حامد المجمعي - الإيروتيكية و الإيروسية” في الأدب العربي..

كثيرا ما حاولت أن أفهم ماكُتب من الأدب العربي ،بطريق الإبتذال الشهواني ، في أغلب القصص والرواية والشعر العربي … فوجدت أن أكثرهم قد أساء للقيم الإنسانية مع الأسف الشديد .وجلهم ممن يحملون هوية العروبة والإنتماء إليها. وهنا كانت مأساة إفساد العقل العربي وتمرده والركض خلف ملذاته التي جعلت منه حيوانا يصطاد فريسته والإيقاع بها تبعا لرغباته …وهذا ما يسمى” بالايروتيكية” و التي تعني الإثارة والشهوة في إستخدام اللغة وتوضيفها لغرض إفساد الروح وقيمها الأخلاقية النبيلة.. وتارة يأخذنا الى “الايروسية “وهي أدب ترفيهي مكشوف وميثولوجيا إغريقية.”. إِلَهُ الرغبة والحب لديهم… وبما أن النصوص الملتزمه والجادة تبتعد عن حالة ركاكة الفكر بعيدا عن هذه الرغبات ..تجد أن أغلب الأدباء، إنحدروا إلى العزوف عنها بحجة الحرية الأدبية والتجرأ على الأخلاق والإنزلاق إلى إنحدار الأدب، الذي إمتهن المرأة بحجة الدعوة لتحررها..بعد أن نقد ظواهرالإلتزام الخلقي. وأول من تجرأ فيه هو “الزهاوي والرصافي” رغم انهما لهما ثقلهما في الادب العربي ..و”إحسان عبد القدوس وغادة السمان” ،من خلال الطعن والإلحاد في نصوصهم الشعرية دون تورع ، و هلل السذج أشباه المثقفين وراحوا يتغنون بأمجاد هؤلاء، كمفكرين للثقافة العربية،وإستمرت الإشكالية والهيمنة الغربية تفتك في بعقلية المثقف العربي بصور حروب باردة ممنهجة. فهم سعوا بلا هوادة لتحليل وتفسيخ القيم الإنسانية وتسطيح الثقافة العربية..والقارئ لرواية “منتهى الحب” لإحسان عبد القدوس يرى كم هو التجاوز والعري فيها والعبارات الخادشة للأسرة العربية الملتزمة.. ولو قرأنا كتاب الجنس في أدب غادة السمان ،لوجدنا ماهو الإنحطاط الفكري التي تبجحت به.. تلك الأديبة التي روج لها في حقبة ،أُريد منها إشاعة الإنحطاط في جسد المرأة..و أُرِيدَ لها أن تترك قيمها وعذريتها لتتبع رغباتها .. ولم يكتفوا بهذا بل صرفت ملاين الدولارات لتعري المرأة في السيمنا العربية، وإبراز مفاتنها وتعليم الشباب كيفية التصرف معها بصورة العري…. وما يعتريني الألم عندما يدعو المثقف العربي إلى أن يتحول الإنسان إلى بهيمة دون عقل يفكر به… وهذا مادعا إليه- علاء الاسواني- في عمارة يعقوبيان وتوضيف الجنس كشيء أساسي.. حتى برزت فيه شهوة الرجل للرجل ..ولم يتوقف الحد عند الرجال في الأدب فحسب، بل تجد الجنس في أدب النساء أيضا..أكثر أحيانا..عند تقرأ الى أحلام مستغانمي في رواية-ذاكرة الجسد-و غيرها ..و كذلك في رواية -بنات الرياض-للسعودية “رجاء الصانع” و نساء عند خط الإستواء-للسعودية”زينب حنفي”..و الكثير من الأعمال الأدبية التي لا تعد من الروايات ..لأنها عزفت على الرغبة و ركزت عليها ،و جعلتها أساسا في وجود الإنسان،..و كأن الإنسان خلق ليتناكح ..و لا يتفكر بهذا الخلق العظيم.تاركين وراءهم الإنهزام الإنساني في رسالتهم المنحطة.
ترى هل يستحق هذا الأدب الترويج له من أجل تخريب الخلق و الأخلاق العربية؟و تسخير الإعلام لهامن أجل دعمها؟خدمة لطموحات مشبوهه ،تحاول تشتيت الفكر الذي آمن به المجتمع العربي،بحجة التحرر؟
هنا يجب أن نقول”ما إن فكرت الأمة بفروجها حتى أصبحت تنكح عقولها و تتلاقح و منها حبلت بالتطرف ،الذي ذبحنا و إتهمنا بالكفر…و هذا ما وصلنا إليه بحجة التحرر.
 
أعلى