أنت اليوم تؤسس ظلك

ياشجر الصيحة
كنت لنا سندا في البدء
نَزلتَ أصابعنا العشر
ولكنك بعدئذٍ
لم تقرأ تاريخ السنبلة
وصرتَ وسيطا محتملا
بين رؤى النهر
وبين خطاه حين مشى
صوب الحجر الأخضر
ما كنا نحسبه مطرا فوق نوافذنا
يتربص بالطرقات
غدا حلزونا يستهزئ بالطير
وينشئ مقصلة لنبيٍ خانتْه الآياتُ
وباعتْه الشرُفات لتاجر قريتها
(قافلة البيد تراجع نجمتها
تذوي الريح بلا أفق مختصرٍ)
يا هذا
أنت اليوم تؤسس ظلك
تعْرُج في زمن ممتلئٍ
بالحجَل السيِّدِ
سلّمك القيظ
مداك لجين الأذكارِ
ودائرة التهلكةِ
أمِطْ حجر الليل من الليلِ
وهبْ لي ناصية الغيم
أنا المتوحد في الماء
أرى من عبروا الليل إلى الذكرى
وانطلقوا في الأرضِ
وأعرف من قرؤوا إنجيل الرعشة
منذ قديم حتى الشهر الفارطِ،
في حاشية للأرق يداي تنتشرانِ
تمدَّان ربيعهما لبروق ما زالت تتعلم
كيف يكون الومض مساءَ السبتِ القادم.
ـــــــــــــــ
مسك الختام:
إن الشوارع حين تشرب كأسَها
تغدو متيَّمةً
تقدّ فؤادَها مُقَلُ النوافذِ.






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى