ناظم مهنا - الإيروس في تحولاته: من عصر الحب إلى عصر الاستهلاك

الإيروس في كل مكان:
درجت العادة أن يخوض في هذا الميدان، المتخصصون والمحللون الأكاديميون! وبما أن المسألة تخصنا جميعاً، أقدم، بتردد، بعض الإشارات والآراء، على ضوء التجربة والتأمل وبعض القراءات.

عندما يبدأ الإنسان باكتشاف جسده، في سن مبكرة من الطفولة، تبدأ المحرمات والقيود بأشكال مختلفة! وفي هذه الحلكة، تتكون فينا ذوات سريّة، تجعلنا نسترق النظر، نتلصص، لاقتناص لحظة الاختبار! ثمّ ،لا يلبث أن يستفيق الآباء، والأبناء متلبسين بالشبهة، ثم يستفيق المعلمون، والمشايخ، وتبدأ آلية الرقابة، ليقدم الأبناء في نهاية المطاف، للمجتمع، كائنات متكيفة، خجولة، مطواعة..

إن الطبيعة تقدم للكائن، مائدة وافرة من الثقافة الجنسية، وهي كتاب صريح، لا يقوى آدمي على طمسه! ففي الطبيعة وفرة إيروسيّة ، وفيها ما يعزز شهوة الحياة وشبقها! ففي البيئة القرويّة، المفتوحة على الأفق، يمكن أن تكون وجهاً لوجه، مع هيجانات الطبيعة، وتسمع بلذة، إذا كنت تجيد الإصغاء، النداءات الصريحة والغامضة للكون وهو يتفتح، ويتلاقح، وينتشي! الحيوانات، الطيور، البشر، الشجر، الأرض.. كلها تتخصب، ولها لذتها وألمها، ولادتها وموتها! إذاً، وأنت تكتشف جسدك، تكتشف أسراراً أخرى، في فضائك القريب، لم تتمكن شرطة الحشمة الكونية من حجبها عن النظر! ويزداد فضولك لحظة بعد لحظة، في منطقة العيب والمحرمات! وما تكاد تعي الأمر، حتى تصطدم بالجدران الأخلاقية!

على المستوى الشخصي، خبرت هذه الطبيعة، وماحكتها، وتمعنت في هذه الشهوة (الملعونة) وكان هذا تمرداً أولياً على الحياء والعفة والتهيب.. رأيت الطيور تتسافد: الحمام، والدجاج، والعصافير، ورأيت الأفاعي، والحمير، والقطط، والكلاب، والماعز، والبقر، قبل أن أرى جماع البشر!

وفي الطبيعة أيضاً ما لا حصر له من الثنائيات، التي تعزز الانطباع والشعور بالإيروس: الرجل /المرأة، الليل /النهار، الشمس/ القمر، السماء/ الأرض.. كل طرف من هذه الثنائيات، يطابق: (الذكر/ الأنثى) وفي التصورات الشعبية، بعض الحيوانات القبيحة والمذمومة تكون ذكراً وأنثى معاً، وبعضها لا ذكور لها، تستدين من حيوانات أخرى من أجل التناسل!

كما تقدم لنا الحياة القروية، حالات"دون جوانية" عفوية وشاعرية، و رومنتيكيات قبل التلفزيون، كانت القرى تزخر بالعشاق، وبنساء شبقات، غاويات، وبعض الزانيات (المتأبلسات) حكم عليهن المجتمع بالرجم المعنوي! والريف أكثر حرية من المدن عندنا! ورغم الانفتاح النسبي المتاح بين الجنسين في القرى، فقد عاصرت في صباي، بعض الجرائم، على الأرجح، كانت دوافعها جنسية! فالكبت في مجتمعاتنا وفي ثقافتنا، أمر مركب، ومعقد!

إن ثقافتنا، ثقافة قمع، ثقافة قضيبية، على الرجل فيها أن يخضع لسلطة الأب أو الزعيم، كما على المرأة أن تخضع لهذا الرجل المهان، المصفد بالقناعات الأخلاقية، التي تجعل منه عبداً يمتطي عبدة! كلاهما مستهدف، خاضع للمراقبة والعقاب! وتمثل أجهزة القمع السلطوية، حالة ذكورة، ممركزة القوة، والفحولة، تفرض إيحاءاتها حتى على الرجال ( القبضايات) في القرى والأحياء!

في هذه الثقافة، الفحولة مقدرة، لا يملكها إلا الأقوياء من الذكور الذين يملكون النفوذ، وأدوات ديمومته. أول مرة أسمع كلمة فحل، كنت في مدارج الصبا، وفي المراعي، ثم فيما بعد نلاقيها في نقد الشعر الجاهلي:" طبقات فحول الشعراء"! تطلق صفة الفحل، على ذكر الماعز المميز، والمخصص لتخصيب العنزات، وباقي الذكور، من الماعز تخصى، وتسمّن للذبح! كذلك الأمر في جماعة البقر، الفحل المخصص للتلقيح، يسمى في مناطقنا( طيسون) لا أعرف مصدر هذه الكلمة، يكون رشيقاً قوياً، كبير الخصيتين، باقي الذكور، تخصى، وتفرد لحرث الأرض، ثم للذبح، والطيسون يلاقي المصير ذاته حينما يقصر في الأداء! والمؤلم هنا، أن الحيوانات المخصية، لا تفقد الرغبة، وهي تحاول أن تأخذ حقها من اللذة، لكن دون جدوى. إنها تخفق في الوصول! من جراء هذه الجريمة، دون أي عقاب يطال الفاعلين!

من بين كائنات الطبيعة، يستأثر الإنسان بحصة أكبر من الجنس، ومع ذلك، لا يتوانى وبكل دهاء وخسة، من وصف الجنس بأنه فعل بهيمي!

تحوّل الايروس:
نستطيع أن نلحظ اليوم في حياتنا اليومية، جنسنة سافرة عند الشباب،عند الشابات المحجبات والسافرات، وكان الإعلام الإيديولوجي المحلي والعالمي، يروج عندنا لإسلام تركي! يبدو أنه من إنجازات الانفجار التواصلي في القرن الواحد والعشرين! لكن، هل هذا يعني أنهم تحرروا من الكبت أو القمع؟! أعتقد، أنها من تحولات الإيروسية، تحت وطأة القمع وقيادته الماكرة! القمع يُقنّع اليوم بدهاء، وهذه الجنسنة من تعبيرات هذا القمع. إن الثقافة التي نتكوّن داخلها، قائمة على السفور والأقنعة، على الظاهر والباطن، والتصريح والترميز، تفضي كلها إلى القهر والاستلاب! وهذه الثقافة، رغم تقنعها بالأخلاق والفضيلة والتعفف، هي ثقافة جنسية، عدوانية بامتياز! والسلطة التي تخدمها هذه الثقافة، ترفد قوتها من فائض القيمة الغرائزية، المسروقة من الأفراد والجماعات المضطهَدة عبر التاريخ!

معظم الحكايات والقصص والأشعار، والأحاجي، والألغاز، تحمل مضامين، وإشارات جنسية مقنّعة، مثل:( قصة ليلى والذئب) والأغاني التي تتحدث عن الحب والأشواق، والإشارات إلى الخيانات الزوجية، والغيرة، والتغزل بالجسد عبر الإشارات إلى أشياء أخرى، تكون بمثابة كنايات، كالتغزل بالرمان، إشارة إلى صدر المرأة! والتغزل بالورد الجوري، وسهام العيون...إن الكبت يفرض لغة رمزيّة، تتحوّل إلى صور واستعارات جمالية! وللعضو الجنسي، تسميات ارتجالية متغيرة، وتستخدم حسب المناطق، من السهل أن تدرك من السياق، كأن يشار إلى العضو الأنثوي باسم: "أبو مسعود" أو " الآغا" وهذا الأخير للمذكر والمؤنث!

أعتقد، أن هذه اللغة الرمزية نتاج عملية التكيّف التي طرأت على الفرد، وجعلته يراعي الجو العام أو الأنا الأعلى بالمزيد من الرموز والأقنعة، التي هي طبقات متراكمة، تنطوي فيها الثقافة اللاشعورية، أو المكبوتة! هذا على مستوى الأفراد. أما الجماعات، فالأقنعة تتمظهر في الأعراس، والاحتفالات، والطقوس، والأعياد، والأحزان أيضاً، كإشارات أولية إلى الكبت المتوارث. حتى فترة قريبة، كانت قرى الساحل السوري، تحيي سنوياً، في مطلع الربيع، عيداً كرنفالياً (دينوسيوسياً) أعتقد أنه امتداد للاحتفالات الأورفيّة التي عرفتها المنطقة منذ القدم، وهو من الاختراقات القديمة ( ما قبل الإبراهيمية) يسفح فيه الخمر، واللعب والرقص، و السكر، والمجون، والوجه الظاهر له، إنه عيد حب، وتعارف ، وتواصل، وتزاوج، وإنجاب. ولهذا الوجه بالذات، اكتسب هذا الطقس الوثني، بعداً دينياً! والدين ابن بار لثقافة الموت، وهو الحارس الأمين للمحرمات، والسلطة شرطتها الصارمة! فالجسد في نظر دعاة الزهد وفلسفة البؤس، سجن نتن مآله إلى الدود! وفي هذا السياق، يقول رجل دين هندي لأتباعه من الشبان: "تذكروا دائماً أن المرأة مجرد دم، وماء، وغضاريف"!

أما محبو الحياة من الدينيين، فالمرأة حرث لزوجها، يبذر فيها! والمال والبنون زينة!

في كثير من مجالس العزاء الإسلامية، تتلى سورة يوسف، أو يستمع إليها مسجلة، ويتم التعليق بانبهار على العفّة وكيد النساء! ولا أدري، أهي تعويذة ضد الموت! أم ضد الغرائز؟!

أما الجسد في نظر السلطة، فهو هدية للوطن في السلم والحرب! وعند الرأسمالي للاستثمار في العمل والاستهلاك! ويتواطأ الجميع من أجل إعداد الإنسان ليكون صالحاً في الدنيا والآخرة، أن يتعبد، ويعمل، ويبني العائلة المقدسة! المطلوب دائماً، أن يكون الإنسان متعففاً، يزدري طبيعته، ويدوس على أشواقه! وأن يحب الله، والناس وأولي الأمر! هذا هو الإنسان الخيّر، المدجّن (المطبوخ)! الذي تتم صناعته وإعداده منذ الانتعاظ الأول!

الإيروس الموءود:
أعتقد، أن الدين يشكل منظومة شاملة للكبت، والديانة الإبراهيمية، بفروعها المتعددة، أشد الديانات تكريساً للبطريركيّة، ونكراناً للغرائز، ووصمها بالبهيميّة، وأكثرها صراحة في الصراع بين الأب والابن، الصراع من أجل الاستحواذ على النساء وعلى الزعامة، وعلى الوجود، وأعتقد أن فرويد استمد فكرة (الطوطم والتابو) وزعيم الرهط البدائي، من هذه الديانة، التي هو ابن لها! وبكل الأحوال، وبما أنها ديانة ندم، وصراع، فهي ديانة ثقافة، ولا أعرف إذا كان من حسن الحظ أم من سوئه، أن منطقتنا تعيش تحت وطأة هذه الديانة، التي أعاد الغرب إنتاجها لنا ولنفسه، بشكل أكثر قسوة وجشعاً! وصارت بامتياز ديانة الرأسمالية والإمبريالية، وديانة البؤساء أيضاً! ونحن العرب والمسلمين من الفرع الأشد بؤساً وقمعاً في خريطة هذه الديانة الواسعة!

في هذا الفرع الخاص بنا، يتكرس مجتمع الطاعة والرضوخ والترويض. ترى الأديان أن الإنسان يتنازعه الله وإبليس! الأول يدعوه إلى الطاعة والعبادة والخير، والثاني يدعوه إلى العصيان والتمرد والحرية، و بالتالي( الشر). إن الدين، وفق رؤيته، يسمح بما منحه الله للإنسان، وهو في هبوطه إلى الأرض، ينفذ عقوبة، ارتكبها الأب والأم الأولان! لقد سمح الله ووكلاؤه على الأرض، بالتناسل المشروع والمشروط بما يسمى: "عقد الزواج" وهو عقد شبه مقدس، لا يزال حتى الآن، وفي أغلب الزيجات، يتم تحت وصاية ومباركة الدين! وما هو خارج فهو محرم، ومن وحي الشيطان! وحين يتم التحالف الحتمي بين الدين والسلطة، يتحول هذا المحرم إلى فعل يعاقب عليه! ويغدو الكبت نفسياً وجسدياً، يصل إلى حد الإخصاء! يفقد الذكر شعوره بذاته، كما تفقد الأنثى وهجها، لتكون كائناً مغتصباً، محكوماً بتلبية لذة الرجل المقوننة! وتتبدد لذة الحب، لتغدو العملية وظيفية، الغاية منها التناسل، وتحقيق متعة الأمومة للمرأة! أي تلبية غريزة حفظ الذات، وهذه الغريزة التي يرى فرويد أنها تتضمن الشبق والتدمير معاً! وهي أرض خصبة للخوف والكبت والعدوان والتعصب! ويؤكد الباحثون الاجتماعيون أن المجتمع المكبوت يشكل مستنقعاً حاضناً للعدوانية والإجرام والتعصب وغرابة الأطوار ونزعة الشبق التخيلي المتشدد، الذي يظهر في الأدب الجنسي، الذي يقدم تصورات لأشكال الجماع الجنسي الانحرافيّة، والمبالغ فيها، كممارسات السادية والمازوشية! ويكثر اليوم هذا النوع من الكتابات عند كتاب وكاتبات عرب!

لقد وضع التحليل النفسي الفرويدي، الإيروس(غريزة الحياة) في مواجهة (السانتوس) غريزة الموت. وأشار فرويد إلى علاقة التأمل بالموت، باعتبار أن قلق الموت هو نقطة انطلاق كل تأمل! والدين يدعونا للتفكر في الموت والحساب، ويعدنا بالتعويض الأخروي، الفردوسي! ويقدم للبشر صورة لسعادة أبدية مملة، رغم أنها تأخذ بألباب الملايين عبر العصور، وفي الشرق والغرب.

إن طبيعة الإنسان الداخلية أو الذاتية، تتكون من الدوافع والغرائز الأولى، والحواس التي هي أساس عقلانية الإنسان، وواقعيته، وتجربته، هذه الطبيعة إذا ما فشلت في التكيف مع الأنا الأعلى، تكون قد وقعت بالانحراف، ويفرض عليها المجتمع المراقبة والعقاب. ويرى فرويد أن الجوهر العميق للطبيعة الإنسانية، يقوم على الغرائز الأولية، التي هي مشتركة بين جميع الناس، والتي تهدف إلى إشباع حاجات أولية معينة، تمر هذه الغرائز البدائية بعملية نمو طويلة، قبل أن يسمح لها بأن تصبح نشطة لدى الكائن البالغ، فهي تقمع وتوجه نحو أهداف متحولة ومتناقضة. هذه الغرائز المكبوتة، التي ينتج عنها القلق أو التسامي، وعلاقة ذلك بالنشاط الثقافي والفني عبر ما يعرف بالتصعيد.


إيروسيّة عصر الإعلانات:

