أيمن غريب قطب ناصر - سيكولوجية البغاء:الدوافع والآثار النفسية/الاجتماعية للبغاء على الفرد والمجتمع

مامعنى البغاء عند الرجال والنساء؟ وما هى شخصية البغى ؟ وما هو دور القواد أو الديوث فى ذلك؟ وما هى الدوافع النفسية والاجتماعية لممارسة البغاء؟وما آثارها النفسية والاجتماعية السلبية عليهما؟ وكيف تكون غواية البغى؟ وهل للبغى شخصية مضطربة؟ وما مدى ارتباط البغاء بالجريمة والانحراف؟….. إنها عينة من استفسارات عديدة مرتبطة بسيكولوجية البغاء وهو ما سنحاول أن نوضحه فى هذا المقال بغية التوعية والمعرفة العامة والثقافة النفسية والتحصين لدى الأفراد عامة وفئة الشباب من الجنسين على وجه الخصوص. بداية البغاء prostitutionهوانحراف جنسى مورس منذ بداية التاريخ حتى ليشار إليها بأنها أقدم مهنة فى التاريخ .وقد عرف عند اليونان والرومان والعرب فى الجاهلية وفى العصور التالية حتى العصور الحالية.وقد ارتبط بالاستعمار الغربى للبلاد العربية والاسلامية على وجه الخصوص ومنها الحملة الفرنسية وكذلك الاستعمار الانجليزى والفرنسى ومن ثم الامريكى للبلدان المختلفة . والبغى تؤجر وتقتضى أجرا على إشباع المتع الجنسية بأشكالها المختلفة للآخرينومنها بغاء مثلي الجنسيةأى إمرأة لإمرأة أخرى. وقد يحترف الرجال البغاء غيري الجنسية أى من الرجال للنساء حيث يبيع الرجل نفسه للنساء مثلما تفعل المرأة. و الرجل البغي هنا يضاجع النساء و يتعمد ألا يمني . و من بغاء الذكور ما يكون مثلي الجنسية و عادة ما يرتبط بأماكن بيع و ممارسة هذه المهنة مثل الشقق والأحياء و المواخير أو علب الليل و أماكن اللهو و ممارسة الرذيلة . و هي ليست مرتبطة بمستوى مهني أو اجتماعي معين وإنما تنتشر بنسب معينة وفقا لإختلاف الأحوال و المستوايات الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية .و هناك أماكن يلتحق بها عدد من الأولاد تحت الطلب call boys . و قد يكون للبغي الذكر السالب رفيق يهوى إليه كما قد يكون للبغي الأنثى رفيق . و البغي اللوطي لا يمني عادة و يسلك مع الزبون الذي يقوم أساسا ليوقع رجلا غيري الجنسية . و هناك بغاء للنساء السحاقيات أي للمرأة مع المرأة و لكنه ليس كثير الانتشار مثل الأنواع الأخرى و قد تفعله البغي إرضاء لزبونة مفاحشة . و البغاء أنواع و مستوايات فهناك العاهرة و هي البغي المرخص لها في بعض الدول التي تسمح بذلك في بيوت للدعارة أو هي التي تمتهن ذلك كمهنة ترتزق منها سرا . أما المومس فهي الفاجرة جهارا و هي من ماست و تبخترت و اختالت . و تعمل غالبا لدى قواد procurer يتولى تسويقها . و لها عدة وظائف في الحانات حيث تقدم الخمر و تسامر السكارى و لها عمولة على ما تغريهم به من شرب الخمر و تسمى في مصطلحهم لعوب الخمارة bar girl . و قد تتصيد زبائنها من الشوارع و تسمى سكاكة street walker. و هي أقل البغايا شأنا و لا تختار زبائنها ولا تدقق في السعر . و سلوكها ترصده شرطة الآداب . و المومس أعلاهن أجرا . و قد تختص بعض البغايا في المصابين بالأمراض النفسية كالسادية و الماسوشية و تتجنب بعضهن المباشرة .