منقول - المرأة في الامثال الشعبية الفلسطينية

الفصل الأول : الملامح الاجتماعية.
· معايير اختيار الزوجة.
· الحماة والكنة والسلفة.
· تعدد الزوجات.
· كيد النساء.

معايير اختيار الزوجة :
إن وجود المرأة في البيت أمر ضروري لا غنى عنه مهما كانت هذه المرأة (لو كانت أيدها بتسخم الحيط اسمها مره في البيت). أما بالنسبة للبنت فالاهتمام بزواجها أمر ملح أكثر من الاهتمام بزواج الولد. ويعود ذلك إلى الحفاظ على الشرف والعرض إذ من العار أن تحب (البنت يا جيزتها يا جنازتها)، (دور لبنتك قبل ما تدور لبنك) (1).
وأمر الزواج في الغالب يقرره الأهل وقلما يكون للشاب أو الشابة دور فيه. فأهل العريس هم الذين يقررون الوقت الذي يسمحون فيه للابن بالزواج ويرغبون أن يتم الزواج في حياتهم لأنهم في شوق لرؤية أحفادهم (ما أعز من الولد إلا ولد الولد).
وعند اختيار العروس يراعي أهل العريس عدة أمور تضمن لابنهم حياة سعيدة منها (2) :
1) تفضيل الأقارب : وذلك حفاظا على الترابط العائلي فضلا على أن العروس إذا كانت من الأقارب فانها ستتحمل وطأة حمويها
1) الأمثال الشعبية الفلسطينية : عائد أبو فرده، ص106، ج/1، ط/1-1995، عمان.
2) المجتمع والتراث في فلسطين -قرية البصة : يوسف حداد، ص67 وما بعدها، ط/2 - 1987، دار الأسوار - عكا.
وتفهمها عدا عن أن القريب أولى بقريبته من الغريب (ابن العم بطيح عن الفرس)، (ما بحن على العود إلا قشره)، (عليك بالدرب ولو دارت وبنت العم ولو بارت)، (إللي بتحراها ابن عمها بتحرم على الغريب)، (بنت العم بتصبر على الجفا أما الغريبة بدها تدليل). (1)
ولكن في المقابل نرى أمثالا لا تنصح الرجل بالزواج من الأقارب كما في المثل (خذ من الزرايب ولا تأخذ من القرايب).
2) مكانة أهل العروس الاجتماعية : يراعي أهل العريس- وخاصة والده - اختيار فتاة بنت حسب ونسب وأصل (ما بجيد الوحده الا أصلها)، (خذ الأصايل ولا تهاب الفصايل، لأنهن هزايل لا ترخصوا الأثمان) (2).
3) الغنى والثروة : يفضل أهل العريس اختيار الفتاة الغنية لضمان مستقبل ابنهم حتى لو كانت غير جميلة فالمهم عندهم ثروتها (بنت الغني غنية وبنت الفقير فقيرة). ولكن في المقابل تحذر الأمثال من الغنى فتقول : (يا ماخذ القرد على ماله بروح المال وبيظل القرد على حاله) (3).
1) الأمثال الشعبية الفلسطينية : ص83.
2) أي تزوجوا بنات الأصل ولا تناقشوا أهلها في غلاء المهور حتى لو كانت البنت ضعيفة هزيلة.
3) دورا وقراها : الرحالة وليد العمايرة، ص48، ط/1 -1994.
4) الجَمـــال : اهتمت بعض النساء بالجمال المادي، واهتمت أخريات بالجمال المعنوي، أما الأم فاهتمت بالجمال الطبيعي وسعت جاهدة للوصول إليه ظناً منها أن فيه سعادة لابنها فتنطلق للبحث عنه، يقودها المثل الشعبي القائل : (خذ الحلو واقعد قباله، وان جعت شاهد جماله) (1).
وتفضل الأم الفتاه البيضاء فتقول (خذ البيض ولو كانت مجنونة). وهذا دفع الفتاه بأن تتمنى أن تكون بيضاء ولو على حساب تضحيتها بأشياء أخرى فتقول مثلها : (يا ريتني بيضه والي بربور والبياض عند الرجال مقبول).
ويقدم المثل الشعبي الفلسطيني نصيحة للعريس حاثا على اختيار الفتاة ضامرة الخصر للزواج فيقول : (إن كنت عايز قصب مص مصة من الوسط، إن كنت عايز تخطب اخطب الرفيعة من الوسط).
أما الجمال المعنوي ففضلته كثيرات لأنه يتركز في العقل، (العقل زينة واللي بلاه حزينة). (2)، (لا يغرك طولها ولا بياض غدفتها، الطول طول النخلة والعقل فايتها).(3)
1) قالوا في المثل : عيس عطا الله، ص153، ط /2-1995، منشورات وزارة الثقافة -عمان- الأردن.
2) ملامح الشخصية الفلسطينية في أمثالها الشعبية : سليم عرفات المبيض، ص389 الهيئة المصرية العامة، للكتاب -1990.
3) الأمثال الشعبية الفلسطينية : ص172.
هذا هو الجمال المعنوي وذاك هو الجمال المادي وما أجمل أن تجمع العروس بينهما فجمال الجسم لا يكتمل إلا بجمال العقل
وما أسعد العريس إذا أجتمع الاثنان في عروس فسيظل سعيداً طوال عمره وقد عبر عن ذلك المثل الشعبي قائلا : (إن وقفت بتبين وأن نطقت بتزين) (1) وإذا فقدت الفتاة جمالها المعنوي فأنها ستكون كما قال المثل : (من بره ورده ومن جوه قردة) (2).
5) أخلاق الفتاة وسيرة أمها : لقد أخذت سيرة الأم بعين الاعتبار عند اختيار العريس لأنها عادة ما تكون صورة عن أمها، وقد صورت الأمثال الشعبية قائلة : (طب الجرة على تمها تطلع البنت لأمها) (3)، (بنت الخواضة خواضة). ولذلك حثت الأمثال على الاهتمام بصفات الأم أكثر من الاهتمام بصفات العروس نفسها، فقال : (خذ المجنونة بنت العاقلة ولا تأخذ العاقلة بنت المجنونة)، (البنت المربية دهبه مخبية) (4).
تلك هي أهم المعايير التي يراعيها أهل العريس في اختيار
1) قالوا في المثل : ص90.
2) أشكال التعبير في الأدب الشعبي : د. نبيلة إبراهيم، ص210/3، دار المعارف.
3) الدار دار أبونا : شريف كناعنة.
4) ملامح الشخصية الفلسطينية : ص397-388.
الزوجة المناسبة لابنهم فهم يؤمنون بالمثل القائل (خذ المليح بتستريح). فالمليح في المفهوم الشعبي "الجميل" سواء كان في الشكل أم الطبع ام في كليهما، وألام تحرص على ذلك لان فيه راحة لها ولابنها. وإذا لم تتوفر هذه الصفات في العروس ينصح المثل الشعبي العريس قائلا : (العزوبية ولا الجيزة الردية) (1)، وهو في ذلك يحضه على اختيار الزوجة كاملة الأوصاف والا فلا داعي للزواج لأنه لن يكون موفقاً.
1) الأمثال الشعبية الفلسطينية، ص 600.

الحماة والكنة والسلفة
تعيش الأسر الفلسطينية على امتداد رقعتها الجغرافية واختلاف نمط تركيبها حياة قبلية أبوية توحدهم طاعة الوالدين ومحبتهم. وقد عزز الإسلام هذه الطاعة واعتبرها من طاعة الله، وقد ترجم الناس ذلك بمثلهم القائل : (رضا الله ورضا الوالدين).
ولكن هذه الطاعة لا تعني السعادة الكاملة إذ تحدث مشكلات داخل الأسرة وتتمحور حول الأم "الحماة"- حسب المفهوم الشعبي -وتدور بينها وبين زوجات أبنائها مشادات قوية تؤدي إلى نشوب خلاف بين الطرفين. فعند زواج أحد الأبناء تشعر أم العريس - غالبا - أنها أخذت تخسر شيئا من محبة ابنها لها بسبب حب الابن لزوجته ولدار عمه. ولذلك ينشأ خصام بين الحماة وكنتها غالبا بعد الأسبوع الأول من الزواج فتشعر الحماة بالغيرة من كنتها التي سلبتها ابنها وشاركتها فيه وتردد مثلها الشعبي قائلته : (بطني حمل وايدي ربين وبنات الكلبات عني إتبدين) (1)، كما تمتعض من محاولة استقلالية ابنها وعدم الرضوخ الكلي لها فتصف نفسها بالتعاسة لابتعاده عنها قائلة : (ربي يا تاعس للرقد الناعس).
1) إتبدين : أي لهن حق الأولية.
وقد انتشرت في مجتمعنا الفلسطيني قاعدة شعبية عامة جاءت على شكل مثل شعبي يقول : (مكتوب على ورق الحنا عمر
حماة ما حبت كنة) وهذه القاعدة تؤكد إلى حد كبير صورة هذا الخلاف بين الطرفين (1).
وتوجه الحماة سموم الكلام إلى كنتها مذكرة إياها بالفرق الشاسع بين ما كانت عليه في بيت والدها وما آلت إليه في بيت زوجها قائلة : (بعد القفة والفقير صار لك طبق وحضير) (2)، (جبناهم فيران وصاروا ثيران)، فبعد أن كانت ضعيفة أصبحت قوية وذات شأن.
ويصل تسلط الحماة مداه من الجبروت على كنتها عندما تأمرها بمثلها الشعبي قائلة : (صحيح ما تكسري ومكسور ما تاكلي وكلي لما تشبعي) (3)، وتأمرها بأن تشرب مما يفيض من مياه الإبريق قائلة : (اشربي من رشح الإبريق) (4).
1) انظر المجتمع والتراث في فلسطين : ص107-108، وملامح الشخصية الفلسطينية : ص423 -430، والتراث والمجتمع : ص48.
2) القفة : وعاء مصنوع من سعف النخل له أذان يوضع به العديد من حاجيات السكان، الحضير : المكان الواسع الموجود أمام البيت.
3) وفي رواية أخرى : (صحيح ما تفلقي ومفلوق لا تأكلي وكلي يا مرة أبني لما تشبعي)، وهذا مثل مشهور في كثير من البلدان العربية، انظر الأمثال العامية : أحمد تيمور - ص463.
4) ملامح الشخصية الفلسطينية : ص427.
وفي غمرة هذه المنافسة تتدخل النساء ويوجهن للحماة التوصيات المثلية الشعبية التي تحثها على اللطف واللين تجاه كنائنها اللواتي ربما لم يعتركن الحياة بمشكلاتها بعد وأول ما
يخطر ببالهن المثل القائل : (الكنه بدها كنه) (1)، ويقدمن نصيحة للحموات عامة مذكرين إياهن بأن لهن بناتا ربما يعاملن مستقبلا بالمثل، قائلين : (حبوا كناينكم تتعيش بنيتكم)، فبمقدار حبكم ل "كناينكم " سيحب الآخرون بناتكم مستقبلا، وتذكروا أن المعاملة ستكون بالمثل.
ورغم ذلك تصر الحماة على موقفها تجاه كنتها وعندما يسألها المثل الشعبي : (يا حماة مكنتيش كنّه؟ تقول كنت ونسيت)، فهي ليست على استعداد أن تتذكر ما كانت تفعله. أما الحماة "أم العروس" فانها في كثير من الأحيان لا تحب زوج ابنتها، ويعبر الزوج عن معاملة حماته له بقوله : (حماتي مناقرة، قالَّ طلق بنتها)، (حماتي حبك هادي وسمك رمادي)، (حماتي زي الساحرة لا منوليتني دنيا ولا أخره) وإذا أحبت الحماة زوج ابنتها فيا سعده وهناه فليحسده الكثيرون على ذلك قائلين : (حماتك بتحبك) (2).
1) كنه : هدوء واستكانة وصبر.
2) الأمثال الشعبية الفلسطينية : ص18، ويضرب هذا المثل أيضاً لصاحب الحظ السعيد الذي يأتي قبل البدء بالطعام.
ومن الطبيعي أن تقابل الكنة عمل الحماة بالعمل نفسه فتعاملها بفتور وجفاء، الأمر الذي يرتد سلبيا على الحياة الزوجية، وتزداد المصاعب إذا كانت الكنة تعيش مع حماتها في بيت واحد فيصبح الزوج بين نارين فيقول : (الكي بالنار ولا حماة في الدار)، وتقابلها زوجته بمثلها القائل : (الكوي بالنار ولا حماتي في الدار).
وليس هذا فحسب بل تشن حربا ليس على حماتها فقط بل على بناتها وبنات بناتها قائلة : (الحماة حمه وبنتها عقربه مسمة وبنت بنتها إللي ما بتتسمى) (1) ولا تكتفي بذلك بل تحرض زوجها ضد أمه وأخواته وتكشف له عن نقاط ضعيفة متولدة عن الشجار القائم بينها وبينهم من خلال المثل الشعبي القائل : (أمك زلومه كمك، اقطعها ورميها، وأختك الحبيبة كل الكلام والخيبة فيها، ومرتك خاتم سليمان تقول لك شبيك لبيك طلباتك بين إديك) (2)، وتحذره من أهله قائلة : (اهلك لا تقربهم بيقرصك عقربهم).
ومن خلال تجربة الكنة الزوجية ومعرفتها لحماتها ينطلق لسانها بالمثل القائل :(أردا الحموات العمات والخالات). (3) فهي
1) هذا مثل شعبي مشهور في البلدان العربية، أنظر الأمثال الشعبية الحلبية : قوساقجي، ج1، ص159، ط2، 1984 - مطبعة الإحسان.
2) ملامح الشخصية الفلسطينية : ص429.
3) هذا مثل مشهور في عدة بلدان عربية أنظر الأمثال الشعبية الحلبية : ج1، ص160.
بذلك تقدم نصيحة للفتيات وتوصيهن بعد م الزواج من ابن العمة أو الخالة لأنهن قاسيات في معاملتهن لزوجة ابنهن القريبة بحجه أنها "مش غريبة وعارفة البير وغطاته" وبالتالي فأن هذا سيحرمها الكثير من حقوقها.
ومع ذلك تظل في نفس الحماة صورة ثابتة عن الكنة لا تتغير. وهذه الصورة يوضحها لنا المثل الشعبي على لسان الحماة
بأن الكنة (لو كانت فلة بتظل على القلب علة) (1) ولن تطيقها لأنها سلبت منها اعز ما لديها. وإذا عاملتها معاملة حسنة لن تكون هذه المعاملة الا أمام ابنها لكي لا تحبطه في معيشته وأمام الناس حتى لا يأخذوا فكرة سيئة عن سوء اختيارها لكنتها.
أما بخصوص السلفات فان العلاقة بينهن فاترة بسبب أوضاع مالية تكون عند الواحدة افضل من الأخرى أو بسبب محبة أهل الزوج لكنة اكثر من كنة، أو لسوء معاملة الأخ لزوجته وحسن معاملته الآخر لزوجته الأمر الذي يفتح مجالا للقيل والقال ويترك متاعب زوجية بسبب تحاسد السلفات (كيد السلف مثل طرق الزلف).(2) وكشفت أمثالنا الشعبية الفلسطينية عن شدة هذا الخلاف وعبرت بوضوح تام عن الشرارة التي تنطلق بين
1) انظر قالوا في المثل : ص307.
2) التراث الفلسطيني والطبقات : ص108.
زوجات الاخوة ومنها المثل القائل : (حب السلفة للسلفة زي الطبيخ من غير كلفة). وتعبر السلفة عن كرها لسلفتها بالمثل (دق القرفة ولا تتصبح بالسلفة).
أما إذا تفوقت السلفة على سلفتها بجمالها وكمال آدابها وحسن أعمالها فنجد الجميع يقولون (فلانة بورت سلفتها). (1) وتشتعل نار الغيرة بين السلفات والحماة فتحاول كل واحدة منهن أن تظهر طاقاتها التي تفجرها المقارنة بالأخريات. فها هي الكنة تذهب مدعوة لأحد الأفراح فتسألها زميلاتها : أين حماتك وسلفاتك فترد قائلة : (أنا زي عود القرفة بسد عن الحماة والسلفة).
تلك هي قصة الخلاف بين الحماة والسلفات. والحل الوحيد لهذا الخصام أن تعيش كل من الحماة والسلفات في بيوت منفصلة وقد يحل هذا مشكلة الخصام بين السلفات لكنه لن يحل مشكلة الحماة لان الانفصال سيبعدها عن أبنائها أكثر وأكثر ولن تقتنع بالمثل القائل : (ابنك وهو صغير وردة بتشمه، ولما يكبر بتداريه، ولما يتجوز جار بتزوريه) (2).
1) ملامح الشخصية الفلسطينية : ص430.
2) قالوا في المثل : ص260.

تعدد الزوجات
إن من ابرز سمات مجتمعنا الفلسطيني حبه للنسل، وبخاصة قبل نصف قرن مضى. فقد كانت الحياة الفلاحية منتشرة في كافة أنحاء فلسطين واحتاج الفلاح الفلسطيني للطاقات البشرية لخدمة الأرض فلم يجد أفضل وأحق من أبنائه. وهذا من أبرز دوافع تعدد الزوجات. إضافة إلى اعتقاد الرجال أن في كثرة الأولاد عزوة وسندا لهم. لذلك رغبوا في الزواج بأكثر من واحدة حتى لو كانت سيئة، يقول المثل الشعبي : (خود الهلفة للخلفة). وقد تكون كثرة المال وحب الرجل للمتعة سببا في هذا الزواج. وقد شجع المثل الشعبي الرجل على ذلك قائلا : (الخير أبو تنتين وتلاتة)، (أول مره سكره وتاني مره عنبره وتالت مره مرمره ورابع مره بتودي المقبرة) (1). وأحيانا تكون غيرة المرأة البغيضة على زوجها دافعا له للزواج بأخرى، لذلك نصحه المثل الشعبي قائلا : (كيد النسا بالنسا) وفي الوقت ذاته حذر المرأة من هذه الغيرة قائلا : (الغيرة مره وبتجيبلك ضره) (2).
وعادة يطغى حب الجديدة على حب القديمة في نفس الرجل؛ لأن (كل جديد مرغوب)، ولذلك تتحدى الجديدة القديمة عندما يسألونها السؤال المثلي : (وين رايحه يا جديدة ؟... رايحه
1) ملامح الشخصية الفلسطينية : ص456.
2) المصدر نفسه : ص457.
أجيب للعتيقة بخت). وهكذا ينشأ صراع بين القديمة والجديدة، فتنطلق كل واحدة منهما بمثلها القائل : (الضرة مرة ولو كانت جرة).
تقول القديمة : (القديمة تحلى لو كانت وحله) فترد الجديدة ساخرة : (لو بحبك يا بخره ما أخذ عليك وحده أخرى)، وعندما يكشف الزوج أن الجديدة لا تصلح له تقول له القديمة متشفية : (ما تشوف خيري غير ما تتجرب غيري).
وتبين لنا أمثالنا الشعبية مساوئ تعدد الزوجات قائلة : (أول بختك كرسي تحتك، وثاني بختك داري وقتك وثالث بختك لا فوقك ولا تحتك). وهذا مثل يضرب لبيان أن الزواج الأول أثبت زواج والثاني يقتضي من الزوج الكثير من المداراة والمسايرة والثالث سيهلك كل ما يملكه من مال لكثرة إنفاقه على الزوجة الجديدة وتدللها عليه (1).
وهذا ما جعل الزوج يندب حظه مرددا المثل الشعبي (بين حانا ومانا ضاعت لحانا). (2) وقدم نصيحة للرجال ذم فيها الزواج
1) قالوا من المثل : ص114.
2) قصة المثل أن كهلا تزوج من امرأتين إحداهما فتيه (حانا) والثانية كهلة (مانا) فاشتعلت نار الغيرة بينهما فعمدت حانا لنزع الشعرات البيضاء من لحيته ليبدو شاباً مثلها، وعمدت مانا إلى نزع الشعرات السوداء في لحيته ليبدو كهلاً، ومضت مدة واستمرا مدة على ذلك ونظر الرجل في المرأة فوجد لحيته تكاد تختفي، فقال قوله هذا الذي ذهب مثلا.

من اثنتين (إذا بدك غراب البين تزوج ثنتين) (1).
ويقول المثل على لسان الأبناء : (مراة الأب غضب من الرب لا بتحب ولا بتنحب). وهكذا نرى أن عددا من الأمثال ذم تعدد الزوجات والعدد الآخر حث عليه فبينت أن لهذا التعدد نواحٍ إيجابية وأخرى سلبية.
1) قالوا في المثل : ص35.

كيد النساء
تنصح الأمثال الشعبية الفلسطينية الرجل بأن يتعامل مع نسائه بالمكيدة والخبث قائلة : (كيد النسا بالنسا ولا تكيدهن بالعصا) بهذا المثل يهتدي الرجل الداهية، أما سواه فأمامهم المثل (المرأة مثل الحصيرة إن ماكنستها بتبرغث). وتبين الأمثال أن المرأة كثيرة الكيد واسعة الحيلة (إن كيدهن عظيم)، (حيل النسوان غلب حيل الغيلان) (1) (المره بتدق على ركبتها بتطلع حيلتها) (2).
ولكن يجب أن نعرف أن المرأة معذورة في ذلك لأن اضطهادها عبر العصور هو الذي اضطرها إلى استعمال المكيدة والحيلة لتدافع عن نفسها وتهاجم الرجال بذكاء وبشكل غبر مباشر، وقد عبّرت الأمثال الشعبية عن ذلك قائلة : (كيد النساء غلب كيد الرجال) (3).
1) ويروى : (حيل النسوان غلب حيل الشيطان).
2) انظر التراث والمجتمع : ص44.
3) انظر التراث الفلسطيني : ص324.
 
الفصل الثاني :
ملامح أخرى :-
· تربوية
· نفسية
· اقتصادية
· سياسية

الملامح التربوية :
رغم خضوع الأم في مجتمعنا الفلسطيني للأب، ألا أنها تظل عاملا إيجابيا في تربية الأبناء والحفاظ عليهم ولها دور كبير في اتفاق الأبناء لأن (ريحة الأم بتلم) (1) فهي تفيض على أولادها بالعطف والحنان ولها دور كبير في تربية الأبناء تربية سليمة وإبعادهم عن رفاق السوء. وهذا الدور يشبه دور البناء الذي يبني البيت حجرا حجرا ويكون حريصا على سلامة كل حجر؛ لأن أي خلل فيه يؤدي إلى نتيجة سلبية على بقية الأحجار. وكذلك الأمر بالنسبة للأم فهي تربي أبنائها منذ صغرهم على المفاهيم الإسلامية والأخلاق الحميدة، وقد عبر المثل الشعبي عن أهمية هذا الدور قائلا : (الزلمه جنّا والمره بنّا) (2) و (الأم بتعشش والأب بطفش). فمسئولية التربية تقع على عاتق الزوجة؛ لأنها تحسن التصرف في أموال زوجها فتدبر أمور بيتها في حدود إمكانيات هذه الأموال.
والأم في تربيتها لأبنائها تحرص على الاهتمام بالولد مرددة المثل الشعبي (بخبي بنتي في كمي ولا بسلمها لامي) ونتيجة لحرصها الزائد على ابنتها رأت الأمثال الشعبية الفلسطينية أن في
1) المجتمع والتراث في فلسطين ص50.
2) الأمثال الشعبية الفلسطينية : ص50.
هذا الاهتمام الزائد تبرير لعجزها في تربية الذكور (عمر النسوان ما ربين ثور يحرث) (1). ويقدم المثل الشعبي نصيحة للزوجة صغيرة السن قائلا : (جيبي على مهل وربي على مهل) (2) أي عجلي في إنجاب الأولاد وربيهم على راحتك.
ويعتبر عدم اعتناء الأم بأبنائها من اخطر سلبيات التربية، إذ ينشأ الولد مهملا في كل شيء، وقد يكون - من النادر - ولدا كامل الأوصاف والأخلاق الحميدة كما وصف المثل قائلا : (ابن الهبلة بعيش اكثر) (3).
يعتبر تدليل البنت من أخطر المزالق التي تقع فيها الأم؛ لأن تدليلها قد يلحق العار بأهلها. وقد حذر المثل الشعبي من ذلك قائلا : (دلل بنتك بتفضحك)، (دلل بنتك بتخزيك) وأعلن عن نتيجة هذا الدلال بقوله : (البنت بلا أخلاق دالية بلا أوراق) (4).
لقد حثت الأمثال الشعبية الفلسطينية المرأة على العدل والتوازن في تربية أبنائها، فلا تضيق الخناق عليهم وفي الوقت نفسه لا تتركهم دون مراقبة فقالت : (كتر الشد بيرخي) و (شدة
1) انظر المصدر السابق : ص136، وانظر ملامح الشخصية الفلسطينية : ص443، وفيها رواية أخرى للمثل (عمر البقرة ما ربت تور).
2) قالوا في المثل : ص135.
3) الدار دار أبونا : ص149.
4) انظر ملامح الشخصية الفلسطينية : ص444 وبما بعدها.
الضغط تولد الانفجار). والأنصاف بين الاثنين أمر لابد منه، والأم الواعية تعرف كيف تربي أبناءها وتؤدبهم بالطرق السليمة؛ لأن الأدب أهم شيء في حياتنا، ففضله كثيرون على المال قائلين : (بيت مال بربيش ارجال). وصدق من قال : (الأدب مال واستعماله كمال) (1).
وبين المثل الشعبي للمربية أن نتيجة تربيتها لابنها ستنعكس عليها سواء أكانت إيجابية أم سلبية فقال : (ابنك على ما ربيتيه وجوزك على ما دريتيه). (2) فأن اتقنت تربيته سيصبح مصدر سعادة لها تماماً كما يقول المثل : (ولدك سعدك)، ويكفيها من هذه التربية أن ابنها سيقدر لها تعبها في تربيته وسيخاف عليها من أي شيء، ولن يسمح للأي شخص بأن يغضبها، فيقول : (ميت عين تبكي ولا عين أمي تبكي) (3) ؛ لأنه بموتها سيفقد كل عطف وحنان فيقول له : (إن ماتت أمك مات كل مين يحبك) (4). وأما إذا أساءت تربيته فلن تجني إلا تعاستها وتعاسة كل أسرتها؛ ولذا يجب أن تستعمل في تربيته كل الوسائل التربوية السليمة لتخرجه ولداً صالحاً يخدم أهله ووطنه. وهذا يجعلنا نقف عند أسلوب شعبي ظن البعض انه انجح وسيلة للتربية الا وهو الضرب. وقد شدد المثل الشعبي على إتباع هذا الأسلوب قائلاً : (اضرب ابنك واحسن أدبه، ما بيموت الا لما يقصر اجله) (5).
1) ملامح الشخصية الفلسطينية : ص448.
2) ويروى : (ابنك ع ما ربيته وجوزك ع ما عودتيه).
3) الدار دار أبونا : ص446.
4) المجتمع والتراث في فلسطين : ص51.
5) ملامح الشخصية الفلسطينية : ص446.

الملامح النفسية
انحصرت ملامح المرأة النفسية في عاطفتها تجاه أبنائها وحرصها على سعادتهم (كول مع المرضعة ولا تماشيها) إذ ستهتم بالمحافظة على أبنائها ولن تهتم بطعامها جيداً. وهذا من حظ من يأكل معها.
تنام الأم مع ولدها منذ صغره بكل أحاسيسها وتساعده في كل وعكة يقع فيها لذلك قال المثل : (قلب الأم شقي). أما إذا أذنب ابنها فتؤدبه - غالباً- بالضرب والدعاء السيئ كما هو شائع، ولكن ضربها له لا يدل على كرهها بدليل قولها : (بضرب ابني وبكره اللي ما تحوشني) و (وبدعي على ابني وبكره اللي تقول آمين). وهذه العاطفة غريزة في نفسها وهي تعطينا أبرز ملامحها النفسية، كذلك عاطفتها اتجاه والديها عندما تقول (بيت رباني ما راح وخلاني) إذ انه عاطفتها مع أهلها وكل من تعرف قويه في نفسها.
ولا تنحصر هذه الملامح النفسية في عاطفة فقط بل تنحصر أيضاً في غيرتها، وهذه الغيرة شيء طبيعي بالنسبة للمرأة وتتلاءم مع نفسيتها، فهي في ذلك تطبق المثل القائل : (اللي ما بغار بكون حمار) ويرد المثل الشعبي على غيرة النساء بقوله : (لولا الغيرة ما حبلت النسوان).

الملامح الاقتصادية
تظهر هذه الملامح في ادخار المرأة وعدم إسرافها وحسن تدبيرها في بيتها، وقد عبر المثل على ذاك قائلاً : (مين رقعت ما عريت ومين دبرت ما جاعت) و (العريانة ما بتدور على الكحلة) فلا تنفق الشيء في غير موضعه وتقنع بالأمثال القائلة : (على قد لحافك مد رجليك) و (خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود) فتقنع بما هو موجود (خبزه وزيت عمار البيت) و (وخبز حاف بتعلي الكتاف) و (العدس ولا الفلس).
كما تبرز هذه الملامح في قول المرأة - وبخاصة - الحماة : (صحيح لا تفلقي ومفلوق لا تاكلي وكلي لما تشبعي) و (لوز ما تقشري وجوز ما تكسري وكلي لما تشبعي) و (بنت الغني غنية وبنت الفقير فقيرة) وفي كرهها للمال إذا كان على حساب الأولاد، فتقول : (بالمال ولا بالعيال).

الملامح السياسية
هي ملامح قليلة تتركز في استرجاع رأي المرأة مع عدم الأخذ به، فقد نصحت الأمثال الشعبية الرجل بعدم الأخذ برأيها قائلة : (شاورهن وخالفهن) و (اسمع للمره ولا توخذ برايها) و (لا تاخذ براي مره ولا تماشي الحمار من وره) ووصفت الرجل الذي يسمع كلام امرأته بقولها : (مره ابن مره اللي بسمع كلام مره) ؛ لأن المرأة أكثر عاطفة من الرجل في كل مجالات حياتها، وهي في ذلك لا تصلح لاتخاذ القرارات؛ لأن هذه القرارات لن تنبع الا عن رأي عقلي ممزوج بغير قليل من العاطفة، ولذلك قيل : (ما في عتب على بلد حاكمتها مره).

الفصل الثالث :
نظرة المجتمع الفلسطيني للمرأة من خلال أمثاله الشعبية :
· المرأة العاملة.
· المرأة "عورة يجب سترها".
· المرأة "أنقص عقلا".
·المرأة "عامل إيجابي في المجتمع".

المرأة العاملة
قامت المرأة الفلسطينية بدور كبير في مجال الأعمال المنزلية والزراعة مثل صناعة الحصير منذ القدم، سواء أكانت من المدينة أم من القرية، فكانت تقضي معظم أوقاتها في بيتها وتعمل حتى يختطفها الموت أو تذبل شيئا فشيئا. والرجل لا يقبل هذا التعب الا بالتحكم فيها والسيطرة عليها، ويؤمن بأنها مهما عملت فسيظل بيتها في النهاية أولى بها، وقد عبر المثل الشعبي عن هذا الرأي قائلا : (المرأة لو طلعت على المريخ أخرتها للطبيخ) (1)
وأما المرأة الغنية فقد اعتادت على الراحة والدعة والكسل وقد عبر المثل الشعبي عن ذلك قائلا : (داديني داديني شوك الخس بآذيني) فهي لا تحب العمل ولا تتحمل الكد والتعب حتى أن شوك الخس - ونحن نعرف أن لا شوك له - يؤذيها. وهذه المفارقة منتشرة بكثرة في مجتمعنا الفلسطيني (2).
1) دورا وقراها : ص55.
2) انظر التراث الفلسطيني والطبقات : ص149 وما بعدها.

المرأة "عورة يجب سترها"
اعتبر المجتمع الفلسطيني المرأة عورة يجب سترها للمحافظة على شرفها (البنت يا تسترها يا تقبرها). وهذا الستر لا يكون إلا بالزواج؛ لأن (العرض بنحماش بالسيف)، ولهذا يجب الإسراع بزواجها إذا ما لاحت الفرصة المناسبة فـ (العرض زي القزاز) إذا ما خدش فلا التئام له. ويقول المثل على لسان الأم مبينا حرصها على ابنتها : (بخبي بنتي في كمي ولا بسلمها لامي). وحث الأب على الإسراع في تزويج ابنته قائلا له : (دور لبنتك قبل ما تدور لابنك) (1). وتقول له زوجته : (ريحة الجوز ولا عدمه) و (ظل راجل ولا ظل حيطة) (2).
وما أجمل أن يتفق الحرص على العرض مع منح البنت حريتها في اختيار زوجها المناسب، وقد دعا المثل إلى ذلك قائلا : (إذا بدك تصون العرض وتلمه جوز بنتك للي عينها منه). وتؤكد لنا هذه الأمثال دوافع ظاهرة الزواج المبكر للبنت عدا عن لهفة الأبوين للاطمئنان عليها؛ لأن فيه تحصينا للعرض والشرف.
1) لم يؤخذ هذا المثل بنصه الحرفي في مجتمعنا الفلسطيني، فلا نجد أبا يدور للبحث عن زوج لابنته، ولكن القصد منه أن يغتنم الأب الفرصة الحسنة إذا ما لاحت، أي "وقعة مليحة" حسب المفهوم الشعبي.
2) انظر ملامح الشخصية الفلسطينية : ص359 وما بعدها، وموسوعة الفلكلور الفلسطيني : نمر سرحان، ط2 -1989.

المرأة "أنقص عقلاً"
عندما تكبر الصبية وتصبح امرأة تلاحقها اللعنة، فيقال : (المرة بنص عقل) (1) لتغّلب العاطفة على معظم سلوكها. وقد حاول البعض فلسفة هذه النظرة بذكر قوله تعالى : "للرجل مثل حظ الأنثيين " (سورة البقرة) ولذلك فان لها نصف ماله من عقل، وحتى في الزواج اعتبر أن لها نصف عقل؛ لأنها اتخذته وسيلة لمجاكرة الجيران وليس لأجل الزوج نفسه، فقالت : (جوز ولو كان من خيطان حتى نجاكر الجيران) (2).
ومما رسخ هذه النظرة غيرتها وعدم كتمانها للسر، حسب رأي الأمثال الشعبية : (مره ابن مره اللي بعطي سره للمره)، (إذا بدك تفظح زلمه دور وراه مره)، (لولا الغيرة ما حبلت ولا مرة).
1) ويروى : (ما في انقص من عقل المرة) و (المره عقلها ناقص) و (النساء ناقصات عقل ودين).
2) ويروى : (.... حتى نطقق الجيران).

المرأة "عامل إيجابي في المجتمع" :
لم تقتصر نظرة المجتمع الفلسطيني للمرأة على الجانب السلبي له، بل منحها التقدير والاعتزاز وأطلق عليها "الست المصون" وكرمها بصفات مثل "الحرة، الأصيلة، المليحة،... " واستنكر المس بكرامتها وعفتها؛ لأنها أمانة ووديعة لمن يتصفون بالجود والشهامة، وقد أيدت الأمثال ذلك قائلة : (النسوان وداعت الأجاويد وفراسة الأنذال). وحذر من الإساءة لها قائلا : (اكسر خاطر ميه ولا تكسر خاطر وليه) و (النساء يغلبن كل كريم ولا يغلبهن الا لئيم) وبذلك عمل على تكريمها وحذر من إغضابها بقوله : (خطية الولايا بتهد الزوايا) ومدحها بقول : (الحرة سبع والراجل كلب)، (بنت الرجال ما تخاف الرجال). وأكد على دورها في مساعدة الرجل والوقوف إلى جانبه وتغيره من الأسوأ إلى الأفضل : (المرأة المنيحا بتعمل من الهامل زلمه) (1).
1) انظر ملامح الشخصية الفلسطينية : ص. 474

خاتمـــة القسم الأول
الحمد لله وبعد :-
فهكذا تمكنت من إنجاز بحثي المتواضع بعد أن عرضت فيه أبرز ملامح المرأة في أمثالنا الشعبية الفلسطينية. فرأينا كيف أن كثيرا من الأمثال الشعبية الفلسطينية تظلم المرأة وتؤكد تحكم الرجال بها، وتصور كثيراً من سلبياتها بألفاظ فيها كثير من التضخيم مقارنة بواقعنا الفلسطيني. ورغم اعتراف المجتمع بدورها الإيجابي الهام في المجتمع إلى جانب الرجل فأن الأمثال التي تحدثت عن إيجابياتها لا تعتبر شيئا بالنسبة للأمثال التي تحدثت عن سلبياتها. فلقد صورتها بنصف عقل معتمدة على مفهوم الرجال الخاطئ لها. أخذوا الجزء الأول فقد من كلام رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - عندما قال مخاطبا النساء : "ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهب للب الرجل من إحداكن" ولم يستمعوا إلى بقية الكلام، إذ أخذوا ما يهمهم منه ويبرر سيطرتهم على نسائهم فقط، ونظموا كثيراً من الأمثال التي تظلم المرأة اعتمادا عليه. ولو قرأوا الحديث بأكمله لعرفوا منه ما يقلب كل مفاهيمهم الخاطئة عن المرأة، فلقد وضح رسولنا الكريم أن النساء أنقص عقلا لأن شهادتهن مثل نصف شهادة الرجل بسبب عاطفتهن، وأنهن ناقصات دين؛ لأن الواحدة منهن إذا جاءتها الحيضة لا تقوم بالصلاة ولا بالصيام، وليس كما اعتقد الرجال بل يجب أن يعترفوا بأنها تشكل نصف المجتمع ولها دور هام في حياتهم، وسيظل الرجل متعلقا بها ولن يساوي شيئا بدونها، وكما قال المثل : (الرجل بلا مره زي الحمار بلا رسن). ومهما حدث في كليهما فإن الرجل سيظل رجلا ولن يستغني عنها طوال حياته مهما عملت. وكما قال المثل على لسانه : (إن كيدهن عظيم، ولكن حلاتهن أعظم).
 
أعلى