فوزية العلوي

كل النجوم تؤدي إلى الليل الا واحدة تؤدي إلى حلمي الآن الآن حصحص القلب وتنفّس كما الفجر.... وتجلى لي ما تجلّى ورأيت فيما يرى التائه الحيران بئرا معطلة وأقداحا من الخزف المحمي الذي ظمئت حوافيه وأفوافا من الزنبق البريّ وأجرانا من القمح لقوم بادت أصابعهم وتساقط الطلّ على أوهامهم فعطا نبات البيلسان...
هل لا بدّ من ليل لأصير نجما ومن مطر لأكون غابا ومن ثورة لأصير وطنا موعودة بك يتها الجبال الشمّ والسّهول المبسوطة كأكفّ الأطفال لالتقاط الثلج موعودة بك يتها السيول التي كدمي وأيتها الظباء التي تعطو للغيم تتنشّق عطر الصنوبر والطرفاء مغروسة أنا في ثنايا الأرض كالصبّار ومجلّلة بالجليد الجبليّ وهو...
عندما تنتظرك امراة في قلبها تورق سبع نجمات في الافق البعيد والعجاف تفتر عن خضر يانعات تتنادى بحار ومجرات تنبت في اعماق الصخر زنابق في لون النار تتتالى اسراب من الحمام الابيض تغزو عرش القمر عندما تناديك امراة بلغة العصافير التي تؤوب الى حدائقها يصاب البلبل بعجمة الخرس وتعشى الفراشات عن قناديل...
لا شيء ينقصنا لا الشعر لا الحزن ولا حتى الموت تدربنا على الخيبات ونما على تلاتنا شجر مر المذاق اغصاننا من عوسج بري كي لا يديم الطير مواسمه في سوحنا ولا تبكي السماء على فراق من رحلوا هذا الشتاء يعرفنا جميعا كمعرفة الذئاب لثلج تاله ومعرفة الرخام لقاطعيه وكمعرفة الغمام لصابة الزيتون من ذا سياكلها...
تنتهي الحرب ونتزوج وندعو للحفل ما تبقى من المدينة الفتاة التي بعين واحدة ستحمل ذيل فستاني والشاب الذي على العجلة سيعزف لي فوق النخل فوق والمراة التي فقدت كل أبنائها ستناديهم جميعا وسيطلون من تحت الركام برؤوس عفرها الوقت تنتهي الحرب وابوح لك بالحب وساهديك ديوان ابن زيدون وقميصا كنت خباته لك من...
كان لابد لذلك الغزال أن يفرّ من فضتك ليدلني عليك حصاة حصاة ورقة ورقة وثجّاج ماء ساكنة كنت في صخبي كنجم يمور في مجرّة خامسة ومشرئبة طيور عطشي للغدق الأرض شبر حتى تشمّر للتطهّر والسماء سجلّ وأنا كل الشجر الذي مازالت تنمو اوراقه وتحبو حتى يبلغ مجمع البحرين العصا ألف والغبار جلباب الغريبة لا زيت...
ساظل الدوحة الظليله والغيمة الهطول والرنة التي تحرس الوادي سيظل قلبي طافحا بالحب عامرا بالعطاء ولن اكون ممن تسقط الاوراق من توتتهم اذا عصفت الريح المم الزجاج اذا تشظى كي لا ينجرح احد وامد اراجيح شعري كي يتعلق الخطاف العليل اذا سقط، من السقف مسكونة الروح باهازيج امي وهي تهدهدنا واحدا واحدا...
نساء كورد الصباح ضياء وورد كمثل نساء يبسن من الانتظار نساء بعطر الخزامى يمسن وبعض النساء مهيضات قلب على قاب قرطين من وجع الأنثى اااه واااه علينا من الوعد والفكرة الزائفة واااه عليك تعيدين تفصيل ثوب براه الزمان وتمسين في نقطة الصفر حيرى مبلبلة واجفة نساء كملح السؤال ويا ويح بال هفا للجنوب ولكن...
جارنا الرومي ذاك الذي مات وحيدا لم أفهم سيرته إلا الآن رغم السطور المحفورة على جبينه الأسمر ولم أكن أفقه شيئا من الأغنيات التي كم كان يشرب على نخبها ويبكي فإذا سألناه صغارا عن دموعه قال إن ذلك من العجاح لم أكن أعلم أنه من مالقة وأنه فر إلى هنا من جحيم الجنرال فرانكو بعد أن أشعل بلدته بالأحلام...
أشتاتا كنثار الملح على حوت مجروح وكدمع الليل أدمن السهد كعاصفة لم تهدأ إلا لتثور وكحبّ محظور في ساحة حرب كقصيد أنكره الشعر وغريب لم يتعرّف أبدا على بيته كموجدة في زمن الكفر وكاهنة في زمن العهر وعاشقة سرقوا دمها كي لا تشتاق كعراق ذبحوا وردته وبراق منعوه من القدس كزنبقة أرهقها الحبس كشآآم تصرخ يا...
على ناصية خيمنتها ودعوت البرق اليها تلك لا تعرف خببا ولا تحسن نشيد الماء المرأة التي دبجت فيها تبر القريض والقيت عليها من دمقس الهند وديباج اليمن تلك لا حرير في شرتقتها ولا حقل توت كي تخضب شفتيها قبل القبلة الاولى المرأة التي أنشدتها المعلقات الخضر تلك عجماء لا تعرف غضى ولا رسما درس ولا رواة في...
صباح يتذكر لوعة الشمس ويفكر في دموع السماء الشجر المتهيئ للاثواب الحزينة مازال يزهو باخضراره المهدد يرمق في وجل سقوط ازراره بين هبة وأخرى العابرون إلى الضفة الأخرى محملين بكعك الأمهات ودعاء الجدات يفكرون في أرصفة مترعة بالثلوج وصباحات بلغة لا يفهمها بائع العنب الطفل الذي لعب كثيرا في قيظ الصيف...
بعض الطيور تشبهني في بكائها غير ان الصدى الأصم يوهم الجبل بالغناء انا والطيور نبكي مطرا موغلا في البعد حبة جرفتها سيول عاتية زنبقة كانت هنا غير ان الريح لم تعبأ بحمرتها سنديانة كنا نختبئ في غربتها غير ان الريح قوضت امانيها انا والطيور نتصادى بالبكاء ندس مناقيرنا في الخوافي وننشج مع قطرات الماء...
حين تعجزنا الأرض نقترف الشعر وحين تضيق بنا المدينة نعتلي مراقي الكاف والنون متوكئين على الألف نطاول بها العناقيد العصية ونستقطر أرج أيامنا من كرمة الوقت. كن سيدا يا قلب ولا تكن أبدا من الرعاة الخاسرين كأسك مفردة تدور كالفلك فاياك أن تصطف ترقب وردك مع الآخرين وإياك إياك أن تشكو النصب من تراهم كي...
مثل غمامتين غريبتين في أفق عاصف توادعنا يوم قلنا سنقطف معا من ذاك الزهر الاصفر المجهول اسمه قلت ستظفر لي منه اكليل الملائكة هكذا كنت تسميه تقول لي أنت النقية كدمع المحار وانا غجري جرحته المواني وصبغت رئتيه السجائر المهربة الرخيصة. كنا نغني كمجذوبين ونمعن في الخصام والضحك الطفولي وانا أقبل اناملك...

هذا الملف

نصوص
330
آخر تحديث
أعلى