و قد تقتصر لعوب الخمارة على القول الفاحش . و قد تمني الزبون بعدة طرق باليد أو غير ذلك من طرق الإغراء و الاستعراء و قد تستعرض الجماع أو الإغواء و خلع الملابس بشهادة الحضور striptease . و امتهان البغاء مرتبط بدور الديوث و هو الرجل الذي يتزوج المرأة و يدفعها إلى ممارسة البغاء ليستفيد منها . وقد يدفعها إلى غواية الآخرين دون أي شعور بالغيرة . أو قد يكون مجرد مرتبط بها جنسيا و عاطفيا و يدفعها إلى فعل ذلك . و هناك ثقافة للبغاء . ففي الأحياء الفقيرة حيث تنتشر الجريمة و المخدرات و الفقر و ممارسة الرذيلة تكون البغي ممارسة علنية مع رفيقاتها و يتنافسن في إغواء الزبائن . أما إذا كانت من مناطق أرقى ماديا تنتقل إلى أماكن أخرى و تستمر عدة شهور للإحاطة بثقافة و ممارسات البغايا. ومن ثم تكون لنفسها صورة مختلفة عن صورتها القديمة و تغير إسمها و عاداتها و لغتها و تتوثق معرفتها بفنون البغايا و تقاليدهن و عاداتهن و افكارهن . أما دوافع ممارسة البغاء فمنها ما أشرت إليه من ارتباط ذلك بالاستعمار الغربي و الانحراف الجنسي و الدوافع المادية من فقر و انخفاض مستوى الوعي و الثقافة و التدني الاجتماعي . و منها انحراف الأزواج مثل ما نشاهده حاليا من دعوة بعضهم إلى الجنس الجماعي و تبادل الزوجات . و بعض دوافع البغاء شخصية ومنها ما هومرتبط بنواحي اجتماعية مثل التمزق الأسري أو الطلاق أو انخفاض المستوى المادي و ضعف أو انعدام الوازع الديني و الأخلاقي . و بعض الدوافع مرتبط بأسباب عضوية وظيفية فالكثيرات منهن مصابات بالفصام و اضطرابات الشخصية و بعضهن يندفعن للبغاء لإدمانهن الخمر و المخدرات و السجائر . فقد أظهرت بعض الدراسات شراهة البغايا و المومسات للسجائر. و عللت ذلك بأنه نوع من العشق السادي للقضيب أي الرغبة فيه مع القضاء عليه فتدوس عليه بقدميها بقسوة في ارتباط لاشعوري بذلك . و بالبغاء أيضا يحصلن على المال اللازم للكيف بأشكاله المختلفة . و هناك العديد من الأسباب الاجتماعية و الاقتصادية الأخرى المرتبطة بممارسة البغاء . و تتفاوت حظوظ البغايا بحسب ذكاء كل واحدة و دوافعها و قدراتها و مستواها الثقافي و الاجتماعي و صراعاتها . و لا ترفض البغي القيم الاجتماعية و الدينية و لكنها لا تعمل بها . و تعلل انحرافها بتأثير ظروفها الاجتماعية و الاقتصادية أو نشأتها في البغاء اصلا . والبغي مثل أي إمرأة تهفو إلى الحب و إلى أن تكون محبوبة . و قد يكون هذا أحد دوافعها للبحث عن ذلك أو الانتقام من صورة الرجال في صورة الأب الغليظ أو الزوج القاسي . و كلما زاد تورطها في دنيا البغاء يزيد شوقها إلى من يحبها بحق !! فتدور في دائرة مفرغة . وقد تجد الحب الزائف عند عشيق هو نفسه قوادها يشبع عندها الحاجة إلى الحب و يدفع عنها أذى الطامعين و يضفي عليها حمايته . و من الناحية الفسيولوجية و الوظيفية فإن البغي تتحكم في نفسها حيث تستطيع ألا تستجيب عند الجماع و من الممكن أن تبلغ الهزة في جماع عشيقها و قد تكون أسرع معه من كثير من النساء السويات مع أزواجهن . و قد يكون هذا من أسباب لجوء بعض المتزوجين إلى ذلك . ومن دوافع البغاء أن كثيرا من البغابا يعانين من العنة فهي لا تنفعل جنسيا على الحقيقة و من أجل ذلك قد تطلب معاودة الرجل لها و من الممكن أن تباشر أكثر من عشرين رجلا تباعا دون مشقة أو تعب !! و من دوافع البغاء أيضا كما أشرنا أن العديد من البغايا كانت لهن حياة عائلية مضطربة في طفولتهن و مشحونة بالكراهية مما يؤدي إلى العديد من الاضطرابات النفسية و الجنسية لديهن . و هذا ما قد يفسر أن الغالبية منهن يعانين من كراهية جنس الرجال و بالتالي يمارسن البغاء كتنفيس عن هذه الكراهية باستغلال الرجال جنسيا خاصة المتزوجين منهم . أما ارتباط البغاء بالجريمة فأمر معروف و منتشر . و ليس أدل على ذلك من المافيا و الجاسوسية و المخدرات و افتقار أو تدني القيم الاجتماعية و الأخلاقية و الدينية فنجد اعتمادهن على السماسرة و القوادين و المدمنين و على تجارة الجنس و الإغواء و المخدرات . و قد تكون أماكن ممارسة البغاء هي الأماكن المفضلة لدى عتاة المجرمين وقد تتورط كشريكة في الجرائم التي يرتكبها السماسرة و القوادين . و تعرف الشرطة ذلك و تستخدم البغايا للإبلاغ عنهم . ويقبل البعض من الشباب أو كبار السن على البغاء خاصة فى البلدان المفتوحة كرد فعل لمشاعر النقص والضعف الجنسى عكس ما قد يعتقده البعض من أنها إحدى مظاهر الفحولة ... وقد يكون ذلك كنوع من الرغبة فى التنويع وضعف المقاومة للإغراء ومنهم من يكونون زبائن دائمين للبغايا من أمثال المعاقين وكبار السن أو المنحرفين الذين لا تسمح لهم ظروفهم أن تكون لهم علاقات سوية بنساء محترمات. كما قد يقبل البعض نحو ذلك كرد فعل للقيود والشروط الشديده المرتبطة بالزواج أو بسبب الاضطربات النفسية وضعف الوعى والثقافة العامة وتدنى الوازع الدينى والخلقى خاصة مع سهولة الاستهواء والاغواء من خلال وسائل الاتصال الحديثة فى عالم اليوم مثل النت والهواتف الجوالة ... وغيرها . ويساعد على ذلك أيضا تواجدهم في أسر ومجتمعات تملؤها الصراعات والتفكك والكراهية والأحقاد فى عصر ازدادت فيه وطغت القيم المادية والثورات الجنسية وما ترتب عليه من قلق واكتئاب..ومشاعر للاغتراب . لقد اصبح الإنسان فى هذا العصر سلعة تباع وتشترى وساد استغلال الإنسان لأخيه الإنسان نتيجة عجز الشباب عن أن تكون لهم علاقات سوية طبيعية لها صفة الاستمرار . ومن عجب الأمور أن المجتمعات الغربية وتبعها فى ذلك الكثير من مجتمعاتنا الشرقية تبيح ممارسة ذلك بحجة الحرية والتنفيس.. بينما تزيد من القيود على الزواج وتعدد الزوجات وتفرض القوانين لتقييد شرع الله!! وهى لا ترى فى هذه الممارسات انتقاصا من آدمية المرأة وكرامتها ودورها فى الحياة!! .سيكولوجية البغاء:الدوافع والآثار النفسية /الاجتماعية
 
أعلى