نبيل الحيدري - الفقيه والجنس

فى زيارتى لأحد فقهاء قم فى بيته بينما كنت أدرِّسه الأدب العربى، وبينما كنت أجول بين كتبه التى ملأت الحائط بالكتب والمجلدات الفقهية وغيرالفقهية. استوقفتنى فى مكتبة الفقيه كتب الجنس الكثيرة جدا، حتى من الغرب فى مكتبته. وعندما سألته عن ذلك، أشار لى عن الشبق المفرط عند الفقهاء فى الجانب الجنسى. وكيف لا، والفقيه لازال يعيش أبحاث الإماء والجوارى والناس يقدسونه لدرجة عالية وعنده ملايين الخمس مما تمكنه من استغلال بساطتهم وسذاجتهم وفقرهم وحاجتهم. أخبرنى الفقيه أنه من النادر لمكتبة الفقيه أن لاتمتلك عددا كبيرا من الجانب الجنسى. ومن أهم الكتب الشهيرة الموجودة فى مكتبة فقيهنا هو كتاب (زهر البيع) للفقيه الشيعى الكبير نعمة الله الجزائرى (1050-1112ه)، الذى كان واعظا للسلطان سليمان الصفوى، الذى قلده بدوره منصب القضاء وإمامة الجمعة والإفتاء ولقبه (شيخ الإسلام) فى مدينة تستر الإيرانية واشترك مع الفقيه ا لصفوى محمد باقر المجلسى (1037 -1111ه) فى كتابيه البحار ومرآة العقول ذلك كله أيام حكم الدولة الصفوية الفارسية.
نرجع إلى كتاب (زهر الربيع) للجزائرى، والذى يحوى قصص الجنس وممارسته بكل الألفاظ الصريحة من الفحش والفشار دون تلميح أو إشارة وبعشرات القصص الغريبة والعجيبة حتى تشويق اللواط والسحاق..
منها يذكر الفقيه الجزائرى قصة، أن هارون الرشيد خلا فى قصره ذات ليلة مع جارية فى غاية الحسن. فلما أراد جماعها، لم يقم عنده ...، فقال لها (نامى على الأربع)، ففعلت، فلم يقم عنده،

فقال لها (إلعبى به عسى أن يقوم) فلم يزدد إلا رخاوة،

فقالت شعرا: إذا كان ... ذا ميتا فلا خير فيه ولا منفعة.

فجاء الصبح وجاء معه أبو نواس الشاعر. عندها طلب منه الرشيد أن ينظم له شعرا فى ذلك، فنظم أبو نواس:

لحى الله ... ما أضيعه

يحق والله لى أن أقطعه

فيا من يلمنى على سبه

أفق واستمع ما جرى لى معه

حظيت بغيداء فى خلوة فريدة

حسن بها مبدعة بطرف كحيل

وردف ثقيل وخصر نحيل فما ألمعه

فخاطبتها الن.. قالت نعم مطيعة أمرك لاممنعة

فنامت على ظهرها لم يقم فقلت فنامى على الأربع

ومسته فى كفها فانثنى وخيب ظنى ذا الصعقة

فقلت لها العبى لى به لعل يكون به مرجعه

فمدت أنامل مثل اللجين وكفا رطيبا فما أبدعه

فصارت تلاعبه فانطوى فكادت من الغيظ أن تقطعه

فقالت إذا كان ... ذا ميتا فلا خير فيه ولا منفعة.

فقال الرشيد: (قاتلك الله كأنك معنا حاضر ومطلع على أمرنا كله). وعندها أمر له بأربعين ألف دينار..
وينقل لنا الجزائرى أيضا قصة سجاح مدعية النبوة مع زوجها مسيلمة المدعى للنبوة أيضا
فقالوا : لا بد لها من مهر ، فقال : مهرها أني قد أسقطت عنكم صلاة الفجر و العتمة .
فقالت : اقرأ علي ما يأتيك به جبريل !

فقال : إنكن معشر النساء خلقتن أفواجاً ، وجعلتن لنا أزواجا ، نولجه فيكن إيلاجاً . فقالت : صدقت أنت نبي .
فقال لها : قومي إلى المخدع، فقد هيىء لك المضجع، فإن شئت فملقاة، و إن شئت على أربع، و إن شئت بثلثيه، و إن شئت به أجمع،

فقالت : بل به أجمع، فإنه للشمل أجمع .
ومن الصعب كتابة مئات من القصص التى ذكرها الفقيه لملؤها بالفحش والألفاظ الصريحة الفاحشة، ومنها 14 طريقة مجامعة الرجل المرأة بالتفصيل وقصص كثيرة فيها تشويق فى اللواط والسحاق والتى من المفروض أن الفقيه يرفضها لكنه فى الكتاب يشوق إليها وكأنه عاشق لها ممارس فيها خبير لها بوصف دقيق عميق.

وفي كتابه كثرة الجوارى والإماء واستعبادهن فى الجنس فى أبشع صورة استغلال للمرأة بعيدا عن إرادتها وحقوقها.

ومن جانب آخر فقد عرفت الإيرانيات بقوة الجنس وحاجتها الكبيرة له يوميا ومشيها فى الأسواق والشوارع بحثا عنه، بينما يكون الرجل الإيرانى ضعيفا باردا من الناحية الجنسية قد يمارس الجنس ليلة الجمعة مرة واحدة بما عرف بين الإيرانيين (شب جمعة) وهذا ما يجعل التفاوت الكبير بينهما والذى قد يملأه غير الإيرانيين كما هو معروف ومشهور فى إيران ولا يمكن أن أنسى تحرش الإيرانيات وغزلهن حتى المتزوجات الجارات بمجرد ذهاب أزواجهن، كما اشتهرت بذلك زوجة أحد القضاة الفقهاء
وفى الجانب الآخر رأيت فى مكتبة الفقيه كتبا أهون من (زهر الربيع) وأمثاله، بعيدة عن هذه الألفاظ والقصص الجنسية منها (الجنس فى الإسلام) لمرتضى مطهرى وآخر للخطيب الحسينى المعروف أحمد الوائلى (من فقه الجنس فى قنواته المذهبية). الغريب جدا رؤية مجموعة مغلفة معزولة فتحتها فإذا هى مجلات غربية للجنس وصورها وفيديوهات جنسية. لكن أغرب مافيها أنها فى اللواط والسحاق وعندما سألته أخبرنى أن فقهاء قم مبتلون بالشذوذ الجنسى وسراديب قم مشهورة فى ذلك حتى أمر الشباب بعدم الإنحناء فى مدينة قم وقزوين، كحال فقهاء الفرس فى النجف وسراديبها، وقد أكد لى ذلك مصادر متعددة محايدة حتى عرف بارتباط بعضهم بشباب يشتغلون فى مكاتب المرجعيات العليا ويرتبطون بها ثم يميزون عن غيرهم بالعطايا والنيابات والوكالات والإمتيازات والترف الظاهر لهم والمميز عن أقرانهم
لعل ذلك يرجع إلى طبيعة الكبت الموجود فى الدولة الدينية وظروفها حيث يعيش الشباب فى غرف واحدة وطبيعة الدراسة الدينية حول المسائل الجنسية والكبت والضغوط من المرجعيات الدينية وحواشيها. ولايفوتنى ذكر ما قدمه أول الثورة فى الإذاعة الإيرانية الرسمية، الفقيه حسين على منتظرى نائب الخمينى آنذاك، (بحث اللواط) معبرا عنه بالبحث الجميل الشيق والرائع الممتع الذى لايمل منه، وأثار ذلك آنذاك ضجة بين الشعوب الإيرانية المستهجنين والفقهاء المؤيدين لرمزهم الفقهى.
والعجيب الغريب ما تراه فى الفتاوى والرسائل العملية للفقهاء الصفويه كالسيستانى من ممارسة الجنس مع الصغيرات كالتفخيذ وغيره مما يعد فى العرف نشازا يحاسب عليه القانون الإنسانى فى احترام الصغيرات، كذلك ما ملأ رسالتهم وفتاواهم من الإماء وما ملكت أيمانكم فى استعباد للمرأة وسلبها كل حقوقها مما يرفضه العالم المتحضر والبشرية الواعية والإنسانية بمختلف طبقاتها وأشرابها
ولقد عودنا الفقهاء الصفويون على تعدد الزوجات بأربع يعاملهن كالإماء فضلا عن زوجات المتعة وعددهن غير محدود وهن ينسبون إلى جعفر الصادق زورا قوله (خذ ألفا من المتعة) وأن الذنوب تتساقط بغسل زواج المتعة ولو لساعة حتى اشتهرت فى الأماكن الدينية مثل قم ومشهد ممارسة التحرش وما سمى بزواج المتعة فإن المرأة الإيرانية تلبس عباءتها بالمقلوب والوقوف بأماكن معينة منتظرة المتعة مقابل مال معين
إمام جمعة قم قد مارس المتعة مع الكثير من البنات البكر حتى اشتكت عليه أختان حولهما بزواج المتعة من بنات إلى نساء بعد فضه بكارتهن وكان لذلك ضجة مشهودة فى قم دافع عن الفقيه فقهاء الصفويين وكانت البنتان هما بعض ضحايا الفقيه
كما كان لفقيه وإمام جمعة آخر بوابا مسؤول الحرس الثورى الذى كان يلقبه الفقيه فى خطب الجمعة ب(سلمان الفارسى) لشدة ولائه للفقيه. لكن الحقيقة أن بوابه كان يجلب له البنات والنساء حتى المتزوجات وتبين لاحقا أن أكثر من 76 إمرأة كانت ضحايا جنسية للفقيه الإيرانى من خلال بوابه سلمان. النتيجة نقل سلمان إلى مدينة إيرانية أخرى وترقيته إلى منصب أعلى ولازال الفقيه إماما للجمعة يقتدى به الإيرانيون فى صلاتهم وعباداتهم وأسئلتهم بدلا من معاقبته على جرائمه وكيف يعاقبه من هو أساس البلاء والفساد الولى السفيه وحماقة الفقيه
