عبد الله بن الدُّمَيْنَة - قِفِي يا أُمَيْمَ القَلْبِ نَقْرَ تَحِيَّةً

قِفِي يا أُمَيْمَ القَلْبِ نَقْرَ تَحِيَّةً = ونَشْكُ الهَوَى، ثَم افْعَلِي مـا بَـدا لَـكِ
سَلِي البانَةَ الغَنّاءَ بالأَجْرَعِ الذي = به البانُ هل حَيَّيْتُ أَطْلالَ دارِكِ
وهَـلْ قُـمْـتُ فـي أَطْلالِـهِـنَّ عَـشِـيَّةً = مَقـامَ أَخِـي الـبَأْساءٍ واخْتَرْتُ ذلكِ
وهَـلْ هَـمَـلَـتْ عَـيْنايَ في الدَّارِ غُدْوَةً = بدَمْـعٍ كـنـظْـمِ الـلُـؤْلؤِ المُتـهالِـكِ
أَيا بـــانَةَ الـــوادِي أَلَـــيْسَ مُــــصِـيبَةً = مِن الله أَنْ تُـحْمَى عـليَّ ظِلالُكِ
أَرَى الـنَّــاسَ يَرْجُـــونَ الرَّبِيعَ وإنَّما = رَبِـيعِـي الـذي أرْجُـو جَدي مِن نَوالِكِ
أرى الناس يخشـون السنين وإنما = سنى التي أخـشى صـروف احتمالك
تَعـالَـلْـتِ كي أشْـجَى، وما بِــكِ عِــلَّةٌ = تُرِيدِينَ قَـتْـلِي، قد ظَفِـرْتِ بذلكِ
وقَوْلُكِ للعُوَّادِ: كَيْفَ تَرَوْنَهُ؟ = فقالُوا: قَتِيلاً، قُلْتِ: أَهْوَنُ هالِكِ
لَئِنْ ساءَنِي أَنْ نِـلْتِنِي بَمَساءَةٍ = لقَـدْ سَـرَّنِي أَنِّي خَطَرْتُ ببالِكِ
عَدِمْتُكِ مِن نَفْسٍ، فأنْتِ سَقَيْتِنِي = بكَأْسِ الهَوَى مِن حُبِّ مَنْ لَمْ يُبالِـكِ
ومَنَّيْتِنِي لُقْيانَ مَنْ لَسْتُ لاقِياً = نَهـــارِي ولا لَـــيْلِـــي ولا بَـــيْنَ ذلــكِ
لِيَهْنِكِ إمْـساكِي بكَفِّي عـلى الحَشـا = ورَقْراقُ عَيْنِي رَهْبَةً مِن زِيالِكِ
فَلوْ قُلْتِ: طَأْ في النَّارِ، أَعْلَمُ أَنَّهُ = رِضىً مِنك أو مُدْنٍ لَنا مِن وِصالِكِ
لَقَدَّمْتُ رِجْلِي نَحْوَها فَوَطِئْتُها = هُدىً مِـنـكِ لــي أْو ضَـــلَّةً مِن ضَلالِكِ
فواللهِ ما مَنَّـيْتِـنا منكِ مَحْرَماً = ولكـنَّمـا أَطْـمَـعْـتِـنا في حَلالِكِ
 
أعلى