خير جليس.. الكتاب وحده لا شريك له

قد تستغرقي صفحات كتاب ، تلتهم وقتا لا أندم عليه ، نظير ما تخلفه من أثر و متعة و تساؤل ، ربما دفعني للبحث عن كتاب طفا على رأسي ، ينادني بإلحاح عجيب ، و الانصراف عما بين يدي . و الحق أن نداء الكتب من القوة بحيث يمكنك دفعه ، فتتلبسك الحيرة في اختيار الكتب قبل تقطع الطريق على الكتاب الأول ،...
من غير سابق تعارف ، ألتقيتها في باحة الجامعة ، ترتدي الكستناء المطرز ، بوجه طفولي لايخبرك أكثر من ذلك ، تتجول في الضوء كالفراشات . سألتها متقضبا : و أين المكتبة ؟ ترافقها ابتسامة مشذبة : عند منتصف النظر ! لا عليك ، سأرافقك حتى تصل . شكرا لك ! على بعد خطوات ، دلفنا إلى بهو المكتبة، مدينة الشعاب...
كان في مقدوره ان يعيش حياة مختلفة ، لكنه اكتفى بأسوأ أشكالها.. عندما كنت صبيا في العاشرة من العمر ، بدأت هواية جمع الكتب ، لكن احدا من الأسرة لم ينظر لي بعين الرضا ، لأعتقادهم أن ذلك سيؤثر على دراستي سلبا ، بينما أصر على ما انطوت عليه نفسي ، لم اجد لي نصيرا ينغمس معي فيما عشقته ، لا قريب و لا...
لا أستطيع مع فقد الكتب وصف حجم ألمي ، و احمرار خدي و تيبس أطرافي ، أفقد السيطرة على كلماتي الملحمية ، انه لأمر رهيب ان أفقد حمى حب الكتب ، لم يكن أحد يفهم أو يتفهم ما أنا فيه من هيجان و فوران ، لا أحد يدعمني في مواجهة مخاوفي ، كطعنة خرقاء لا أبرأ منها ، هذا الشغف الملغز...
بعد عشرين عاماً من صداقة الكتب أتساءل ما الذي منحتني إياه الكتب، وهل لحياتي أن تأخذ شكلاً ومساراً آخر لولا اهتمامي بها؟ ما أعرفه أنها لم تعد مجرد هواية أو تسلية لملء أوقات الفراغ، بل هي أسلوب حياة، لهذا لا أفكر كثيراً فيما إذا كانت الكتب قادرة على تغييري للأفضل أو للأسوأ، أعرف فقط أن للكتب...
ذات مرة كتب كافكا في رسالة إلى أحد أصدقائه عن الكتاب الذي يجب أن يُقرأ، وعن ردّة الفعل الناتجة عن القراءة، لقد أشار أن الكتاب الذي لايجرح بعمق، الكتاب الذي لا يوقظ بضربة على الرأس ليس جديراً بأن يقرأ! كافكا يعطي للقراءة مفهوماً تدميرياً، القراءة التي تؤلم بعمق مثل كارثة، أو موت حبيب، القراءة...
الغالب أن عشاق الكتب كعشاق الجمال أو هم أضل سبيلاً، فتراهم هائمين خاملين لا يعون على شيء في الأرض ولا يحفلون بعظائم الأمور فضلاً عن صغارها، يحملون الكتب روحهم وراحهم وريحانهم، بل فروضهم ونوافلهم وأحاديثهم وأشغالهم. وكل شيء إذا جاوز الحد انقلب إلى الضد. وكذلك الحال بعاشق الأسفار فربما جوَّز لنفسه...
تشكّلتْ أولى مكتباتي، في بدايات الطفولة، من كتب ثلاثة فيما أذكر. تلك الكتب كانت هي " دمعة وابتسامة" لجبران، و"النّحو الواضح" – لا أذكر مؤلّفه- وكتاب ثالث من تأليف أساتذة مصريّين، من بينهم أحمد أمين ( أعرف الآن أنّه الجزء الثاني من مؤلّف مدرسي ممتاز في أربعة أجزاء، عنوانه: المنتخب من أدب العرب)...
حينما قدمت صحيفة «الواشنطن بوست» غاي تاليس بالمتناقضات في كتابه الجديد «فندق المتلصص»، كانت ردة فعل تاليس مذهلة: «أنا لن أروّج لهذا الكتاب»، هكذا أعلن، «كيف أجرؤ على الترويج له حينما تكون مصداقيته في أسفل المرحاض؟». الواشنطن بوست نشرت القصة تحت عنوان رئيسي (الكاتب غاي تاليس يتنكر لكتابه الأخير...
في كتابه"فن القراءة"، الذي صدرت ترجمته العربية حديثاً عن"دار المدى"(ترجمة عباس المفرجي)، يتوقف الكاتب الأرجنتيني ألبرتو مانغويل عند ثقافته الشخصية، لا ليستعرض مخزونها، بل ليشير بموضوعية و"حيادية"إلى الكتب التي تركت صوتاً فيه. سلسلة المقالات التي يعرضها تقدّم لنا طيفاً متماسكاً وضرورياً لملكة...
أمضيت خمسة عشر يوماً في باريس، وجرياً على عاداتي القديمة، كنت أتنزّه كل صباح في حديقة الـ«لوكسمبورغ». ذات يوم، وقعت على بائع كتب عجوز على عتبة التسعين من عمره، يرشف قهوته ويتصفح الجريدة. كنت في الماضي أتردد عليه سعياً وراء نسخة من أحد أعداد مجلة «الأزمنة الحديثة» التي كان يُصدرها جان بول سارتر...
ربما يكون هنالك كتّاب يعكفون على الكتابة، بلا خوف يعيقهم ولا فشل يترصد لهم، ولكنني لم أقابل منهم أحداً! فحتى الكاتب الأيرلندي المعروف صمويل باركلى بيكيت، كان قد علّق لوحة إلى جانب مكتبه، خُط عليها ” افشل. افشل مجدداً. افشل بشكل أفضل”. لطالما آمنت بأن الكتابة مهنة عسيرة! فلا يمكن لأيّ كلمة أخدشُ...
لعلّ من السهل أن نعرف ما الذي يربط الكاتب بمؤلَّفه، إذ غالبًا ما يفضح الكتاب نفسه الخلفيّات المتنوّعة الكامنة وراء وضعه. لكنّ العلاقة المقابلة، تلك التي تربط الكتاب بالقارئ، هي التي يصعب رصد حركتها. وإذا كان من المتوقّع أن يقوم الكاتب، وهو شخص مفرد، بالتعريف عن كتابه عبر مقابلات وإجابات...
يقترح تزفيتان تودوروف في فصل بعنوان (التعايش والإنجاز)، من كتاب (الحياة المشتركة، بحث أنثروبولوجي عام)، مدخلاً واسعاً من مداخل القراءة تغدو فيه تجديداً للذات وإنجازاً للنفس، فالقراءة تسمح للإنجاز أن يتم "عن طريق التّماس نفسه الذي أدخل فيه بفكرة قوية أو بصورة لاتنضب: يبدو لي أن وجودي يتسع...
أول ما يصادفنا في تعريف ياقوت الحموي، في أيِّ كتابٍ بحثنا عنه، أنه رحالة جغرافي، ولد في بلاد الروم، وقيل في اليونان، عام 574 للهجرة، على الأغلب، ولقّب بالحموي لسيده الذي اشتراه بعد أسره وبيعه في بغداد، وتلك أركانُ حكايةٍ مكتملةٍ، ولادةٌ وأسرٌ وانتقالٌ وبيعٌ وشراء، حكايةٌ يخالطها الخيالُ ويوجّه...

هذا الملف

نصوص
152
آخر تحديث
أعلى