الغريب جدا أن المرأة عندما تقع فى مشكلة عائلية مع زوجها وتحتاج إلى رجل دين للطلاق كالمتعارف ، وعندها تقع فريسة سهلة للفقيه ورجل الدين واستغلاله وهو ما يحصل فى المراكز الدينية الشيعية حتى عرف فقهاء الفرس بذلك واستغلالها جنسيا بحجة المتعة وتسهيل أمورها وتطليق زوجها ومنها فقهاء لندن الثلاث المعروفين بالغش والدجل والإستغلال ومراكز المرجعيات الصفوية
وجاء فى دواوين الفقهاء الغزل والنسيب وهو باب آخر يخرج عن المحور السلبى أعلاه إلى جانب إيجابى
حتى قال الخمينى فى ديوانه الذى طبعه إبنه أحمد بعد وفاته لأنه لم يقبل نشره فى حياته خوفا من ردود الشعب لغزله وخمرياته
لقد أسرني الخال الذي على شفتك أيها الحبيب
وعندما نظرت الى عينيك" المريضتين" مرضت
ىكذلك قصيدة للخميني عنوانها
(شعاع الحق)
إذا ما فتح العشق جناحه في العالم الحاكـــــم هـو
إذا ما تجلى في هذا الكون والمكان الحاكم هــــــو
إذا مــا أظــهـــر وجـــهــــه يــومــــاً من مخبئــــــه
يفشـــى أنّـــه علـى الظاهر والباطن الحاكــــــم هـو
ليس من ذرة فـــي الـعـــالـــم لـيــس فيهــــــا عشق
بارك الله اذ مـــن الحـــدّ إلـــى الحـدّ الحاكـــــــم هـو
اذا ما أصبح يوماً وجهه من حجاب الغيـــــــب عيان
يرى الكل انه في الغيب والعيـــــان الحاكـــــــــم هو
ما دام عليكَ في الروح والجسم حجابٌ حجـــــــــــاب
ذاتُـكَ لا ترى أنه على كل الجسم والروح الحاكم هـو
أنا ماذا أقول اذ العالم ليس سوى شعـــــــاع الـعشق
ذو الجلال الذي هو على الدهر والزمان الحـاكم هـ و
وقد تغزل الخمينى بنساء عديدات أبرزهن فاطمة التى غازلها بفاتى مرارا ووصف جسدها ومفاتنها وصدرها وفخذيها
كما كتب الفقيه العراقى محمد سعيد الحبوبى غزلا رائعا بديعا متميزا منها
فلى بين القباب فتاة خدر
يمد لها القنا الخطى ذلا
إذا عانقتها عانقت خودا
منعمة رشوف الثغر كحلا
كان الأقحوانة قبلتها
بمبسمها فأبقت فيه شكلا
وإن سفرت فقد أبدت شقيقا
أجادته يد النعمان صقلا
تريك الصبح غرتها انبلاحا
إذا ما الليل طرتها أطلا
إذا خطرت وإن نظرت نظرنا
لها ولجفنها رمحا ونصلا
وإن نزعت حواجبها قسيا
رمتك فواتر الألحاظ نبلا
ومن أشهر غزله بفتاة بغداد
يا غزال الكرخ وأوجدى عليك
كاد سرى فيك أن ينتهكا
هذه الصهباء والكأس لديك
وغرامى فى هواك احتنكا
فاسقنى كأسا وخذ كأسا إليك
فلذيذ العيش أن نشتركا
أترع الأقداح راحا قرقفا
واسقنى واشرب أو اشرب واسقنى
ولماك العذب أحلى مشرفا
من دم الكرم وماء المزن
وحميا الكاس لما صفقت
أخذت تجلى عروسا بيديه
خلتها فى ثغره قد عتقت
زمنا واعتصرت من وجنتيه
من بروق بالثنايا ائتلقت
فى عقي ق الجزع أعنى شفتيه
كشف ستر الدجى فانكشفا
وانجلى الأفق بصبح بين
أكسبتنا إذ سقتنا نطفا
خفة الطبع وثقل الألسن
(من مقالى-الفقيه الحبوبى مع الغزل والنسيب والخمرة)
كذلك كتب الفقيه محمد حسين فضل الله غزلا جميلا لكنه لايرقى إلى مستوى غزل الحبوبى وجماله وروعته
لعل ذلك يذكرنا بشعر كعب بن زهير بن أبى سلمى فى قصيدته بحضور النبى قائلا
بانت سعاد فقلبى اليوم متبول متيم إثرها لم يبد مكبول
وما سعاد غدة البين إذ برزت كأنها منهل بالـراح معلـول
هيفـاء مقبلة عجـزاء مدبرة لا يشتكي قصر منها ولا طول
ولم يعترض الرسول على غزله المتعارف عند العرب آنذاك. بل أظهر إعجاب الرسول الكبير به وبقصيدته لدرجة أعطائه بردته حتى لقبت قصيدته بالبردة
فأين هذا من تشدد بعض الفقهاء والإسلاميين المتشددين فى عصرنا الراهن ومعاييرهم المزدوجة. وشتان بين شعاراتهم وتطبيقاتهم المختلفة

نبيل الحيدري


02.jpg
 
أعلى