عبدالله السمطي - جسد المرأة.. أكبر مشكلة تؤرق الفقهاء والشيوخ على الأرض !!

القضية الكبرى التي أرقت الفقهاء والشيوخ في الكوكب العربي الإسلامي هي قضية المرأة، ليست القضية على إطلاقها بل فيما يتعلق بالجانب الحسي منها: جسد المرأة هو المؤرق الدائم. ومنذ وسم المرأة بأنها خلقت من ضلع أعوج، وأنها من أنزلت آدم إلى الأرض، وأنها متهمة - بشكل أبدي بخطيئة الغواية - منذ ذلك الحين وحتى وصف النساء بأنهن " حبائل الشيطان" وبأن " كيدهن عظيم" وبأن أكثر أهل النار من النساء .. منذ هذه الأدبيات والآثار والآيات القرآنية والأحاديث والمرأة تولد بخطيئتها ، حتى بعد ظهور الإسلام الذي حاول أن يعيد للمرأة قدسيتها ( كانت المرأة قديما تعبد كإشارة رمزية لقداستها) ، ظلت المرأة تولد بهذه الخطيئة / التهمة ، حتى إن بعض العرب قبل الإسلام ( وإلى اليوم بعد 15 قرنا من ظهور الإسلام " ( إذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم) .
المشكلة الكبرى التي واجهت الفقهاء هو جسد المرأة ، فالفقهاء الذين أولوا وفسروا في نساء الجنة، والحور العين،( حور مقصورات في الخيام) وألفوا الكتب خصيصا في وصف أجساد النساء ( نساء أهل الجنة بالطبع) وهرولوا لشرح حديث الإسراء والمعراج وبيان أن " ركبة المرأة في الجنة تضيء من شدة بياضها سبعين ميلا) هؤلاء القهاء نفسهم الذين مجدوا المرأة حسيا طبعا في زمن الآخرة، هم من وقفوا منها موقفا ضديا على الأرض.
فحين يطلب الخلفاء والولاء والسلاطين والحكام رؤية الفقهاء والشيوخ في المرأة، والزواج، والتسري بالجواري فإن الفقهاء والشيوخ يقدومن كل ما لذ وطاب، حتى إن بعضهم وضع مؤلفات إيروتيكية كاملة تنفيذا لرغبة بعض الحكام، كما أن بعضهم حرم الزواج من المرأة التي يتزوجها حاكم ما. كما أنه قد يبيح للحاكم مثلا أن يتزوج بشكل مفتوح وبأي عدد يرغبه.
أما حين يتعلق الكلام بعوام النساء من المسلمات، فلابد من إخفاء هذا الجسد المنكر، لابد من القضاء على الغواية وسد الذرائع، لابد من كبت الرغبات، لابد من أن تختفي المرأة عن هذه الحياة فتصبح مجرد أداة للتناسل ( تكاثروا فإني مباه بكم الأمم) ويصبح الحض على الزواج من ( المرأة الولود) ( التي تدفىء الضجيع، وترعى الرضيع" تصبح مجرد أداة لتحقيق وإشباع رغبات الرجل، فيتم التعامل معها هكذا ، ( لاحظ أن أكثر الشيوخ هم من المزواجين) .
تحاصر المرأة بأوهام هؤلاء الفقهاء والشيوخ، وخوفهم الأبدي من جسد الغواية، المتهم بالخطيئة الأولى .


.

Apperley, George Owen Wynne 1884-1960.

صورة مفقودة
 
أعلى