عبد الله بن الدمينة - ألا ياصبا نجد متى هجت من نجد

ألاَ هَل مِن البَينِ المُفَرقِ مِن بُد = وَهَل لِلَيَالٍ قَد تَسَلَّفنَ مِن رَد
نَوَى أُم عَمرٍو حَيثُ تَغتَرِبُ النوى = بها ثُم يَخلو الكاشِحُونَ بها بَعدِي
وظني بها وَالله أَن لَن تضيرني = وُشَاةٌ لَدَيها لاَ يَضِيرُونَهَا عندي
وَقَد زَعَمُوا أَن المُحِب إِذَا دَنَا = يَمَلُّ وإََن النأي يَشفِي مِنَ الوَجدِ
بِكُل تَدَاوَينَا فَلَم يُشفَ مَا بنَا = عَلَى أَن قُربَ الدارِ خَيرٌ مِنَ البُعدِ
هواي بهذَا الغَور غَور تهَامَة = وَلَيسَ بهَذا الحَي مِن مُستوَى نَجدِ
فَوَ الله رَب الَبيت لاَ تجدينني = تَطَلّبتُ قَطعَ الحَبلٍ مِنكُم عَلَى عَمدِ
وَلا أَشتَرِى أَمراً يَكُونُ قَطِيعَةً = لِماَ بَينَنَا حَتى أغيّب في اللحدِ
فَمِن حُبهَا أحببت مَن لاَ يحبني = وَصَانَعتُ مَن قَد كنتُ أُبعِدُهُ جهدي
أَلا رُبما أَهدَى ليَ الشوقَ وَالجَوَى = عَلى النأي مِنهَا ذُكرةٌ قَلمَا تجدي
ألا ياصبا نجد متى هجت من نجد = لقد زادني مسراك وجدا على وجد
رعى الله من نجد أناس أحبهم = فلو نقضوا عهدي حفظت لهم ودي
إذاهتفت ورقاء في رونق الضحى = على غصن بان او غصون من الرند
بكيت كما يبكي الوليد ولم أكن = جليدا وأبديت الذي لم أكن أبدي
إذا وعدت زاد الهوى بانتظارها = وإن بخلت بالوعد مت على الوعد
وقد زعموا ان المحب إذا دنا = يمل وأن البعد يشفي من الوجد
بكل تداوينا فلم يشف مابنا = ألا أن قرب الدار خير من البعد
ألا أن قرب الدار ليس بنافع ٍ = إذا كنت من تهواه ليس بذي ود
 
الشيخ محمد بن إسماعيل

سلامي على نجد ومن حل في نجد = وإن كان تسليمي على البعد لا يجد
رباها وحياها بقهقهة الرعد = ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد
به يهتدي من ضل عن منهج الرشد = فيا حبذا الهادي ويا حبذا المهدي
بلا صدر في الحق منهم ولا ورد = وما كل قول واجب الرد والطرد
فذلك قول جل ، يا ذا ،عن الرد = تدور على قدر الأدلة في النقد
يعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي = ومبتدع منه ،فوافق ما عندي
مشاهد ضل الناس فيها عن الرشد = يغوث وود ، بئس ذلك من ود
كما يهتف المضطر بالصمد الفرد = أهلت لغير الله جهراً على عمد
ومستلم الأركان منهن باليد = وكنت أرى هذي الطريقة لي وحدي
ويجفوه من قد كان يهواه عن بعد = لتنقيصه عند التهامي والنجدي
ويرميه أهل النصب بالرفض والجحد = يتحكيم قول الله في الحل والعقد
وهل غيره بالله في الشرع من يهدي = به حبذا يوم انفرادي في لحدي
نشأت على حب الأحاديث من مهدي = وتنقيحها من جهدهم غاية الجهد
سلامي على نجد ومن حل في نجد



– معارضة لقصيدة ابن الدمينة:
 
عبد الله الخثعمي

خَلِيلَيَّ مُرَّا بي على الأَبْلَقِ الفَرْدِ = وَعهدِي بلَيْلَى حَبَّذَا ذاكَ مِنْ عَهْدِ
ألاَ يَا صَبَا نَجْدٍ متى هِجْتَ مِنْ نَجْدِ = فقد زَادَنِي مَسْرَاكِ وَجْداً عَلَى وَجْدِي
أَإنْ هَتَفَتْ وَرْقَاءُ في رَوْنَقِ الضُّحى = عَلَى فَنَنٍ غَضِّ النَّبَات منَ الرَّنْدِ
بكيتُ كَمَا يَبْكِي الْوَليدُ ولَمْ أزلْ = جَلِيداً وَأبْدَيْتَ الذي لم أَكُنْ أُبْدِي
وَأصْبَحْتُ قد قَضَّيتُ كُلَّ لُبَانَةٍ = تِهامِيَّةٍ وَاشْتَاقَ قَلْبِي إلى نَجْدِ
إذَا وعَدَتْ زَادَ الْهَوَى لاِنْتِظارِهَا = وإنْ بَخُلَتْ بِالْوَعْدِ مُتُّ على الْوَعْدِ
وإنْ قَرُبَتْ دَاراً بكيتُ وَإنْ نَأتْ = كَلِفْتُ فلا لِلْقُرْبِ أسْلُو وَلاَ الْبُعدِ
ففي كلِّ حبٍّ لا محالةَ فرحةٌ = وحبُّك ما فيه سوى مُحْكَمِ الْجُهْدِ
أحِنُّ إلى نَجْدٍ فيا لَيْتَ أنَّنِي = سُقِيتُ على سُلْوانِهِ مِنْ هَوَى نَجدِ
ألاَ حَبَّذا نَجْدٌ وَطِيبُ تُرابِهِ = وَأرْواحُهُ إن كان نَجْدٌ على الْعَهْدِ
وَقَدْ زَعَمُوا أنَّ المُحِبَّ إذا دَنَا = يَملُّ وَأنَّ النَّأْيَ يَشْفِي مِنَ الْوَجْدِ
بَكُلٍّ تدَاوَيْنَا فلمْ يُشْفَ ما بِنَا = على أنَّ قُرْبَ الدَّارِ خَيْرٌ مِنَ الْبُعْدِ
على أَنَّ قُرْبَ الدَّارِ ليسَ بِنافِعٍ = إذا كان مَنْ تَهْواهُ ليس بِذي وُدِّ
 
أعلى