المكي الهمامي

《ألف》 أَنا الْوَلَدُ الْمُسْتَبِدُّ بِمَا يَشتَهِيهِ. أَضَأْتُ بُرُوقَ الْغَوَايَةِ بِالرَّفْضِ وَالْمَحْوِ وَالْهَتْكِ. أَبْقَيْتُ بَعْضِي. وَأفْنَيْتُ بَعْضِي. ذَهَبْتُ، إِلَى مَا يُحِبُّ الْمُحِبُّ الْبِدَائِيُّ فِي مَنْ يُحِبُّ. قَرَأْتُ كِتَابِي، عَلَى الْخَلْقِ، مُرْتبِكًا، كَرَسُولٍ...
■1■ قَصْرُ العَدَالَةِ واقِفٌ، لاَ يَنْحَنِي إلاَّ لِطاغِيَةٍ بَغَى.. لاَ يَنْثَنِى، أبَدًا، سِوَى لأَصابِعِ المُحْتالِ والرَّاشِي وسِمْسارِ المَواشي والعَبيدْ.. ▪ قَصْرٌ كَبِيرٌ، بابُهُ السِّرِّيُّ أَعْرِفُهُ، وتَعْرِفُهُ، ونَعْرِفُهُ، جَميعًا.. [حِرُّ عاهِرَةٍ..!] مَسالِكُهُ الدَّعارَةُ،...
أَعْتَرِفُ، الآنَ، أَنَّ القَصِيدَةَ كُوبٌ مِنَ الشَّايِ مُزْدَحِمٌ بِعَوَالِمِهِ المُخْمَلِيَّةِ.. شَايٌ يَبُوحُ بِأَسْرَارِ عُشْبَتِهِ، وَيُحَدِّثُ عَنْ كُنْهِهَا الخَاصِّ.. تَشْرَبُهُ بِتَلَذُّذِ نَشْوَانَ، مُشْتَعِلاً بِالبِدَايَاتِ؛ تَسْتَرْجِعُ العُمْرَ، فَاجِعَةً تِلْوَ فَاجِعَةٍ...
كَنَبِيٍّ سَأُصْلَبُ فِي آخِرِ الْحُبِّ، مَا مِنْ مَفَرٍّ..! سَأُقْتَلُ مُسْتَمْتِعًا بِحَرِيرِ الْمَمَاتْ..! وَأَعْرِفُ أَنَّ الْخَسَارَةَ أَبْقَى، لِمَنْ إِرْثُهُ الْكَلِمَاتْ..! وَأُدْرِكُ أَنَّ الْمَتَاهَةَ، إِذْ يَعْصِفُ الشَّوْقُ، أَنْقَى، لِمَنْ قَلْبُهُ دَرْبُهُ فِي الْحَيَاةْ..! ○...
حَلَّقْتُ في أَسْمَائِهِ؛ ولَقِيتُهُ، فَرْدَيْنِ.. قِنْديلٌ مِنَ الأَشْواقِ قامَتُهُ.. وخاتَمُهُ الدَّليلُ، كَنَجْمَةٍ في لَيْلَةٍ دَكْنَاءَ.. [كانَ فَراشَةَ عاشِقٍ صَفْراءَ، تَلْمَعُ دُونَ خَوْفٍ، في امْتِدَادِ الرُّوحِ..!] ○ قُرْبَ مَقامِهِ، الأَشْجارُ ناطِقَةٌ.. وشاهِقَةٌ مَنازِلُها...
مُحْتَمِيًا بالجُذُورِ، اخْتَبَأْتُ من المَوتِ.. حاوَلْتُ أَنْ أتنفَّسَ رُوحَ المكانِ، وأَستنطِقَ الصّمتَ فيهِ.. ○ وحَاوَلْتُ أَنْ أتخبَّأَ منِّيَ، في جَوْفِ خرُّوبةٍ، وأُحِسَّ بنفسِيَ فيها، كأنِّي ابْنُها الضَّالُّ آبَ إليهَا، هَوًى.. جَسَدي يَتَداخَلُ في لحمِها.. ودمِي نُسغُها.. وخطاطيفُ...
أُبْصِرُ، الآنَ، نَجْمِي؛ وَأُدْرِكُ أَنِّي الْغَرِيبْ.. يَدَانِ إِلَهِيَّتَانِ تُضِيئَانِ دَرْبي. وَقَلْبِي الْحَمَامَةُ فِي أُفْقِهَا، تَتَوَغَّلُ مَنْذُورَةً لِلْهُبُوبْ.. تَدَرَّبْتُ، كَالْأَنْبِيَاءِ، عَلَى لُغَةٍ حَاصَرَتْهَا الْمَشَانِقُ.. أَعْدَدْتُ شَايَ الْمَسَاءِ اللَّذِيذَ...
{1} اِشْرَبْ مَعِي، فِي صِحَّةِ الْمَعْنَى الَّذِي يَبْدُو، أَمَامِي، غَيْمَةً تَتَكَشَّفُ.. العِشْقُ يُوشِكُ أَنْ يُضِيءَ مَتَاهَةَ الْأَكْوَانِ، إِذْ تَخْضَرُّ فِيهِ الْأَحْرُفُ.. وَأَنَا أُرِيدُكِ..! فِتْنَةٌ هَذَا الْحَرِيقُ..! وَلَعْنَةٌ أَنْ أَحْتَوِيكِ، وَأَقْطِفُ.. أَحْتَاجُ...
مُحْتَمِيًا بالجُذُورِ، اخْتَبَأْتُ من المَوتِ.. حاوَلْتُ أَنْ أتنفَّسَ رُوحَ المكانِ، وأَستنطِقَ الصّمتَ فيهِ.. ○ وحَاوَلْتُ أَنْ أتخبَّأَ منِّيَ، في جَوْفِ خرُّوبةٍ، وأُحِسَّ بنفسِيَ فيها، كأنِّي ابْنُها الضَّالُّ آبَ إليهَا، هَوًى.. جَسَدي يَتَداخَلُ في لحمِها.. ودمِي نُسغُها.. وخطاطيفُ شوقي...
المَجْدُ للشُّهَدَاءِ..! لاَ ضَوْءٌ يُضِيءُ اللَّيْلَ، غَيْرُ قَذائِفِ الأَعْدَاءِ..! ◇ مَنْ غَيْرُ غَزَّةَ يَرْفَعُ الأَقْمَارَ شَاهِقَةً، وَيَكْتُبُ بِالفَنَاءِ بَقَائِي..؟! ◇ مَنْ غَيْرُهَا يَهَبُ القَصِيدَةَ صَوْتَهَا العَالِي..؟! الْخَسَارَةُ لُؤْلُؤُ الأَسْمَاءِ..!! ◇ الآنَ، أُدْرِكُ...
(إلى أشرف فيّاض.. إلى أشرف العربيّ..) ظَلاَمٌ كَثيفٌ، هُنَا وَهُنَاكَ، كَأَنَّ المَدَى مُقْفَلٌ..! وَكَأَنَّا نُقِيمُ عَلَى حَافَةِ المُنْتَهَى..! وَلِأَنَّ القَصَائِدَ أَكْثَرُ صِدْقًا، وَأَعْمَقُ مِنْ شَهْقَةٍ فِي الضُّلُوعِ، رَأَيْنَاهُ مُخْتَلِفًا عَنْ سِوَاهُ؛ لَمَحْنَاهُ، وَسْطَ...
(إلى تَمَغْزَةَ، الواحة الجبليّة المخبوءة في ملكوت الجنوب التّونسيّ) هِيَ الْوَرْدَةُ الْمَلَكِيَّةُ غَافِيَةٌ فِي صَحَارَى الرِّمَالِ الْبَعِيدَةِ، تَحْضُنُ غُرْبَتَهَا غَابَةٌ مِنْ نَخِيلٍ، تُطَوِّقُهَا بِأَصَابِعَ خَضْرَاءَ خَضْرَاءَ… وَحْدَكَ، كُنْتَ السَّمِيَّ، تُرَاوِدُهَا شَاعِرًا...
(إلى أشرف العربيّ..) ظَلاَمٌ كَثيفٌ، هُنَا وَهُنَاكَ، كَأَنَّ المَدَى مُقْفَلٌ..! وَكَأَنَّا نُقِيمُ عَلَى حَافَةِ المُنْتَهَى..! وَلِأَنَّ القَصَائِدَ أَكْثَرُ صِدْقًا، وَأَعْمَقُ مِنْ شَهْقَةٍ فِي الضُّلُوعِ، رَأَيْنَاهُ مُخْتَلِفًا عَنْ سِوَاهُ؛ لَمَحْنَاهُ، وَسْطَ المَسَالِكِ، مُحْتَفِلاً...
(1) الحَيَاةُ مَكِيدَةٌ أُنْثَى.. مُحَاوَلَةٌ فِي السُّقُوطِ، صُعُودًا.. مُغَامَرَةٌ فِي الذَّهَابِ بَعِيدًا، إِلَى.. أَقْرَبِ المُمْكِنَاتِ...! (2) الْحَيَاةُ -أُحَاوِلُ نَحْتَ العِبَارَةِ- تَاجُ الخَسَارَةِ.. لاَ شَيْءَ...! لاَ شَيْءَ، حَقًّا...! (وَدُونَ مُبَالَغَةٍ أَوْ مَجَازٍ..!!) وَمَا...
[إلى غار الملح: مدينة القلاع] كُنْتُ مُفْتَتِنًا بِالقِلاَعِ.. ثَلاَثُ قِلاَعٍ تُراقِبُني في صَبَاحَاتِ أفرِيلَ.. تُلْقي علَيَّ التَّحِيَّةَ مزهُوَّةً.. وتَمُدُّ أصابعَها كَيْ تُصافِحَني؛ وتُعانِقَ أَجْنِحَتي، وَهْيَ تَكبرُ شيئًا فشيئَا، وتَرْتَادُ بِي زَمَنًا غابِرًا لا يُسَمَّى.. ○☆○...

هذا الملف

نصوص
52
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى