فايز علام - روايات جريئة جنسياً بأقلام رجال

لا يوجد في العالم العربي رواية إيروتيكية كما هي الحال في العالم الغربي. إذ ما زالت قيود كثيرة تكبّل هذا النوع من الأدب، الذي يُنظر إليه على أنه أدب سوقي، هدفه إثارة الغرائز، رغم أن تراثنا العربي غنيّ بالكتب الجنسية، التي لم تكن تتحرج من طرح أشد المواضيع جرأة.

حالياً هناك عدة محاولات لكسر هذا التابو في الأدب، وإن لم تصل حتى الآن إلى المستوى المطلوب، لكنها مع ذلك تبقى محاولات جديرة بذكرها والإشادة بها، خصوصاً في ظل ما يتعرض له مؤلفوها من رقابة تمنع رواياتهم في أكثر من بلد عربي، ومن حملات تشهير تنعتهم بأقذع الشتائم والعبارات، وتحاربهم على اعتبار أنهم ينشرون "الفسق والفجور". نقدّم لكم، الجزء الثاني من الروايات العربية التي يمكن وصفها بالجريئة جنسياً والمكتوبة بأقلام رجال.

أقوال جاهزة

يروي الكاتب في هذه الرواية جزءاً من سيرة حياة تلميذ صغير لم يلتزم بالكتابة على السطر، فكان يخرج عنه دوماً. هذا التمرد استمر وامتد ليشمل كتابة الرواية هذه، التي لا يلتزم فيها ببنية متماسكة، بل يقفز فوق الأزمنة والأمكنة منتقلاً بشكل عشوائي بين ذكريات مختلفة ليقصّ سيرة تجاربه الجنسية ومغامراته، منذ كان غرّاً حتى أصبح خبيراً في أمور الجسد.

هكذا يتناول عدداً كبيراً من الأمور الجنسية، مثل السادية والمازوشية والمثلية الجنسية والاستعراضية والتعلّق بالأقدام Foot Fetishism، والجنس الجماعي، معتبراً أنها حقٌّ لكل إنسانٍ يبحث عن اللذة، لا انحرافات يجب معالجتها. وبين المشاهد الجنسية الكثيرة التي تمتلئ بها الرواية، يحكي عن الاستبداد والقمع اللذين يتعرض لهما المثقفون، وعن مصادرة الحريات السياسية والاجتماعية والشخصية. يمكن شراء الرواية من موقع نيل وفرات.

مع أنه لا يعرف اللغة الإنغليزية، استطاع أن يفهم فيلم "كرامر ضد كرامر" Kramer vs. Kramer، للممثلة الاميركية ميريل ستريب Meryl Streep، لكنه عاجز عن فهم زوجته التي يعيش معها، ويتبادل معها اللغة نفسها. وإن كانت الممثلة قد هجرت زوجها وابنها في الفيلم ضاربةً بعرض الحائط أمومتها وحياتها الزوجية، فـ"تصطفل". لكن الموضوع يتعلق الآن بزوجته التي بدأ يكتشف أنه لا يعرف عنها شيئاً. يبدأ الزوج بمحاكمة زوجته، وتذكّر العديد من المواقف التي حصلت معهما، وكيف أنها كانت ترفض في الكثير من المرات التي كان يرغب بممارسة الجنس معها، فكان ينتظر نومها كي يبدأ مغامراته الجنسية مع جسدها.

رواية طريفة تناقش موضوعاً جريئاً، هو علاقة الرجل بزوجته في فراش الزوجية، والشكوك المتعاظمة التي تنشأ داخله حول ماضي زوجته.

روايات في رواية، هذا هو الشكل الذي يتخذه الكاتب ليعبّر عن فكرته. الرواية الأولى تدور حول رجل يعاني من زوجته التي تسلبه راتبه الشهري، وهو يكتب رواية بعنوان "رجل وخمس نساء"، معتبراً أنها أجرأ ما كتب من روايات في السعودية.

أما الرواية الثانية، وهي التي يكتبها، فهي تمتلئ بمشاهد إباحية، يمارس فيها البطل إيهاب الجنس مع عدة نساء، مطلقات وأرامل وفتيات راغبات في الجنس، متحولاً إلى دونجوان لا يرتوي. يلتقي إيهاب بفاطمة وينجذب إليها، لكنها تدخل في علاقة مع شاب آخر، ما يدفعه إلى التخطيط للانتقام منها بكتابة رواية تفضح علاقتها به، مهدداً بإرسالها إلى كل شخص تقترب منه.

منذ أن سمعت شريط كاسيت "السيكس البلدي" الذي أحضرته شقيقتها لولا، بدأت الإثارة تتغلغل في جسدها. وعلى وقع كلمات الشريط، في مجتمع يفرض الكبت الجنسي على الفتيات، علّمتها أختها كيف تداعب نفسها. ومنذ تلك اللحظة أصيبت بطلة الرواية التي لا يُذكر اسمها البتة، بل يكتفى بالإشارة إليها كـ"حرمة"، بالشبق الجنوني. هذا ما سيدفعها إلى الزواج من أول رجل يتقدم إليها علّها تروي ظمأها، غير أنها تكتشف أن زوجها عاجز جنسياً وأن همّه محصور في محاربة الكفار.

هكذا يقودها معه إلى أفغانستان، لتعيش جزءاً من مغامرتها هناك، قبل أن يلقى القبض عليها فتُسجن وتُطرد إلى اليمن، جارّةً وراءها رغبتها التي لم تنطفئ، ومصممةً على فعل أي شيء كي لا تظل بكراً.

تدور هذه الرواية حول علاقة حب تنشأ بين محفوظ، الشاب الآتي من إحدى القرى التونسية، وماري كلير المرأة الآتية من إحدى ضواحي فرنسا. هذه العلاقة التي تتحوّل شيئاً فشيئاً إلى مواجهة بين حضارتين وثقافتين، من أبسط الأمور إلى أكثرها تعقيداً، إذ يكتشف كل من الطرفين البعد الصارخ بين تفاصيل حياتيهما.

يبرز الاختلاف الأكبر في علاقة كل منهما بجسده، فالرجل القادم من قرية نائية، لم يجرّب الجنس إلا مع إناث الحيوانات الأليفة، وبعد أن أتى إلى باريس يحاول اكتشاف رغباته ومكامن شهوته، فلا يكتفي بصديقته، بل يخونها مع عدة نساء، ويتصرف بشهوانية لا ترضي المرأة الفرنسية التي تدخل مرحلة النفور، بعد أن تنتبه إلى الكثير من الأشياء التي تراها مقززة في شريكها.

يتزوج القائد والدة إسحاق بعد أن دبّر كميناً لزوجها أثناء الثورة الجزائرية. يكبر إسحاق ويكبر في داخله الشعور بالنقمة تجاه هذا الرجل الذي حرمه والده، ويجد الفرصة المناسبة للانتقام من خلال زوجته الثانية زبيدة، الشابة الجميلة فيغريها وتستجيب له، ويعيشان علاقة ملتهبة.

تخبره زبيدة أنها حامل منه، فيقرر الفرار إلى دمشق حيث سيقيم في فندق تقيم فيه فتيات الهوى المغاربيات، ليعيش فصولاً أخرى من المتع الجسدية، تنتقل معه إلى بيروت التي يغادر إليها ليعمل مع شاب جزائري في "مؤسسة الرحمة والإيمان لحفظ الجثث". فيمارس الجنس مع عشيقاته وظهره مسنود إلى برّاد حفظ الموتى، وفجأة تبدأ الأسرار بالانكشاف، وتتهاوى أمامه شخصية صديقه المتستر وراء بطولاته في حرب التحرير الجزائرية.

بعد حياة طويلة من العبث ومعاشرة النساء من مختلف الأشكال والأحجام والجنسيات، يجد رحيم نفسه وقد خسر كل شيء، منزله وأثاث بيته، والمدجنة التي كان يربي فيها الدجاج والديوك كي تمنع عنه السأم. بعد أن يصبح وحيداً، يمرّ شريط ذكرياته أمام عينيه، وتمر نساء لا حصر لهنّ عاش معهن علاقات غرامية سريعة، كان من نتائجها سلالة لا حصر لها من الأبناء غير الشرعيين المنتشرين على طول البلاد وعرضها.

هذه الفاتورة الكبيرة من الخسارات لن تمنع رحيم من مواصلة مشوار العبث، فيقود تظاهرة في دمشق عام 2011، تنتهي باعتقاله، لتبدأ صفحات الفيسبوك بعدها بالمطالبة بالناشط العجوز، الذي حبك مع عشيقة جديدة خيوط موته الرحيم. الكل خائف على حياة الجد، ووحدها كراميلا زوجته الثالثة تعرف حقيقته، فهو "الممثل الشرعي والوحيد للدجاج... حتى لو رسم لنفسه صورة ديك".
رواية أخرى جريئة جنسياً راجعناها لكم: حارس حديقة المحبين، لوليد خيري.



.

صورة مفقودة
 
أعلى