عبد الرحمن الماجدي - مقامنا الشهيّ

الغرفةُ بلادنا الشاسعة،
نحن شعبُها الراشدُ وحكومتها الشابّةُّ،
ليلُها، كما نرجوهُ، أحمرَ،
نمضي فيها عراةً للغاية،
مستعذبينَ حياتَنا الفائرة.

خدّي على صدركِ الرهيفِ يتنصتُ على لساني البهيجِ
يُهامسُ حَلِمَتيك الهاربتينِ من زنزانة القماش.
شَفتاكِ النَبيذيّتان أدمنَ عصيرَهما فمي العاطشُ،
أصابعكِ المشتهاة تستعبدُ شَعْريَ السارحَ بتمسيدةٍ غنجةٍ،
وتهبطُ، تائقةً، إلى عناقٍ حارٍ.

رضينا بهبتها السعيدةِ:
أرشفُ وتسكرينَ،
أدنو وتلتصقينَ،
فيُجلّلني شَعْرُك المائجُ في لُجَّةِ ليلنا الأَحمرِ.

الوريدةُ البكرُ قطفناها،
وسَحَقْنا تويجاتِها بين جسدينا المتّقدين.

لُهاثنا الصائتُ أيقظ لوحاتِ الجدران،
دهمها بعدوى النكاحِ،
ودهمَ الستائرَ العفيفةَ،
والأثاثَ الرزينَ،
أمستْ، كلها، مرايا تزداد نصوعاً لأخوّة رغبتينا الشرهتين،
وفعلنا الصريح.

أنَمنا الخجلَ بعُرْينا،
مطوّحين خمارَ الحياءِ الشفيفَ،
فاغتبطنا مُتماجنين،
مسعّرين لهبَ النشوةِ،
ليَلذ َّ الفسقُ، ها هنا، وتطيبُ الفحشاءُ،
حتى نتسلّقَ سلالمَ الجنان،
بسوأتينا المبتهجتين
ممددينَ الغايةَ،
مستبطئين النشوة،
طمعاً بالمزيد.
فهنيئاً لنا منزلتنا الحَميمة


.


John William Godward

13914520811.jpg
 
أعلى