أحسن القصص... (مختارات ولطائف من القصة القصيرة العربية لجيل الرواد)

  • مثبت
الجزء الأول - محمود تيمور - الشيخ عفا الله.. قصة قصيرة - محمود طاهر لاشين - حديث القرية.. - محمود سيف الدين الإيراني - الرصاصة الأخيرة - يوسف الشاروني - الوقائع الغريبة لانفصال رأس ميم - عبدالمجيد بن جلون - محنة إيمان - عدنان الداعوق - الرحلة الأخيرة.. - طه حسين - المعذَّبون في...
ضجّت القرية بالنبأ الذي انتشر بين بيوتها انتشار النار في الهشيم، علمتْ به فطوّش الصباغة من أم خليل، وسرعان ما نقله زوجها إلى ربعة المختار، وخلال ساعات كان كل من في القرية يعرف أنّ (خليل بك) سيزور القرية.. وهذه هي الزيارة الأولى له منذ أن أصبح وزيراً قبل سنوات.. وكلمة (بك) هي اللقب الجديد لخليل...
اعتدنا أن نراها – تلك العجوز – ونحن في طريقنا إلى القبور.. تجلس أمام عشتها على شاطئ النهر بجلبابها الأسود المهلهل، وبجوارها المقطف والعصا. ما كانت تبدى اهتماما عندما يمر أحد على الطريق.. حتى هؤلاء الذين يتقدمون ليضعوا في المقطف شيئا. كانوا يحكون في طفولتنا عن الشياطين التي تحوم دائما حولها...
اقتربتُ من الدكان في تردَّد. وعندما أصبحتُ أمام الباب اختلستُ النظر إلى الداخل فوجدتُ ما كنتُ أتوقعه. كان الرجل ممددًا على مقعدٍ قديم وقد كشَف جلبابه عن عظمة ساقه المنتفخة، وكان يتنفَّس بصوتٍ مرتفع. وقفتُ عند الباب لا أدري ماذا أفعل. وأمامي إلى اليسار كان الرفَّان الصغيران اللذان كنتُ أحلُم...
كان صديقي الشاعر العراقي الدكتور صلاح نيازي، هو الذي قادني الى مجلسها وقدمني لها ذات رحلة الى بغداد في مطلع السبعينيات، وفي صالون جانبي من ردهات فندق بغداد، حيث كانت تتربع فوق اريكة وبرية حمراء وسط مجلس من الرجال، بعضهم جاء الى بغداد ضيفا على مهرجان الفارابي، ويقيم مثلي في نفس الفندق، وبعضهم من...
- كثيرة حقا يا صديقي أطايب الحياة وملذاتها. . ولكني لن أترسم خطوط بعد الآن، فاستمتع أنت بأطايبها كيف تشاء، واقتنص من لذائذها كما يحلو لك، وثق أنك ستدفع الثمن في يوما ما. . . - سحقا لك ولتفكيرك السقيم. . ماذا ترى في صيد ساقه لنا الشيطان، هل ترانا نرتكب جريمة بذهابنا إليها. . لقد رأيتها بعيني...
قبل يومين، كلمنى عادل، أحد رفاق «الكيت كات» القدامى، ممن يحرصون على الاتصال بى بين آنٍ وآخر. وسألنى إن كنت أذكر صديقنا «مرسى إذاعة» القصير؟ وأنا توجست وقلت: طبعاً. حينئذ رجع قال إنه انتقل إلى رحمة الله، وإن العزاء سيقام فى قاعة المناسبات بجامع خالد بن الوليد، وأضاف: يا ريت نشوفك. فى المساء،...
إن الأمر لا يعدو أن يكون سخافة، سخافة صغيرة: أن يملك الإنسان شيئا خاصا به، رأس ثعلب مليء بالتبن معلق على جدار غرفته الباردة، مسبحة صفراء، اشتراها من محل شرقي عتيق، كتابا أصفر نادرا، امرأة تحبه، وترى في عينيه مصيرها، ذكريات مفككة، يجترها قبل أن يبتلعه النوم.. أو مرضا خاصا به. ولم لا ؟ إن الأمر لا...
الفكرة مستوحاة من الأساطير الهندية لان يديك ألوف الأيادي لان جراحك شعب ينادي أنا الثأر والكبرياء لأنك وحدك جيش وفادي لأني احبك حب بلادي ركعت احيي الفداء. في القرية الكبيرة التي تشبه مدينتي كانت تعيش الحسناء . فتاة بايعها الناس كلهم بالحسن على الرغم من انهم لم يجمعوا قبل على...
قال الرجل الذى بلا رأس للشـــرطي الواقف خلف سور الملعب : _ هل لك أن تساعدني يا سيدي الشــرطي .. لأســترد رأسي التي يلعبون به داخل الملعب؟ ... ومد الشـــرطي يده له، ليتعلق بها قائلاً : _ هيا بنا .. لنرى ما يمكننا عمله . ... المجلة التي اكتب فيها لم تعد موجودة .. تركها الناس الذين كانوا السبب في...
بسام يا أوفى صديق! تذكرتك مساء البارحة، في الحقيقة انا ما نسيتك، و لا لحظة .. صدقني، لكن البارحة، من دون باقي الأيام، اشتقت اليك حد البكاء اردتك بجانبي، والعائلة تحتفل بعيد ميلادي السابع عشر، أنا أشكرك جدا جدا جدا ، على البطاقة .. نهر دجلة وقوارب الصيادين والجسر، وطيور فوق الماء، وكلماتك...
عائشة امرأة ككل النساء الجزائريات، واحدة من آلاف النساء اللائي يموج بهن المجتمع الجزائري المظلم، لم تتخرّج من مدرسة لا شرقية ولا غربية، ولم تتلق َّ أية تربية خاصة أو نشأة معينة، عدا التربية الفطرية والنشأة المحافظة المفروضتين من هذه البيئة الجزائرية الوحيدة التي لا تعرف التطوُّر ولا التغيُّر...
استمعت إلى الأغنية مرة وحيدة أمام الطاولة الرخامية ، تعلوها قدرة الفول ومقلاة الفلافل . وثمة مائدتان صغيرتان لصق الجدار المواجه ، يحيط بهما ثمانية مقاعد ، وفوق الرف المثبت فى نهاية المكان جهاز راديو ، تتناهى منه أغنية عبد الحليم حافظ : يا تبر سايل بين شطين يا حلو يا اسمر لم تكن هذه هى المرة...
وأنا اغمض عيني أستطيع أن أرى كل ما حولي، المقعد الطويل الذي يملأ حائطاً شاسعاً في الغرفة من الزاوية إلى الزاوية. والرفوف على الحيطان الباقية. والطاولة الصغيرة. والطراريح الملونة على السجادة. واللمبة البيضاء بشكل مصباح بترول كبير التي تتدلى من ثقب في الحائط وترتكز على البلاط. حتى الشبابيك تركناها...
فتحت سلوى عينها على الحياة على مدينة نيويورك، تلك المدينة التي تقوم فيها ناطحات السحاب، والبيوتات المالية التي تعبث بمقدرات العالم، وتسير التاريخ، وترسم له الاتجاه. وكان والدها قد رحل إلى أمريكا قبل ذلك التاريخ، ووافته الفرصة فجمع مالاً وفيراً، وعاد إلى الوطن يفتش عن عروس في فلسطين أرادها أن...
حدق الحارسان فى بعضهما طويلا, كان كلاهما جالسا فى كوة المخفر الخشبى, فوق أكياس الرمل, مدليا ساقيه, واضعا مدفعه الرشاش على فخذيه. كانت الشمس تتألق فى السماء, وظلال الأشياء صارت عمودية تحتها تماما. وأخذت أشعتها تلهب قدمى الحارسين, مخترقة طبقة من الرمال الدقيقة على حذاءيهما فغرقت أقدامهما فى العرق...

هذا الملف

نصوص
179
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى