هلال بن سعيد العماني - عنطنطة غنجاء غرثاء بضة

عَنَطْنَطَةٌ غنجاء غرثاء بضة = خَدَلَّجةٌ غصت عليها الخَلاخِلُ
غديرُتها ليلٌ وشَمَسٌ جَبينُها = وفي جيدِها منهُ على النَّحرِ مائِلُ
نرى اللؤلؤَ المكنونَ ابتسامِها = وفي جيدها منهُ على النَّحرِ مائلُ
بِوَجنْتَهِا نارٌ وماءٌ تصافَحَا = وحاجبُها والعينُ قوشٌ ونَابِلُ
تُواصلني والليلُ شَرْخٌ شَبَابُه = وتقضي ديونَ الحبِ والقالي غَافِلُ
يُذَعرِّهُا عني عتابٌ تَبُثُّه = وتدنو من الشوقِ الذي هو شاعِل
فَعَلَّلْتُها كأساً من الصِرْف مُتْرَعاً = مُعَتِّقُها في العَصْرِ بَكْرٌ ووائِلُ
ولما اعتراها التِّيه لانَتْ وقرَّبَتْ = وقد صرتُ مسروراً بما أنا نائِلُ
وبِتْنَا كلانا في لحافٍ من التُقَى = بأمْنٍ ولن نخشى تَغُلاْ الغَوَائِلُ
ولما أتى جَيْشُ الصَّبَاحِ مُعَرْعراً = على الليلِ وانتاشَتْهُ منه الصَواهِلُ
وأضحى ضُحاءُ الشمسِ يرمي نبالَهُ = وتُصمِي عيونَ الشُهبِ وهي هَوامِلُ
أقمنا وللشعري العَبُورِ تَوَقّدٌ = ونَجْمُ الثُّريا وهو بالغَرْبِ نازِلُ
إلى موقفِ التوديعِ والذُّعرُ غالها = وأدمعُها تِبْرٌ على الخَدِّ سائِلُ
فَوَدَّعتْهُا ثم انصرفتُ إلى العُلا = وعند مسيري ظَلّلَتْني القَسَاطِلُ
وأمضي ولو أنَّ البروقَ صوارمٌ = وأقضي ولو أنَّ الجبالَ قَنَابِلُ
وأجري ولو أنَّ البحورَ قواطِعٌ = وأسري ولو أنَّ الظَلامَ جَحَافِلُ
 
أعلى