لؤي ماجد سلمان - الإيروسية في الوعي الأفقي

1
حُجبَ الوجه الآخر للإنسان العربي، وفُرض عليه كبتُ طاقته الجسدية، ومحاصرتها تحت سلطة الرقيب الرسمي الذي تأثر بالسلطة الدينية واستبداد المجتمع. وقد اختلط وعي الفرد برغبته الجنسية، فتوقفت عجلة الإبداع لديه، وبقي الجنس رابضاً في جسده ومخيلته كجثة متفسخة، تترقب أضيق نافذة كي تخرج رائحتها الكريهة.
حين نناقش موضوع "الجنس" لا يمكننا أن نتحدث عن تجربة شخصية فقط؛ لأنه مرتبط بالآخر سواء على المستوى الخيالي أو الواقعي. كما لا يمكننا نسبه إلى الزمن الماضي، فهو ليس حالة طارئة استمرت فترة وانقضت، بل يمكن التأكيد أن "الجنس" يتبعنا منذ بدء تشكل الوعي البسيط في مراحل الطفولة، ويستمر معنا حتى نهاية الأجل، وبعد توقف آلية عمله في أجسادنا في مراحل معينة يبقى الشيء الذي نتوق لسماع صوته داخلنا، مستمتعين بالتلميحات والمفارقات، واللعب على المفردات التي توحي بمعاني مختلفة.
حين تحضر المرأة الجميلة، نظهر الشجاعة على تحريك "المُعطّل" في أجسادنا حتى نشدَّ انتباهها صوبنا، مما يؤكد على أن الرغبة تظلّ ينبض في أعماقنا، وأن هناك جزءاً من هذا التفكير يعود إلى الذكورة المتمثلة بالفحولة، والتي لا نعرف كيف نُظهرها إلا بشوارب معقوفة، وأعضاء منتصبة، خائفين أن نُظهر الفشل أو العجز، وفي حال ظهورهما تجد الكثيرين يلهثون وراء العقاقير والوصفات، غير أن ما يدفعنا إلى ذلك ليس الحاجة، بل نزعة الاستبداد الكامنة فينا والمتمثّلة في السيطرة على المرأة ــــ الأنثى، وتحقيق التفوق عليها جسدياً.
قرأنا عن تقديس الجسد في المعتقدات والأديان في مراحل معيّنة، وكيف حاربته السلطات الدينية في مراحل أخرى، غير أنها لم تحاربه في ذاته بل حاربت إظهاره إلى العلن، حتى احترنا بين قدسيته ووضاعته.
من الصعب أن نجد الجسد في معبد في هذا القرن، مع أني اجتمعت معه بخسّة في أحد أماكن العبادة، قبل أن يكتمل الإدراك المعرفي للفصل بين المقدس والمدنس، وكان ذلك عن طريق قُبلي الشهوانية ليد فتاة جميلة. فبدل أن أقبّل الحجارة ، كنت أنتظر أن تتكئ بيدها على المكان كي ألثمها. ولم يكن هناك أدنى رابط بتقديس الفعل، أو الارتباط بالمكان، لكنني أجزم أنها كانت حالة هيجان فكري لاستغلال الظرف، خرجت كرد فعل غير مدروس لفتاة جميلة تنتظر أن ألاحقها، بثوب لا ينفك عن تحدي سافر لمراهق شبق، حتى أنه حدثت حالة من التعلق الوجداني بيني وبين أول عضو مؤنث شاهدته عن كثب.
أذكر تماماً المشاهد الجنسية التي رأيتها في مراحل الطفولة. إنها لا تزال عالقة في المخيلة إلى هذه اللحظة. ربما لا تندرج تحت الإيحاء الجنسي، أو الصور الجنسية، لكنها مؤرشفة ضمن ملف المشاهدات الجنسية المؤثرة: "فخذ ناصع البياض، جسد أسمر نحيل لأنثى تغطيه ملابس داخلية ذكورية، فتاة تأخذ وضع القرفصاء كي تتبول، مشوهة جسدياً لا تمتلك خصيتين، يعوضها عنهما شعر أسود جميل يحيط بعانتها".
لم أدرك وقتها سبب اهتمامي بهذا الشعر، لكن بعد تشكل مرحلة الوعي أدركتُ أنها رغبات غير ناضجة بأجساد لم أعرفها جيداً، غير أن الغريب في الأمر أن تلك المشاهدات كانت مزيجاً من المتعة والخوف.
لم أكن أمتلك وقتها عضواً ذكرياً آلي الحركة، فقد كنت أعتقد أن هذه "الحمامة" للتبول فقط، لكن بعد مشاهدة الفتاة تتبول بدأتْ رحلة البحث عن الأشياء المفقودة عندها. كانت بداية تشكل الوعي والبحث عن الفروق الجنسية ووظائف الأعضاء، وأسباب التناقض التناسلي. أحياناً كنتُ أعتقد أنني أنا من يمتلك أشياء زائدة، وأن النقص عندها. كنت أشعر بإثارة من دون أن أعرف عنها شيئاً، لتبدأ رحلة ترقب أي صور أو مشاهد مبتورة تزيد من معرفتي الضئيلة. ولم تكن الألعاب التي كنا نمارسها في طفولتنا بريئة تماماً. كان هدفها المعرفة في البداية "كلعبة الطبيب، أو تبادل الملابس"، لكن مع ازدياد ثقافتنا الجنسية وفضول المعرفة تطورت الألعاب فتسنّى لنا لمس نهد فج، أو رؤية الأعضاء الأنثوية الموحدة في انتمائها للنوع، والمختلفة تماماً عما نشاهده بشكل يومي، لكننا في رحلة البحث لم نجد بحوزة الفتيات الصغيرات إلا أعضاء تافهة جرداء لم ينمُ الشعر بعد على أديمها. ولم تكن تلك المعرفة بقصد الثقافة التي كانت غائبة بشكل كامل، ذلك أن الغريزة هي من كان يوجهنا، والصدفة المحضة هي من نثرت بذور الجنس الأولى بشكل عشوائي دون أدنى عناية أو رعاية.
لم أكتشف الإثارة الحقيقية إلا بالصدفة مع فتاة تكبرني بعام أو عامين طلبت مني أن أحبها، وزعمت أنها تحبني، بالطبع طرت من الفرح لأنها جميلة وتمتلك صدراً كالفتيات، ويمكن من خلال هذا الحب أن أشاهد ما أريد. أحسست بأني أمتلك نهدين وعضواً مؤنثاً أستطيع تشريحهما، ومداعبتهما ساعة أشاء. يمكن أيضاً أن أتحدث عن تجربة جنسية لطالما حلمتُ بها، مختلفة عمّا كنت أشاهده في القصص والتلفاز. وافقتْ بدون مقدمات، سألتها إن كانت تمتلك الشعر على عانتها، فأومأت برأسها بخجل. طلبتُ أن أشاهده، فلم تتردد أبداً، رفعتْ فستانها، وتحت جزء من لباسها الداخلي ــــ خيبتي كانت أقل من المرات السابقة ــــ وجدت الشعر وكان كثيفاً أيضاً. شاهدتُ صدرها أيضاً، كان صغيراً لا يتجاوز حجمه حجم ثمرة الدراق، كان كنهد الذكور تماماً من غير حلمة. يومها طلبتْ أن تشاهد "زبي". استغربتُ الاسم في البداية لكني أدركت فوراً أن البشر والحمير يمتلكون الأسماء ذاتها لأعضائهم التناسلية، لأنني كنت أسمع من يكبروننا سناً يشتمون بعضهم بقولهم: "وزب حمار".. في البداية استأتُ من التسمية، لكنني لم أعلق على الموضوع لأن "زب الحمار" يعتبر ميزة جيدة عند الفتاة على حسب معرفتنا، بالطبع لم أتردد في إخراجه، وهي لم تتردد في القبض عليه من رأسه بكفها، وما زلتُ أشعر ببرودة كفها كلما مررت بشيء يتعلق بالجنس. أدركت حينها الإثارة، والمتعة، وأن الحب هو العلاقة التناسلية بين ذكر وأنثى، يبدأ بالقبل ، وينتهي بغبطة ولذة استثنائية، لا يمكن معرفتها إلا إذا داعبتْ عضوك بيدها الباردة، أو بشعر عانتها.
منذ ذلك اليوم بدأ الجنس بضخ المعرفة، بعد ذلك كنا ندّعي ممارسة الجنس، لكن بشكل غبي، أو بريء، وكانت تلك الممارسة تقتصر على تقبيل النهدين ومداعبتهما، وتحسس شعر العانة، والفرجة على شكل أعضائها، أما هي فكانت تستمتع بمسك القضيب وتحريكه، ومراقبة طريقة القذف المحرومة منها، لكنها كانت تخاف أن يلامس المنيّ جسدها أو ثيابها خشية الحمل. كنّا أحياناً نتوق لمشاهدة "الفرج"، ونداعب "المؤخرة". لم نكن نعي حتى وظائف الأعضاء، أو أن طريق السعادة مخبأ تحت هرم الشعر المقلوب. كنتُ أطلب منها المواثيق بأن تبقى هذه العلاقة مستمرة بعد أن تكبر ويصبح نهداها كبيرين، وهي لم تبخل بالوعود أبداً، لكن بعد أن كبرنا، لا هي برت بوعودها، وأنا لم أعد أعشق النهود الكبيرة.
كانت المشاهدات تعني شيئاً لم أدركه إلا بعد سنوات، وكانت العلاقات الجنسية الطفولية تشعرنا بالإثارة، مع أننا لم نكن قد وصلنا بعد إلى مرحلة البلوغ. وفي المرحلة الإعدادية عرفنا من خلال بعض الدروس في كتاب التربية الدينية أن هناك مرحلة بلوغ للذكر والأنثى على حد سواء، وتعرفنا عليها من باب النظافة لا من باب الثقافة الجنسية، إذ يجب أن لا نقرب الصلاة ونحن جُنب، وقتها أدركتُ أنني من البالغين.
عرفتُ أيضاً أن الأنثى تكون جُنباً بسبب الدورة الشهرية، أو "العادة" كما كنا نطلق عليها حسب لهجة البيئة الشامية. وقد كانت تلك الحالة تثيرنا شفوياً، لكن الثقافة الجنسية التي كنا نتناقلها كمراهقين، لم تكن تعكس معرفة أو تجربة، بل كانت إثباتاً للرجولة. وكان الجميع يكذبون مختلقين قصصاً عن علاقاتهم الخطيرة. هذا يدّعي بأنه وطأ جارته العانس، وذاك يدّعي بأنه شاهد نهدها، ومنهم من شاهد "ضهر" المدرّسة أو "شهوتها"، وأن لها مادة تشابه المادة المنوية عند الرجل لكنها تميل إلى الاصفرار.
لم تكن لدينا أدنى ثقافة جنسية. كان كل ما شاهدناه أو اكتسبناه ناجماً عن جهدنا الشخصي، وعن طريق الصدفة أو الصدمة المباشرة. ومع مرور الأيام كنا ننسف نظريات قديمة ونبني غيرها، تبعاً للمشاهدات الجديدة. فبعد أن شاهدنا السائل المنوي على عضو أنثى في بعض الصور عرفنا بأنها تقذف كالرجال، لكن هذه المعرفة جعلتنا نخاف من أن نحيض أيضاً، فطالما أن للنساء "ضهراً" كالرجال ليس من المستبعد أو الغريب أن يحيض الذكور.
كان السؤال الأصعب الذي ظلّ يحيّرنا: كم فتحة أو ثقب تمتلك الفتاة؟
شاهدتُ فتحتين قبل تلك المرحلة، فتحة الشرج، وكامل العضو المؤنث. "ظننتهُ فتحة للتبول" لكنني كنت أعتبر أنّ الخوض في هذا الأمر لا يجوز؛ فلا أريد فضح الفتاة بعد أن عاهدتها على التكتم، مع أنها كانت من محافظة أخرى. من ناحية ثانية بدأتُ أشكُّ أن باقي الفتحات تنمو عندما تصل الفتاة إلى سن الحمل كي يخرج الجنين من جسدها
مع استمرار بحثنا عن الجنس بدأت الأمور تتضح وتنكشف، لكن المشكلة أن الجنس كان ممنوعاً ومن المحال أن تعرف أي شيء عن طريق الأسرة، أو المدرسة، أو المجتمع.
كان "رفاق السوء" كما ينعتهم المجتمع الذي يدّعي المحافظة، هم المصدر الوحيد للمعرفة، وإذا كنت تريد أن تجرب الجنس فعليك أن تزور حي المرجة حيث "الشراميط" في الشوارع، أو تذهب إلى بيروت، أو تعشقك أجنبية تموت بالعرب، وبفحولتهم الخلبية.
وفعلاً ذهبنا إلى ساحة المرجة لكن للأسف لم نشاهد أي "شرموطة". كانت جميع النساء يرتدين ثيابهنّ، والبعض منقبات. تمكّنا من الوصول إلى بيروت، لم نشاهد مجلات "البورنو" المعروضة في السوبر ماركت كما أخبرونا، ولم نجرؤ على السؤال، ولم نلتق الأجنبيات اللاتي يقتلن أنفسهن من أجل مضاجعة رجل عربي. كنا نكتشف حجم التلفيق، بعد الفشل الذي ينتظرنا بعد كل مغامرة.
هنا لا يمكن إقصاء دور الثقافة عن هذه المعرفة، لاسيما الثقافة المكتسبة من الشارع والجمهور. أما الكتب القديمة، وحسب ما وصلنا في مراحل لاحقة، فلم تقدم أو تؤخر في هذه المعرفة. وهذا لا يعني أننا ننكر دور الثقافة في الربط بين الجنس والفكر، ودورها الأساسي في تشكيل وعي الفرد لمفهوم الجنس، لكن في الوقت ذاته يجب التأكيد على دورها السلبي في عصرنا، ويمكن اعتباره ظلامياً بالنسبة لهذه المسألة خاصةً. وفي عموم العالم العربي، غابت الثقافة الجنسية بشكل كامل، وتحولت إلى عدوٍّ للإنسان العربي، لاسيما فكرة ارتباط الجسد أو العقل بشكل من أشكال الجنس التي تعتبر موبقة، إلا في إطار الزواج المرتبط بحفظ النوع البشري، لكن الثقافة المسموح بها لم تجتمع مع الجنس في مجتمعنا العربي، إلا بالتحريم السماوي والتحذير من العقاب. وإذا أردنا البحث بشكل موضوعي داخل الثقافة العربية نرى أنها تُقسم إلى نوعين: ثقافة مكتسبة من الكتب والمنشورات الثقافية المحلية والتي ما تزال شبه منعدمة حتى يومنا هذا، إذ ليس هناك ثقافة عربية في العصر الحديث إلا من خلال كاتب أو مؤلف من إحدى الدول العربية، وهذه أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت المواطن العربي يلهث وراء الكتب المترجمة، وثانيها الثقافة الجنسية التي صدّرها الغرب. حتى الكتب التي مُنعت في المكتبات العربية لم تكن أكاديمية أو تعليمية بل كانت عبارة عن صور بورنوغرافية على شكل حروف، المقصود بها إثارة خيال القارئ لا التعليم أو التوعية. ولا يخلو الأمر من وجود كتب قليلة صدرت في عدة دول عربية على مر السنين ككتاب "حدائق الجنس" لمحمد الباز، أو كتاب "الفياغرا والمنشطات الجنسية" لماهر يسري، أو "برهان العسل" لمؤلفته سلوى النعيمي. لم تنتشر هذه الكتب في الوطن العربي، ولم يتمكن القارئ العربي من الوصول إليها. وحدها مجلة "طبيبك" لصاحبها الدكتور صبري القباني، كانت متوفرة لتقديم الجانب العلمي والوقائي بواسطة بعض المقالات الجنسية. وكانت توفّر للمراهق متعة لا حدود لها عبر العناوين المثيرة في بريد القراء، قسم الأمراض الجنسية ، حيث كانت تتيح لنا دخول عالم محرّم علينا الاقتراب منه، لكنها لم تكن تعليمية، أو مخصصة للمراهق العربي، ولم يذكر فيها اسم المراهق إلا في موادَّ كانت تُنشر عن سن المراهقة لتوعية الأهل.
أما الكتب والمؤلفات القديمة حول الجنس فلم تتوفر بشكل ورقي، والشبكة الافتراضية التي قدمتها لاحقاً كانت غائبة وعند بحثنا عن تلك المؤلفات وجدناها مفقودة. ولا يمكن للمراهق العربي إيجاد نسخ منها في المكتبات العربية، ربما يعثر على بعضها بخط غير واضح على صفحات المكتبات الإلكترونية، وأغلبها بالغ في الزخرفة وبلاغة اللغة، لتتحول الرغبة إلى حصة نحو وسجع، فالمتمرس في اللغة صنّفها ككتب صوفية لكثرة ما أدخل عليها من ألفاظ دينية، ونفر منها القارئ العادي لما تضمّنته من أشعار وألفاظ صعبة.



.
صورة مفقودة
 
2
فضلاً عن ذلك، لا يوجد في وطننا العربي دوريات تتطرق إلى الجنس، أو ما يقترب منه لاسيما في العصر الحديث إلا مجلة "جسد" ولكنها بقيتْ عند القشور الخارجية ولم تطرح أسئلة عميقة حول الجسد العربي وقضاياه. ينطبق الأمر نفسه على باقي الدوريات والصحف والمجلات، فهي مجلات جافة تبتعد ابتعاداً كلياً عن الجنس رغم عددها الهائل في الوطن العربي، غير أن بعضها استغل الجسد لجذب المراهق عبر صور فنانات أو مشاهير في أزياء السهر أو السباحة.
هناك أيضاً الصحافة الصفراء الإلكترونية التي تتصيد الفضائح أو تختلقها، فتحاول إثارة المراهق العربي من خلال أخبار حول فستان انسدل سهواً، أو لباس تمزق، وتعتمد في غالب أخبارها على ما التقطه مصورون غربيون مختصون بملاحقة المشاهير، مما أدى إلى فقدان المعلومة العلمية وبقي اللعب على أحاسيس المراهق هو المسيطر بشكل غرائزي. لكن القارئ العربي المحروم وجد فيها ما يعوضه عن الفعل الجنسي الحقيقي، مستخدماً أدواته التخيلية، التي توفر له الصور، بعيداً عن الردع الذي يلاقيه في المجتمع. وليس غريباً أن يلجأ إلى هذه الدوريات، ليخرج من حالة الكبت.
أخبرني أحد الأصدقاء أنه كان يعرف زميلاً له في الخدمة الإلزامية كان يستمني على صوت مذيعة. كان برنامجها بالنسبة إليه فيلم بورنو حقيقياً. كما لجأ الجمهور العام، من مختلف الأعمار إلى النكتة الجنسية ليعوض نقصاً ما في ثقافته الجنسية، أو ليتداول الأحاديث التي تخص الجنس بشكل عام، أو محاولاً اقتحام المحظور الذي منعه منه الرقيب الديني والرسمي والاجتماعي، بالتورية.
إنّ الكتاب الأكاديمي العلمي مفقود أيضاً، ولا يوجد كتب تُذكر انضوت تحت فكرة التعليم أو التثقيف الجنسي، إلا عدة كتب للدكتورة نوال السعداوي، فيما عدا ذلك كان هناك كتب حاولت مناقشة الجنس عبر بعض الفنون كالمسرح والنحت محاولة التستر بعباءات لا تقدم للقارئ العادي أية إضافات.
هناك أيضاً الروايات القصيرة الإيروتيكية التي لم تقدم الجنس كثقافة أو علم، بل قدمته كمشاهد وصور خيالية هدفها الشهرة من خلال إثارة القارئ جنسياً، بعد تجاوز الخطوط الحمراء وتحطيم التابوات في المجتمعات العربية.
وبدأت اليوم بعض الكاتبات الخليجيات بإثارة هذه المواضيع، بشكل طفرات على الثقافة المعنية تناقش الموضوعات من باب التحليل والتحريم، فيما عدا ذلك تبقى مكتبات الرصيف أو "البسطات"، التي تحاول إغراء الكاتب بعناوينها، مع أن أغلبها يتضمن المحتوى ذاته، ومنها.."ليلة الدخلة".. "ثلاثون يوم عسل" وغيرها، علماً أن أغلب هذه الكتب مسروقة أو منسوخة، ولا تحمل أية قيمة فنية أو فكرية، بل يتخذها أصحابها كمجرد وسيلة للعيش، ويجدها مريدوها إلى جانب كتب السحر والشعوذة، والنكت، ودواوين الشاعر نزار قباني. فقباني بنظر بائع الرصيف وبعض المراهقين لم يقدم شيئاً إلى المكتبة العربية إلا الجنس، علماً لو أنهم حاولوا قراءة التراث العربي قبل نهاية القرن التاسع عشر، لكانوا استبدلوا بضاعتهم الجنسية، ببضاعة تفوقها إثارة، بينما الكتب الأكاديمية أو العلمية التي تتحدث عن الشيء ذاته لا يمكنك أن تجدها داخل المكتبة العربية، إلا من خلال سطور قليلة سرقت من الكتاب الأصلي أو المترجم لتقدم للقارئ كتيباً بطباعة مشوهة، يركز شرحه على أعضاء الأنثى ومناطق إثارتها.
لم يبقَ للقارئ إلا الثقافة الشعبية المكتسبة من الموروث الشعبي البعيد عن الدقة، بل ويمكن التأكيد على أن أغلب المنقول لا يمت إلى الحقيقة بصلة، وهذا يلقي ضوءاً على واقع الثقافة الجنسية المتردي لدى الجمهور العربي، ويؤكد عداء الثقافة في هذا العصر لموضوع الجنس، مما اضطر المراهق إلى اقتناء هذه النوعية من الكتب، معتقداً أنه يستطيع اكتشاف عالم غير مسموح به دينياً واجتماعياً، لكنه وقع في شرك الربح المادي غير المسؤول مرة أخرى، وأضحت وسيلة لإثارته جنسياً حيث يستمتع بما يقرأ عن العملية الجنسية ودوافعها وما تتضمنه من موضوعات ناقصة تشبع رغباته الجنسية الجائعة.
إنّ هذا التنقيب للعثور على الكتب والمجلات يؤكد ارتباط الجنس بالحياة، ويشير إلى العلاقة الضرورية التي جعلت الفرد يبحث داخل الغث والسمين لتشكيل ثقافته الجنسية الشخصية. وكان المطلوب في الحقيقة هو إشباع الغريزة، وليس حشواً فكرياً شفهياً لا يتضمن مشاهدة حقيقية أو تطبيقات عملية لهذا الفكر. فالحاجة هي البذرة الأساسية التي تجعل الإنسان يفتش عن كتب الثقافة الجنسية، وليس الثقافة بمفهومها العام. وجعل انعدام المورد الثقافي الجنس ينمو داخلنا بشكل غير مهذب فكرياً، فتحول الجسد إلى غاية بدل أن يكون وسيلة، ليجد الانحطاط القيمي والأخلاقي جسداً عربياً خصباً، يبحث عن الحرية الجسدية، متمرداً على القيم والأعراف السائدة في مجتمعه المتخلف. وعلى الرغم من ارتباط الجنس فكرياً بالفرد، بقي الجنس داخل الفكر مجرد حاجة أو نزوة ضالة تبحث عن شرعيتها، وعلى الرغم من التشابه بين العرب والغرب من حيث الحاجة للجنس نجد بينهما اختلافاً كبيراً، ففي الغرب عموماً لا تتعدى الممارسة لهذا الفعل، الحاجة التي يطلبها الجسد بسبب الغريزة، أو تكون هدفاً لحفظ النوع، أما في العالم العربي فلم يقف إلحاح الجسد تحت الحاجة بل تحوّل إلى هاجس لا يمكن إشباعه، وهذا دليل على أنه لم يبرح مخيلة أو فكر الإنسان العربي ليوم واحد فقط. وبالطبع إنّ أي محاولة للتعميم هي خاطئة بالضرورة، لكن إذا أردنا أن نأخذ نسبة مئوية فإنها تتجاوز السبعين بالمائة بالنسبة للأشخاص الذي تحول لديهم الجنس إلى هاجس يؤرقهم، وهذا يشمل الجنسين بالطبع، إذ لا يمكن استثناء الأنثى العربية من سيطرة ذلك الشبح على مخيلتها بشكل دائم وسلبي. وان أردنا إعطاء نسبة خاصة بالأنثى فأعتقد أنها ستتجاوز الثمانين بالمائة، وذلك يعود لأسباب عضوية، وأسباب تتعلق بالثقافة الجنسية المتخلّفة لدى الذكور العرب، إذ ما يزال هناك الكثير من الرجال الذين لا يعترفون بوجود الحاجة الفيزيولوجية لجسد الشريك، ويعتقدون أنها خُلقت لإشباع رغباتهم فقط، أو أن الجنس بالنسبة إليه مجرد وسيلة للإنجاب، الشيء الذي جعلها تتوق لمفهوم اللذّة الكاملة، أو حوّلها إلى كارهة، وعدوّة لفعل الممارسة الطبيعية مع الشريك، الذي لا يقدم لها إلا المزيد من الإجهاد النفسي.
كان لا بد من البحث عن بديل، والذي لم يتوفر إلا عبر تجارب مشوّهة. وأصبحت الأداة الوحيدة لإشباع حاجتنا الغريزية هي أشرطة "السكس" الأجنبية، التي قدمت ثقافة جنسية مختلفة عما اكتسبناه من مجتمعاتنا المحافظة. فالأوضاع الجنسية التي قدمتها تلك الأفلام كانت مجهولة تماماً بالنسبة للجمهور العربي، ولم يذكر بعضها في المؤلفات القديمة، إضافة لأنواع الجنس الفموي الذي بات سائداً في هذا العصر، وأصبح بديلاً للمداعبات البريئة، حتى أن بعض الأشخاص يختصرون العملية الجنسية ويلغون الممارسة الفعلية ويكتفون بأنواع الجنس الفموي، التي تحقق المتعة للطرفين وتحافظ على عفة الفتاة. إضافة إلى ما قدمته تلك الأفلام أو المحطات من أنواع شذوذ جنسي وفكري، يمكن أن يحاول المراهق تجربتها، ولا يمكن القول إنها لا تعجبه كالسادية، والممارسة في الدبر، لأنه بالأصل كائن مقموع ومكبوت، وهذه الممارسة السادية حوّلته إلى كائن متسلط؛ وبما أن الحياة هي الثقافة الواقعية التي تمنحه معرفة حقيقية بالجنس، فهي المسؤولة عن تشكيل الوعي الفكري لديه، إذ أن التجربة العملية أحد أشكال هذه الثقافة وأهمها، والمكتسب من الشارع بين الناس هو الحقيقة التي يصدقها الفرد، خاصةً أنه لا يملك غيرها.
ما زالت بعض الأشياء خفية عن الذكر بشكل عام، فبعض الآراء تقول إن شهوة الأنثى تفوق شهوة الذكر بسبع مرات! أو أنه يمكننا تقدير عمق مهبل المرأة من طول إصبع يدها الأوسط، أو أن دائرة الفرج مطابقة لفتحة ثغرها. وكنا نظنّ أن مكمن الإثارة في الثدي الأيسر، وبمجرد مداعبتك له سيبدو الأمر وكأنك فركتَ مصباح علاء الدين السحري، وسيخرج مارد جنسي يتوسل إليك أن تمارس الجنس معه وهو يصرخ:"شبيك لبيك". بالطبع هناك أشياء حقيقية وأشياء غير منطقية أو واقعية، لكن لعدم توفر غيرها لا بد من تصديقها حتى نكتشف العكس.
وفي أثناء المراهقة وبعد أن عرفنا السر الذي يجعل أجمل أنثى ترضخ لرغباتنا بعد الإمساك بثديها الأيسر، حاولت أن أداعب ثدي أنثى في أحد المصاعد. كانت مثيرة وتكبرني بأعوام، وما إن وضعت يدي على ثديها حتى تحولت إلى لبؤة شرسة. لم أعرف كيف هربتُ من أمامها. وقتها تأكدت أن مداعبة الثدي غير مجدية إطلاقاً، إلا إذا أرادت الفتاة أن تُستثار، فيمكن ساعتها أن تثيرها من كعب حذائها.
وكما ذكرتُ سابقاً لم يكن الجنس من أجل الجنس أو اللذة، بقدر ما كان هدفاً معرفياً للآخر في تلك المرحلة. كان الهدف معرفة الطريقة التي يمكن أن تُثار بها الأنثى، وتذوّق طعم النهد، معتقدين أننا سنجد طعماً مختلفاً. وكان الهدف أيضاً اكتشاف عالم الأعضاء التناسلية الأنثوية الغريبة، والمناطق الحميمة في جسدها، ولم تكن الممارسة بحد ذاتها هي ما نصبو إليه، حتى أن اعتقادنا في مرحلة المراهقة أنه بمجرد إبراز العضو الذكري لأي أنثى فهو بمثابة منحة قدمناها لها بشكل مجاني دون أي تعب يُذكر من قبلها، وحسب معلوماتنا البسيطة سوف نثير مشاعرها الجنسية بسرعة، دون أن نعي أنها ستُصدم.
كانت جميع التجارب في تلك المرحلة بمثابة البحث عن شيء مفقود نجهله، فذهابنا إلى السينما لم يكن بقصد مشاهدة الأفلام، أو فهم موضوعاتها. فقد كانت الصور المعروضة على مدخل السينما هي التي تحدد حضورنا للعرض أو عدم حضوره. وفي أحيان كثيرة لم تكن رحلاتنا السينمائية موفقة، فما كان يُعرض من أفيشات وصور لأثداء وأجساد على مداخل دور العرض، كان يُحذف من الفيلم، وغالباً ما تكون الصور لفتيات غربيات، أو يكون الفيلم هندياً لا يتعرى فيه أحد.
كانت الأشياء التي تخص الأنثى عموماً مصدر إثارة، دون التفكير بجسدها ربما لعدم توفره، وفي ذلك الوقت لا يمكن أن يجهل مراهق أيقونة الجنس السينمائية، ونجمة السبعينات والثمانينات الفنانة السورية إغراء التي كانت تعتبر عشتار القرن بالنسبة إلينا، فقد كنا ننتظر أفلامها الجديدة، ونعاود مشاهدة أفلامها القديمة، مع أنها كانت من المحرّمات، وأحياناً كثيرة كانت تُنعت أمامنا بألفاظ بذيئة مما يزيد من تعلقنا بمتابعة أفلامها. ذلك أننا لم نحاول أن نشاهد فيلم "عمر المختار" أو "الرسالة" أكثر من مرة أثناء فترة المراهقة، بينما كنا نكرر حضور أي فيلم يخص إغراء. كان البعض يكذبون ويروّجون بأنهم شاهدوا لها ولغيرها من الفنانات أفلاماً إباحية، مع أنها أول من روّج للسينما السورية. وهناك الكثير من الفنانات اللاتي أظهرن أجزاء من أجسادهن في بعض الأفلام المصرية والسورية واللبنانية، كناهد حلبي، وناهد شريف، وناهد يسري وغيرهن. ومنهن من كانت تجلس عارية كموديل في كلية الفنون الجميلة كالفنانة نبيلة النابلسي. كان التعري بقصد الفن، لا بقصد الإباحية، لكن نتيجة الكبت والتحريم والمنع، كنا نبحث عن أية مشاهد تروي غريزتنا.
كنا نتوق للوقوف على واجهة المحلات لرؤية أدوات تخص إزالة الشعر، أو لمشاهدة الملابس النسائية، وصور العارضات التي لا تخجل من عرض صورها في الشارع، حسب اعتقادنا.
بين الريف والمدينة..
عرف الإنسان الجنس عبر الأشياء التي أوجدتها الصحراء والطبيعة حوله، حتى أن بعض الحالات خالفت القواعد البشرية ومُورس الجنس مع الحيوان تحت تأثير الرغبة، والكبت، والتجربة. فالمشاهد الأولى التي قدمها الحيوان، واكبت غياب ثقافة توجه الإنسان، واكتسب المجتمع الريفي أيضاً تعاليمه الجنسية من الطبيعة المحيطة؛ فليس هناك ثقافات جنسية منظمة يمكن اكتسابها إلا عبر الحيوان؛ فالنبات كائن لا يحرك الغريزة لأن أفعاله غير مفهومة للإنسان العادي. فهو لا يعرف مبدأ التلقيح، والجنس بالنسبة إليه ليس حالة شعرية حتى يتعقب تأبير الزهرة بحبوب اللقاح من زهرة أخرى، أو يهتم بفيزيولوجيا النبات ووظائف الأعضاء المختلفة للأشجار، لكن الإنسان الشاعر يعتبر مجرد تفتح الزهرة نوعاً من العاطفة، أما الحيوان فإنّ الطبع البهيمي جعله لا يتردد عن ممارسة الفعل في أي مكان وفي أي ظرف، وهذا السبب الرئيسي الذي جعل من الحيوان مورد الثقافة المعرفية الجنسية الأولى للإنسان. وما كنا نقرأه في الكتب يمكننا أن نشاهده بشكل مباشر في الطبيعة، لاسيما أن المجتمع الريفي لا يعترف بالجنس فكرياً، ويعتبره مجرد وسيلة لحفظ النوع أو استحضار عمالة داعمة له، مما جعل المعرفة البهيمية بدورها تسيطر بشكل سلبي على خيال المتلقي، فتحول الرجل إلى ثور يريد المعاشرة شبه الإجبارية في "نوع من أنواع الاغتصاب المحلل"، وتحولت الأنثى إلى دجاجة خجولة عمياء خانعة تخضع آلياً للعملية الجنسية، دون أن يكون لها أي دور إلا كمتلقي، بل وتحاول محو الفعل من ذاكرتها والتبرؤ منه، كأنه لم يحدث على اعتبار أنه من الأفعال المشينة.
إن تلك العلاقة غير المتكافئة جسدياً بين الرجل والمرأة تركت رواسب وعقدَ نقْص عند الأجيال اللاحقة. فالذكر لم يفهم الحياة إلا بلغة ذكورية، تقوم على السيطرة والامتلاك للقوة، حتى ولو لم يكن يمتلكها، أما الأنثى فتحولت إلى تابع ضعيف، عليه أن يطيع ويخضع لرغبة الذكر، الذي يكمن جماله في ثروته وقوة سيطرته.
إن العلاقات الجنسية في المجتمع الريفي يقودها الذكر بشكل مطلق، وينعدم فيها دور المرأة، إلا من خلال المؤسسة التقليدية التي أعدها لها المجتمع، وجمالها محصور بجسدها، وما تحسن أن تقدمه من أعمال من شأنها رفع المستوى المعيشي للعائلة، أما حصولها على اللذة الجنسية فمحصور في الزواج ورغبة الزوج في إشباع نزواته أو زيادة نسله، حتى أن التخلف الإدراكي لهذه العملية جعل من الأنثى آلة تفريخ لا تتوقف حتى سن اليأس. فضلاً عن ذلك، حتى إنجاب المرأة الريفية يمكن أن يقيد من وظيفة الأم الأنثى، ويحولها إلى أنثى بدرجة أقل، بينما إذا أنجبت ذكراً، فهذا من شأنه أن يرفع من مقامها.
إنّ الجنس وظيفة إنتاجية في الريف، فالأنثى الريفية تحارب ذاتها دون أن تعي ذلك، ومعاملة العضو الذكري لطفلها يختلف اختلافاً شاسعاً عما تقوم به تجاه الأنثى، فعندما يطلب الطفل التبول تفرح والدته لأنه بدأ بتمييز حاجاته، تجعله يقف في مكان واضح بشكل منتصب، وتساعده في مسك عضوه أو تمسكه بيدها وتوجهه، ليبول على الملأ وتهلل لهذا الفعل. يمكن أن تطلق زغرودة، وكأنها تشهر رجولته، أما الأنثى فعلى الرغم من أنها تأخذ وضعية القرفصاء، فإنها يجب أن تتوارى عن الأنظار، وتُنهر لممارسة هذا التبول كفعل طبيعي يحتاجه أي إنسان.
إن مراقبة أنثى الحيوان أثناء العملية الجنسية تعدّ ممتعة ومثيرة، كأنك تشاهد لقطات بورنو حقيقية، بالطبع ليس هناك شيء مثير في الشكل، بل في الفعل المحرم، كأن تشاهد ديكاً يمارس الجنس مع دجاجة، فهذا أحد أشكال المعرفة، والتعبير المضمر، حتى نحن المراهقين كنا نستمتع بتلك المشاهدات، لاسيما إن كنا بصحبة أنثى، وكنا نحسد الديك على عدد الدجاجات التي يستطيع أن يمارس معها دون أي خوف، أو حساب، وعند ساعة ذبحه يمكن أن تُوجه إليه بعض الشتائم أو الكلمات التي تشير إلى عجزه الجنسي عن مضاجعة الدجاجات، بل ويتوج ديك آخر للقيام بهذه المهمة الضرورية لاستمرار النوع. ينطبق الأمر ذاته على الخراف والأبقار، وهناك من ينتظر أوان التلقيح حتى يشاهد سلسلة من المضاجعات الجنسية، وغالباً ما يتحول صاحب الثور الذي عليه القيام بمهمة تلقيح الأبقار إلى شخص متباه بفحولة ثوره وكأنها إشارة إلى فحولة تتعلق به بشكل شخصي.


يتبع
 
3
كانت تلك العلاقات الجنسية الحيوانية ضرورية بالنسبة للفلاح، فهو يسعى لحفظ النوع، وتوسيع ثروته الحيوانية من خلال هذه العلاقة التي يسهلها لبعض الحيوانات دون بعضها الآخر، لكن مراقبتنا لها كانت بخبث جاء معنا من المدينة، ومن العلاقات التي لا يسمح بها تلقيح البغال، فلم يكن الفلاح بحاجة إلى زيادة ثروته من حيوانات الجر في بعض المناطق فكان يقوم بمعاقبة الحيوان أو جلده نتيجة محاولاته البائسة في التعبير عن إثارته أو حاجته الجسدية. ولم يكن إشفاقنا على "الجحش، والبغل" من باب الرفق بالحيوان إلا من خلال خوفنا من أن يكون مصيرنا كمصيره في حال عبّرنا عن مكنوناتنا الجسدية من ناحية، وتقنا لمشاهدة لقطات إباحية بشكل حي ومباشر، لعضو اشتهر بطوله وكبر حجمه مع بعض الفتيات بقصد زجهنّ داخل حالة يمكننا من خلالها الحديث عن الجنس. وبالطبع كانت براءة القرية خصبة لاستغلال قذارة المدينة، وكان التخلف المعماري أحد الأسباب المساعدة لمشاهدة فتاة تتبول في الطبيعة، أو محاولة إعارتها رواية أو كتاب، يحتوي بين صفحاته قصة حب، أو قصيدة لنزار قباني فيها لفظة نهد أو جسد، أو حتى فعل اغتصاب. كانت كل كلمة تشكل بالنسبة إلينا إيحاء جنسياً يخدم هذه المعركة، حتى كلمة "ولادة" أو "حبل". وكانت مشاهدة أنثى حامل فيها من الغواية الشيء الكثير المضمر، فلم نكن نعي البعد الإنساني لقانون الحمل والإنجاب، ولم نكن نعرف الأمومة كأمومة ورسالة، ما كان يعنينا منها أنها بمجرد حملها قد مرت بمرحلة المعاشرة ومارست "السكس".
لم يكن أبناء القرية ببساطتهم وطبيعتهم النقية يتمتعون بمفردات جنسية لأسماء الأعضاء التناسلية، فالمفردات التي أتينا بها من المدينة كانت غريبة عليهم، أو على بعضهم. فقد كانت بعض القرى تطلق على العضو المؤنث" العشون"، أما العضو الذكري" زب" أو "بيضات" بينما حملنا معنا من المدن مفردة "كس، وأير". وما تنبّهتُ إليه لا حقاً هو أن هناك أسماء عديدة لهذه الأعضاء لكن بحسب المناطق؛ ففي مدينة السويداء يطلقون على العضو المؤنث "قطوش"، وعلى المذكر "عزيز". أما في حلب فيُطلق على المؤنث "عش"، لكن في دمشق يطلقون على المذكر "حمامة". وفي اللغة الكردية "قوصيتا" أو "قوزيتا"، والعضو المؤنث "كيرتا".
حمل العضو المؤنث تسميات شعبية في المناطق الساحلية أيضاً: " القوت" أو "القوط"، أو "الزنبور"، نسبة إلى البظر، حتى أن هناك بعض أنواع الخضروات أُطلق عليه "زنبور الست"، وهي نوع من أنواع الفلفل الحار جداً، يكون قطره عريضاً من الأسفل ومدبباً في الأعلى، وفي أغلب الأحيان يكون بأشكال مختلفة مائلة.
