هاتف جنابي - مزمورُ النساء

1 - مزمورُ النساء

في قديم الزمانْ
في الضياء البعيدْ
في الحضور الغياب
في صعود الإلهِ والآلهه
في سديمية الكون أحجيةٌ
النساءُ مداها، وهنَّ بها
شاهدٌ وشهيد.

الغاباتُ ابتهلتْ والأنهارُ انفرجتْ في معالم الخليقة، فكان أنْ تحولتِ الغصونُ إلى ضفائرَ، والثمارُ إلى أجسادٍ وتأوهاتٍ، لباسها الأناشيدُ، صوتها الريحُ، عطرها الهمسُ واللمسُ والحركة، كلما كشفتِ الشموسُ خيوطها التمعت اللُّحَيْظَاتُ انثيالا بالمطر المتفرجِ عند هضابٍ - كانتْ ترمي الفتياتِ بالبنفسجِ والوردِ- وفي المساءِ كان الغسقُ والشمسُ يحتسيان احمرارَ نبيذٍ منسكبا في فم الطبيعة اللامتناهية. كانت النسوةُ يمرحنَ في ظلالِ ضفائرَ منتشيةٍ وهي تُمَشّطُ الهواءَ وتقرصُ الثمارَ في تشكّلها في نهودٍ ومنحدراتٍ وسهولٍ ومرتفعاتٍ، و"جناتِ عدنٍ تجري من تحتها الأنهار...".

المليكاتُ يُنشدن وقيثارةُ الليل والنهار تعزف والكلُّ يلهجُ:

نساءٌ
نساء
سعفُ النخيلِ يُظِلّهنَّ والخطى
المتئداتُ والطيوبُ
الندى لهنَّ كحلٌ والحفيف
لهنَّ سترٌ،
والربيعُ حبيبُ.



* نساء... إماءٌ - د. هاتف جنابي


.
صورة مفقودة
 
أعلى