محمود عماد

ولد في قرية ميت الخولي عبدالله (محافظة الدقهلية - شرقي دلتا مصر) عام 1891، وتوفي في القاهرة، تلقى معارفه الأولية في كُتّاب القرية، وفي عام 1902 انتقل إلى القاهرة ليلتحق بمدرسة الشيخ صالح أبوحديد في حي الحنفي بالقاهرة حيث حصل على الشهادة الابتدائية عام 1907، التحق بعد ذلك بإحدى المدارس الثانوية الأهلية وبقي بها مدة ثلاث سنوات انقطع بعدها عن المدرسة بسبب ظروفه المعيشية، غير أن رغبته في استكمال دراسته دفعته إلى تثقيف نفسه فعكف على مطالعة الكتب، إلى جانب التحاقه بالقسم المسائي في الجامعة المصرية طالبًا مستمعًا.
عُيّن كاتبا حسابيا بديوان وزارة الأوقاف في القاهرة عام 1909، وظل يتدرج في سلك الوظائف الحسابية طوال اثنين وأربعين عامًا: من موظف صغير في قلم الحسابات، إلى رئيس أقلام الأوقاف الأهلية، إلى سكرتير الوزير، إلى وكيل مراقبة حسابات الوزارة، ثم مدير مراجعة إيرادات ومصروفات وزارة الأوقاف حتى إحالته إلى التقاعد عام 1952
أصدر الشاعر محمود محمد عماد ديوانه الأول ديوان عماد عام 1947 وكان الديوان فائزا بجائزة مجمع اللغة العربية عام 1947 ، وقد صدر الديوان عن مطبعة شبرا الفنية وكتب له المقدمة الكاتب الكبير الراحل عباس محمود العقاد، وقد صدر الجزء الثانى من "ديوان عماد" عن مطبعة الاعتماد سنة 1961 ، و"عود على بدء" وقد صدر بعد وفاته عن دار الكاتب العربي للطباعة، وله قصة شعرية تاريخية تحت عنوان "كليوباترة ومارك أنطونيوس" صدرت عام 1961 من تقديم صادق عنبر.
كان محمود عماد عضوًا في جماعة أبولو، إلى جانب عضويته للجنة الشعر بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية كما مثل مصر في العديد من مهرجانات الشعر التي كان أهمها مهرجان دمشق الشعري الأول الذي أقامته الجمهورية العربية المتحدة.
وكان محمود عماد شاعرا ذاتيا وجدانيا يميل إلى الوصف واستحضار الصورة مع قدرة على استجلاء الخفي من المعاني، ويتجه إلى التأمل الفلسفي، واستخلاص الحكم ، يتميز بجدة الأفكار، وخصوصية الطرح، معتز بشعره، يرى الكون دونه طرقًا مجهولة وسبلاً موحشة، وله شعر في المدح والرثاء اللذين اختص بهما قادة النضال من أمثال: سعد زغلول، وقادة الفكر من أمثال عباس محمود العقاد وغيرهما، ومن ذلك مرثيته في ابنته ذات العام والنصف من العمر، تلك المرثية التي اتخذ من الخاص فيها متكأ إلى العام في تجربة إنسانية ذات بعد فلسفي وتأملي.

منقول


1678276010757.png
أعلى