وليد يوسف عطو - الجنس : ذلك الثقب الاسود العملاق

1
عندما نقرا القران وكتب السيرة نكتشف الحضور القوي للجنس في المجتمع العربي – الاسلامي القديم ,خصوصا ان العرب , لحظة ظهور الاسلام ,كانت لديهم علاقات جنسية واسعة داخل المنظومة القيمية لاخلاق القبيلة وخارجها .وكانت تتصارع في شبه الجزيرة العربية منظومتان من القيم والعلاقات الجنسية :
1- قيم المجتمع الامومي :حيث يكون انتساب الاولاد الى الام . ولها دور كبير في العائلة وفي المجتمع القبلي .ولها الحق في الزواج من عدة رجال في وقت واحد .
2- قيم المجتمع الذكوري :حيث يكون الرجل هو راس الاسرة . وتقوم قيم العشيرة والعائلة على الانتساب الى رابطة الدم والى الاب , حيث يحق للرجل الزواج من عدة نساء وتطليقهن .

لقد تميزت المجتمعات القديمة بسبب انفتاحها الجنسي بسرعة البديهة والذكاء الفطري لدى افرادها , وبالتكيف مع الواقع .حيث كانوا اكثر تحررا,اوقدرة على الابداع والعمل ,واكثر جراة في طرح الاسئلة الوجودية والجنسية . ومن يقرا كتاب الف ليلة وليلة يدرك مكانة الجنس وتفاصيله اليومية لدى العرب .

في العصر الحاضر تزداد مجتمعاتنا انغلاقا على الذات , ونزداد جهلا بانفسنا ووجودنا , ونمارس رقابة تعسفية على تفكيرنا , وتزداد حجم الممنوعات في التفكير والمسكوت عنه .ان حجم التطور في المجتمعات تقاس من بين مقاييس اخرى بمدى تطور العلاقات الجنسية في داخله . ان الجنس يقوم على الشهوة والرغبة وطلب اللذة وعلى الحب ايضا.والحب لايكتمل الا بالجنس . وتكتمل اللذة عن طريق الحب والجنس معا .

الجنس في جانب منه يمثل علاقة بين عاشق ومعشوقته . هذه العلاقة الوجودية والوجدانية هي مايميز الانسان عن الحيوان في ممارسة الحب والجنس . هذه العلاقة تقوم على الانفتاح على الحب غير المشروط وغير المحدود .

لقد كان لدى الشعوب القديمة طقوس للعبور والتعدية بالطفل الى مرحلة البلوغ والرجولة . قصة آدم وحواء واكلهما للثمرة المحرمة تمثل اختبارا وطقسا للعبور من مرحلة الجنين والحياة البدائية ,والطفولة,حيث البراءة واللاوعي , الى مرحلة التجربة والحياة وطرح اسئلة الخلق والوجود والفهم والوعي بالذات .
الجنس هو ثمرة الاتصال بين الرجل والمراة ,ويؤدي الاتصال الجنسي الى اقامة الحوار بين الرجل والمراة والى العيش المشترك وزيادة الخبرة في الحياة وفي صناعة الحياة , وفي زيادة الاتصال الاجتماعي.

من هنا ارتبط الجنس بالذكاء وبالفهم الواسع وبالحكمة.لقد كان انكيدو في ملحمة كلكامش يمثل مرحلة الانسان اللاواعي والاقرب الى الحيوان منه الى الانسان , انه يمثل عالم البداءة والطبيعة .لكن البغي وهي في الملحمة تمارس دور الكاهنة ,قامت بمباشرته جنسيا والدخول في عالم الوجود والتفكير في المستقبل , لقد حولت البغي انكيدو من وحش الى انسان حضاري . الجنس في الملحمة يمثل طقس للعبور والتعدية من الحالة الحيوانية والبدوية الى مرحلة الحضارة .

لقد مارست الجنس معه لعدة ايام وليالي . ودهنت جسده بالزيت كنوع من طقس التطهير والولادة الجديدة .وشقت ثوبها نصفين واعطته احدهما . في هذا العبور انكرته حيواناته ولم يستطع اللحاق بها .ودخل مدينة اوروك برفقة البغي كانسان جديد يمتلك الحضارة والفهم والحكمة والذكاء, على طراز الحكيم برعوشا .

المجتمعات المتطورة تمتلك خزينا كبيرا من مفردات الجنس في لغتها . في حين تسيدت اللهجات المحكية في مجتمعاتنا على العربية الفصحى . هنالك في الفرنسية (1500) كلمة تشير الى الممارسة الجنسية,و ( 600) كلمة تشير الى القضيب.

ان دراسة كتب العرب في الجنس تبين اهتمامهم بالجنس وتطور تفكيرهم .لقد حرص الفقهاء على الاهتمام بدراسة الجنس ومحاولة فهمه بصورةعلمية, خصوصا بعد اتساع الدولة الاسلامية في العصر العباسي , حيث اصبح علما قائما بذاته.

يقول ابن قتيبة الدينوري في كتابه ( عيون الاخبار ):
( واذا مر بك حديث فيه افصاح بذكرعورة او فرج او وصف فاحشة فلا يحملنك الخشوع او التخاشع على ان تصغر خدك وتعرض بوجهك . فان اسماء الاعضاء لاتؤثم . وانما الماثم في شتم الاعراض وقول الزور والكذب واكل لحوم الناس بالغيب ).

العراق بين عهدين

لقد قام الشاعر الشعبي العراقي ( الملا عبود الكرخي )باصدار كتيب يتضمن (40)قصيدة من الادب الفاضح والمكشوف في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي . ومنها قصيدته الشهيرة (في رثاء داود اللمبجي ).والتي غناها سيد المقام العراقي يوسف عمر مع فرقة الجالغي البغدادي . وقد بيع ديوان الشاعر الملا عبود الكرخي في مكتبات بغداد دون ان يكفره احد من رجال الدين .

في حين ان من يقوم بطباعة وتوزيع مثل هذا الديوان الشعري حاليا يعرض نفسه للقتل واتهامه بشتى انواع التهم . اقلها ايلاما اتهامه بالردة عن الدين الاسلامي.ان الغريزة الجنسية طاقة مكبوتة تحاول التعبير عن نفسهاعن طريق الجماع , لتفريغ شحنتها . وهي وظيفة تهدف الى تجديد حيوية اعضاء الجسم وتجديد نفسية الانسان وانشطة تفكيره .

هنالك محاولات مستمرة في مجتمعاتنا لطمس الحديث عن الجنس في الصحف والاعلام والمدارس والجامعات وفي المجال العام وطمس معالم الممارسة الجنسية , والغاء الثقافة الجنسية والهوية الجنسية من ناحية انثروبولوجية.وطمس اللذة والرغبة الجنسية بدعوى الحلال والحرام . وحيث يتم منع الحديث عن الجنس علانية تتم ممارسته بصورة سرية وعلى نطاق واسع جدا .

يسبب العزل الاجباري بين الاناث والذكور الى ممارسة المثلية الجنسية , اي اللواط بين الذكور , والسحاق بين الفتيات . الطريف في الامر ان الشباب , حتى المتزوجين منهم يقومون بممارسة اللواط وهم متزوجون , او يقومون بالممارسة الجنسية والايلاج عن طريق شرج المراة . وبما ان اغلب الزوجات ترفض الايلاج من الشرج لذا يقوم الرجال بممارسة الجنس من الشرج عن طريق عاملات الجنس او مع الفتيات قبل الزواج, او باجبار الزوجة على ممارسة الجنس معها من فتحة الشرج .فالفتاة يهمها سلامة غشاء بكارتها , كرمز للعذرية.

الفتاة التي تسمح بممارسة الجنس عن طريق الشرح ستمارسه بعد الزواج مع العشيق , او ربما مع الزوج .
في مجتمعاتنا المحافظة تمتنع المؤسسات الرسمية عن اعطاء احصائيات رسمية بخصوص هذه المواضيع .كما تمتنع الناشطات في حقل المراة عن الكتابة في هذه المواضيع حفاظا على سمعتهن .

ان المجتمع المتزمت هو مجتمع شاذ ومتخلف . ان عالم الجنس غير الشرعي في مجتمعاتنا يشبه ثقب اسود عملاق يبتلع كل شيء,ولا يخرج منه شيء.قد يؤدي الجنس في بلادنا الى تدمير الشخص ذاته , او فقدانه لعقله , اذا لم تتم ممارسته في مساره الصحيح .

طريفة : الطريف في الامر ان بعض الشباب والرجال والذين يمارسون مختلف انواع اللذة الجنسية المحرمة دينيا واجتماعيا, يمتنعون عن هذه الممارسات في شهر رمضان , ثم يعاودون الكرة عليها بعد ذلك , وكانما الامتناع عن الجنس جزء من ضوابط الصيام ..عجبي !

مسك الختام :

الرجل في مجتمعاتنا العربية الاسلامية يمثل الاقطاعي المتسيد على جسد المراة , وعلى جهازها التناسلي .وتكون المراة اقطاعية خاصة للرجل و للزوج .انها ملكية خاصة للرجل .له كل الحق في خيانة زوجته جنسيا ,لكن الخيانة الزوجية اذا اقتربت من الزوجة وجب قتلها غسلا للعار.

الرجل الذي يمتلك اكثر من زوجة , مثنى , ثلاث ورباع , لايمكنه ان يحب ويعشق المراة – الزوجة , بل تتملكه رغبة الاستحواذ والتملك والانانية والاستهلاك الجنسي لجسد المراة . انه العقل الرغبي الجنسي – الشهواني.ورغم ان القران قام بتقنين العلاقات الجنسية بصورة شرعية , الا ان السماح بتعدد الزوجات وبتملك الاماء جعل الرجل في العصور القديمة قادرا على الاستغناء عن العلاقات الجنسية غير الشرعية.لكن هذه العلاقات لايربطها الحب , بل الجنس , والجنس بلا حب يشبه خلق امراة على شكل روبوت آلي .

وعندما انتهى سوق الجنس (الرسمي) في العصر الحديث , تحول الرجال الى البحث عن اللذة الجنسية لدى بائعات الجنس , او ممارسة المثلية الجنسية . وحيث لايتم تصريف الطاقة الجنسية بصورة طبيعية , فان هذا الكبت والانحراف عن مسار تصريف الطاقة الجنسية سيعمل على خلق توترات عصبية ونفسية وجسدية . وهو يفسر الى حد كبير سبب ازدياد العنف في مجتمعنا العراقي وفي بعض المجتمعات العربية الاسلامية الاخرى

رابط الكلام وخاتمته :
جاء في سورة البقرة – 223 :
(نساؤكم حرث لكم فآتوا حرثكم انى شئتم ).اغلب الفقهاء والمفسرين قالوا بتحريم اتيان المراة من دبرها , استنادا الى هذه الاية .ولكن الا تشي هذه الاية بوجود ممارسة النكاح من دبر المراة في مجتمع شبه الجزيرة العربية ؟
ايا امة ضحكت على بواسيرها جميع الامم !



تنويه :لكي لايتم اخصاء شعوبنا فكريا , تضامنوا معي في محنتي على الرابط التالي: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=516779

.

%D8%A8%D9%8A%D9%83%D8%A7%D8%B3%D9%88.jpg
 
2
احتل الجنس مكانة سامية في الميثولوجيا والادب السومري والاكادي , حيث مارس السومريون والاكاديون طقوسا تستهدف تقليد الطبيعة في خصوبتها لزيادة الخصوبة عند الانسان والطبيعة معا .
ان نداء الالهة (انانا )الى الاله ( دوموزي )حالة نموذجية توضح اهمية الجنس والخصوبة لدى الشعوب الزراعية القديمة :
(اما من اجلي , من اجل فرجي ,
من اجلي ,الرابية المكومة عاليا ,
لي , انا العذراء , فمن يحرث لي ..
فرجي , الارض المروية من اجلي ,
لي , انا الملكة..
من يضع الثور هناك ؟)
فياتيها الجواب:
( ايتها السيدة الجليلة, الملك سوف يحرثه لك , دوموزي الملك ,سوف يحرثه لك ).
فتجيب انانا بفرح غامر :
( احرث فرجي , يارجل قلبي ).
هذه العبارة تتطابق مع ماجاء في سورة البقرة-223
(نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم انى شئتم ).وكلمة ( انى )بحسب اغلب التفسيرات تعني ( متى ) ولا تعني (كيف ) . اي لايجوز اتيان المراة من دبرها .

يشير الباحث ابراهيم محمود في كتابه (الجنس في القران)الى معنى كلمة ( حرث )..
الحرث: جمع المال وكسبه
الحرث :الزرع
يقال : احرث القران ,اي ادرسه
المحراث : ماتحرك به نار التنور
مابين الحرث والمحراث علاقة قوية , ان الحرث يخص المراة بتوجيه من الرجل , وان المحراث يكون من قبل الرجل,فهو يدل على عضو الذكورة فيه .وهذا يؤكد علاقة التبعية , تبعية المراة للرجل في الاسلام .

نشيد انانا الى دوموزي يتكرر في سفر نشيد الانشاد من العهد القديم – تنخ –
( ايها العريس الغالي على قلبي ..
عظيمة هي مسرتك ..
حلوة كالعسل..
ايها الليث الغالي على قلبي ,
عظيمة هي مسرتك ,حلوة كالعسل ,
......
ايها الليث , ليتك تحملني الى الخدر ..
ايها العريس , فلامنحك ملاطفات يدي ..
ياحلوي الغالي ..
بودي لو اغتسل بالعسل ..

يبدو نشيد الانشاد متاثرا بطقوس الخصب السومرية والاكادية . تظهر طقوس الخصب والاشارات الجنسية في نشيد الانشاد متوافقة مع الطبيعة , لكن في صالح الاله (يهوا ):
( ليقبلني بقبلات فمه , لان حبك اطيب من الخمر ..
لرائحة ادهانك الطيبة اسمك دهن مهراق ..
لذلك احبتك العذارى ..
اجذبني وراءك فنجري ..
ادخلني الملك الى حجاله ..
نبتهج ونفرح بك ..
نذكر حبك اكثر من الخمر , بالحق يحبونك ..
انا سوداء وجميلة يابنات اورشليم ..
كخيام قيدار..
كشقق سليمان ..الخ ..

يبدو طقس الحضور الجنسي متواصل ,والعلاقة فاعلة بين يهوا وبين شعبه المختار ( اسرائيل ),بين سليمان وبين محبوبته , حيث يمتزج اللاهوت بالناسوت , يمتزج الالهي بالجسدي .حيث يبرز الجنس كعلامة فارقة لهذا الاتحاد . ويبدو يهوا هنا اقرب الى الاله باخوس .
لكن في المسيحية تاخذ هذه الاحتفالات , احتفالات الخصب والنماء طابعا روحيا لاهوتيا بامتياز , غير جنساني بالمرة . فالمسيح هو جسد الكنيسة . اي جسد المؤمنين المتحدين معه بالايمان والشركة الروحية, وتناول القر بان المقدس , اشارة الى الاتحاد بجسد ودم المسيح في طقس القربان المقدس حيث يشير الخبز الى جسد المسيح والخمر او النبيذ او عصير العنب الى دم المسيح .

لذا يصور الرسول بولس في رسائله المسيح بانه العريس ,وان جماعة المؤمنين به , اي الكنيسة هي العروس .وهذه اللقطة تتكرر بعمق لاهوتي ورمزي اكبر في معجزة تحويل الماء الى خمر في عرس قانا الجليل في انجيل يوحنا.وشهادة يوحنا المعمدان له . حيث يبدو يسوع هو العريس المستتر وصاحب الدعوة الحقيقي الى حفلة العرس . وامه مريم كانت تهيء له مستلزمات حفلة العرس .

اما الماء المتحول الى خمر فهو يرمز الى الفرح الغامر وتجدد الحياة في صور صوفية روحية. وانتقال الاحتفالا ت الباخوسية الى احتفالات روحية خالصة .ان الاتحاد بالمسيح عن طريق تناول الماء المتحول الى خمر يمثل عهد النعمة المتجدد. فالخمر في الاجران لاينضب مهما غرفوا منه , اشارة الى وفرة النعمة .

مقالتنا (معجزة تحويل الماء الى خمر في عرس قانا الجليل ) والمنشورة على الرابط التالي :

المسيحية خرجت من رحم الغنوصية , بالامتزاج مع ديانات الاسرار وفكرة المسيح المخلص والفادي , والذي ينوب عن شعبه في حمل الخطيئة والتضحية من اجل الانسانية.فشعبه هو :
( اسرائيل الجديدة )المتصالحة مع باقي امم الارض ومع الاب السماوي ,الخالية من العنصرية ومن شهوات الجسد والاتحاد بالالوهة عن طريق تناول جسد المسيح الرمزي ( القربان ).

ان المسيح لم يتزوج قط وارتقى بروحه الى الاتحاد بالالوهة . وبقيت امه مريم طاهرة وعذراء وعفيفة .فالعفة والعذراوية علامتها الفارقة.اي بقيت بكرا , بحسب الاعتقاد المسيحي .والبكورة هنا تعادل القوة المحصنة والالوهة المتانسنة والتناسل خارج مفهوم الجنس و ( الوطء) في الاسلام .

لذا يقول احد الاباء :
( من المستحيل الاستسلام في آن واحد للمتع الجسدية واعراس الروح , فيجب التنازل عن اللذة لتتوافق مع الاله ,من اجل الدخول في الاتحاد الالهي )( كامبي :العشق الجنسي والمقدس ).
ومن هنا جاءت كلمة chaste التي تعني ( العفة )وهي تنشد هجران الجسد والسمو بروح الانسان الى الاتحاد مع الالوهة .

لقد كان الجنس حاضرا ,كقوة مخيال , كشهوة على الصعيد الخاص , لكنه كان غائبا في واقع الامر .
تقول احدى المتصوفات المسيحيات في حياتها اليومية :
(قلبي وشراييني وكل اعضائي انتفضت واضطر مت شهوة , كما حصل غالبا , شعرت بعنف وخوف متحققين , اذا بدا لي انني لم اقدم اشباعا لحبيبي وان هو ذاته لم يستجب لرغبتي ,سوف اموت من الحب الجنوني وانتهي ساخطة . ومن ثم رغبت بتملك حبيبي بكليته , بمعرفته وتذوقه في كل اجزائه..).

الجنس في التصوف المسيحي هو صور تخيلية. فالجسد والجنس يرتبطان في المسيحية بالاثم وبالخطيئة الاصلية .لذا كان الحب الصوفي محاولةلاستعادة التوازن النفسي .

تم الموضوع ..


مقالات ذات صلة :
مقالتنا (الجنس : ذلك الثقب الاسودالعملاق ج1) والمنشور على الرابط التالي :
 
أعلى