا، وعبر العلم والفلسفة، والسيمياء ، لننشد معها الجمال الذى يوصلنا إلى اليقين، وقدرة المولى الكريم عبر الكون والحياة والعالم أيضاً .

ستظل رواية " جبل التيه " من الروايات المهمة فى تاريخ الرواية المابعدحداثية، التى تحتمل كل التصورات وتجمع بين العلوم والمتخيلات لتعيد انتاجية أسطور جبل التيه، والعراك والحروب بين عوالم متعددة، لكن الإنسان بعقله يقهر الشياطين والجان، وبإيمانه يصل إلى خالق كل شىءفى الوجود والعالم والحياة .

حاتم عبدالهادى السيد



1604760917343.png

1604760901321.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى