عمر سيدي محمد - الحسّانيّة.. الأمثال الحسَّانيّة (6) هَاحْ ألّ لِبْرُودْ وِالْبَنْ لِفْقُودْ

- إيضاح المفردات:
هَاحْ: كلمة تُقال عند الشعور بالمتعة بعد الألم أو السعة بعد الضيق. وأمّا من تألّم أو طَرِبَ فإنه يقول "هَحّْ"
أَلَّ: كلمة للتأكيد بمعنى بَلْ إنّهُ.
لِبْرُودْ: البرود ومقصود به هنا حسن الخُلق وزين الطباع.
اللبن: إذا جاءت هذه الكلمة مطلقة في الحسّانيّة فالمقصود بها اللبن الحليب دون الرائب.
لِفْقُودْ: كلمة تطلق على حليب المعز أو الضأن، ويقال لحليب الإبل أو البقر خلْفَة.
ويعرف أهل "لِفْرِيگْ" الفرق بين لبن "عنز والد" و "عنز افقود" والتي غالبا مايكون ولدها قد بلغ شهرين أو أكثر وقد يكون ذُبِح لضيف حيث أول مايُذبح هو الجدي وبالتالي تصبح أمه فَاقدا كما تقول العرب للمرأة إذا فقدت ولدها.
أو هل هي بالغين "لِفْغُودْ" ؟ لست أدري حتى الآن وعسى أن يكون فيكم من يأتينا بالصواب. وأهل اليُسر لايشربون لبن الغنم بل يشربون لبن البقر فقط أي لبن الخلفة وبالتالي يُعيّرون أهل الغنم بشرب "لفقود". والمثل من ورائه قصة خلاصتها أن امرأة تزوّجها رجل صاحب بقر ولكنه حادّ الطبع سليط اللسان لايُفوّت صغيرة ولاكبيرة فَلَمْ تُطِقْه وطلبت الطلاق ففعل. مرّت الأيام وتزوّجها رجل آخر صاحب غنم كريم الطباع هادئ البال مُطمئِنُّ النفس. وشاء الله أن مرّ بهم الذي كان تزوجها من قبل فقال لها مُتَشَفِّياً: رجعت للبن الغنم (لِفْقُودْ) ؟ فردت عليه:
#هَاحْ_ألّ_لِبْرُودْ_وِالْبَنْ_لِفْقُودْ.
- الحكمة من المثل: للإنسان كرامة لايبيعها بثمن.
#نِصّْ_امْعَ_لِهْنَ_زَاكِي
- إيضاح المفردات:
نِصّْ: مكيال قدره ملء اليدين منبسطتين مرّتين. وأهل لفريگ أصغر مكيال عندهم هو الغَرْفَة وهي ملء كف اليد ثم الغرفتان وهما ملء اليدين ثم النّصّْ وهو أربع غرفات ومِكْياله نُسمّيه "النّصْفِي" وهو يحمل معنى النّصيف عند العرب قديمًا، وهو مكيال أساسي جدا ومتوفّر عند أهل كل خيمة يستخدمونه يوميًا. ثمّ "النِّفْگَة" وهي ضعف "النِّصّْ" ومن الذرة يقارب وزنها الكيلو. ثم "اِلْمِدّْ" وهو أربع "انْفَاگِي"
لِهْنَ: الهناء، وتعني في الحسّانيّة الاستقرار والهدوء وترك الأسفار. وأما الهناء فهو "اِلتَّمَانُوكِتْ"
زَاكِي: مُبَارَكٌ طَيّبٌ.
- المعنى الحرفي: نَصِيفٌ واحد مع الاستقرار مُبَارَك.
- الحكمة من المثل: حياة الهدوء والاستقرار مع قليل المؤونة خير من الأسفار والمغامرات التي لم تُعَدَّ لها عُدّتها جيدا وباالتالي قد تنطوي على كثير من المتاعب والنّدم والحنين إلى الاستقرار وجمع الشمل.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى