مصطفى معروفي

ياشجر الصيحة كنت لنا سندا في البدء نَزلتَ أصابعنا العشر ولكنك بعدئذٍ لم تقرأ تاريخ السنبلة وصرتَ وسيطا محتملا بين رؤى النهر وبين خطاه حين مشى صوب الحجر الأخضر ما كنا نحسبه مطرا فوق نوافذنا يتربص بالطرقات غدا حلزونا يستهزئ بالطير وينشئ مقصلة لنبيٍ خانتْه الآياتُ وباعتْه الشرُفات لتاجر قريتها...
ساق الريح مشت بي والغيمة قربي بسطت قنديلا وافترشت قبرة الرمز فقلت :كذاك مرايايَ تنام على وجعي تمسك سرتها الأرض وعنف اللحظة حين يجيء الولد الطبقيّ ويكشف عن نادفة للصوف تريق الجمر على جسد الماء تقول لأهل القرية أسوِرتي دمكم فخذوا كفي وابنوا ذروةَ أيامي..... قلت: أنا ماء حصاركم الأمثلُ أنا نسغ...
لا طيرَ تهديك إلى الماء تورطتَ في ظلالك التي تنام باكرا اِرتد عنك القوم تجيء النبعَ كي تغازل القطا فظنوك قناعا تحته يخفي نبيا قائما بذاته قد تركوا الفرسان في الميدان والتفوا على مأدبة أقامها شيخ القبيلة لك الآن احتمالات الضحى بكل ما تعني لك الغايات والموت على سلّمك المرئيِّ بالله عليك قل أيجدر...
الناس تسقـــط قتـلى في مدينته و كلُّ هـــــمِّ أبي الـــوأواءِ في هرِّ ما ضر إن سلِمَ الهـــــرُّ الحبيب له ومات من مات في بر و في بحر ــــ كال للسلطة نقدا مــن ذهبْ و مساء وجدوه قــد ذهــبْ ربما ما كـــــان يـدري أنـــما نقـــــــده ذاك له فيه التعب ــــ أعجبُ من وطـــن مغصـــــوب...
أغسل قدمي في رابية مالت نحو غراب يرتع بين ضفائرها ما لم أره من قبل أنا الآن أراه هناك: قفاطينُ حريرٍ تتشمّسُ بئر تشهق بالأجفان وتعرف وجهتها آلهة خرجت للتو من الخدمة لا شيء يدير قرابين الاستثناء بساح معابدها... أنت هنالك صوتك يسفر عن نبرته العظمى ثم يصير بعيدا عنك أنت قرابٌ لحروب خاسرةٍ فوق...
أيها النهرُ خذ شغفي وبروقي التي حين تأتي تهيئ دربي إلى الشرُفاتِ وتصحب شمسي إلى جهةٍ تنتمي لليباسِ وأنتَ على كتف الأرضِ مغتبطا تمتطي حدبات الحصى وتحاذرُ أنى تسير إلى وطنٍ دلّني أريد الذهاب إلى طينة البدءِ بعدئذٍ سأطير إلى نجمتي هاتفا بالظلالِ ومنسكبا بالعراجين ذات الهبوب الصقيلِ أنا بابك...

هذا الملف

نصوص
1,086
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى