منقول - منظومة النكاح

لا نزال في حرف النون والكلمة في هذه المنظومة كلمة النكاح والنكاح منظومة طويلة وهي أهم منظومة في هذه الحياة الدنيا كما أنها أهم منظومة في الحياة الآخرة في الحور العين. ومنظومة النكاح هذه لها مقدمة نقول بأنها من العبادات الجميلة: النكاح والوطء والجماع واللمس والمس والدخول والإفضاء والحرث هذه الكلمات القرآنية التي تدل على أن العملية الجنسية عبادة من العبادات الجميلة. العبادات ثلاثة أنواع هناك عبادات أصيلة هي الأركان أساسية الصوم والصلاة والحج والزكاة الخ وهناك عبادات جليلة كالجهاد وعفة اليد عن السرقة والمال الحرام وعفة اللسان عن الغيبة وعفة الفرج عن الزنا هذه الأمور الصعبة وهناك عبادات جميلة إكرام الضيف، حسن الخُلق، الكلمة الطيبة، كظم الغيظ، العفو عن الناس، السخاء، الكرم، ذِكر الله عز وجل، عبادات في غاية الجمال ومن هذه العبادات الجِماع الحلال. عندما تتزوج امرأة وتحدث بينكما مجامعة فهي عبادة جميلة والنبي صلى الله عليه وسلم قال فيها أجر عظيم قالوا: يا رسول الله أيضع أحدنا شهوته في فرج امرأته ويكون له فيها أجرٌ؟ قال: “أرأيتم إن وضعها في محرم أليس عليه وزرٌ؟ فهذه بهذه”. وفعلاً عندما يتزوج المسلم ثم يقوم بالعملية الجنسية مع زوجته فإنما يعبد الله بذلك عبادة لها أجرها ولها آثارها. وآثارها كما تعرفون كل هذا الكون هو أساسٌ لهذه العملية التي تحفظ المرأة في ذلك كل الفضل الذي نراه في أمتنا هذه بالذات من حيث أن الفضل في أن هذه الأمة متماسكة إلى هذا الحد نسبياً هو للمرأة لأنها لا تعرف غير زوجها فعفة المرأة هو الأساس في هذه الأمة. نتكلم عن هذه الكلمات التي جاء معظمها في الكتاب وجاءت اثنتان منها في السنة وهي كما قلنا الزواج الوطء النكاح الجماع الدخول اللمس المس الإفضاء الحرث ثم نكتشف أن كل كلمة من هذه الكلمات تشير إلى ناحية مهمة جداً في العملية الجنسية على الرجل والمرأة أن ينتبها إليها لكي يقوم الزواج أو تقوم الحياة الزوجية بدورها في عفة الرجل والمرأة وإذا كانت المرأة والزوجة عفيفين عف المجتمع كله وخاصة الزوج إذا صار عفيفاً فالكل عفيف “عفّوا تعفّ نساؤكم” كما قال عليه الصلاة والسلام. هذه الكلمات القرآنية كل واحدة منها تشير إلى جانب في العملية الجنسية يجب أداؤه وحينئذٍ تصبح الحياة الجنسية هي التي تحصّن الزوجين وبالتالي تحصّن الأُسر وبالتالي تحصّن المجتمع كله والكل يعلم ما من مجتمع في الدنيا كلها من آدم إلى أن تقوم الساعة محصنٌ من هذه الجريمة نسبياً كالمجتمع الإسلامي.

الزواج: كلمة تدل على خلاف العلاقة المحرّمة. الزواج هو نوع من أنواع النكاح أي أنه فقط يشير إلى أن هذا اللقاء بين الزوج والزوجة حلال ليس عهراً ولا دعارة ولا مومساً ولا غير ذلك وإنما هو الصيغة الوحيدة الحلال فإذا كانت العلاقة الجنسية من النوع الحلال أي بعقد وشاهدين على وفق ما جاء في الفقه الإسلامي فهذا يسمى زواجاً من حيث كونه حلالاً وكل علاقة محرمة لا تسمى حراماً إذا كان وطءاً بشبهة وإذا كان مخادنة وإذا كان زواجاً مؤقتاً وإذا كان زواج متعة وإذا الخ. كل زواجٍ، كل علاقة جنسية لا تسمى زواجاً فهي مُحرّمة. والزواج هو أن يلتقي رجل وامرأة على سنة الله ورسوله بعقدٍ، بموافقة الولي وشاهدين ويكون زواجاً دائماً ليس مؤقتاً هذه الصيغة الوحيدة التي تسمى زواجاً وما عدا ذلك له أسماء كثيرة وهي كلها محرمة هذه كلمة الزواج.

الوطء: لم تأتِ في القرآن الكريم بهذا المعنى الجنسي جاءت بمعنى آخر (وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ ﴿25﴾ الفتح) ولكن نحن نستعمل من هذه الكلمة الوطء جانب جنسي. كلمة الوطء نقول فلان يطأ امرأته أي أنها بلا حياء في الدين والرسول صلى الله عليه وسلم استعملها وليس منا من هو قريب من حياء النبي عليه الصلاة والسلام وهو ذو الخلق العظيم. الوطء يشير إلى الصيغة أو الوضعية التي يكون فيها الجماع الوضعية المثالية أن تكون الزوجة تحت الزوج والزوج فوق الزوجة يقول أهل الطب كما يقول الفقهاء هذه الوضعية تجعل الجنين صحيحاً من حيث حواسه في وجهه تكون عيناه سليمتين وسمعه وبصره هذا من مؤثرات أو من نتائج أو من آثار أن العملية الجنسية بين الزوجين تكون بطريقة أن الزوج فوق الزوجة والزوجة تحت الزوج كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل وكما نفعل جميعاً. حينئذٍ كلمة الوطء عندما جاءت في السُنّة “إن الرجل ليطأ امرأته” أي أنه في صيغة العملية الجنسية هي تحت وهو فوق هكذا هي كلمة الوطء.

النكاح: كلمة النكاح مأخوذة من نكحه الدواء إذا خمره وغلب عليه أي عندما تشرب دواءُ تصاب بخدر معين وبدأت تشفى وبدأت تحس بالشفاء شيئاً فشيئاً يقال نكحه الدواء هكذا أصل اللغة استعملت للدلالة على العملية الجنسية لأن فيها إشارة إلى أن تتوفر الشهوة الكاملة من الرجل والمرأة ولهذا إذا لم يكن كذلك فهو عبث يعني غلام عمره عشر سنوات زوجوه ما هذا الكلام؟ ليس هنالك شهوة هو يجوز وليس حراماً أن يتزوج شخص عمره عشر سنوات من طفلة عمرها عشر سنوات مثله لكن ليس هناك شهوة هذا يسمى زواجاً لكن لا يسمى نكاحاً فالنكاح أن يكون للطرفين شهوة عندما تؤدى يشعر كلٌ منهما بالخدر في جسده والارتخاء وشيء من اللذة الرائعة ثم بعد ذلك يشعر بالاكتفاء الجنسي الذي يجعله محصناً وفاضلاً وعفيف اليد والفم والفرج. ولذلك الأحكام الفقهية تختلف إذا كان دون البلوغ أو سن بعد البلوغ والقرآن الكريم معجزٌ في كلماته كل كلمة لها أحكامها الفقهية التي تتفرع عنه من حيث إثبات جريمة الزنا والخ.

الجماع: كلمة الجماع تعني أنه ينبغي أن تنتبهوا إلى أنه ينبغي أن يشترك الطرفان الزوج والزوجة فكلمة فلان جامع زوجته أي أنه ليس لوحده بل يشتركان في العملية ومن الآداب كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يُسرع هو قبل أن تنتهي هي عليه أن يلاحظ أنها يجب أن تنتهي وأن تحصد ما يحصده هو أما أن يكون سريعاً في إطفاء شهوته ويتركها دون أن تفعل ذلك فهذا ليس جماعاً هذا مجرد وطء وعليك أن تكون مجامعاً إذا أردت أن يكون هذا الجماع عبادة. نحن نتكلم عن الصيغة المثالية الصيغة التي إذا فعلها المؤمن والمؤمنة فإنهما يكتسبان أجراً من عبادة جميلة يحبها الله ورسوله يجب أن تكون على وفق هذه الكلمات وكل كلمة توفي جانباً من الجوانب. كلمة الجماع كلاهما يشتركان أحياناً تكون هي باردة أو العكس صحيح يجب أن يتفقا على طريقة أو أن يفهم كلٍ منهما الآخر بحيث ينتهيان معاً في آنٍ واحد وهذا سهلٌ ميسور إذا توفرت النية الحسنة وإذا توفر احترام كلٌ من الزوجين للآخر يسمى حينئذٍ جماعاً أما إذا هو انتهى وتركها هي بدون ذلك فهذا ليس جماعاً.

الدخول: كلمة الدخول (وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ ﴿23﴾ النساء) الدخول يشير إلى أول جماع عندما تتزوج امرأة أول عملية نكاح بينك وبينها أول عملية جنسية هذه تسمى دخولاً. أي كما قلنا وطء وعندنا زواج وعندنا جماع وعندنا نكاح هذا عام، كلمة دخول عندما نقول فلان دخل بفلانة أي أول مرة والباقي لا يهمنا هل دخلت بها؟ هل جامعتها ولو مرة واحدة؟ يسمى هذا دخولاً كما قال الدكتور نجيب يترتب عليه أحكام (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ ﴿237﴾ البقرة) أي قبل الدخول وبعد الدخول فحينئذٍ هذا يسمى دخولاً. فكلمة فلان دخل بزوجته المرة الأولى وعلى هذه المرة تترتب أحكام من حيث النفقة ومن حيث المهر هكذا هذا الدخول.

اللمس: كلمة اللمس يقول تعالى (أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا﴿43﴾ النساء) اللمس الجماع الذي تدعو الحاجة إليه فأنت مثلاً صار لك مدة عن زوجتك مسافر منقطع عنها فجئت وأنت في غاية الحاجة إلى هذه العملية الجنسية يسمى لمساً لماذا؟ لولا هذه الحاجة التي تدفعك إلى أن تجامع زوجتك وأنت ليس لديك ماء فإذا لم يكن لديك ماء كيف تغتسل بعد الجماع؟ كونك محتاج اللمسة. كلمة اللمسة في اللغة العربية الشيء الذي تحتاجه جداً تحتاجه وحاجة شديدة يسمى اللماسة من أجل هذا جاء هذا في معرض التيمم مثل ما قال الدكتور نجيب تستنبط من الأحكام أنك إذا أنت غير محتاج فأنت مع زوجتك والماء انقطع وأنت بالأمس جامعت زوجتك فاليوم الماء انقطع لا تجامع لأن ليس لديك ماء لكي تغتسل فلا يجوز أن تتيمم لأنك لست محتاجاً أو مضطراً فالتيمم ضرورة. فهذا اللمس الملامسة أي الجماع الذي يأتي نتيجة حاجة شديدة لغيبة أو ما شاكل ذلك لأمر ما كان يحتاج هذا. حينئذٍ من باب الرخصة أنه عندما ينتهي وليس لديه ماء يستطيع أن يتيمم هذا من فضل الله عز وجل ومن رخصه هذا اللمس.

المسّ: بعد اللمس يأتي المس كما قال تعالى (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ). المس عندما تمتنع الزوجة عنك أو أنت في الحقيقة ليس لديك قدرة على الجماع. معنى كلمة المسّ الجماع في حالة عدم التمكن منه بأية طريقة إما أن تكون أنت مريض أو هي مريضة أو زعلانة أو أنت ليس لديك قدرة المهم عند عدم التمكن منه يسمى مساً. هذا المس (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ ﴿237﴾ البقرة) بالله عليكم شخص متزوج وصار زفة ولم يدخل فيها ما هو المانع؟ ليس هناك إلا أن يكون قد مسّها مساً أي ليس لديه القدرة لم يستطع. لم يقل من قبل أن تلمسوهن ولم يقل من قبل أن تنكحوهن ولم يقل من قبل أن تدخلوا انظر إلى الدقة الإعجازية رب العالمين يقول أنه لا ينبغي لرجلٍ أن يتزوج واحدة ويعقد عليها ويدخل عليها ويعمل عرس وزفة ويمتنع هذا عيب هذا إخلال للمرأة وانتقاص لحقها واتهام لها فقط في حالة العجز منك أو منها فقد تكون مصابة بعقدة نفسية لا ترضى تحاول معها لا ترضى أو أنك أنت لم تستطع أن تفعل شيئاً حينئذٍ هذه لو طلقتها بعد ما يئستم من الحل ممكن انظر إلى الإيحاءات الأخلاقية العالية من كل كلمةٍ من كلمات القرآن (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ) هكذا كلمة المس ولهذا الحنفية حقيقة لما أدركوا أن كلمة الخلوة كما في قانون الأحوال الشخصية الإماراتي إذا شخص عمل عرس وزفة ودخل على المرأة ولم يستطيع أن يفعل شيئاً فلو أراد أن يطلقها يدفع مهراً كاملاً لأن الخلوة زواج، الخلوة عند بعض الفقهاء وعلى رأسهم الأحناف زواج وواقع الحال أن المرأة سلمت لك نفسها أنت الذي لم تستوفي حقك منها والخلوة في هذا الدين كما سوف أتكلم بعد قليل فظيعة واليوم في جريدة الخليج في هذا الصباح قرأت نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية تقول في المنطقة الخضراء في العراق في بغداد وهي المنطقة التي فيها قوات الاحتلال والدولة قيادة العراق كله الحكومة العراقية والقيادة العسكرية للتحالف امرأة- وقد سماها في الجريدة- أنها كانت تستجوب في الكونغرس تقول أن عشرين جندياً أمريكياً اغتصبوها عندما اختلوا فيها وتقول أنها تعرف 13 و 14 واحدة من المجندات يستدرجوها إلى خلوة ويغتصبوها إذاً الخلوة لها أخطار ولهذا قال صلى الله عليه وسلم “ما اختلى رجلُ بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما” ويأتيك شخص الآن ويقول لا هذا كان زمان كان في القديم الآن في عمل والخ هؤلاء الأمريكان ما يتهمونهم بأنهم لديهم جوع جنسي ما شاء الله على قفا من يشيل ولهذا الخلوة هي التي أوحت لهم بهذه الجرائم التي يحقق فيها الكونغرس الآن وهم أمريكان عندهم الجنس مشاع. الخلوة لخطورتها من أجل هذا الفقهاء قالوا الخلوة بالزوجة يوجب لها المهر كاملاً وإن لم يدخل بها دخولاً حقيقياً لأن الخلوة دخول معنوي وهذا يؤيده الطب وتؤيده الناحية النفسية وتؤيده الكلمة. عيب المسلمين لا أقول عيبه بل نقص العلم في بعض المفسرين منذ أن جاء القرآن إلى اليوم أنهم لم ينتبهوا إلى إعجاز الكلمة القرآنية وكل كلمة من هذه المترادفات كما أدركتم وسمعتم منذ أربع سنوات إلى الآن ونحن الآن في الحلقة الأربعمائة وما فوق كل منظومة تختلف كل كلمة عن الأخرى كما تشاهد الآن فكلمة اللمس غير كلمة المس، اللمس تعني الحاجة الشديدة للجماع فأنت قد تكون شبقاً قد تكون مسافراً إلى أن يأتي الماء فسمح لك أن تجامع زوجتك وتتيمم، انظر إلى كرم رب العالمين هنا (مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ) كان ممكناً يقول من قبل أن تلمسوهن، قبل قليل قال اللمس (أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ) لكن لا، هذه فيها إشارة أنك أنت اختليت فيها وامتنعت عن إما أنت أو هي المهم أصبح هنالك امتناع وعدم قدرة على النكاح حينئذٍ عليك أن تدفع المهر كاملاً. ومما أشار إليه بعض الفقهاء ضرورة العدة بعد الخلوة وإن ادّعيا عدم الدخول من باب الاحتياط. الخلوة في هذا الدين يعني أساس كل هذا الذي نقوله ما دام سمحت لك بأن تختلي بها فقد أسلمت نفسها لك أنت الذي لست فالحاً أو لأمرٍ منهما لم يحدث جماع أبداً ولهذا قال مسّ لم يقل لمس.

الإفضاء: الكلمة الأخرى الإفضاء (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴿21﴾ النساء) الخلوة كما قال الدكتور كلمة الإفضاء أي الخلوة دخلت في فضائها ودخلت في فضائك فالإفضاء هي الخلوة.

الحرث: أخيراً الحرث (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿223﴾ البقرة) أرضك تحرثها أنت كيف تحرثها تمسد عليها بيدك؟ لا بفأس وفأس قوية تغرس الفأس بالأرض حتى تقلب ظهرها على بطنها وبطنها على ظهرها فحرث الأرض أي قوة الضرب بقدر ما تضرب الأرض بقوة تعطيك ما تعطيك من إنتاجها لا تعطيك الأرض إلا إذا ضربتها بقوة. لماذا رب العالمين قال (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) هذه الكلمة إشارتها أن عليك أن تكون في الجماع قوياً، قوياً لست رعديداً ولا خائفاً ولا ضعيفاً جنسياً وإذا كنت كذلك فعليك أن تعالج نفسك لكي تكون زوجاً مثالياً ولكي يأتي النسل قوياً ولكي تكون أنت مرضياً لزوجتك تحبك وتقبل عليك ولكي تحصنها وتعفها يجب أن تكون أنت قوياً في المعاشرة الجنسية وبالتالي هذا يتفرع عنه أن رعاية الطاقة الجنسية واجبٌ ومطلوبٌ كرعايتك لكل طاقاتك أنت تراعي وتنمي الطاقات العقلية بالدراسة والفهم وطاقاتك الرياضية بالرياضة والتمرين وهكذا كل شيء بالتمرين والقوة والطب. أهم الأشياء التي عليك أن تديمها قضية الطاقة الجنسية لا تشرب مخدرات، لا تقلق كثيراً، لا تكن مهموماً كثيراً، لا تعبث بنفسك، إياك وأن تفرِّغ هذه الطاقة في المحرّمات لأنها تأكلها. كل إنسان كما أن له أنفاساً محدودة رب العالمين من ساعة ما يأتي الطفل إلى أن يموت كتب له مائة مليون تريليون نَفَس كل ما يتنفس نفس تنقص كذلك السنين أنت عمرك عند الله سبعين سنة كلما تقضي سنة تنقص عندك في طاقة تكوينك في قوانين تكوينك الجسماني أنت عندك أربعمائة، خمسة ألاف، عشرة ألاف حالة لقاء جنسي كلما قمت بواحد نقصت الطاقة إلى أن تنضب. ثبت طبياً أن العلاقات المحرمة الزنا وتوابعه وأنواعه وفصيلته كل مرة تعادل عشر مرات زواج الزواج الطاهر النقي قضية صحية تملأك صحة وقوة وعنفواناً وفتوة في حين المحرمات لأن بصراحة الحرام ألذّ من الحلال هذا معروف أن كل محجوب مرغوب فالحرام ألذّ كما قال أحد الشعراء وقد كان أعمى وداعبته امرأته وظن أنها امرأة من الشارع فجامعها فتبين أنها زوجته فقال والله ما أخبثك حلالاً وأطيبك حراماً. أي الزنا لذيذ ولهذا يستفرغ طاقتك بالكامل من هنا تعتبر جريمة الزنا مزدوجة الآثار حرام عند الله عز وجل وإسقاطٌ لطاقتك وكثير من الناس تشكو زوجته ضعفه الجنسي لشدة ما أفرغها في المحرّمات قبل الزواج. وحينئذٍ كلمة الحرث (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) رب العالمين لم يقل لمس ولم يقل جماع ولم يقل وطء ولم يقل نكاح بل قال حرث هذه كلمة تضيف ناحية أخرى من النواحي التي ينبغي على الرجل والمرأة أن يراعياها وهي قوة الرجل الجنسية وقوة الرجل الجنسية. الطب تحدث في هذا كلاماً في غاية العجب والإطناب والروعة كيف تقويه كما تقوي نظرك كما تقوي عضلاتك كما تقوي عقلك قوي الناحية الجنسية وهي أهم من ذلك كله هذه الناحية هي التي تحفظ الود بينكما وهي التي تحصن الزوجة وهي التي تحصنك وهي التي تجعلك كبيراً في عين زوجتك قطعاً الرجل الضعيف أو المعدوم يكون صغيراً جداً جداً عند زوجته بل لا تبالي فيه بل لا تحترمه بل لا تحسب له حساباً ما هذا الزواج؟ لو طلقها أفضل له ولهذا فعلاً الذي لا جنس له عليه أن يطلِّق وهذا من أحكام الشرع أيضاً. إذاً كلمة الحرث وهي آخر الكلمات في هذه المنظومة تعني أن يكون الزوج قوياً كما تحرث الأرض بفأسٍ قوية وتأتي الأرض وتأتي الثمار قوية ثابت طبياً أن قوة الذرية وصحة الذرية بقدر ما في الغارس بالفلاح بالحارث الذي يحرث الأرض من قوة وجلدٍ وصبرٍ وخبرة. هكذا هي هذه المنظومة التي جاءت في كتاب الله عز وجل وكلمتان منها جاءت في السنة النبوية إكمالاً للموضوع. إذاً هكذا هي العبادة الجميلة وهي عبادةٌ أنت تضع شهوتك في زوجتك وعلى قدر إكمالك لهذه المتطلبات يكون أجرُك. فرق كبير بين زوجٍ ينتظر زوجته إلى أن تنتهي قبل أن ينتهي هو من حيث الأجر وبين من ينتهي ويقوم وهو غير سائل فيها، فرق كبير بالأجر. وهكذا كل هذه الكلمات ينبغي على الزوجين أن يعلما أن الصيغة المثالية لكي يكون الأجر كاملاً والزواج سعيداً والأسرة مستقرة لا بد من اجتماعها معاً.

سؤال: هل تأتي كلمة الإتيان من ضمن المنظومة في الآية (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ)؟ الإجابة: فيها نظر واردة فالحرث موضع والإتيان هو الفعل وهناك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول “لا تأتوا النساء كذا” و “إذا أتى أحدكم أهله فليُسمِّ الله” فالحرث للموضع والإتيان للفعل فالكلمة تدخل ضمن المنظومة.

إذاً هكذا هي هذه المنظومة نتكلم عن بعض ما جاء فيها وبعض ما جاء في السنة وفي الكتاب وعن بعض شروط الزواج وهذه العملية الجنسية وآدابها وآثارها. طبعاً هناك أمور معروفة من ضمنها أولاً وجوب الغُسل بعد الجماع ثبت طبياً أن العملية الجنسية عندما يفرغ الزوجان منها تسبب في المسامات انسداداً معيناً بسبب الإفرازات الشديدة المهم الكلام في هذا الباب يطول له ولها الغسل هو الذي يدفع ذلك ولهذا لما يقول النبي صلى الله عليه وسلم إذا اثنان زوج وزوجة بعد العملية نعسوا أو صعب عليه يسبح بسبب البرد أو ما شاكل ذلك يقول فليتوضأ معناها أن الماء بعد العملية الجنسية للأعضاء للوجه لليدين للرجلين للرأس للأذنين ضرورة إن لم تكن قادراً أو تكاسلت عن الغُسل الكامل. المهم الغسل أو الوضوء من ضرورات الانتهاء من العملية الجنسية وقال صلى الله عليه وسلم “ذلك أنشط للعود” معنى ذلك أن العود مطلوب في هذا الأمر فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو الإنسان الكامل يقول أنت لازم تديم نفسك أنت لا تريد أن تبذر هذا تبذير هائل “أنشط للعود” يعني يحثنا بهذا الحديث على أن تحسب حساب الاستمرار والديمومة وهذا علم وباب كبير باب كيف تديم نفسك. نحن نعرف آباءنا بالتسعين أنجبوا وما شكت منهم النساء ضعفاً حتى ماتوا وهم فوق التسعين لماذا؟ كانوا عفيفين لا في مخدرات ولا خمر ولا حشيش ولا أفيون ولا هم ولا غم وكانوا رجال أصحاب صبر يصبرون على المشاكل إحنا هذا الجيل جيل رخو يغرق في شبر ماء والله يا أخي نسأل بالتلفون من كل أنحاء العالم العربي شباب بالثلاثين ينضب ولهذا لا بد من إعادة النظر في كل ذلك.

سؤال: زوجتي كبيره بالعمر فهنالك فرق في العمر ولا أحس أن هنالك تجانساً بيننا وخاصة في عملية الجماع فهل يطولني إثم؟ الإجابة: إذا كانت تحتاج الجماع فعليك أن توفي ذلك هذا من حقها كما قال سيدنا عمر أنه من حق الزوجة أن تأتيها في كل أربعة أيام مرة هذا أقل تقدير لا يجوز لك أن تمر أربعة أيام إلا وتأتي زوجتك مرة قياساً على قوله قال لو أن لك أربع نساء اجعلها إحدى نسائك وإذا بلغ الأمر أنك أربع شهور لم تأت هذه المرأة فلها الحق أن تطلب الطلاق بل إن بعض الفقهاء قالوا لها الحق أن تطلِّق نفسها حتى لو لم يطلقها زوجها فهي أربع شهور وهي تطلب منك هذا أما إذا لم تكن تطلب فقد أعفتك من ذلك.

سؤال: هل يجوز للزوجة مثلاً أن تتلفظ بكلمات تثير الزوج في الفراش؟ الإجابة: هذه قضية مزاجية كل زوج له مزاج هذه الإسلام تركها للزوجين يفعلان ما يشاءان قال تعالى (وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ) أعطاها فضاء هنالك رجال وقورون، دعك من هؤلاء النبي صلى الله عليه وسل كان في الجماع وطبعاً هذا كله تشريع النبي صلى الله عليه وسلم لماذا أخبر الناس وزوجاته أخبروا الناس؟ لكي نتعلم كما تفضلتي أنت بعض نسائه كانت تتحرك حركات جنسية بلا شعور أثارها فالنبي كان يقول لها اهدئي فالنبي صلى الله عليه وسلم كان من مزاجه وهو سيد الخلق وذو الخلق العظيم كان يحب أن الجماع في غاية الوقار وقال لا تنكشفوا “لا تنكشفوا انكشاف العير” فنحن لسنا بحيوانات بل يجب أن تكونوا مغطين وبوقار وتسمي بالله عز وجل أي في غاية الوقار هذا مزاج النبي صلى الله عليه وسلم ومن أراد أن يتشبه به فليتشبه. ولكن أتى شخص إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله أنا عندما آتي زوجتي والله نقول كلاماً أنا وإياها نقول كلاماً بعد أن ننتهي نستحي منه فساعة الجماع نقول كلاماً جنسياً ولكن عندما ننتهي نستحي من الكلام الذي قلناه فابتسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال “أفحشته اللذة”. انظر إلى هذا الدين العملي الواقعي فلم يغضب بل قال له هذا مزاجه افعلا ما تشاءان وهذا الذي قمتم به شدة اللذة أفحشت الكلام، إذاً يجوز. المحرمات معروفة واحد واثنين وما عدا هذا لو تقرأين كتب الفقه لعلمت أن هذا الدين لا يضطرك بأن تسمعي فلان وعلان من الغربيين والله إن فقهاءنا شرحوا لنا كل شيء وهذا الدين بكتابه وسنته وفقهائه لم يتركوا لنا شيئاً لكن نحن لدينا حياء مصطنع فأذكر في إحدى الحلقات عندما تكلمنا في سما دبي عن الناحية الجنسية مص الذكر ومص الفرج تكلم أحد الأشخاص وقال شيخ أحمد هذه ما تقال فقلت له الفقهاء كلهم قالوها في كتبهم هل أنت أكثر حياء من البخاري ومن الإمام أحمد ومن القرطبي ومن العربي والخ؟ علماؤنا كل واحد لو جلست معه لأغضيت من هيبته فلا تضحكوا على أنفسكم وبالتالي ما دمت تستلذين أو هو يستلذ بهذا الكلام وانظري نحن قلنا كلمة اللمس هو الجماع إذا كان فيه مداعبة والله تعالى قال (وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ) المداعبات من مكملات العبادة الجميلة هذه قال له “هلاّ بكراً فتداعبها، هلاّ بكراً فتلاعبها”. إذاً إفعلي ما تشائين ما لم يكن هناك نصٌ قاطعٌ على أن هذا الفعل حرام.

سؤال: أريد أن أسأل عن الجماع الذي يصير في المنام؟ وهل يجب التطهر منه؟ والسؤال الثاني عن العادة السرية؟ الإجابة: هذا من فضل الله هذا جائز هذا استحلام والاستحلام من فضل الله من قوانين هذا الإنسان وللأعزب والذي ليس لديه زوجة والخ هذا من فضل الله إفراغ أما بالنسبة للتطهر يكون للرجل إذا أمنى والمرأة ليس عليها المرأة لا تستحم لكن الرجل إذا أصبح الصباح وفيه مني فعليه أن يستحم طبعاً أما المرأة ليس عليها وحتى في رمضان ليس عليها شيء وحتى الرجل في رمضان ليس عليه شيء إذا كان نائماً واستحلم هذا ليس بيده فهو ليس مسؤولاً. أما عن العادة السرية يقول الفقهاء وبعض الفقهاء أباحوها عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس أباحوها قالوا (ما هي إلا أن يفرك الرجل ذكره فيمني) لماذا طولتوها وناس قالوا إنها حرام؟ الذين قالوا حرام قالوا لكن يجوز إذا كانت تدفع الزنا فهي جائز من حيث دفع الضرر الأعم بالضرر الأخص. إذا كان هناك شخص في مكان ما أو في أوروبا ودخلت عليه امرأة، شخص في أوروبا في أمكان أخرى حتى في بعض العواصم العربية تدخل عليه امرأة فإذا كان أوشك أن يضعف فليستعمل هذا الشيء.

إذاً فإكرام الزوجة من العبادات “خياركم خياركم لنسائهم” بالله عليك لو خيّرت امرأة بين أن تعطيها مائة ألف درهم وبين أن تحسن أداء العملية الجنسية معها لاختارت هذه “خياركم خياركم لنسائهم” “ما أكرم النساء إلا كريم” والنبي صلى الله عليه وسلم حثّ الأزواج بأحاديث عديدة على حسن الأداء في العملية الجنسية حتى لا تضطرها إلى شيءٍ آخر وحتى تكتمل السعادة. وقلنا أن بعض الكلمات التي قلناها قبل قليل تعني أن يشترك الزوجان في هذه العملية كلمة الجماع تعني أن الزوج والزوجة كلٌ منهما يحصد اللذة كاملة وعلى الثاني أن يراعي ذلك. ويقول ابن القيم في كتابه الفوائد تأكيداً لما تفضلت يقول أن النكاح الذي يفضي إلى الجماع أفضل من التفرغ لعبادة بدليل أن سيدنا شعيب عندما خيّر سيدنا موسى عليه السلام أن يخدمه ثمان سنين فأتمها بعشر، كم من عبادة كان سيؤديها في هذه الفترة؟ لو كانت النوافل أفضل لقال لا إن هذا العمل وهذا المهر سيشغلني عن أداء العبادات ولكنه فضل هذا على ذاك لأنها سُنة الأنبياء.

طبعاً الكلام في العملية الجنسية وآدابها كثير جداً جداً في هذا الدين أولاً الامتناع عن الحائض ومن فعل ذلك فعليه أن يتصدق وأن يتوب وأن يعتزل هذا. ومراعاة الظروف النفسية للزوجة أي عليك أن تعرف أن لها حقاً كما لك حق من حيث الزينة أن تتزين لها فلا يصح أن تتزين هي فقط وتأتيها أنت بعرقك ووسخك كما يقول سيدنا حمزة (إني لأتزين لزوجتي كما تتزين لي) لأن هذا جماع وقلنا الجماع يعني لقطة الكلمة أن كلا الطرفين يستمتعان بالسوية وكلا الطرفين له الحق الكامل كما للآخر تماماً.

سؤال: أنا وزوجي بيننا هجرة كبيرة تقريباً سنوات فهل بيننا طلاق؟ الإجابة: لا هذا إذا أنت طلبتيه إذا أربع شهور يمتنع الرجل عن زوجته لها الحق أن ترفع الدعوى عند القضاء وتطلق وإذا لم يكن هنالك حاكم مثلاً، بدو، أناس بعيدون عن المدينة لا يوجد هناك قاضي له الحق أن تقول (يا فلان طلقت نفسي منك) وتصبح طالق إذا كان السبب أربع شهور ما يقبل أن يأتيها ويمتنع ويرفض أن يأتيها نهائياً (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ﴿226﴾ البقرة) فحينئذٍ لها الحق أن تطلقه لكن إذا لم تطلبي أنت الطلاق حتى لو بقيتي مائة سنة فأنت صابرة ومحتسبة لوجه الله وهذا عمل عظيم تفعله الزوجة إلا إذا تعرضت للفتنة حينئذٍ عليها أن تتصرف.

سؤال: أنا لدي قدرة في الجماع ومن هذا الشيء صار لدي حالة أنني قمت أكثر من غسل الجنابة فأصبح لدي وسواس وبسبب هذا تعبت حالتي النفسية وصرت أضيق حتى من الجماع وأكرهه؟ الإجابة: إذا كان لديك وسواس اجعل زوجتك تحممك وتسبحك وتقول لك: أنا بذمتي أسبغت الماء على كل جسدك.

طبعاً مما ينبغي مراعاته إياكم أن تظهر علامات ذلك أمام الأولاد كأن تتزين الزوجة وتضع الماكياج وتدخل على الزوج لا ينبغي أن يكون ذلك لا ينبغي أن يشعر من في البيت- هذا من أدب الإسلام- لا ينبغي أن يشعر أحد لا الأطفال ولا الكبار ولا الصغار ولا الخدم أن بين الزوجين شيء وإنما تتم الزينة وما شاكل ذلك في غرفة مغلقة وبعد أن ينتهيا يخرجان وكأن شيئاً لم يحدث وحينئذٍ هذه قضية لها أبعادها المحظورة. من ضمن ما ينبغي أن يتبعه الزوجان في عملية الجماع حقيقة مسألة العدل بين الزوجتين إذا كان لديه زوجتين طبيعيتين أي الزوجتان تحتاجان هناك كما فعل مع النبي صلى الله عليه وسلم امرأة تتنازل عن يومها كما فعلت بعض نساء النبي فالزوجة قالت أنا لا أحتاج كما قال أحد الإخوان زوجته كبيرة في السن هي لا تريد لكن إذا كانت كلٌ منهما تريد ذلك فينبغي العدل بين الزوجتين. طبعاً الإحصان وغض البصر والاكتفاء كل هذا راجعُ إلى مدى إتقان الزوجين لهذه العملية من جميع جوانبها يعني لا ينبغي أن تكون كأنها روتين ينبغي أن يكون الزوجان كأنهما عريسان جديدان فلتكن في الأسبوع مرة أو مرتين ولكن يحتفى بهذه العملية من الزوجين كما لو كانوا في أول ليلة الدخلة أما أن تتحول إلى عادة حتى أصبحت بلا احترام ولا رومانسية ولا استعداد لا من غسل ولا من اغتسال ولا من ملابس خاصة ولا من عطر فهذه تقلل من أهميتها حتى تصبح وكأنها روتين لا قيمة له.

سؤال: تكلمتم عن عملية التقوية الجنسية هل هذا موجود في الشرع أو مكتوب في السنة كيف تكون التقوية الجنسية؟ الإجابة: لا هذا في الطب فالطب الآن في هذا الزمان عني عناية كبيرة بهذه الناحية وتفنن الأطباء في تقوية الناحية الجنسية سواء كان بالرياضة أو بالإيحاءات النفسية أو بالأدوات أو بالأدوية فهذا باب واسع ولذلك ما بقي لأحدٍ عذر إذا لم يحصن زوجته وإذا كان ما نفع إذاً هذا دخل في حالة ثانية.

سؤال: الشيخ حينما يقول مثل هذا الكلام كما قال حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “في بضع أحدكم صدقة” هل معنى أن الإسلام يشجع على الجنس يجعل الرجل همه الأول والأخير بدليل كثرة تخبط شباب المسلمين والزيجات والأبناء المشتتين شمال الجزيرة وشرق آسيا وفي كل مكان، طيب لماذا لا يحجَّم الجنس؟ ألا يكون أفضل وقد حجّم الرسول صلى الله عليه وسلم من ناحية الأكل والشرب حين قال “ثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلثٌ لنفسك وما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه” وقوله تعالى (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴿28﴾ الكهف) لماذا نشجع الجنس؟ الإجابة: (لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴿21﴾الأحزاب) النبي صلى الله عليه وسلم عنده 11 زوجة وكان كل يوم في بيت لكن يا بنت هذه قضية ليس لها قانون هناك من النساء من لا تريد ذلك وهناك من تكتفي ببعضه وهناك من الرجال كذلك نحن نقول افعلا ما هو في مصلحتكما ما هي الحاجة؟ فالجنس حاجة من الحاجات كالطعام والشراب كما قلت شهوة وشهية ليس هنالك إنسان يأكل وهو شبعان وليس هنالك إنسان يجوع ولا يأكل وحينئذٍ إذا كان الأمر كذلك مع الشهية فليكن مع الشهوة أي أقول لا ينبغي أن تهمل إهمالاً يستبد بها الزوج على حساب الزوجة. ثم نقول أيضاً وهذا واقع لا ينكر واتركي الفلسفات والإنشائيات كلما كان الزوجان ناجحين في العملية الجنسية فزواجهما ناجحٌ بالمودة والمحبة وهذه قضية لا ينكرها أحد. إذا قضية بهذه الأهمية تتأثر الحياة الزوجية بها سلباً وإيجاباً والله ينبغي العناية بها كما أمرنا النبي عليه الصلاة والسلام وكما قال الدكتور نجيب استنباطاً من قصة سيدنا شعيب وموسى. نسمع في بعض الأخبار الآن هؤلاء الأغبياء أو لنقول المسخرين أو الانتحاريين الذين يدخلون إلى المساجد فيقتلون الناس فالآن في العراق في باكستان في أفغانستان شخص مجنون أو خبل أو استُغفِل يدخل إلى مسجد يفجر نفسه في جميع المصلين ويصرخ الله أكبر قبل أيام في الفلوجة شخص دخل على مصلين إمام وخطيب اسمه عبد الستار الجبيلي شيخ جليل مع أولاده وعائلته و200 من المصلين حصدهم وانتهى وفي باكستان نفس الشيء خمسين شخص قتلوا ما هذا الخبل الذي يجري؟ والله إن هذا الدين أوضح من ذلك والإسلام حرّم قتل الأبرياء إذا كانوا غير مسلمين في حالة الحرب، يا سيدي الأمر لم يعد قضية حلال وحرام قضية هذه الأمة اخترقت اختراقاً بشعاً ويغرر بهؤلاء نعوذ بالله.

بعد البرنامج أضافت الأخوات المشاهدات بعض الكلمات في منظومة النكاح وهي: المباشرة (وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ (187) البقرة) والرفث ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ (187) البقرة) والتغشّي (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ (189) الأعراف).

.
 
أعلى