دين جديد:
الإيروس المنطلق على سجيته، حبّ ولذّة، وغريزة الحياة، ليست فاعلية إيجابية محضة، فالغرائز الأولى لا تزول مع الزمن، ومع ثقافة الحضارات المكتسبة. إن الغرائز تكبت، وتنحصر، وتتحول أو تتسامى!
ونزعة الافتراس والعدوان والتدمير، من النزعات الأولية المتأصلة في الإنسان، والثقافات تصقلها وتهذبها، ولا تستطيع أن تمحوها، وفي بعض الأحيان تحتاج القوى الأنانية المتحكمة إلى أن تستنهض هذه الحيّات النائمات من محاجرها! فالغرائز مملوكة، كما الجسد والروح، لقوى غير خفيّة! ونحن نعيش في عصر قوى التحكم، والإيديولوجيا السائدة، هي إيديولوجيا المصالح (البرغماتية) التي تبرر لنفسها أن تغتصب الطبيعة والإنسان وكل شيء، إذا كان في ذلك نفع مادي! إنه عصر التسليع، عصر تأليه السلعة، والمحرك الحيوي لهذا العصر هو الاستهلاك، فالفحول الكبار هم الذين يملكون السلعة، ويليهم في المرتبة، الفحول الذين يستهلكونها! أما المخصيون، فهم الذين لا يملكون متعة الاستهلاك! إن قيمة الإنسان اليوم تكمن في مقدرته على الاستهلاك! الدين اليوم، كما عبر العصور، دوره وظيفي. ولكنه أقل أهمية مما مضى، في ظل الديانة الجديدة! فرجال الدين والكهنوت الجدد، هم: الخبراء في صناعة الصورة، والإعلان، والبارعون في الترويج، هم الإعلاميون الذين يجيدون التنميق والكذب، وفنانو الواجهات، والسرديون التافهون الذين ينضوون في الموجة! في هذا الدين الجديد، لا قيمة للشعر، ولا للشعراء الخرافيين، الذين لا يزالون يعتقدون أن ثمة معنى خارج هذا الوثن الذي له ألف صورة، ومضمون واحد! إنه الإله الجديد، الأكثر شمولية وضراوة، والذي استطاع عبر أدواته وكهنته الجدد أن يمتد ليصل إلى أقصى الأصقاع، وأن يدخل القصور والأكواخ! إنه ما يسمونه، وأرجو أن تقرأ بحروف منفوخة: ( العولمة!) ! الجالسة على عرش علمي مذهب، يحفّ به منظروه من الليبراليين الجدد، الذين يشبهون هدهد سليمان! وأسجل هنا محبتي وإعجابي بالهدهد، واعتذاري منه على هذا التشبيه!

كائنات هذا الشرق، رغم أنفهم، يقفون اليوم عراة، أمام مستويين عدوانيين من الثقافة القامعة: مستوى محلي، ومستوى كوني، وحالنا كشعوب مستلبة ومنتهكة الإرادة، يشبه حال المرأة عندنا، نخضع جميعاً لقمع مركب ومتضافر، إنه ألعبان القوة الناعمة والفولاذية، حسب المقتضيات!

عبر أبو نواس في العصر العباسي عن رغبة السلطة( الخليفة) الجامع للسلطة الدينية والدنيوية
في خصي الناس، يقول أبو نواس:

احمدوا الله جميعاً يا جميع المسلمينا = ثم قولوا لا تملوا ربنا ابق الأمينا
صير الخصيان حتى صير التعنين دينا = فاقتدى الناس جميعاً بأمير المؤمينا

وفي العصر الحديث، جعلنا الطغاة" موتى ! كما يقول بدوي الجبل:

"نحن موتى! وشر ما ابتدع الطغيان = موتى على الدروب تسير!..
نحن موتى، يسرّ جار لجار = مستريباً: متى يكون النشور؟!"

وعلى ضوء ذلك القهر التاريخي المتجدد، لا أعتقد بإمكانية الإصلاح، ولا أمل عندي بثورة المخصيين، التي حسب المنطق لن تصل إلى ذروة، بل إلى مزيد من الانكسار، والتدمير الذاتي. مع وجود أحزاب شائخة، فاقدة للكبرياء.

إن الإيروسية في تحولاتها وأقنعتها الجديدة، ووفق منطق التسليع، حيث الإنسان عموماً، والمرأة بشكل خاص، سلعة وأداة استهلاك للسلعة، في الآن ذاته، ومادة للترويج والربح! هذه الإيروسية الجديدة، تعمق المأزق بين من يستحوذون على الفحولة، أي القادرين على الشراء، والذين لا يملكون الحد الأدنى من هذه الطاقة (القضيبية) وفي ظل ذلك، إلى المزيد من الأزمات الاقتصادية والحروب والجرائم.. ومن غير المعروف كم ستنفع الفياغرا في الحد من هذا الجنوح؟


.



صورة مفقودة
 
أعلى