عبد الله السالم - الجنس في الموروث الشعبي

الجنس
الجنس هذا المحبب المعاب .. قديم قدم الإنسان، وأقصى ما فعلته الشرائع السماوية والأعراف السليمة أن هذبته قليلاً ولم تنكره أبدا أو تعاديه .
فيما اضطرب العقل البشري المجرد كثيرا فحاربه مراراً وقدسه مراراً واستغله مراراً.
فاخترع الإغريق آلهة الجنس “إيروس” في الميثولوجيا الإغريقية لحاجة الإنسان التائه آنذاك لمرجعية مقدسة تعترف بضرورة الجنس ، تماما كما اخترعوا بقية أفراد الآلهة حسب متطلبات الإنسان الفطرية اليومية أو الظواهر الطبيعية ، فـ أفروديت آلهة للحب ، وآريس إله للحرب وزيوس إله للبرق والرعد وهيرا آلهة للزواج ، إلى آخر الآلهة الأولمبيين الإثني عشر .
حتى أنهم توغلوا في الانحراف الاجتهادي في تصورهم لـ إيروس ، فرسموه على شكل طفل صغير ذي مؤخرة كبيرة ويحمل قوسا ونبلا وفي عينيه خبث ورغبة .
وألف الفلاسفة الهنود نص الكاماسوترا وهو نص جنسي بحت ومنشأه ما تقدمه البغايا من وضعيات جنسية في المعابد الهندوسية إذ كان الجنس حينذاك جزءا من طقوس العبادة لديهم.
دع عنك هذا ، ولكن ماذا عن ثقافتنا العربية والإسلامية في الجنس ، وبالتحديد ذكر الجنس في الكلام المدون أو الشفاهي ؟
وردت الكثير من التعبيرات الجنسية المباشرة في ثقافتنا العربية ، وأقصد أسماء الأعضاء أو الأفعال الجنسية وتوظيفها في الشعر والحكايا والأمثال والأدب عموما بلا حساسية مفرطة كما الأمر عليه اليوم .
وأظننا اليوم لكثرة عيوبنا وخطايانا أخذنا نتحسس كثيرا من الكلام الجنسي المباشر الموظف في عبارة عابرة فقط لكثرة ممارساتنا الخاطئة من خلف الستار ، أما الأوائل فكانوا رغم تعبيراتهم الجنسية الصارخة أحيانا أكثر منا طهرا ونقاء .
وفي عصرنا الموبوء بكل الانحرافات السلوكية والأخلاقية ، تجد أن رب العائلة يتحرج عن ذكر بعض القصص الجنسية التي كانت مباحة في عصر الأجداد ، فيما يمارس أهل بيته أنواع الانحرافات المرضية ، مثل اللواط والسحاق وجنس المحارم وغير ذلك من أمراض العصر .
وأظن أن طريقة الأجداد في ذكر بعض القصص والحكايا والحزايا لأهل البيت كانت مؤثرة للغاية في صقل الصفات الفطرية لدى الذكور والإناث ، فالطفل الذي يسمع في المجلس قصة جنسية يبدأ في داخله تصنيف ذاته باكرا إن كان رجلا أو امرأة ، لذا يبدأ من الصغر بفهم نفسه وتوطينها على ذلك أنه ذكر أو أنثى حسب جنسه ، كما أن تلك القصص تحمل في طياتها أحيانا نوعا من الاحتجاج ومحاربة الانحراف ، فإذا ذكر القاص قصة رجل يتهاون في أمر زوجته وهي تخونه أو رجل يشتهي أن يطأه الرجال فإن الجالسين يعلون من أصواتهم في ردة فعل طبيعية بقولهم : يخسي ، يعقب ، يهبي ، والطفل يسمع ذلك ويتعلم أن هذا شيئ مرفوض وغير أخلاقي .
إذن هذه الثقافة الجنسية الشفاهية أفضل من دروس الثقافة الجنسية التي ينادون بها الآن ، ولأسباب كثيرة لست الآن بصدد ذكرها .
لا شك أن كمال الأخلاق والمروءة الابتعاد عن التعبيرات البذيئة المباشرة ، ولم يكن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا بذيئا ، وحتى أنه كان يعرّض ويستخدم المجاز في التعبير الجنسي فيقول مرة : ” .. حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك ” كناية عن الممارسة الجنسية الكاملة ، ومرة يقول : ” إذا جلس بين شعبها الأربع وأجهدها وجب الغسل ” ولكن هذا رسول الله الذي وصفه الخالق تعالى بقوله ” وإنك لعلى خلق عظيم ” وكان أشد حياء من العذراء في خدرها.
أما من لم يصل إلى درجته في كمال الأخلاق فليس بالضرورة شخصا فاسد الأخلاق بذيئ اللسان ، بل إنه قد نسب للكثير من الصحابة والفضلاء والعلماء العديد من التعبيرات الجنسية الصارخة ، كما قال مرة أبو بكر الصديق رضي الله عنه لأحدهم وهو غضبان : مص بظر اللات ، وهي شتيمة جاهلية صارخة التعبير .
أما في الموروث العربي الأدبي سواء الجاهلي أو الإسلامي فهناك العديد من التعبيرات المباشرة .


في العصر الجاهلي :
ذكرت كتب الأدب قصة بنات همام بن مرة وكان لديه ثلاث بنات لم يزوجهن فاغتلمن ، والغلمة شدة الشهوة ، فقالت إحداهن بيتا وأسمعته كأنها لا تعلم أنه يسمع ذلك، فقالت:
أهمام بن مرة إن همي = لفى اللائي يكون مع الرجالِ
فأعطاها سيفا، وقال: السيف يكون مع الرجال، فقالت لها التي تليها: ما صنعتِ شيئا! ولكني أقول:
أهمام بن مرة إن همي = لفي قنفاء مشرفة القذالِ
( والقنفاء وصف للذكر ، ومشرفة القذال أي : رأسها كبير ) فقال: وما قنفاء ؟ تريدين معزى ؟ فقالت الصغرى: ما صنعت شيئا ! ولكني أقول:
أهمام بن مرة إن همي = لفي عيرٍ أسدّ به مبالي
( جابت العيد ) فقال: أخزاكن الله ! وزوجهن .

– أمالي القالي .
وهناك العديد من التعبيرات المشابهة في كتب الأدب والسير واللغة عن العصر الجاهلي .
في العصر الإسلامي :
في الشعر أبيات الأصمعي التي أنشدها للرشيد وأعطاه عليها ثلاثة آلاف دينار لأنه استظرفها ، قال الأصمعي :
تزوجت واحدة منكمُ = فنكت بشفعتها أربعينا
ونكت الرجال ونكت النساء = ونكت البنات ونكت البنينا
وأرسلت أيري في داركم = فطورا شمالا وطورا يمينا

– الوافي بالوفيات للصفدي .
وفي كتب اللغة والتعريفات الكثير من التصريحات الصارخة في هذا ، فقد تكلم النووي العالم الجليل في كتابه تهذيب الأسماء واللغات ، وكذا الزبيدي في تاج العروس كمثالين فقط عن معنى النيك واستفاضا فيه حتى تظن أنك أمام كاتب إيروسي إباحي، وكذا ستجد في بقية الكتب : مختار الصحاح والعباب الزاخر وغيرها .
وذكر عن المغنية العباسية دقاق أنها وصفت هنها ( فرجها ) لأحمد بن حمدون الأديب المشهور المقرب من الخليفة المتوكل فأعجزه الجواب ، فقال له صديق : ابعث إلى فلان حتى يصف متاعك فيكون جوابها ( تماما كما يفعل الشباب اليوم يستنجد أحدهم بصاحبه المغازلجي ليسعفه بكلام قوي يقوله لصاحبته في المسن أو البلاك بيري) فأحضره وأخبره الخبر ، فقال : اكتب لها ، عندي العوق البوق ، الأصلع المربوق ، الأقرع المعروق ، المنتفخ العروق ، يسد الشقوق ، ويفتق الفتوق ، ويرم الخروق ، ويقضي الحقوق ، أسد بين جبلين ، بغل بين جملين ، إذا دخل حفر ، وإذا خرج قشر ، إذا التفت الساق بالساق ، ولطخ رأسه بالبصاق ، وقرعت البيض بالذكور ، وجعلت الرماح تمور ، فطعن الفقاح ( تخيل الفقاح عندهم بعد هع ) وشق الأحراج ، صبرنا فلم نجزع ، وسلمنا طائعين فلم نخدع ، قال: فقطفها. نواضر الإيك للسيوطي .
ودقاق هذي بنت حرام لها سوابق ، فقد كان لها مهفة تهف بها من حرارة الصيف في بغداد مكتوب عليها : الحر إلى إيرين ، أحوج من الإير إلى حرين ، كما أن الرحى إلى بغلين أحوج من البغل إلى رحيين ، رايحة فيها صح ؟ تذكر أنا نتكلم عن عصر الخليفة المتوكل 200 هجري تقريبا . ( الإير أي العضو الذكري ، والحر أي فرج المرأة وقد ورد في حديث : يستحلون الحر والحرير) .
ومن الغريب قصة أنه تزوج قاض امرأة من أهل المدينة ، فكان إذا غشيها هرجت في القول وأفحشت ، ومن ذلك كانت تقول : ويلك شقه شقه ، حتى لو كان حر أمك شقه ؟ فعظم ذلك على القاضي ونهرها ، فتركت ذلك ففتر نشاطه ، فعاد وطلبها أن تقول له ذلك . نواضر الإيك للسيوطي .
ولن أستطيع حصر كل ما قيل عن الجنس الصريح الموجود في أدبنا العربي في هذه المقالة .
ولكن هناك الكثير من الكتب التي تذكر قصص الخلفاء والأمراء والجواري والشعراء حول هذا الموضوع ، بل إن هناك من ألف خصيصا في هذا الشأن ومن أشهر هذه الكتب :
- نواضر الأيك في معرفة النيك ، للإمام السيوطي .
- رجوع الشيخ إلى صباه ، لابن كمال باشا.
- الروض العاطر في نزهة الخاطر ، للنفزاوي .
- تحفة العروس و نزهة النفوس لأبي عبدالله محمد بن أحمد البجائي .
- رشد اللبيب إلى معاشرة الحبيب للشيخ أبى العباس الشهير بابن قليتة .
وهذه الكتب ألفت أساسا للتعليم والفائدة أو التندر والأنس ، لا للإفساد أو للتجارة أو للإثارة الجنسية نفسها كما هي أغلب ملامح عصرنا الفنية حتى ولو حاولوا تخفيف حدة ظهور التعبير الجنسي .
والمثير للحفيظة والتقزز أحيانا أن يستعمل الجنس لمجرد الشهوة الحيوانية ، والأسوأ من ذلك أن يكون طعما للوصول إلى غاية أخرى ، لذا فإنك قد تخفف حدة امتعاضك من الكاتب الأمريكي هنري ميللر في روايته ثلاثية الصلب الوردي ( سكسوس ، بليكسوس ، نكسوس ) وهو يملأ صفحاتها بالعبارات الجنسية الصارخة ، بل وبوصف عمليات جنسية بأكملها بدون أي حواجز تماما كما لو كان فلم بورنو ، أقول قد تخفف حدة الامتعاض لأنك ستلحظ نبرة احتجاج خفية من قبل الكاتب على مجتمعه وآلته الثقافية ، وكأنه يعاقبهم على التدني الأخلاقي الغربي فيما يخص الجنس ويقول لهم : هذا ما جعلتموني عليه ، أنا نتاج ثقافتكم فاجنوا ثمار سوء أعمالكم .
والباحث في كتب الأدب سيجد الكثير الكثير من التعبيرات الجنسية الصريحة المباشرة.
ولكن ماذا عن الجنس في موروثنا الشعبي ؟
أيضا لدينا في الخليج الكثير من هذه التعبيرات والاستعمالات في الحكايا والأمثال والدعابات والشعر أحيانا ، بل إلى عصر قريب ، عصر الشيبان الأحياء الآن كانوا يذكرون القصص أو الأمثال أو النوادر في المجالس والأسفار وجلسات الأنس وبها بعض التعبيرات الجنسية الصارخة ، ويذكرون هذا بلا حرج مرة لضرب المثل ومرة لسوق القصص ومرة للتندر وأحيانا عند المعايرة والغضب ، وقد عشت أنا هذه التجربة ، فقد عشت في بيئة محافظة للغاية ، بيئة تعتبر النظر إلى خصوصيات الجار جريمة لا تغتفر ، بيئة تعتبر الدناءة وخيانة الثقة والانحراف السلوكي الجنسي أمراً يلغي الرجل من الوجود والاعتبار ، بيئة تعتبر الخطأ في الخطاب أو الإسفاف فيه هزيعة ومع ذلك فكنت أحضر كثيرا من المجالس العائلية وأحيانا الرسمية ولكن لوجود أحد المتحدثين الأجرياء وأسمع بها وأنا طفل تلك القصص والحكايا والنوادر التي لو ألقيها الآن على صاحبي لهجرني شهرين لسوء أدبي .
ومن ذلك :


القصص

القصة الأولى:
يقال أن هناك والي متسلط وإذا رأى امرأة جميلة ذهب إليها في بيت زوجها واستضافهم ، فإذا جاء الليل أمره أن يذهب لإحضار أي شيء يبعد مسيرة ليلة كي ينفرد بزوجته وينام معها ، ففعل هذا مرة مع رجل وحين أمره خرج الرجل وهو يتغنى بهذه الأرجوزة :
أنا ساري .. وأنا داري = إن أم عيالي مزغوبة
والزغب هنا محرفة من الزكب ، قال في لسان العرب زكب المرأة نكحها .
وأصبحت هذه الأرجوزة مضرب مثل لكل من يفعل شيئا وهو مكره ويعلم أن هناك ما سيحدث له .

القصة الثانية:
يقال أن هناك امرأة غضبت من زوجها وهجرته من الكلام ليلتين فلما جاءت الليلة الثالثة بحث له عن حيلة كي تكلمه ، فأشعل النار ومثّل عليها أنه نام على المتكأ وأخرج ذكره من ثيابه ومال بنفسه على النار وهي تطل عليه من خلف الرواق الفاصل ، وكل ما مال على النار شهقت من الخوف حتى اقترب من النار كثيرا، فأطلت برأسها من فوق الرواق وقالت: يا ذا اللي مانا أكلمك، زبك حرق، زبك حرق.
وهذه القصة تعطي العبرة لشدة اهتمام النساء بالجنس مهما أنكرن ذلك ظاهريا .


الأمثال

المثل الأول :
الفصعة الدجما ولا السكين .
والفصعة هنا بمعنى الذكر عموماً ، ولها أصول مقاربة في اللغة الفصيحة فهي تعني قلفة الصبي إذا كشفها وخرجت كمرته ، بمعنى أنه يسحب الجلدة الموجودة قبل الختان فيبين رأس ذكره وهو المسمى بالكمرة .
والدجما أي الدجماء بمعنى ذات الرأس المستديرة التي لا تطعن ولا تؤلم ، وقد بحثت عنها في لسان العرب والقاموس المحيط ومختار الصحاح ولم أجد لها معنى مقارب ، فلربما كانت محولة من كلمة أخرى لم أهتدِ لها .
وقصة المثل : أن هناك امرأة ركبت على بناء شاهق ولما نوت النزول لم تجد إلا القفز في مكان ضيق ، فجاء رجل وقسّم المكان الضيق إلى قسمين لا ثالث لهما ، نصب سكينا حادة في قسم ، واستلقى في القسم الآخر ونصب لها فصعته وهي واقفة ، أي ذكره، وقال لها أنتِ بالخيار الآن أما أن تسقطي على هذه السكين أو على فصعتي ، وكانت المرأة شريفة إلا أن الأمر هنا مسألة حياة أو موت فقالت كلمتها المشهورة ، الفصعة الدجما ولا السكين ، وقفزت عليه ، وهناك قصص أخرى مختلفة .
ويضرب هذا المثل عند فعل الإنسان شيئا بالإكراه رغم شناعته ، ويلمح تلميحا أن المرأة لحبها للجنس تبحث عن الأعذار لتمارسه تحت مسمى الإكراه والضرورة .

المثل الثاني :
هرها هرها ، بمعنى حرها حرها ولكن على لسان أحد العبيد .
قصة المثل : أن أحد الرجال زوج عبده ، والعبيد حينذاك مضرب مثل للغباء والحمق ، فلما تزوج العبد وأخذ فترة طويلة ولم تحمل زوجته سأله سيده : ما الأمر ؟ فرد العبد : يا عمي الإذن همرا (حمرا ) والرزاق الله ، ولما استفسر سيده عن التفاصيل وجده يظن أن الرجل يطأ زوجته في إذنها ، ولذا من كثرة ما فعل فإن أذنها حمراء ، كما أنه ينتظر الرزق من الله بعد أن فعل ما عليه ! فعنفه سيده وقال له : عليك أن تدخله في حرها ( فرجها ) ففطن العبد لهذه الكلمة ، لكنه بعد أن نام وسرح عند الإبل نسي الكلمة ، فصادف أن كان يتكسع ( يتسكع ) في مراغة الإبل ( أماكن مناخها) ويردد : ياربي وش الكلمة ؟ وش الكلمة ؟ فقابله بعض النسوة وقلن مستهزئات : يا عبد عماذا تبحث ؟ عن احر أمك ؟ فتذكر العبد الكلمة وانصرف عنهم فرحا وهو يكرر : هرها هرها ، هرها هرها .
ويضرب المثل للشخص يتمسك بالشيء ويكرره كثيرا لحبه أو لخوفه من فقدانه .
ومنها أيضا :
ذاقت الصقها حلاته ، والصقهاء : المرأة الصماء ، والمثل عن امرأة صماء عمياء ترفض الزواج وبعد أن ذاقت حلاوة الزواج تغيرت وأصبحت لا تخرج من خيمة الزواج .
الماء ما يروب والقحبة ما تتوب .


الحزايا ( الألغاز )

الحزاة الأولى :
ما أخضر في السوق أحمر في أمك ؟
والحل هو الحنا ، لكن الشيبان يطلقون هذه العبارات المؤذية للأطفال وبدورهم الأطفال يستهجنون هذا ويوطن فيهم معنى الشرف وحماية الأسرة والعرض .

الحزاة الثانية :
ما أحمر فصعلته ، إذا دخل في أمك بلته ؟
والجواب هو الخاتم ، وفصعلته هنا كلمة مقاربة للفصعة كي تستثير حنق الطفل فيما المقصود بها الفيروز الأحمر في الخاتم ، ولها نفس الهدف السابق .
وفي هذه العجالة لا أستطيع أن أحصر كلما سمعته وحفظته من الموروث الشعبي عن الجنس ، لكني هنا أضرب بعض الأمثلة ، وبالطبع فاتني الكثير منها لذا أنتظر من أصدقائي وقرائي أن يجودوا علي بما يحفظونه من هذا الموروث في تعليقاتهم .
وأستطيع في النهاية أن أذكر على سبيل الإجمال دوافع استعمال الجنس في الكلام في موروثنا الشعبي:
* تنشئة الصغار وتعريفهم مبكرا على قيم المجتمع التي تحدد هويته وتعاليمه .
* التسلية وطرد الملل في السفر أو مجالس السمر .
* المعايرة سواء في حالة الغضب أو في حالة المزاح .
* بين الرجل وامرأته كعامل إثارة جنسي، وقد سئل ابن سيرين رحمه الله: أيفاحش الرجل امرأته في الجماع؟ فقال: أفحشه ألذه .


إرشادات :
– الشخص حين يمتليء لسانه بمثل هذا الكلام فهو شخص سفيه ، لذا أرجو فهم هذا الأمر ، أنا أتكلم عن الوضع الطبيعي لا عن أن يكون الإنسان ديدنه فقط الحديث في الجنس .
– الحديث في الجنس بهذه الصراحة يتطلب ذكاء خاصا ، فالمتحدث يعرف من هم المستمعون ؟ لذا لا يتحدث في مجلس رسمي أو به من سيحول كلامه إلى صفاقة ودناءة ، وإذا كان سيتحدث هكذا فلابد أن يتأكد أنه شخص محبوب وله باع طويل في المواضيع الأخرى ، لذا لن يدان على أقاصيصه هذه .
– القصص والحكايا والنوادر الجنسية حين تخرج من شخص معروف بالاستقامة والمروءة ليست كما لو خرجت عن شخص مشهود له بالسفاهة .


========================
* الجنس في الموروث الشعبي / عبدالله السالم


.

138873467213.jpg
138873467213.jpg
 
أعلى