خالد سليكي - انطولوجيا الجنس واللذة

مقامات من كتاب
"رشف الزلال من السحر الحلال"
جلال الدين السيوطي.
دار الانتشار العربي (د.ت)


[المقامة الخامسة: الأصولي]

وقال الأصولي: لما وقع النظر، طاب السهر، وحلا السمر، وراق ضوء القمر، ورأيت جمالا ليس في جماله نزاع، وحسنا انعقد على تمامه الإجماع، ووجها لمتعته منيرة، وضياؤه ساطع كالشمس في الظهيرة، ثم كشفت الأستار، ورفعت الإزار، فإذا: نيط بحقويها جمييش أقمر جهم كبُقَّار الوليد أشعر ركب أوفى، وحاصل مستصفى، وجرم له محصول، وشحم حليل كأنه دقيق منخول، وصدع صين بالتحصين، وأرداف كأمواج بحر الصين، فقلت هذا المشهد الذي حوى ممن المحاسن جمع الجوامع، والمنهاج الذيأضاء بيضاويه لمع اللوامع، نتضرع إلى الله أن يتم النعمة بمنع الموانع، ثم إني توجهت إليها بالخطاب، وسالت بيني وبينها أباطح الحديث المستطاب، فقلت لها إني رجل ندب فالواجب أن لا أعقرك بمكروه على الإطلاق، ولا أكلمك في مأمور ولا منهى ما لا يطاق، وسأفرض لك من الوصايا فرض كفاية، وأبلغك منتهى السؤال والأمل والغاية، وأفيدك من المباحث خاص العام واجتهد في بلوغك غاية المرام، فقالت دونك وما تريد، واعمل ما شئت من غير تمهيد. فقمت إليها بأير محكم، وسلكت تلك المعالم بسهم معلمم، واخترقت تلك المهامة، ووقفت على الخوض في بحر المتشابه، ووقفت بين الأمر والإرادة، وتحرجت في طريق الاستفادة، ودفعت العين الملحوضة، ووافيت الأصول المضبوطة، وطابت العبرة والقياس، وأذقتها ما سرت لذته في الأضراس، إلى أن آن التنزيل، وحصلنا على شفاء الغليل من مسلك التعليل.



-----------------
عن موقع الالكترون
انطولوجيا الجنس واللذة
الإلكترون - انطولوجيا الجنس واللذةـ 6 ـ
 
أعلى