رياض ناصر نوري

أعترفُ لكِ أنني لمْ أعدْ مؤهلًا كما في السالفِ؛ لخوضِ حربٍ جديدةٍ في الحبِّ وأنًّ صورَ فناجينِ القهوةِ التي ترسلينها في أولِ النهارْ موؤودةٌ في ذاكرتي ... فقطْ رائحتُها التي تشبهُ رائحتَكِ تمامًا تبقى عالقةً فيَّ حتى النهارِ التاليْ . وأعترفُ .. أنني أرغبُ أنْ أتقاسمَ معكِ رغيفَ خبزٍ...
لستُ الوحيدَ الذي يعلم ُ أنَّ لجميعِ الأبوابِ مقابضَ وأقفالًا وأنَّ ثمةَ عالمًا ما حيًّا أو نصفَ حيْ وراءَ أو خلفَ الأبوابْ . والجمعُ يعلمُ مثلي تمامًا أنَّ مجردَ فتحِ أيِّ بابٍ سيجدُ خلفَهُ مايسرُّ أو ما يؤلمْ . ولستُ الوحيدَ العارفَ أنَّ للبيت بابًا للحديقةِ والمسجدِ والمقبرهْ ...
انتظارُ الصّباحْ والنظرُ إلى الشمسِ خلسةً وهي تتعرى من لباسِها الأحمر.. الجلوسُ حول مائدةِالشرودْ وتناولُ وجبةٍ خفيفةٍ من الذكرياتْ والابتسامةُ العابرةُ بدونِ جوازِ سفرْ .. لحظةَ تتشاجر العصافيرٍ فوقَ شرفةِ بيتٍ آيلٍ للسقوطْ .. رائحةُالمجلاتِ القديمةِ ووضعُ دوائرَ حولَ صورِ دباباتِ...
منذُ ألف ليلةٍ وليلهْ وأنا أفتشُ عنْ خطابٍ لغويٍّ حادّ يقشّرُ الذاكرةَمِنْ صدأ هذا الخرابْ. عَنْ كرسيّ أخضر لأسندَ الروحَ اليابسة بعدَ رحلة طويلة بحثًا عن قصةِحبّ يسجلها التاريخ ْ . أفتشُ عن تلك الفكرةِ المجنونةِ التي غافلتني وهربتْ وقتما ألقتِ السماءُذات شتاء قميصها الماطر بغتةً فوق جسدِ...
كثيرةٌ تلك العوالمُ التي ندفعُ ثمنَها بأوراقِ عملةِ الروحِ الصعبةْ كأنْ نتسلقَ جدرانَ مخازنِ الشرودِ ... آخرَ كلِّ ليلٍ كي نبصرَ كيفَ تُخْلقُ الأحلامُ البيضاءْ ونُصابُ بحُمَّى الخيبةْ حينَ نجدُها عندَ شروقِ الشمسْ كطفلٍ يتيمِ الأبوينِ . أو نُلقي التحيةَ بالعينينْ . حينَ نعبرُ الطريقَ على حديقةِ...
هَبْ أنّكَ .. لا تمتلكُ حَديقةً منزليّةً أو سِربَ حمامٍ زاجل. لاتدمنُ الغناءَ على ماسوفَ يأتِي .. ولا البكاءَ على ما ضاعْ أمَا مِنْ حقِّ قلبكَ انْ يُدمِنَ السفرْ و لسانِكَ أنْ يحبَّ الحديثَ .. عنْ دارٍ جديدةٍ لها ألفُ نافذةٍ وبابْ ؟ وليكنْ... ليسَ في خزائنِ عمركَ ذاك الجسر كيْ تعبرَ كالآخرينَ...

هذا الملف

نصوص
6
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى