أبو الحسن بن زنباع الطنجي - لهواك في قلبي كريقك في فمي

لهواك في قلبي كريقك في فمي = غيري يقول الحب مر المطعـم
فـادر علـي بمقلتيـك كؤسـه = حتى يدب خمارة فـي أعظمـي
إن التلـذذ فـي هـواك تلــذذ = لو كان أقتل من زعاف الأرقـم
أحبب بحـب لا يثيـر ملامـة = ملئـت بموليـه عيـون النـومِ
شغل النواطر والقلوب ولم يـدع = من لم يسمع زمن الأنام بميسـمِ
ومن العجائب شغل شيء واحـد = في الحال أمكنـةً ولـم يتقسـمِ
وأقام أزمنـة وليـس بجوهـر = وجرى وليس بمايع مجرى الـدمِ
يا أيهـا القمـر الـذي إنسـان = يرمـي أناسـاً للعيـون بأسهـمِ
لم أبد حبـك غيـران جوانحـي = فاضت به فيض الإنـاء المفعـمِ
لا ذنب لي علم الـذي أسررتـه = نظرا ولـم أرمـز ولـم أتكلـمِ
وأمرت بالشكوى إليـك وإنمـا = ينمى إلى الإنسان ما لـم يعلـمِ
ولربمـا لـم تشكنـي فأماتنـي = ياسي فذرني تحت أمـر مبهـمِ
وتلافني قبـل التلـاف فإننـي = من حمير وسيأخذونك في دمـي
الطاعنين بكل أسمـر مدعـس = والضار بين بكل أبيض مخـدمِ
والواردين الصادرين إذا الوغـى = لفحت بجمرتها وجـوه الحـومِ
ولعلهـم تسمـو بهـم هماتهـم = إن يدركوا في الظبي ثار الضيغمِ


* الفقيه القاضي أبو الحسن بن زنباع الطنجي (القرن السادس الهجري)
 
أعلى