ابن معصوم المدني - ولقد طرقتُ الحيَّ من سَعدِ

ولقد طرقتُ الحيَّ من سَعدِ = تحت الدجى كالخادر الورد
في ليلة ٍ مدت غياهبها = من فَرعها كالفاحِم الجَعْدِ
والصبحُ يَستَهدي لمطلَعِه = نجم الدجنة وهو لا يهدي
ومصاحبي من ليس يحفرني = ماضي الضريبة مرهف الحد
فسريت معتسفاً أنص على = عَبْلِ المُقَلَّد مُشرِفٍ نَهْدِ
لا أهتدي والليل معتكرٌ = إلاَّ بنَشرِ المِسك والنَّدِّ
حتى اقتحمتُ الخدرَ مُجترئاً = أدْلي بقُربى الحبِّ والودِّ
فتنبهت مرتاعة ً فزعاً رَيَّا = المُخَلْخَل طَفْلة ُ الخَدِّ
قالت من المقتول قلت لها = من قد قتلت بلوعة الصد
قالت قتيلُ هَوايَ قلتُ أجلْ = قالت أجلُّك عن جَفا الردِّ
فوقفت مهري غير مرتقبٍ = ونزلت من نهدٍ إلى نهد
ودنوتُ منها وهي عاتبة ٌ= أبدي العتاب لها كما تبدي
ثم اعتنقنا وهي مغضية ٌ = عنِّي وبات وِسادَها زَنْدي
وضمَمْتُ سيفي بيننا فَغدَتْ = غَيْري تُدَفِّعُه على عَمدِ
حتى إذا ضاق العناق بنا = ضمّاً يذوبُ له حَصى العِقدِ
قالت فديتُك دَعْه ناحية ً = يُغنيكَ ضمُّ الرُّمح من قَدِّي


.
ألبير فريدريك آرثر

c15.jpg
 
أعلى