وحمل العضو الذكري عند البدو اسم "عير" ، وفي بعض المناطق "ماخود"، أما في مناطق أخرى فالعضو الذكري "زبر" والأنثوي "كسكوس" و"أنّون". أما في المناطق الداخلية فكانت الأسماء أكثر دعابة "فحمل العضو المؤنث أسماء مثل "فنوش، كوكو، نونو، تشتوش، أو بوسي نسبة إلى التسمية الأجنبية "PUSSY". ويطلق على العضو المذكر الحمامة والفرفورة، ويطلق في البيئة المحافظة على العضوين المذكر والمؤنث صفة "العيب" والمراد بها تنبيه الجنسين إلى التحفظ تجاه تسمية هذه الأعضاء بمسمياتها الحقيقية،
لكن الغريب في الأمر هو سيطرة اسم " الكس، والأير" على باقي التسميات مع أنها تسميات غير سورية، فحسب معرفتي إن مفردة "كس" أصلها فارسي، لكن كل الأسماء توحدت تحت هذا الاسم. إن الكردي مثلاً يتحدث بلغته الأم لكن عندما يريد أن يشتم يلفظ "الكس" حتى ولو كان المراد شتمه شخصاً يفهم ويعرف اللغة الكردية. وغيّب أبناء المحافظات السورية الأسماء التي كانوا يطلقونها على الأعضاء التناسلية، بهاتين المفردتين، وكأن الأسماء التي يعرفونها لا تلبي الحاجة في الشتم أو الإثارة، أو أن مفرداتهم المحلية تأخذ طابع البراءة. فعندما تخاطب الأم ابنتها لا تطلق على أعضائها الأنثوية لفظة "كس" بل "عشون"، وهي تصغير لمفردة عش، أو تدليل لها، كما يطلق على العضو الذكري "حمامة" أو "زبور" وكأن مفردتي "الكس والأير" مخصصتان للقباحة من القول فقط. غير أننا كنا نُعاقب عقاباً شديداً حين نقول "كس" أو "أير". كان الاقتراب من فرج المرأة محرّماً حتى لفظياً، بينما من الممكن أن نقول "زبورة أو حمامة". وحتى بعض الكلمات التي كنا نخطئ في لفظها، أو كنا غير متأكدين تماماً من لفظها كنا نتجنبها كرقم ستة في اللغة الإنكليزية، فلم نكن نحدد إن كان "سكس أو سيكس". وكنا نتلّفظ ببعض الكلمات دون خوف نظراً لعدم معرفة الأهل بكل المفردات الإنكليزية، كاسم الشاطئ في اللغة الإنكليزية وتشابهه مع معنى عاهرة من حيث اللفظ الركيك. كما أن لفعل الممارسة أسماء مختلفة تتبع المنطقة أو المدينة وتختلف في طريقة المخاطبة، فالممارسة الفعلية في دمشق تُدعى "ليلة الدخلة"، وفي الأرياف "ليلة العرس". أما ممارسة الفعل الجنسي، بين العامة والأصدقاء فيُطلق عليه "النيك". والفتيات العاديات يواربن الفعل بجملة "نام معك" أو "نام معي". وعند الطبيب تهرب كل الكلمات لتحل مكانها كلمة علمية هي "الممارسة"، بينما يستخدم المتدينون كلمة "النكاح". ولهذا شفرات كثيرة يستعملها الناس تبعاً لمناطقهم، مثلاً عند أهل السويداء: " الطيح"، وفي دمشق: "التسخيم"، وعند عشائر النوَر "التهديف". في المناطق الساحلية "القشاط، الفس، النياكة". لكن جميع هذه الكلمات لا تُستخدم إلا بشكل سري وعند الشتيمة. أما المفردة الحقيقية التي تعتبر جواز عبور للفعل الجنسي فهي "الحب" أو" ممارسة الحب". فلا يمكن أن تطلب حتى من العاهرة ممارسة الجنس بشكل صريح، بل يمكن أن تسأل إن كان الطريق مفتوحاً، أو إن كان هناك حب كامل أو جنس كامل، مع ممارسة أو بدون ممارسة.
في المدينة لا يحتاج الإنسان إلى كل هذه المقدمات لأن الجنس بحد ذاته متوفر بكثرة، ومن خلال الكثير من العلاقات الاجتماعية والفكرية بين الجنسين، حتى أنه تحول إلى ثقافة ومن لا يجيد لغتها يعتبر بالنسبة للبعض متخلفاً ثقافياً أو جاهلاً. حيث يمكنك الحديث عن الجنس بسهولة نتيجة احتواء المدن على أشخاص لا ترتبط بهم إلا بشكل مؤقت، ولا تتوفر صلة القربى الموجودة بكثافة في القرى، لكن المدينة، كعادتها، لم تقدم إلا كل ما هو معلب وجاف. كنا نشاهد الصور الإباحية مع أحد الأصدقاء، أو الرموز التي تشير إلى الجنس بشكل غير مباشر. وكان يجري تقسيم الأنثى إلى أنواع: الزوجة التي يجب عدم الاقتراب منها، والمطلقة أو العانس التي تتوق للجنس حسب وجهة نظرنا، والعاهرة التي تعتبر أسهل النساء لخوض المعرفة والتجارب شرط توفر المال، وأحياناً الفتيات اللاتي يبحثن عن قصص الحب الرومانسية وهن أجملهنّ. فهنّ حسب وجهة نظرنا منزهات، ولم تطأ أجسادهنّ زفرة رجل آخر. لكننا لم نمارس الجنس الحقيقي إلا مع النساء اللواتي يكبرننا سناً. لا أجزم بالتحديد إن كنا استُغللنا جسدياً بإرادتنا، فالعلاقة الجنسية نادراً ما تكون متكافئة، ولا بد من وجود الأضعف. فالأقل جمالاً كنَّ يسهّلنَ شروط الوصول إلى أجسادهن، أما الجميلات فقد كنّ يتقمصن دور الذكر في بداية العلاقة الجنسية بادعاء غبي، لكن في نهاية الحوار الجسدي لا يمكن التفريق، ويمكن التأكيد على أن معاشرة الجمال الهادئ أجمل، فالدهشة التي ترتسم على وجوههن تجعلك تشعر بعمق الامتنان لتلك العلاقة، أما الجميلات فتراهن حريصات على استمرار جاذبية الجمال الذي يرفض التنحي عن عرشه حتى بعد الممارسة. لكن في الحالتين لم تتحقق السعادة وطالما اعتبرت نفسك شريكاً في المضاجعة، عليك أن تأخذ دور المراقب بين جسدك وجسد الآخر لتحقق كامل المتعة للطرفين. بالطبع لسنا أشخاصاً سليمين فكرياً أو ثقافياً خاصة من الناحية الجنسية، فالتراكمات والمفاهيم السلبية، سيطرت على أفكارنا قبل أجسادنا، وحوّلتنا إلى وحوش تقتل الفريسة لتأكل منها مرة واحدة فقط، وما بتنا ندركه كواقع، لا يتناسب مع ما مورس علينا منذ عقود.
لم يعد الجنس من وجهة نظري الشخصية من أجل الجنس. ربما كان رحلة البحث في كل لحظة عن جسد جديد يمكنه أن يسكّن الوحش الجائع منذ عقود، مع ثقتي أنه لن يسكت، لأننا لا نريد لهذه الرحلة أن تتوقف في محطة ما، طالما أنّ المجهول الذي كنا نبحث عنه منذ طفولتنا، لم نجده بعد، والعطش القديم ما يزال ملحه يلمع على أجسادنا المتعبة.
لا يمكن أن يكون الآخر في الإيروسية مجرد جنس، ودور الثقافة لا يتجلى إلا من خلال هذه الكلمة، ليتبين الثقافة الجمعية التي اكتسبها الإنسان. فالإيروسية مرحلة متقدمة للثقافة الجنسية، والميزان الذي لا يخطئ في جعل الفرد يتجه صعوداً في علاقاته الجنسية بشكل روحي، أو يهبط إلى قاع الفعل الحيواني الذي يختصر الآخر لتلبية غريزته الحيوانية البعيدة عن أي ثقافة إنسانية، تعيده لمجتمع الفحولة الخالية من الحس الإنساني بالآخر كجسد أو عقل أو روح. لا يشاهده إلا من خلال الثقوب الذي يفتقدها هو، ويحاول امتلاكها، فإذا كان الآخر بالنسبة لنا ثقافة يجب أن يسيطر الحوار الروحي قبل الجسدي، ليظهر دور الثقافة الجنسية المكتسبة، والثقافة الاجتماعية الحقيقية البعيدة عن الرقيب الديني، والاجتماعي، من دون أن ننحي الحوار الجسدي. فقمة اللذّة لا تكون في وصولنا بشكل فردي للذّة المنشودة، بل بوصول الآخر إلى لذّة تفوق اللذّة التي نصل إليها، حيث يتحول العضو الذكري من وسيلة لمتعتنا الشخصية، إلى مقياس يقيس شدة اللذّة عند الآخر، فتتحقق اللذّة بأعلى حالاتها، وتتحول الشفاه من طبيعتها النهمية إلى أداة إثارة يمكن من خلالها قياس شدة إثارة الجسد، تماماً كما تحول الثقافة الإيروسية أبشع الأشياء إلى أشياء جميلة، وكأن دورها دور المزين الذي يستخدم أدوات التجميل ليحول فتاة من قمة القبح إلى "ستايل" أو شكل جمالي مختلف عن مقاييس الجمال المعروفة تراثياً. فهي من حوّل ملوحة الأعضاء الجنسية الأنثوية إلى نوع من أنواع الشهد. وانطلاقاً من هذا المفهوم يمكن أن نعتبر أن للثقافة دوراً إيجابياً في رفع قيمة الأشياء والأفعال، من صفتها الحيوانية، إلى صفة أعلى بقليل من مستوى فهم الفكر العربي المعطّل، وإكسابها صفة الرومانسية، الرفيعة الشأن.
إنّ الحقيقة التي يجب أن لا أنكرها أنني إلى هذه الساعة لم أعرف تعريفاً خاصاً يعبّر عن "الإيروسية"، لكن حسب ما عرفت وفهمت منذ سنوات أنها حرية الجسد، والسبيل الوحيد للتمرد على الواقع، والأعراف الموجودة في المجتمع، لتوضيح وتفصيل خيالنا الجنسي المباشر، حيث يمكننا التعبير عن الوجه الغائب لجسدنا الشبقي، وما يغويه أو يفتنه، وعن طريقها يمكن للإنسان إثارة الشهوة الجنسية عبر حوار جنسي بين الفرد وذاته من ناحية، وبينه وبين محيطه الاجتماعي. إلا أن ثمة نفاقاً ثقافياً يُستخدم كجواز عبور للوصول للآخر، من خلال عبارات مختارة وكلمات مزخرفة تنتزع الآخر من واقعه، وتحط به في عالم يخشى الخوض فيه بمفرده، فينتظر من يأخذه إليه حتى يضع عليه اللوم وجدانياً. أو يمكن اعتبارها الرمز أو التأويل الأسطوري الذي يبرر أفعالنا التي يرفضها الرقيب الديني والاجتماعي.
يجب فصل العريّ عن النظرة الإيروسية للجسد، فليس كل عريّ إغراء، فبالنسبة للفنان الذي يصوّر اللوحة، يكون الجسد حالة، موديلاً. يمكن أن يستخدم عوضاً عنه فاكهة، أو طبيعة، أو شجرة من غير أوراق. إن الجسد على قماشه هو حالة فقط. فالعريّ واقعياً هو رمز للحالة، وليس الحالة الإيروسية، لأن العريّ بذاته أو في المطلق لا يغرينا، ويمكن أن يصدمنا بجماله أو بقبحه، أو يثير الرعب في نفوسنا، أو النفور. وفي الإيروسية يتم فصل الجسد عن فكرة الجنس الإنجابي، فالجسد يطرح جماله كفكرة بعيدة تماماً عن فكرة الوظيفة التي بررت الجنس عبر العصور. والإيروسية هي السبيل الذي من شأنه كشف جماليات وأسرار الجسد الغائبة منذ تكوينه، وهو من يقودنا للإشباع من خلال الجسد الرمزي، لا المادي. ويمكن اعتبار الإيروسية الكلمة الفصل بين الثقافة الجنسية والبورنوغرافيا. ويجب الفصل بين النص الإيروتيكي المفتعل والموجه، والنص البريء الذي يخرج بوحي الغريزة على أنه تجرد روحي يحرر الجسد من قيود الرقيب، فمن شأنه تحريض الخيال عبر التصور والتأمل للوصول بالجسد إلى بوابة الحرية المغلقة بجنازير القمع الصدئة، وهو السبيل الوحيد لتحرير المكبوت، وشياطين الجنس والغريزة التي يجب أن تخرج من عقول وأجساد الإنسان العربي، وتتحول إلى حالة كالطعام والشراب، ليتحول هذا الكائن إلى إنسان سوي يستطيع التعبير عن نفسه والتحرر من رغباته الغريزية الجامحة، بعيداً عن الفزع وعقد الذنب المرتبطة بحياته الجنسية.
ما قرأناه في ألف ليلة وليلة، وفي شعر امرئ القيس، وأبي نواس وكتب التيجاني والإمام السيوطي، والشيخ النفزاوي صاحب "الروض العاطر"، والكتب التي تضمنت مواضيع جنسية صريحة، منها آداب النكاح وأوضاعه، أكثر حرية مما هو متاح الآن.
لقد أنتجت الرقابة بكافة أشكالها، السياسية والدينية والاجتماعية، مجتمعاً أميّاً لا يعرف القراءة، أو الكتابة، يتعامل مع الصوت والصورة، وضغط الأزرار. وبات الجنس الافتراضي متوفراً لكل شرائح المجتمع حتى الطفل، وتحولت الإيروسية من مادة متخيلة إلى فعل جسدي مشاهد بوفرة إباحية، وبلغة مباشرة حيوانية، وفظة، بعيداً عن المعنى الإنساني العميق للجنس الذي تضمنه الرمز والإيحاء، مما خلق جمهوراً مشوّهاً، يعبر عن كبته بتلقي الصور والأفلام المقززة.
إنّ الدين هو المسؤول الأول عن هذا التردي، لأنه فرض عبودية الجسد، وأرادها عبودية محصورة به، ووظّف الجسد، لخدمة مقولاته الدينية في العصور القديمة بشكل يتوافق مع الرسالات التي أرادت تقديمها للمجتمعات.
أقرّتْ الأمم المتحدة الحقوق التي يجب أن يتمتع بها الفرد من الناحية الجنسية: كحق التمتع بأفضل حالة صحية جنسية، وحق المطالبة بالمعلومات المتعلقة بالجنس ونقلها والحصول عليها، وحق التربية الجنسية، واحترام السلامة البدنية للفرد، والحق في اختيار الشريك، واختيار حياة جنسية ناشطة، أو غير ناشطة، والحق في إقامة علاقة جنسية بالتراضي، والزواج بالتراضي، والحق بتقرير إنجاب الأطفال أو عدم الإنجاب، وفي الوقت الذي يختاره الفرد، والحق باختيار حياة جنسية مُرضية وممتعة وآمنة. تشير هذه الحقوق إلى أن موضوع الجنس ينبغي ألا يبقى داخل قوقعة العادات والتقاليد. يجب أن يتحرر الفرد من أعباء القبيلة والقرية والمجتمعات الضيقة ليختار ما يناسبه بعيداً عن سطوة الأهل والرقيب. أم هل سنبقى رافضين للخروج من عباءة القبيلة على الرغم من تحول العالم إلى قرية صغيرة؟



[SIZE=6]لؤي ماجد سلمان[/SIZE]
*(شاعر وصحفي سوري مقيم في دمشق، صدر له ديوان بعنوان: لفافة الوقت)
[SIZE=6] - الإيروسية في الوعي الأفقي[/SIZE]
 
أعلى