سالم جبران

الدمُّ لم يجفّ ... والصرخة لا تزالْ تمزّق الضميرٓ والقبورْ مفتوحة... في فمها أكثر من سؤالْ ولم يزلْ مدخل كفر قاسم مروّعاً ، من هولِ تلك الليلة السوداءْ يا أمتّي الثكلى ! بنوكِ كلّهم في مهجتي وأكره البكاءْ أكره أن أجرو على القبورِ ... والجزّارْ يسحبُ حقل الأرض من تحتي ويعطي للرّياح الدّارْ يا...
أنا على الصّليبْ وتحت جسمي الذابل الخضيبْ يرقص،في نشوة الإنتصار ، جلّادونْ كفى ! لقد متّ...كفى ! فلينزلوا الجثمان ْ وليدفنوه ... عبثاً.. لا بدّ أن أعودْ فبعد أعوامٍ، رفاقي، يحمل الطوفانْ من أرضنا، سيحمل الطوفانْ الجوع، والأصنام والدّيدانْ ولن يظلّ غيرنا أنا وأنتم إخوتي والشّمس.... والزّمان
يخيّل لي أنني ما ولدتُ ولكنني كنت منذ الأزلْ هنا، بين هذه الحواكيرِ بين الكروم العتيقةِ تحت الجبلْ هنا، كلُّ رمّانةٍ عش حبِّ بها عٓلٓقت وشوشاتٌ وأغفٓتْ قُبلْ هنا كل زيتونةٍ كل تفاحةٍ كل تينهْ عُصارٓةُ دٓهر المواويلِ طوراً نشاوى وطوراً حزينة هنا كان جدّي وأصحاب جدّي هنا بدء كل البداياتِ مطلع شمس...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى