سامية ساسي

حين أكون نائمة يَنزَعُ أَقراطي. يضعُ كلّ آذان الجدران على الطاولة. يَنسى صَوته عند الباب، ويَصعدُ مع ظَهري. * * * ماذا يُريدُ أن يَقولَ، الشاعرُ الذي يُشيرُ إلى جُثَّتهِ تصعدُ مع النَّهر؟ * * * صباحًا، يستيقظُ الجميعُ بسراويلَ مبلولة، يتفقّدونَ أصواتهم، يمرّونَ بسرعةٍ، ولا أحد يتوقَّفُ...
في أشهرِ الوحَمِ، أحببتُ ” بول ايلوار “. في اللّيالي الطّويلة، أكتبُ سبعَ قصائدِ حبٍّ كاملة. صباحًا، بطْني أمامي، أُلقي ما كتبتُ إلى الشوارعِ، كالجرادِ. سيقولُ أطفالُ المدارسِ: هذه حقولٌ وحلْوى ولا شيءَ في الكتبِ بعدَ اليوم. ستقولُ الجميلاتُ : هذا الحبُّ ، لبَنُ عصافير. ☆☆☆ النّمشُ الذي على...
هذا البيت يتّسعُ لشاعريْن فقط. هو، لا يتكلّمُ. هي، لا تقول شيئًا. صباحًا، تفتحُ النوافذَ على صيْحة "جاك برال". خطأً، يدعسُ قدمها الحافيَةَ بحذائهِ، فتضحكُ: على الرجُلِ أن يتعلّمَ الرقصَ قبلَ الشِّعرِ! هكذا: خطوةً، خطوةً. في غُرفتيْن مُنفصلتيْن، هي ترقُصُ. يدُها الرطبةُ على كتفِ الهواء، خدّها على...
ماذا تعرفونَ عنّي؟ أنا بائعةُ الماء البكماء، لا أُنادي: "السقّا مات "، بل يتبعُني البللُ إلى آخر أثرٍ. وترشُفُ الأرضُ الدمّلَ من رِجْلي. فهل كانَ اللّهُ غاضبًا حينَ ردمتُ خلفي أربعين بئرًا وكنتُ عطْشى؟ أنا التي أحملُ الماء ذنبًا طاهرًا ولا أشربُ حتى يرضى اللّهُ عنّي. ماذا تعرفونَ إذن؟ عن أكلةِ...
المرأةُ التي أحرقت القطّةَ، فعلّقها اللّهُ من رُموشها إلى القمرِ، لم أرفع رأسي إليها يوْمًا، لكنّها زارتني وروَت القصّةَ كاملةً: القطّةُ لم تأكل عشاءها. الغريبُ الذي زارها رأى قمرًا في فتحةِ صَدرها. النار التي اشتعلت فيما بعد، حسبَها الناسُ طقْسًا. اللّهُ، لم يكُن غافِلاً. *...
لا أفكّرُ في الموتِ واقفةً. كأرملةٍ الآن، سأضعُ سريرًا في كلّ غرفةٍ. سأمدُّ رِجلي أطولَ من لِحافي. بينَ جدار وجدار، سأتمدَّدُ كأفعى. في المقاهي، سيتحدّثون عن امرأة تُوزّعُ حُضنَها على الأسِرَّةِ، وتقتلعُ النّخيل من الحدائق. العائدونَ من الحروب برؤوس مقطوعةٍ، بالملاقِطِ، ينتزعونَ عروقي من...
سامية ساسي) بالشفاء العاجل/ (*) من صفحة زوجها الشاعر (يوسف خديم الله) (صرت صلعاءَ الآن رأسي الصغيرة كبرتقالة، أقذفها إلى الشّمس، فتعيدها إليّ ونكرّر اللّعب مرّات. ( كم لذيذة قبلة النور، مباشرة، على رأس امرأة تفقد شَعرها فتقذف السماء بالقبلات) أولادي، أبناء شمس. حَلَقوا رؤوسهم هذا الصباح...
رأيتُ رجالاً يحملونَ نساء يتقاطرْنَ فوق ظهورهم. رأيتُ نساء بظهور عاريةٍ ينفضْنَ شُعورهنَّ عند عتبتي. رأيتُ صبايا يُخضّبْن أيديهنّ ويصفعْن بحنّاء أكفّهن جدران غرفتي الضيّقة. رأيت أطفالا يتبوّلون عند رأسي ويرجمونني. لم أكن مزارًا، لكنّني رأيتُ كلّ هذا. رأيت ما يفعله الجنّ والإنسُ بالأجساد المسجّاة...
لكنّها للمرّة الأولى ترى عين الشّمس الخنفساء المقلوبة على ظهرها الآن، وتضحك. * * * حين كان الذّئب عند العتبة، كنت أمشي وحيدة، فتميل الريح. أجرّ خلفي بحارا ومحيطات أجرّ جيوش حيوانات وأسماكا. كنت فراشة تجرّ كركدنًا وتضحك. * * * حين كان الذّئب عند العتبة، كنت في حجْر البحر، أصوّر له كيف يخفي الذّئب...
المُمرّضةُ التي تُصرُّ على تغييرِ ملاءاتِ سريري البيضاء بنفسها، وفي نفس التوقيتِ تمامًا، تمَّ طردها هذا الصباح من المشفى بتهمة سرقة أزهارٍ من غرف المرضى وازعاج الأموات. البارحة، حدّثتها عن الرائحة الضيّقة للشعر في جسدي المفتوح. حدّثتني عن بكاء أطفال في راحتيها. عن مضاجعةِ الأموات، التي لا تؤذي...
مازال حبيبي شاعرًا. ومازلتُ ألْعقُ قصائدهُ حلوى، فلا يحْلُو. هو، لا يخونُ حِميتهُ ليلاً، يغمِسُني في البحر، ويأكلُ أصابعَهُ عند الشاطئ. أنا، أعضّ على شفتي، وأكتُبُ شِعرًا، عن حبّةِ ملحٍ تأكُلُ جثّتيْن.
آه يا أمي! كلابي في فمي فلا تشتميني آه يا أمي! ماذا افعل بأربعين وجه لا تخفي وجهي و اسما رفع عني الهاوية و لم يرفعني فاغمضي عينيك أكثر أنا عاهرة يا أمي أرى ما لا ترون أطعم شحاذين مساحيقي وأثدائي لثعابين الميناء وأسناني أسرة الغرباء وأفراني ل... فاغفري يا أمي لم يكن ضروريا كل هذا الحب لأقول شعرا...
من حكاياتي النسويّةِ المُملّة أعشقُ كقرويّةٍ. قد ألدُ كأرنبٍ، نفسَ الرّجُلِ في كلّ مرّةٍ. * حينَ كانت العاشقاتُ برِجْل فوْق أُخرى، يعلّقْنَ ألف رَجُلٍ بيْن نهدٍ و ضِمادةٍ، و يُطْعِمْنَ قططَ محلاّت التجميل شحْمَ بُطونهنَّ، كنتُ برَجُلٍ واحدٍ أُجهضُ دمي كاملاً. * اللّيلةَ...
لستُ المسيحَ، فعلّقْ على الجرحِ معطفًا، حزامًا أو كتابًا! علّقْ سنوات، شالات، نساء! سُدَّ الثّقبَ بقطنٍ، بحجرٍ، بكلمةٍ باردَة، ولْنتحدَّثْ! لنتحدّثِ الآن، عن الخرائطِ، عن التّجاعيدِ، عن الطّقسِ مثلاً. عن إبهامِ رجلي اليُمنى، عن نشْوةِ الحبَق، عن التّعبِ، عن الفِراشِ، عن الرّجفةِ أسفَلَ الوادي...
في الفقدِ لا وقتَ للشِّعرِ. ككلبةِ الميناء أخرجُ للبحث عن " عظمةٍ أخرى". وليمةُ البحّارةِ الآن: أطرافُ غريقٍ واحدٍ لهذا اليوم. * * * كيفَ تضمّين بحرًا إلى صدركِ؟ (سألني صديقٌ يرى البحرَ في نومهِ.) أضمُّ إلى صدْري رأسَ البحّار الأبلهِ قطّتهُ الجرْباء، صراصير تقفزُ من كأسهِ إلى ظهري مخدّتهُ...

هذا الملف

نصوص
16
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى