الزمخشري - ربيع الأبرار

باب
العشق، وذكر من بلي به وقال فيه الشعر
ومن مات منهم كمداً، ومن رق لهم وترحم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم: من عشق فعف وكتم ثم مات مات شهيداً.
لما أعتقت عائشة رضي الله عنها جاريتها بريرة، وكان زوجها حبشياً، اسمه مغيث، خيرت بين الإقامة معه وبين مفارقته، فاختارت المفارقة، فكانت إذا طافت بالبيت طاف مغيث خلفها، ودموعه تسيل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمه العباس: يا عم أما ترى حب مغيث لبريرة؟ لو كلمناها أن تتزوجه! فدعاها وكلمها، فقالت: يا رسول الله إن أمرتني فعلت، قال: أما أمر فلا، ولكن أشفع. فأبت أن تتزوجه. قال الراوي: فهذا من قد رآه رسول الله، وشهد لشدة عشقه، وشفع في بابه.
يحيى بن معاذ الرازي: لو أمرني الله أن أقسم العذاب بين الخلق ما قسمت للعاشقين عذاباً.
بعضهم: رأيت امرأة في غاية الضمر والنحافة رافعة يديها تدعو، فقلت لها: هل من حاجة؟ قالت: حاجتي أن تنادي في الموقف.
تزود كل الناس زاداً يقيتهم ... ومالي زاد والسلام على نفسي
ففعلت، فإذا بفتى، فقال: أنا الزاد. فمضيت بها إليها، فما زادا على النظر والبكاء. ثم قالت له: انصرف مصاحباً محافظاً. فقلت: ما علمت أن لقاءكما يقتصر على هذا، فقالت: أمسك، أما علمت أن ركوب العار ودخول النار شديد؟ إبراهيم بن محمد بن عرفة المهلبي الواسطي.
كم قد ظفرت بمن أهوى فيمنعني ... منه الحياء وخوف الله والحذر
كم قد خلوت بمن أهوى فيقنعني ... منه الفكاهة والتحديث والنظر
أهوى الملاح وأهوى أن أجالسهم ... وليس لي في حرام منهم وطر
كذلك الحب لا إتيان معصية ... لا خير في لذة من بعدها سقر
عن زبيدة: قرأت في طريق مكة على حائط:
أما في عباد الله أو في أمانه ... كريم يجلى الهم عن ذاهب العقل
له مقلة أما المآقي فقرحة ... وأما الحشا فالنار فيه على رجل
فنذرت أن أحتال لقاءهما حتى أجمع بينه وبين من يهوى، فإني لبالمزدلفة إذ سمعت من ينشدهما، فأدنيته، فزعم أنه قالهما في بنت عم له قد نذر أهلها أن لا يزوجوها منه، فوجهت إلى الحي، وما زلت أبذل لهم المال حتى زوجوها، وإذا المرأة أعشق من الرجل. وكانت زبيدة تعده في أعظم حسناتها، وتقول: ما أنا بشيء أسر بي بجمعي بين ذلك الفتى والفتاة.
كان لسليمان بن عبد الملك غلام وجارية يتحابان، فكتب إليها:
ولقد رأيتك في المنام كأنما ... عاطيتني من ريق فيك البارد
وكأن كفك في يدي وكأننا ... بتنا جميعاً في فراش واحد
فطفقت يومي كله متراقداً ... لأراك في يومي ولست براقد
فأجابته.
خيراً رأيت وكلما عاينته ... ستناله مني برغم الحاسد
إني لأرجو أن تكون معانقي ... فتبيت مني فوق ثدي ناهد
وأراك بين خلاخلي ودمالجي ... وأراك بين مراجلي ومجاسدي
فبلغ ذلك ذلك سليمان. فأنكحهما وأحسن جهازهما.
الجاحظ: العشق اسم لما فضل عن المحبة. كما أن السرف اسم لما جاوز الجود، والبخل اسم لما جاوز حد الاقتصاد.
سئل أفلاطون عن العشق فقال: داء لا يعرض إلا للفراغ.
آخر: العشق جهل عارض صادف قلباً فارغاً.
قيل لأعرابي: ما بلغ حبك لفلانة؟ قال: إني لأذكرها وبيني وبينها عقبة الطائف فأجد من ذكرها رائحة المسك.
سأل الرشيد رجلاً فقال: ما أشد ما يكون من العشق؟ قال: أن تكون ريح البصل منه أحب إليك من ريح المسك من غيره.
عن عمر بن أبي ربيعة المخزومي: أن نعم التي يقول فيها:
أمن آل نعم أنت غاد فمبكر
اغتسلت عند غدير فأقام يشرب منه حتى جف.
رأى شبيب أخو بثينة جميلاً عندها، فوثب عليه وآذاه، ثم أتى مكة وفيها جميل، فقيل له: دونك شبيباً فاثأر منه، فقال:
وقالوا يا جميل أتى أخوها ... فقلت أتى الحبيب أخو الحبيب
كتبت جارية للمتوكل على جبينها: هذا ما عمل في طراز الله، فتنة لعباد الله.
أنشد الأخفش لحداد بسر من رأى:
مطارق الشوق منها في الحشا أثر ... يطرقن سندان قلب حشوه الفكر
ونار كور الهوى في الجسم موقدة ... ومبرد الحزن لا يبقى ولا يذر
عبد الله بن عجلان النهدي أحد العشاق المذكورين، تزوجت عشيقته فرأى أثر كفها على ثوب زوجها، فمات كمداً.
أهدى أبو العتاهية للمهدي برنية فيها ثوب مطيب، قد كتب في حواشيه:
نفسي بشيء من الدنيا معلقة ... الله والقائم المهدي يكفيها
إني لآيس منها ثم يطمعني ... فيها احتقارك للدنيا وما فيها
فهم أن يدفع عتبة إليه، فضجرت وقالت: يا أمير المؤمنين، حرمتي وخدمتي! أتدفعني إلى رجل قبيح المنظر، بائع جرار، متكسب بالشعر؟ فأعفاها، وأمر أن تملأ البرنية مالاً. فأرادوا أن يملاؤها دراهم، فقال: إنما أمر بالدنانير، فاختلف في ذلك حولاً. فقال عتبة: لو كان عاشقاً لم يختلف حولاً في التمييز بين الفضة والذهب، وقد أعرض عني صفحاً.
صحب جميلاً رجل من عذرة، يدعى العشق وهو سمين، فقال فيه:
وقد رابني من زهدم أن زهدماً ... يشد على خبزي ويبكي على جمل
فلو كنت عذري العلاقة لم تكن ... سميناً وأنساك الهوى كثرة الأكل
قال محمد بن عبد الله بن طاهر لأولاده: عفوا تشرفوا، واعشقوا تظرفوا.

أول العشق النظرة، وأول الحريق الشرر.
زار علي بن عبيدة الريحاني جارية كان يهواها عند إخوانه، فحان وقت الظهر، فبادروا الصلاة، وهما يتحدثان، حتى كادت الصلاة تفوت. فقيل: يا أبا الحسن الصلاة، فقال: رويدك حتى تزول الشمس. أي حتى تقوم الجارية.
وصف أعرابي امرأة طرقها فقال: ما زال القمر يرينيها، فلما غابت أرنيه. قيل: فما كان بينكما؟ قال: أبعد ما أحل الله مما حرم، إشارة في غير بأس، ودنو في غير مساس؛ ولا وجع أشد من الذنوب.
أبو العيناء: أضحكني بائع رمان يقول:
وقعت من فوق جبال الهوى ... إلى بحار الحب طرطب
عبد بني الحسحاس:
فكم قد شققنا من رداء محبر ... ومن برقع عن طفلة غير عانس
إذا شق برد شق بالبرد برقع ... دواليك حتى كلنا غير لابس
وذلك! إن الرجل يشق برقع حبيبته، والمرأة تشق برد حبيبها، ويقولون: إذا لم يفعلا ذلك عرض البغض بينهما.
ذكر أعرابي فقال: كاد الغزال يكونها لولا ما تم منها ونقص منه، وما كانت أيامي معها إلا كأباهيم القطا قصراً، ثم طالت بعدها شوقاً إليها، واأسفاً عليها! عشق رجل امرأة، فقيل له: ما بلغ من عشقك لها؟ فقال: كنت أرى القمر على سطحها أحسن منه على سطوح الناس.

من جرى مع هواه طلقاً جعل للعذاب فيه طرقاً.
عبد الله بن رواحة:
سبتك بعيني جؤذر بخميلة ... وجيد كجيد الريم زيفه النظم
وأنف كحد السيف يشرب قلبها ... وأشنب رفاف الثنايا به ظلم
أعرابية في صفة العشق: خفي أن يرى، وجل أن يخفي، فهو كامن كمون النار في الحجر، إن قدحته ورى، وإن تركته توارى، وإن لم يكن شعبة من الجنون فهو عصارة السحر.
كثير:
وإني لأرضى منك يا عز بالذي ... لو أيقنه الواشي لقرت بلابله
بلا وبان لا أستطيع وبالمنى ... وبالوعد حتى يسأم الوعد آمله
وبالنظرة العجلى وبالحول ينقضي ... أواخره لا تلتقي وأوائله
يقال: سرقت فؤاده إذا عشقها، وتسللت مسالك الروح منه.
ويقال: ناط حبها بقلبي نائط، وساطه بدمي سائط.
أعرابي: لقد كنت آتيها عند أهلها، فيتجهمني لسانها، ويرحب بي قلبها.
ليلى العامرية في قيسها:
لم يكن المجنون في حالة ... إلا وقد كنت كما كانا
لكنه باح بسر الهوى ... وإنني قد ذبت كتمانا
ابن مرخية:
سألت سعيد بن المسيب مفتي ال ... مدينة هل في حب دهماء من وزر
فقال سعيد بن المسيب إنما ... تلام على ما تستطيع من الأمر
فقال سعيد: والله ما سألني أحد عن هذا، ولو سألني ما كنت أجيب إلا به.
كان الهوى فيما مضى أن يسر أحدهم بلبان مضغته حبيبته، أو بسواك استاكت به. واليوم يطلب أحدهم الخلوة الصحيحة، كأنه قد أشهد على نكاحها أبا سعيد وأبا هريرة.
مر مالك بن دينار بدار ليلا، وإذا قائل يقول:
يا سيدي قد جاءك المذنب ... يرجو الذي يرجوه من يعتب
فاصفح له عن ذنبه منعماً ... وهب له منك الذي يطلب
فوقف مالك يتسمع ويبكي، والقائل يردد البيتين بصوت حزين. فلما قارب السحر قال:
يا ناصباً معانه فننسه ... إليك من مقلتك المهرب
فقال مالك: يا فاسق! إنما كان تضرعك لغير الله، ومضى.
هوي أحمد بن أبي عثمان الكاتب جارية لزبيدة اسمها نعم، حتى مرض ونهك، وقال فيها أبياتاً منها:
وإني ليرضيني الممر ببابها ... واقنع منها بالشتيمة والزجر
فوهبتها له.
زبان بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم:
علق القلب مهاة طفلة ... من بني عبد مناف في اللباب
وبنو زهرة أخوال لها ... وبنو الأصبغ أولاد الرباب
من ذرى كلب وكلب هامة ... من معد في المعالي والروابي
جمعتني وسليمى نسوة ... فاتكات من عدي بن جناب
المعتزل بالله:
بيضاء رود الشباب قد غمست ... في خجل ذائب بعصفرها
مجدولة هزها الصبا فغدت ... يشغل لحظ العيون منظرها
الله جار لها فما امتلأت ... عيني إلا من حيث أبصرها
أبو عبد الله الغواص:
قمر لم يبق مني حبه ... وهواه غير مقلوب قمر
خليد مولى العباس بن محمد الهاشمي شاعر الطاهرية:
أما والراقصات بذات عرق ... ومن صلى بنعمان الأراك
لقد أضمرت حبك في فؤادي ... وما أضمرت حباً من سواك
أطعت الآمريك بقطع حبلي ... مريهم في أحبتهم بذاك
فإن هم طاوعوك فطاوعيهم ... وإن عاصوك فاعصي من عصاك
عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، رأى امرأة بالشام فأعجبته فقال:
تذكرت ليلى والسماوة دونها ... فما لابنة الجودي ليلى وماليا
وأن تعاطي قلبه حارثية ... تحل ببصري أو تحل الجوابيا
أعرابي:
أقول لعيس قد برى السير فيها ... فلم يبق منها غير عظم مجلد
خدي بي ابتلاك الله بالشوق والهوى ... وهاجتك أصوات الحمام المغرد
فطارت مراحاً خوف دعوة عاشق ... تجوب بي الظلماء في كل فدفد
فما ونت في السير ثنيت دعوتي ... فكانت لها سوطاً إلى ضحوة الغد
الفتح بن خاقان صاحب المتوكل:
أيها العاشق المعذب صابر ... فخطايا أخي الهوى مغفورة
زفرة في الهوى أحط لذنب ... من غزاة وحجة مسرورة
قال يوسف بن الماجشون أنشدت محمد بن المنكدر قول وضاح اليمن:
إذا قلت هاتي نوليني تبسمت ... وقالت معاذ الله من فعل ما حرم
فما نولت حتى تضرعت حولها ... وعرفتها ما رخص الله في اللمم
فضحك وقال: إن كان وضاح لفقيهاً في نفسه.
علي بن هشام فرخسرو وكان المأمون يزوره ويستأنس به ثم قتله:
يا موقد النار يذكيها فيخمدها ... برد الشتاء بأرواح وأمطار
قم فاصطل النار من قلبي مضرمة ... بالشوق تغن بها يا موقد النار
ويا أخا الذود قد طال الظماء بها ... ما تعرف الري من جدب وإقفار
رد بالعطاش على عيني وعبرتها ... تروى العطاش بدمع واكف جاري
عبد الرحمن القارىء القس:
قد كنت أعذل في الصبابة أهلها ... فاعجب لما تأتي به الأيام
فاليوم أعذرهم وأعلم أنما ... سبل الضلالة والهدى أقسام
برمة النحوي:
يا طيب مرعى مقلة لم تخف ... بوجنتيه زجر حراس
حلت بخد لم يغض ماؤه ... ولم تخضه أعين الناس
كشاجم.
فلم يزل خدها ركناً ألوذ به ... والخال في صحنه يغني عن الحجر
الخيزرزي:
لو أبصر الوجه منه منهزم ... يطلبه ألف فارس وقفا
عن عمر بن أبي ربيعة: كنت بين امرأتين، هذه تسارني، وهذه تعضني، فلما شعرت بعضة هذه من لذة سرار هذه.
ريسان العذري:
لو حز بالسيف رأسي من مودتها ... لطار يهوى سريعاً نحوها راسي
وسمع به ابن أبي ربيعة بعد ما تنسك ولبس الصوف، فقال: أحسن والله، وتحرك وقال: تالله لقد هجتم علي ساكناً.
محمود بن مروان بن أبي حفصة:
يدمي الحرير جلودهن وإنما ... يكسين من حلل الحرير رقاقها

.



muse.jpg
 
النساء، ونكاحهن، وطلاقهن، وخطبهن ومعاشرتهن، والأعراس بهن، وما يحمد ويذم منهن وما اتصل بذلك
سعيد بن عامر بن حاتم: عن النبي صلى الله عليه وسلم: لو أن امرأة من نساء الجنة أشرفت إلى الأرض لملأت الأرض بريح المسك، ولأهبت ضوء الشمس والقمر. وكان سعيد بن عامر يقول لامرأته: والله إني لأختارك عليهن، ودفع يده في صدرها.
عبد الله رفعه: يسطع نور في الجنة، فإذا هي حوراء ضحكت في وجه زوجها.
وعنه صلوات الله عليه وسلامه: أخوف ما أخافه عليكم فتنة النساء. قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: إذا لبسن ريط الشام، وحلل العراق، وعصب اليمن، وملن كما تميل أسنمة البخت، فإذا فعلن ذلك كلفن المعسر ما ليس عنده.
وعنه صلوات الله عليه وسلامه: استعيذوا بالله من شرار النساء. وكونوا من خيارهن على حذر.
أبو بكر رضي الله عنه بلغه أن الفرس ملكت عليها بنت أبرويز فقال: ذل من أسند أمره إلى امرأة.
مر عمر رضي الله عنه بباب دار فسمع جلبسة وزحاماً، فقال: ما جمع هؤلاء؟ قالوا: زوج فلان، فقال: أين مناخلكم حكيم: الملك هو المملوك إلا أن ثمنه عليه.
آخر: أعص النساء وهواك واصنع ما شئت.
تزوجت فاطمة المهلبية عيسى بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس، فقال ابن أبي عيينة:
فإنك قد زوجت من غير خبرة ... فتى من بني العباس ليس بعاقل
فإن قلت من رهط النبي فإنه ... وإن كان حر الأصل عبد الشمائل
فقد ظفرت كفاه منك بطائل ... وما ظفرت كفاك منه بطائل
قيل لفيلسوف: أي السباع أحسن؟ قال: المرأة.
خطب قرشي إلى الكميت وأخذ يفتخر عليه، فقال: يا هذا، إن أجبناك لم نبلغ السماء، وإن رددناك لم نبلغ الماء، وقد رددناك.
أعرابي: هو أملح من المداري في شعور العذارى.
شاور رجل آخر في تزويج امرأة، فقال: إن كنت تريدها خالصة لك من دون المؤمنين فلا تطمع.
العرب: شر النساء الحميراء المحياض، والسويدء الممراض.
عوتب الكسائي في ترك التزوج فقال: مكابدة العفة عنهن أيسر من الاحتيال لمصلحتهن.
قيل لأعرابي يجمع بين ضرائر: كيف تقدر عليهن؟ قال: كان لنا شباب يأرهن علينا، ومال يصورهن إلينا، ثم قد بقي لنا خلق حسن فنحن نتعايش.
عمر رضي الله عنه: البكر كالبرة تطحنها وتعجنها وتخبزها، والثيب عجالة الراكب تمر وأقط.
قيل لجارية: أ بكر أنت قالت: قد كنت فعافى الله.
جاء سلمان رضي الله يخطب قرشية ومعه أبو الدرداء، فدخل وذكر سابقة سلمان وفضله، فقالوا: لا نزوجه، ولكن إن أردت أنت زوجناك. فتزوجها ثم خرج، فقال: يا أخي قد صنعت شيئاً وأنا أستحي منك، وأخبره، فقال سلمان: أنا أحق أن أستحي منك، أخطب امرأة كتبها الله لك.
خطب بنت دقيانوس غني وفقير، فاختار الفقير، فسأله الإسكندر، فقال: كان الغني جاهلاً فكان يخاف عليه الفقر، وكان الفقير عاقلاً فكان يرجى له الغنى.
خطب رجل جارية فرد عنها، وقيل: أنا سمعت ما قيل فيها:
يظل خطابها ميلاً عمائمهم ... كأن أنضاءهم أنضاء حجاج
لها أب سيد ضخم وأخوتها ... مثل الأهلة يسستثنيهم الهاجب
قال بعض الخلفاء: الإمام ألذ مجامعة، وأغلب شهوة، وأحسن في التبذل، وآنق في التذلل. فقال جليس له: لتردد دماء الحياء في وجه الحرة أحسن من تبذل الأمة.
قالت امرأة الجماز له: أي شيء يطبب في هذا اليوم يا سيدي؟ قال: الطلاق يا سيدتي.
كانت عند بعض الملوك ثلاث نسوة، فقال للفارسية: أي وقت هذا؟ قالت: سحر، قال: وما يدريك؟ قالت: وجدت ريح الرياحين. وقالت العربية: وجدت برد خلخالي، وقالت النبطية: كزني ما في بطني.
أيمن بن خريم:
يميت الخلاط عتاب النساء ... ويحيى اجتناب الخلاط العتابا
قيل لشيخ كانت امرأته تثمارة: أما أحد يصلح بينكما؟ قال: لا، مات الذي كان يصلح بيننا.
النبي صلى الله عليه وسلم : أعروا النساء يلزمن الحجال.
خطب مغمور مغمورة، فقيل لوليها: تعمم لكم فزوجتموه؟ قال: إنا قد تبرقعنا قبل أن يتعمم لنا.
الأصمعي: تكلم أعرابي فطمح به لسانه فقال: لا تنكحن واحدة فتحيض إذا حاضت وتمرض إذا مرضت، ولا تنكحن اثنتين فتكون بين شرتين، ولا تنكحن ثلاثاً فتكون بين أثاف، ولا تنكحن أربعاً فيفلسنك ويهرمنك ويبخلنك ويحقرنك.
قيل له: حرمت ما أحل الله؟ قال: سبحان الله كوزان وقرصان وعبادة الرحمن.
قال مصعب لسكينة: أنت مثل البغلة لا تلدين. قالت لا والله، ولكن أبى كرمي أن يقبل لؤمك.
بعضهم: رأيت بطريق مكة أعرابية ما رأيت أحسن منها، فقعدت أنظر إليها متعجباً من جمالها، فجاء شيخ قصير يأذنها فسارها ومضى، فقت من هذا؟ قالت: زوجي، قلت: كيف ترضى مثلك بمثله؟ فقالت:
أيا عجباً للخود يجري وشاحها ... تزف إلى شيخ من القوم تنبال
دعاني إليه أنه ذو قرابة ... فويل الغواني من بني العم والخال
قيل لأعرابي: ما خلفت لأهلك؟ قال: الحافظين، قيل: وما هما؟ قال: أعريهن فلا يبرحن، وأجيعهن فلا يمرحن.
قيل لرجل: مات عدوك، فقال: وددت أنكم قلتم تزوج.
قيل لمالك بن دينار: لو تزوجت. قال: لو استطعت لطلقت نفسي.
قال طاووس لإبراهيم بن ميسرة: لتنكحن أو لأقولن لك ما قال عمر بن الخطاب لأبي الزوائد: ما يمنك من التزوج إلا عجز أو فجور.
دخل ابن أبي علقمة على بلال بن أبي بردة وحمزة بن بيض ينشد:
ومن لا يرد مدحي فإن مدائحي ... توافق عند الأكرمين تؤامي
نوافق عند المشتري الحمد بالندى ... نفاق بنات الحارث بن هشام
فقال: يا ابن أخي: وما بلغ من نفاق بنات الحارث؟ فقال: كان يزوجهن ويسوقهن ومهورهن إلى بعولتهن. فقال: والله لو فعل هذا إبليس ببناته لنافست فيهن الملائكة المقربون.
تزوج أعرابي فقيل له: كيف وجدتها؟ فقال: رصوفاً رشوفاً أنوفاً. أراد ضيقة الفرج طيبة المقبل والأنف.
ووصف أعرابي امرأة فقال: ما ثديها بناهد، ولا شعرها بوارد، ولا بطنها بوالد، ولا فوها ببارد.
جنى شيخ من غسان على بعض ملوكهم، فهرب إلى بلاد تميم، فحالف زرارة بن عدس، فخطب إليه ابنته علي بعض بنيه وقال: قد علمت أن بني أشرف قومهم، وهم معبد ولقيط وحاجب وعلقمة فاختر لهذه الحجر أكرم فحل. فكره الشيخ قوله ودافعه. فلما مات زرارة قال لأهله: إن حكيمهم قد هلك، وهؤلاء شباب ولست آمن أن يحملوني على ما أكره من انكاحهم. فاحتمل في جوف الليل. فلما بلغ المأمن أنشأ يقول:
رغبت بها عن حاجب وابن أمه ... لقيط وعن تلك الرجال الركائك
ولو كنت في غسان أبرزت وجهها ... وأنكحتها من بعض تلك الصعالك
قال ابن لهيقة: قلت لزيد بن حبيب: إذا دخل رجل المسجد بأي رجليه يبدأ؟ قال: أما سمعت ما يقول للعروس ضعي رجلك اليمنى على المال والبنين؟ لما وجه إلى عبد الملك رأس ابن الأشعث، بعث به مع خادم له إلى امرأة من كندة كانت ناكحاً في قريش، فلما رأته قالت: مرحباً بزائر لا يتكلم، وملك بن ملوك طلب ما يستحقه، فأبى عليه القدر. فأراد الخادم أن يرد الرأس، فقالت: كلا والله، ثم أمرت به فغسل ورجل وطيب، ثم قالت: شأنك الآن. فرجع الخادم إلى عبد الملك فأخبره. فلما دخل عليه زوجها قال له: إن قدرت أن تصيب منها سخلة فأفعل.
نظر عامر بن حصين إلى رجل شجاع فأعجبه، وتزوج أخته طمعاً في أن ينزع ولدها إليه. فابتكرت بجارية فقال: الحمد لله، ثم ثنت بأخرى فقال: الحمد لله، ثم ثلثت فقال: الحمد لله، ثم ربعت فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله.
مرت بعمر رضي الله عنه عجوز تبيع اللبن، فقال: لا تشوبي لبنك بالماء ولا تغشي المسلمين. قالت نعم يا أمير المؤمنين. ثم مر فقال: يا عجوز، ألم أعهد إليك؟ قالت: والله ما فعلت. فقالت بنت لها من خبائها: أغشاً وكذباً جمعت على نفسك؟ فقال عمر لولده: أيكم يتزوجها لعل الله أن يخرج منها نسمة طيبة؟ فقال عاصم بن عمر: أنا أتزوجها يا أمير المؤمنين. فولدت له أم عاصم، فتزوجها عبد العزيز بن مروان فولدت له عمر بن عبد العزيز.
أبو شمر الغساني:
لا تأمنن على النساء أخاً أخ ... ما في الرجال على النساء أمين
حر الرجال وإن تعفف جهده ... لا بد أن بنظرة سيخون
أبو الشعثاء: كانت لي امرأتان، فكنت أعدل بينهما حتى في القبل.
زفت معاذة إلى صلة بن أشيم فبات ليلة الزفاف يتهجد، فقيل له، فقال: دخلت بيتاً فذكرت النار، يعني الحمام، ثم دخلت بيتاً فذكرت الجنة، يعني بيت العروس، فما زال فكري فيهما حتى أصبحت.
النخعي: إن من اقتراب الساعة طاعة النساء.
قال الوليد بن يزيد لابن ميادة: من خلفت عند أهلك؟ قال رقيبين لا يخالفانني طرفة عين الجوع والعرى.
الأحنف: ولأفعى حالك في يدي أحب إلي من أيم رددت عنها كفؤاً.
لقمان: لا تشهد العرسات فإنها ترغبك في الدنيا وتنسيك الآخرة، وأشهد الجنائز فإنها تزهدك في الدنيا وترغبك في الآخرة.
علي عليه السلام: إياك ومشاورة النساء، فإن رأيهن إلى أفن، وعزمهن إلى وهن. واكفف أبصارهن بالحجاب، فإن شدة الحجاب خير لهن من الإرتياب. وليس خروجهن بأضر من دخول من لا يوثق به عليهن. وإن استطعت أن لا يعرفن غيرك فافعل. ولا تملك المرأة من أرها ما جاوز نفسها، فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة. ولا تعد بكرامتها نفسها، ولا تطمعها فيما لغيرها. وإياك والتغاير في غير موضع الغيرة، فإن ذلك يدعو الصحيحة إلى السقم، والبريئة إلى الريب.
من أطاع عرسه فقد أضاع نفسه.
في البكر: أشهى المطي ما لم يركب، وأحب اللآلئ ما لم يثقب.
في الثيب: تزوج امرأة كفى فيها الصحة.
فلان في بيته نمرة، إذا كانت امرأته سيئة الخلق.
النبي صلى الله عليه وسلم: أوثق سلاح إبليس النساء.
علي عليه السلام: لا تطيعوا النساء على حال، وتأمنوهن على مال، فإنهن إن تركن وما يردن أوردن المهالك، وعصين المالك، وأزلن المالك، ينسين الخير، ويحفظن الشر، يتهافتن في البهتان، ويتمادين في الطغيان.
عمر رضي الله عنه: أكثروا لهن من قول لا، فإن نعم تغريهن على المسألة.
هي ممسكة للفضلين. أي تصون الفرج والمال.
عبد السلام بن أبي سليمان في النكاح:
تزوجت ألفاً ثم طلقت مثله ... فلم أترك مالاً ولم أترك وفرا
فأنت أقلنيها فإن عدت بعدها ... فألفيت لي عذراً فلا تقبل العذرا
طلق رجل امرأته فلما أرادت الارتحال قال: اسمعي وليسمع كل من حضر: إني والله اعتدتك رغبة، وعاشرتك بمحبة، ولم توجد منك زلة، ولم تدخلني عنك ملة، ولكن القضاء كان غالباً.
فقالت المرأة: جزيت خيراً من صاحب ومصحوبة، فما استرثت خيرك، ولا شكوت ضميرك، ولا تمنيت غيرك، ولم أزد إليك إلا شرها، ولم أجد لك في الرجال شبهاً، وليس لقضاء الله مدفع، ولا من حكمه علينا ممنع.
شكا رجل امرأته، فقيل له: هلا طلقتها. فقال: هي حسناء فلا تفرك، وأم عيال فلا تترك.
كأنها أم خارجة يقال لها خطب فتقول نكح.
وما هي إلا نظرة فتذبل رجلاها وتسقط للجنب.
بخر فلان امرأته بمثلته، وأولاها الهقمة، وتلقاها الأثافي: إذا طلقها ثلاثاً.
شكت امرأة إلى عمر بن الخطاب قلة غشيان زوجها فقالت: إني أجنب عنه في الشهر مرة، فقال عمر: إن في ذلك شقاء للعاشق، وحملاً للنائق.
خطب الحسن رابعة، فقالت بشرط أن أدع أنا تسعاً وأنت واحدة.
قال: وما هي؟ قالت يزعمون أن الشهوة تسع منها للنساء وواحدة منها للرجال، فأبى، فنقمت عليه. فسمعت بعد ذلك موعظته فقالت:
وغير تقي يأمر الناس بالتقى ... طبيب يداوي والطبيب مريض
الأبكار أشد حباً وأقل خباً.
خالد بن صفوان المنقري:
عليك إذا ما كنت لا بد ناكحاً ... ذوات الثنايا الغر والأعين النجل
وكل هضيم الكمح خفاقة الحشا ... قطوف الخطا بلهاء وافرة العقل
المرأة تشرب النبيذ فيسكر من لبنها الرضيع، وتشرب دواء المشي فتعتريه الخلفة فلذلك اختار الحكماء لأولادهم الظئر البريئة من الأدواء وغيرها.
كانت كندة أغلى الناس مهوراً، ربما مهرت الواحدة ألف بعير، ولا يمهر بأقل من مائة بعير. فصارت مهور كندة مثلاً في الغلاء.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم أهذب ملك غسان، وضع مهور كندة. وقال: أعظم النساء بركة أحسنهن وجوهاً وأرخصهن مهراً.
لما زوج الوليد بن عبد الملك ابنه عبد العزيز أم حكيم بنت يحيى بن الحكم، وأمها بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وكان يقال لها الواصلة، لأنها وصلت الشرف بالجمال، أمهرها أربعين ألف دينار، وأمر عدي بن الرقاع فقال:
قمر السماء وشمسها اجتمعا ... بالسعد ما غابا وما طلعا
ما وارت الأستار مثلهما ... فيمن رأى منهم ومن سمعا
دام السرور له بهما ولها ... وتهنيا طول الحياة معا
فقال الوليد: لئن أقللت فقد أحسنت، وأجزل له الجائزة.
وكانت بنو مخزوم تسمى ريحانة قريش، وكان هشام بن المغيرة المخزومي أعز نفساً على قريش وكنانة. وكانوا يؤرخون بثلاثة أشياء، يقولون: كان ذلك زمن بناء الكعبة، وعام الفيل، وعام موت هشام. فكانت الجارية تولد لآل الحارث بن هشام فيتباشرون بها.
خرج السيد الحميري فتلقته فرجة بن الفجاء الخارجية راكبة فرساً، وكانت برزة فصيحة جميلة، فتحاورا أحسن حوار، إلى أن خطب إليها نفسها فقالت: أعلى ظهر الطريق؟ فقال: ألم يكن نكاح أم خارجة أسرع؟ فاستضحكت وقالت: نصبح وننظر ممن. فقال:
إن تسأليني بقومي تسألي رجلاً ... في ذروة العز من أحياء ذي يمن
إني امرؤ حميري حين تنسبني ... جدي رعين وأخوالي ذوو يزن
فعرفته وقالت: يمان وتميمية، ورافضي وحرورية، كيف يجتمعان؟ فقال: على أن لا نذكر سلفاً ومذهباً. فتزوجته سراً. فأقاما في عيشة راضية.
يقال في الإستخبار عن ولادة المرأة: أأحلبت ناقتك أم أجلبت؟ أي أولدت أنثى تحلب أم ذكراً يجلب للبيع؟ قيل لرجل: ما عندك في النكاح؟ قال: ما يقطع حجتها ولا يبلغ حاجتها.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرجل هم بطلاق امرأته وزعم أنه لا يحبها: أو كل بيت بني على الحب؟ فأين الرعاية والذمم؟ مسلمة: ثلاثة لا أعذرهم: رجل أحفى شعره ثم أعفاه، ورجل قصر ثيابه ثم أطالها، ورجل كان عنده سراري ثم تزوج حرة.
داود عليه السلام: امرأة السوء لبعلها كالحمل الثقيل على الشيخ الكبير، والمرأة الصالحة له كالتاج المخوص بالذهب، كلما رآها قرت عينه.
مر سليمان عليه السلام بعصفور يدور حول عصفورة، فقال: هل ترون ما يقول؟ يقول: زوجيني نفسك حتى أسكنك غرفة بدمشق، وكذب ما بدمشق غرفة، ولكن كل خاطب كذب.
الجماع يصلع الإنسان، وربما كان أصلع فإذا جامع نبت شعره.
قال داود لسليمان عليهما السلام: أمش خلف الأسد ولا تمش خلف امرأة.
استشار رجل داود في التزوج، فقال: سل سليمان وأخبرني بجوابه. فصادفه ابن سبع سنين يلعب مع الصبيان يركب قصبة، فقال: عليك بالذهب الأحمر، والفضة البيضاء، واحذر الفرس لا يضربك. فلم يفهم. فقال له داود: الذهب الأحمر البكر والفضة البيضاء الشيب الشابة، ومن وراءهما كالفرس الرموح.
لقي عيسى عليه السلام إبليس، وهو يسوق خمسة أحمرة عليها أحماله، فسأله، فقال: أحمل تجارة وأطلب مشترين، أما أحدهما فالجور، قال: من يشتريه؟ قال السلاطين. قال: فما الثاني؟ قال: الكبر، قال فمن يشتريه؟ قال: الدهاقين. قال: فما الثالث؟ قال: الحسد، قال: فمن يشتريه؟ قال العلماء. قال: فما الرابع؟ قال: الخيانة، قال: فمن يشتريها؟ قال: التجار. قال: فما الخامس، قال: الكيد، قال: فمن يشتريه؟ قال: النساء.
قيل للاسكندر: لو استكثرت من النساء ليكثر ولدك، ويدوم بهم ذكراك. فقال دوام الذكر بتحسين السيرة والسنن، ولا يحسن بمن غلب الرجال أن تغلبه النساء.
علي بن أبي طالب عليه السلام: النساء شر كلهن، وشر ما فيهن قلة الإستغناء عنهن.
يحيى بن أكثم: نعم لهو المرأة الغزل.
قيل لأعرابي: إن فلاناً يخطب فلانة، قال: أموسى من عقل ودين؟ قالوا: نعم، قال: فزوجوه.
قال عبد الملك لابن الرقاع: كيف علمك بالنساء؟ قال: إنا والله أعلم الناس بهن، وأنشأ يقول:
قطاعية العينين كندية الحشا ... خزاعية الأطراف طائية الفم
لها حكم لقمان وصورة يوسف ... ومنطق داود وعفة مريم
عمر بن ربيعة، وكان المنصور كثيراً ما ينشده:
إنها بين عامر بن لؤي ... حين تعزي وبين عبد مناف
ولها في المطيبين جدود ... ثم نالت ذوائب الأحلاف
بنت عم النبي أكرم من يم ... شي بنعل على التراب وحافي
لا تراها على التبذل والزي ... نة إلا كدرة الأصداف
سئل المغيرة بن شعبة عن النساء فقال: بنات العم أحسن مواساة والغرائب أنجب، وما ضرب رؤوس الأقران مثل ابن السوداء.
قال الحجاج لابن القرية: أي النساء أحب إليك؟ قال: الودود الولود، التي أعلاها عسيب، وأسفلها كثيب، آخذهن من الأرض إذا جلست، وأطولهن في السماء إذا قامت، التي إن تكلمت رودت، وإن صنعت جودت، وإن مشت تأودت، العزيزة في قومها، الذليلة في نفسها، الحصان من جارها، الهلوك إلى بعلها.
وعن خالد بن صفوان: حصان من جارها، ماجنة على بعلها.
النبي صلى الله عليه وسلم : إنما النساء لعب فتخيروا.
استعمل عثمان رضي الله عنه الوليد بن عقبة بن أبي معيط على صدقات كلب؟ فتزوج له نائلة بنت القرافصة بن الأحوص النصراني، فقال: زوجتني نصرانية؟ قال: إن رأتك أسلمت، فقدم بها وقد أسلمت. فلما خلا بها قال لها: أتأتينا أم نأتيك، قالت: بل نأتيك ونعمة عين، تكلفنا إليك السير من أرض قومي وهي أبعد من ناحية البيت.
فقال: إنك ترين شيباً وتعلياً في السن، وإن عندي بقية من علالة. فقالت: إن أحب الأزواج إلي من ذهبت عنه متعة الشباب، ووثقت برأيه حلمه. فقيل له: كيف رأيت؟ فقال: ما دخلت على امرأة أوفى عقلاً منها، ولا أحرى أن تغلبني على عقلي.
قال أسماء بن خارجة لبنته ليلة هدائها. عليك بأطيب الطيب وهو الماء، وبأحسن الحسن وهو الكحل والحناء. وإياك وكثرة المعاتبة فهي مقطعة للمودة، والغيرة في غير موضعها فهي مفتاح الطلاق.
أهدت أعرابية بنتها فقالت لها: أي بنية، إنك قد فارقت الحواء الذي منه خرجت، والعش الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه. ثم أوصتها بوصايا منها: عليك بالتعهد لموضع عينيه وأنفه، لا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم أنفه منك إلا طيب ريح، والتعرف لوقت طعامه، والهدوء عند منامه، فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
تزوج الحسن بن علي امرأة، فبعث إليها مائة خادم، مع كل خادم ألف درهم.
حكيم: منيتك نفسك، فإن شئت فأخرجه، وإن شئت فلا.
آخر: لا تحقر شيئاً يخرج منك مثلك، يعني الجماع.
أطول الناس أعماراً الخصيان. ولم ير فيما يعاشر الناس أعمر من البغال، ولا أقصر عمراً من العصافير.
أراد الحسن تزويج بنته من رجل، فقيل: من حاله ويساره كيت وكيت، وله مائة ألف ما يحركها. فقال: أما والله ما اجتمعت مائة ألف عند رجل إلا من ظلم، وأبى أن يزوجه.
علي عليه السلام: سمعت رسول الله يقول لعثمان: لو أن لي أربعين بنتاً لزوجتك واحدة حتى لا يبقى منهن أحد.
سهل بن معاذ الجهني رفعه: من أحب في الله، وأبغض في الله، وأعطى في الله، وأنكح في الله، فقد استكمل الإيمان.
وعنه عليه الصلاة والسلام: من ترك لبس ثوب جمال وهو يقدر تواضعاً كساه الله حلة الكرامة، ومن زوج لله توجه الله تاج الملك.
علي عليه السلام رفعه: لا تسترضعوا الحمقاء ولا العمشاء، فإن اللبن يعدي.
قال موسى بن عبد الله بن الحسن لامرأته أم سلمة، وكانت من ولد أبي الصديق:
فإني زعيم أن أجيء بضرة ... فريسية فراسة للضرائر
فأجابه الربيع بن سليمان مولى الحسنين:
أبنت أبي بكر تريد بضرة ... لعمرك قد حاولت إحدى الكبائر
الرحال بن محدوج النميري:
فلا بارك الرحمن في عرس أهلها ... عشية زفوها ولا فيك من بكر
فما غرني إلا خضاب بكفها ... وكحل بعينيها وأثوابها الصفر
أتوني بها قبل المحاق بليلة ... فكان محاقاً كله ذلك الشهر
ألا ليتهم رفضوا إلي مكانها ... شديد القصيري ذا عرام من النمر
إذا شد لم ينكل وإن هم له يهب ... شديد الوقاع لا ينهنه بالزجر
هو معذور في أقوائه لجاهليته، وشغل بما دهي به عن تسوية القوافي.
طاهر بن سيار العجلي:
رأيت مواعيد النساء كأنها ... سراب لمن تاد المتساهل خاتل
ومنتظر الموعود منهن كالذي ... يؤمل يوماً أن تلين الجنادل
زوج المهلب قادة بن مقرب اليشكري امرأة من الأزد فقال فيها:
تجهزي للطلاق وانشمري ... هذا جزاء الجوامح الشمس
لليلتي حين بت طالقة ... ألذ عندي من ليلى العرس
بت لديها بشر منزلة ... لا أنا في نعمة ولا فرسي
هذا على الح لا قضيتم له ... وبت ما إن يسوغ لي نفسي
فقال يزيد بن المهلب: راجعها، فقال:
بالله جهد اليمين أحلف ما ... قرت بها عين من يضاجعها
ظلت عن الخير لا تطيق له ... فعلاً فتالله لا أراجعها
كان غيلان بن سلمة الثقفي أحد حكام فيس في الجاهلية، وكانت له ثلاثة أيام يوم يحكم فيه، ويوم ينشد فيه، ويوم ينظر فيه إلى جماله. وجاء الإسلام وعنده عشر نسوة، فأسلم فخيره رسول الله فاختار أربعاً فصارت سنة.
علي عليه السلام: لا تهيجوا النساء بأذى وإن شتمن أعراضكم، وسببن أمراءكم، فإنهن ضعيفات القوى والأنفس والعقول. أن كنا لنؤمن الكف عنهن وإنهن لمشركات، وأن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالقهر والهراوة فيعير بها وعقبه من بعده.
وعنه: المرأة عقرب حلوة اللسبة.
وعنه: جهاد المرأة حسن التبعل.
وعنه: خيار خصال النساء شرار خصال الرجال الزهو والجبن والبخل، فإذا كانت المرأ مزهوة لم تمكن من نفسها، وإذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها، وإذا كانت جبانة فرقت من كل شيء يعرض لها.
وكان في أصحابه فمرت امرأة جميلة فرمقوها، فقال: إن أبصار هذه الفحول طوامح، وإن ذلك سبب هبابها، فإذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبه فيلمس أهله، فإنما هي امرأة كامرأته. فقال بعض الخوارج: قاتله كفراً ما أفقهه! فوثبوا ليقتلوه، فقال: رويداً إنما هو سب بسبب، أو عفو عن ذنب.
وعنه: المرأة الصالحة ليست من الدنيا، إنما هي من الآخرة لأنها تفرغك لها. ولو كنت تطبخ وتسرح وتفرش لشغلك ذلك.
تميم بن خزيمة التميمي:
قالوا نكحت صغيرة فأجبتهم ... أشهى المطي إلي ما لم يركب
كم بين حبة لؤلؤ منظومة ... ثقبت وحبة لؤلؤ لم تثقب
فأجابته امرأة:
إن المطية لا يلذ ركوبها ... ما لم تذلل بالزمام وتركب
والدر ليس بنافع أربابه ... ما لم يؤلف في النظام وينقب
خطب بعض الظرفاء خطبة نكاح فقال: الحمد لله الذي جعل في الطلاق اجتلاباً للأرزاق، فقال تعالى: وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته. أوصيكم عباد الله بالسلوة والملالة، والتجني والجهالة، واحفظوا قول الشاعر:
اذهبي قد قضيت فيك فضالي ... وإذا شئت أن تبيني فبيني
تعاهدوا نساءكم بالسب، وعاودوهن بالضرب، وكونوا كما قال الله: فاهجروهن في المضاجع.
ثم إن فلاناً في خمول نسبه، ونقصان أدبه، خطب إليكم فازهدوا فيه.
فرق الله بينهما، وعجل لهما حينهما.
يقال: أشأم على الأزواج من عاتكة بنت الفرات. رأت في المنام أنها كسرت ثلاثة ألوية، فتزوجها ثلاثة من الرؤساء فماتوا.
وأشأم من حبيب بنت قيس، مات عنها عدة أزواج. فقال عمر رضي الله عنه من أراد الشهادة العاجلة الحاضرة فليتزوج بها.
كانت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل عند عبد الله بن أبي بكر الصديق، وكان معجباً بها، فشغلته عن مغازيه، فأمره أبوه بطلاقها، ففعل فقال:
أعاتك لا أنساك ماذر شارق ... وما لاح نجم في السماء محلق
ولم أر مثلي اليوم طلق مثلها ... ولا مثلها من غير جرم نطلق
لها خلق جزل ورأي ومنصب ... وخلق سوي في حياء ومصدق
فأمره أبو بكر بمراجعتها. ثم أصابه حجر في حصار الطائف، فمات شهيداً، فرثته بقولها:
أقسمت لا تنفك عيني سخينة ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
ثم خطبها عمر رضي الله عنه، فلما أولم بها قال عبد الرحمن بن أبي بكر: ياأمير المؤمنين أتأذن أن أدخل راسي على عاتكة؟ فأدخل رأسه فقال:
آليت لا تنفك عيني قريرة ... عليك ولا ينفك جلدي أصفرا
فنشجت نشيجاً عالياً. فقال عمر: ما أردت إلى هذا غفر الله لك! ثم خطبها الزبير بعد عمر، فكانت تخرج إلى المسجد بالليل، فقال لها: لا تخرجي، فقالت: لا أزال أخرج أو تمنعني. وكان يكره أن يمنعها، لقوله عليه السلام: لا تمنعوا أماء الله مساجد الله. فقعد لها متنكراً في جوف الليل فقرصها، فتركت الخروج. فقال لها: ما بالك لا تخرجين؟ فقالت: كنت أخرج والناس ناس، ففسد الناس، فبيتي أوسع لي.
خرج صخر بن عمرو بن الشريد أخو الخنساء في غزاة، فجرح فمرض، فقال بعض عواده لامرأته: كيف أصبح صخر؟ فقالت: لاحي فيرجى ولا ميت فينسى، لقينا منه الأمرين. وسأل أمه فقالت: أصبح بنعمة الله صالحاً، ولا يزال بخير ما رأينا سواده بين أيدينا كأصلح ما يكون عليل. فقال صخر:
أرى أم صخر لا تمل عيادتي ... وملت سليمى مضجعي ومكاني
وما كنت أخشى أن أكون جنازة ... عليك ومن يغتر بالحدنان
فأي امريء ساوى بأم حليلة ... فلا عاش إلا في شقا وهوان
لعمري لقد أيقظت من كان نائماً ... وأسمعت من كان له أذنان
أهم بأمر الحزم لو استطيعه ... وقد حيل بين العير والنزوان
كان قد خبأ سيفه تحت فراشه، فلما جلست رفع السيف ليضربها به فلم يقدر، فهو معنى قوله: أهم بأمر الحزم.
شيخ من بلعنبر كان يقول: النساء ثلاث: معينة لينة عفيفة مسلمة. تعين أهلها على العيش، ولا تعين العيش على أهلها. وأخرى وعاء للولد. وأخرى غل قمل يضعه الله في عنق من يشاء.
علي عليه السلام: خير نسائكم العفيفة في فرجها، الغلمة لزوجها.
عروة بن الزبير: ما رفع أحد نفسه بعد الإيمان بالله بمثل منكح صدق، ولا وضع أحد نفسه بعد الكفر بالله بمثل منكح سوء. ثم قال: لعن فلانة، ألفت بني فلان بيضاً طوالاً فقلبتهم سوداً قصاراً.
بغثر الأسدي:
وأول خبث الماء خبث ترابه ... وأول خبث القوم خبث المناكح
أبو عمرو بن العلاء عن رجل: لا أتزوج امرأة حتى أنظر إلى ولدي منها، قيل: كيف؟ قال: أنظر إلى أبيها وأمها بأنها تجيء بأحدهما.
عمر رضي الله عنه: يا بني السائب قد أضويتم فانكحوا في النزائع.
الأصمعي عن بعض العرب: بنات العم أصبر، والغرائب أنجب، وما ضرب رؤوس الأبطال كإبن أعجمية.
الزبرقان بن بدر: أحب كنائني إلي الذليلة في نفسها، العزيزة في رهطها، البرزة الحية، التي في بطنها غلام ويتبعها غلام. وأبغض كنائني إلي الطلعة الخبأة، التي تمشي الدفقي، وتجلس الهنبقعة، الذليلة في رهطها، العزيزة في نفسها، التي في بطنها جارية ويتبعها جارية.
هند: المرأة غل فإنظر ما تضع في عنقك.
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سليم تنر إلى امرأة. فقال: شمي عوارضها وإنظري إلى عقبيها.
قال الأصمعي إذا اسود عقب المرأة أسود سائرها. قال النابغة:
ليست من السود أعقاباً إذا انصرفت ... ولاتبيع بجنبي نخلة البرما
حضر أبو طالب نكاح رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها، ومعه بنو هاشم ورؤساء مضر، فقال الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل، وضئضئي معد وعنصر مضر، وجعلنا سدنة بيته، وسواس حرمه، وجعل لنا بيتاً محجوجاً وحرماً آمناً، وجعلنا الحكام على الناس.
ثم إن محمد بن عبد الله بن أخي، من لا يوزن به فتى من قريش إلا رجح به براً وفضلاً وكرماً وعقلاً، ومحتداً ونبلاً، وإن كان في المال قل، فإن المال ظل زائل ورزق حائل، قد خطب خديجة بنت خويلد، وبذل لها من الصدقات ما عاجله وآجله في مالي. وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم خطر جليل.
تزوج عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله قطام بنت علقمة من تيم الرباب، وكانت خارجية، فقالت: لا أقنع إلا بصداق أسمية، وهو ثلاثة آلاف درهم وعبد وأمة وأن تقتل علي بن أبي طالب، فقال لها: لك ما سألت إلا علياً، وكيف لي به؟ قالت: تروم ذلك غيلة، فإن سلمت أرحت الناس من شر وأقمت مع أهلك، وإن أصبت دخلت الجنة. فقال:
ثلاثة آلاف وعد وقينة ... وقتل علي بالحسام المصمم
فلا مهر أغلى من علي وإن علا ... ولا فتك إلا دون فتك ابن ملجم
النبي صلى الله عليه وسلم في الاشراط: وتركب ذوات الفروج على السروج من أمة لعنة الله عندها.
يقال في الخاطب المردود: خطب إليهم فرمل أنفه وغسل من الدرمك فوه. قال:
اغسل من الدرمك عني فاكاً
تزوج الفضل بن الربيع منصرفه من الحج بدوية من بني كلاب، فقال عثمان بن سالم مولى بني لوذان:
نأت شعثاء عنك فما تزور ... ولطت دونها عنك الستور
فراحت في القباب الحمر خود ... مبتلة لها وجه نظير
وأمست دونها حرس شداد ... وأبواب مظاهرة ودور
فقلت لمنكحي شعثاء مولى ... وفي أحيائها حسب وخير
أمن عوز تزوجها للوالي ... لحاك إلهك العالي القدير
سئل عبد الله بن الزبير عن المتعة، فقال: الذئب يكنى أبا جعدة. يريد أنها تسمى متعة وهي زنا.
سمع عمر رضي الله عنه ذات ليلة من بيت مغنية تقول:
تطاول هذا الليل وازداد جانبه ... وأرقني أن لا خليل ألاعبه
فوالله لولا الله لا شيء غيره ... لحرك من هذا السرير جوانبه
فأمر برد زوجها.
خطب محمد بن الوليد بن عتبة إلى عمر بن عبد العزيز أخته، فقال: الحمد لله ذي العز والكبرياء، وصلى الله على محمد خاتم الأنبياء. أما بعد فقد أحسن بك ظناً من أودعك حرمته، واختارك ولم يختر عليك، وقد زوجناك على ما في كتاب الله، فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
دخل الأشعث على علي عليه السلام صبيحة بنائه على بعض نسائه. فقال: كيف وجد أمير المؤمنين أهله؟ قال كالخير من امرأة قباء جباء. قال: وهل يريد الرجال من النساء غير ذلك؟ قال: كلا، حتى تروي الرضيع، وتدفئ الضجيع.
وبعث عبد الملك إلى الحجاج يطلب امرأة من أجمل نساء أشراف العراق، فأرسل في كل ناحية حتى وصفت له كاملة في الجمال غير أنها طرطبة. فقال زوجنيها فإنها أدفأ للضجيع وأسقى للرضيع.
جاء صياد إلى أبروير بسمكة أعجبه سمنها، فأجازه بأربعة آلاف درهم، فخطأته شبرين وقالت: إن جاءك فقل أ ذكر كانت أم أنثى؟ فإن قال ذكراً أو أنثى فطلب منه الآخر. فسأله، فقال: كانت أنثى، فقال: جئني بذكرها، فقال: عمر الله الملك، كانت بكراً لم تتزوج. فقال: زه، وأمر له بثمانية آلاف درهم. وقال: اكتبوا في الحكمة: الغدر ومطاوعة النساء يورثان الغرم الثقيل.
خطب أبان بن عثمان بن عفان إلى معاوية بنته، فقال: إنما هما ابنتان، فإحداهما عند أخيك عمرو والأخرى عند ابن عامر، فتولى أبان وهو يقول:
تربص بهذا أن يموت ابن عامر ... ورملة يوماً أن يطلقها عمرو
فإن صدقت أمنيتي كنت مالكاً ... لا حديهما إن طال بي وبها العمر
زوج إبراهيم بن النعمان بن بشير الأنصاري ابنته يحيى بن أبي حفصة، فعيره طلبة بن قيس بن عاصم بقوله:
لعمري لقد جللت نفسك حزية ... وخالف فعل الأكبرين الأكابر
ولو كان جداك اللذان توافيا ... ببدر لما راما صنيع الألائم
فقال إبراهيم:
وما تركت عشرون ألفاً لتائل ... مقالاً فلا تجهر بذكر الألائم
وإن رآك قد زوجت مولى فقد مضت ... به سنة قبلي وحب الدراهم
ابن يزداد بن سويد في جارية له:
أيا من بها أرضى من الناس كلهم ... وإن كنت أخشى تيهها وازورارها
لو أن الأماني خيرت فتخيرت ... من الحسن إنساناً لكنت اختيارها
كانت قريش تستحب للخاطب أن يطيل، وللمخطوب إليه أن يوجز. فخطب رجل إلى عمر بن عبد العزيز فأطال، فأجابه عمر بن عبد العزيز فقال: الحمد لله ذي العزة والكبرياء، وصلى الله على محمد خاتم الأنبياء، إن الرغبة منك دعتك إلينا، والرغبة فيك أجابتك. وقد زوجتك على ما أمر الله به، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
أبو دهبل الجمحي في عبد الله بن عثمان من ولد حكيم بن حزام:
تمطت به بيضاء فرع كريمة ... هجان وبعض الوالدات عرام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف حين جهزه إلى دومة الجندل: إن فتح الله عليك فتزوج بنت ملكهم. فتزوج تماضر بنت الأصبغ بن ثعلبة بن جهضم، وكانت جميلة، وهي التي صولحت عن ربع ثمنها بثمانين ألف دينار.
خطب عمر رضي الله عنه أم كلثوم بنت علي من فاطمة عليهما السلام، وقال: زوجنيها وأنا أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد. فقال: هي صغيرة، وأنا أبعثها إليك، فإن رضيتها فقد زوجتكما. فبعثتها ببرد وقالت لها: قولي له هذا البرد الذي قلت له. فقال: قولي لقد رضيت رضي الله عنك. فتناول قناعها فقالت: لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك. وقالت لأبيها: بعثني إلى شيخ سوء. فقال: مهلاً يا بنية فإنه زوجك.
فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين الأولين في الروضة فقال: رفئوني، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل سبب ونسب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي وصهري. وصار لي به السبب والنسب فأردت أن أجمع إليه الصهر.
وولد منها لعمر زيد ورقية. وأما زيد الأصغر وعبيد الله بن عمر فقد ولدا من أم كلثوم بنت جرول من خزاعة.
وخرج زيد من عند معاوية فأبصر بسر بن أرطاة على دكان ينال من علي رضي الله عنه، فصعد الدكان واحتمله وضرب به الأرض، وطفر عليه فدق ضلعين من أضلاعه. فقال معاوية: أبعد الله بسراً، أبعد الله بسراً. أ يشتم هذا الرجل وهو يسمع؟ أما علم أن زيداً بين علي وعمر، وأم زيد ابنة علي من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وماتت أم كلثوم وزيد في وقت واحد، وصلى على جنازتهما سعيد ابن العاص، وكان والي المدينة. وقال له الحسين بن علي عليهما السلام: تقدم، ولولا أنك أمير ما قدمتك.
قال سعيد بن المسيب للمطلب بن السائب: ما يمنعك أن تتخذ أهلاً؟ قال: ليس عندي مهر. قال: وكم عندك؟ قال ثلاثة دراهم، قال: زوجتك بها بنت سعيد. ثم قال لأمها زوجته: لو مشطت بنيتي وغيرت يديها، فلما فعلت قال: أخرجي بها إلى المسجد العشاء الآخرة، فلما حاذى بيت المطلب قرع بابه وقال: أهلك بارك الله لك فيهم.
قال عبد الله بن عمر لأبيه: أخطب علي بنت نعيم النحام، فخطبها، فرده وقال: لي ابن أخ مضعوف لا يزوجه الرجال، فإذا تركت لحمي ترباً فمن يذب عنه؟ زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان رقية ثم أم كلثوم، فلما ماتت عنه قال: ألا أبا أيم، ألا أخا أيم يزوج عثمان، فقد زوجته بنتي، ولو أن عندي عشراً لزوجتهن إياه واحدة واحدة.
أتى الحسن بن علي في جارية زفت إلى بيت رجل فوثبت عليها ضرتها، وضبطها بنات عم لها ففتضنها بإصبعها. فاستفتى الحسن فقال: إحدى دواهيكم يا أهل الكوفة! ولا علي لها اليوم فما ترون؟ قالوا: أنت أعلم، قال: فإني أرى أن التي افتضتها زانية، عليها صداقها، وجلدها مائة. وأرى اللائي ضبطنها مفتريات عليهن جلد ثمانين.
كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي ليخطب له أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان. فبعث إليها امرأة كانت تقوم على نسائه فبشرتها بذلك، فأعطتها سوارين وخواتيم من فضة. واستحضر من بالحبشة من المسلمين، وخطب النجاشي فقال: الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله،وأنه النبي الذي بشر به عيسى بن مريم.
أما بعد، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلي أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع شرحبيل بن حسنة.
وسمع بذلك أبو سفيان فقال: ذلك الفحل لا يقرع أنفه.
محمد بن كعب القرظي المرأة المؤاتية إحدى الحسنين.
رجاء بن حيوة: إذا تزوج العبد صرخ إبليس صرخة يجمع إليه جنوده، فيقولون: ما بك يا سيدنا؟ فيقول: عصم اليوم ابن آدم من فخ كنت أصيده به.
عن عمر رضي الله عنه: أنه أتى أهل بيت من الأزد، وفتاتهم في خدرها قريباً منه، فقال: إن مروان بن الحكم يخطب إليكم فتاتكم وهو سيد شباب قريش، وإن جرير بجيلة يخطب إليكم وهو سيد أهل المشرق، وإن أمير المؤمنين يخطب إليكم، يريد نفسه. فقالت الفتاة: أجاد أمير المؤمنين؟ قال نعم، للجد جئت. قالت زوجوا أمير المؤمنين. فتزوجها، وولدت منه.
قال أبو الأسود الدؤلي لبنيه: يا بني، أحسنت إليكم صغاراً وكباراً وقبل أن تولدوا. قالوا: يا أبانا، قد علمنا إحسانك صغاراً وكباراً، أ فرأيت قبل أن تولد قال: قد طلبت لكم موضعاً في النساء لكي لا تعيروا.
في الحديث: تنكح النساء على أربع: الجمال، والنسب، والمال، والدين، فمن نكح للجمال عاقبه الله بالغيرة، ومن نكح للنسب عاقبه الله بالذل، فلا يخرج من الدنيا حتى يكسر جبينه، ويشج وجهه، وتخرق ثيابه وجيبه عليه. ومن نكح للمال لم يخرجه من الدنيا حتى يبتليه بمالها، ثم يقسي قلبها عليه فلا تعطيه قليلاً ولا كثيراً. ومن نكح للدين أعطاه المال والجمال والنسب وخير الدنيا والآخرة.
دخل بعض المتقدمين داره، وقد أرضعت امرأة لم يرضها ولده، فأخذه وعلقه وضرب قفاه حتى قاء اللبن، وقال: لا أدعه يتفرق في عروقه، وينشأ على خلقها.
أراد نوح بن أبي مريم قاضي مرو الروذ أن يزوج ابنته، فاستشار جاراً له مجوسياً فقال: سبحان الله! الناس يستفتونك وأنت تستفتيني! قال: لا بد أن تشير علي، قال: إن رئيسنا كسرى كان يختار المال،ورئيس الروم قيصر كان يختار الجمال، ورئيس العرب كان يختار النسب، ورئيسكم محمد كان يختار الدين، فأنر أنت لنفسك بمن تقتدي.
كان شاذان بن عبد في مجلسه وحوله الناس، فجاءته امرأة فقالت: أ أنت شاذان بن عبد؟ ففاضت عيناه وقال: ألا من رآني فلا يتزوجن امرأة ذات مال، لأن امرأتي رفعت اسم أبي عني. وكان عبد رجلاً غنياً زوج شادان بنته فنسب إليه، ونسي اسم أبيه.



..
 
أعلى