عبد السلام محمد هارون - كناشه النوادر

المرأة:
من اعجب ما وجدته في النصوص القديمة ما ذكره صاحب القامون في مادة حسن انه كان لعبد الملك بن مروان وهو من هو مرجلة تتعهد شعره وترجله ولا يقف صاحب القاموس عند ذلك بل يعين اسمها فيقول: واسمها حسينة.
وهذا مظهر حضاري ليس من السهل ان يدور بخلد احد من الباحثين.
وحسينة ايضا: علم نادر من اعلام النساء لم اجد نظيره الا في حسينة اليسارية صاحبة ابن مياده الشاعر وكانت جميلة منسوبة الي ال يسار من موالي عثمان رضي الله عنه وكانت حسينة هذه عند رجل من قومها يقال له عيسي بن ابراهيم بن يسار وكان ابن ميادة يزورها وفيها يقول: ستأتينا حسينة شئنا وان رغمت انوف بني يسار.
ودخل عليها زوجها عيسي يوما فوجد ابن ميادة عندها فهم به هو واهلها فقاتلهم ابن ميادة وعاونته عليهم حسينة صاحبته حتي افلت وقال في ذلك: لقد ظلت نعاونني عليهم صموت الحجل كاظمة السوار وقد غادرت عيسي وهو كلب يقطع سلحه خلف الجدار.

اضخم مسيرة للنساء:
كانت وفاة الإمام العظيم احمد بن حنبل في بغداد سنة 241 مثار حزن واسي في ربوع بغداد ووقع المأتم والنوح في اربعة اصناف من الناس: المسلمين واليهود والنصاري والمجوس كما يقول البغدادي في تاريخ بغداد: ويروي بسنده الي بنان بن احمد القصباني انه حضر جنازة احمد بن حنبل مع من حضر قال: فكانت الصفوف من الميدان الي قنطرة ربع القطعية وحزر من حضرها من الرجال ثمانمائة الف ومن النساء ستين الف امرأة فأي ضخامة هذه واي حضارة تلك واي تنسيق واي نظام؟؟

نص نادر في النساء: اورد البخاري في كتاب المغازي في غزوة الطائف ان ام سلمة رضي الله عنها قالت:
دخل علي النبي - صلي الله عليه وسلم - وعندي مخنث فسمعه يقول لعبد الله بن امية: يا عبد الله أرأيت ان فتح الله عليكم الطائف فعليك بابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان وقال النبي صلي الله عليه وسلم: لا يدخلن هؤلاء عليكم.
والذي يعنينا في هذا النص هو تفسير تقبل بأربع وتدير بثمان.
ما الأربع وما الثماني؟ وكثيرا ما سئلت عن هذا التأويل وقد اورده ابن حجر في فتح الباري وقال معناه انها تقبل بأربع من العكن والعكنة بضم العين: ما انطوي وتثني من لحم البطن سمنا واما ادبارها بالثماني فلأن اطراف العكن الأربع التي في بطنها تظهر ثمانية في جنبيها اربعة عن يمين واربعة عن الشمال.
وقد عثرت علي رواية اخري في اللسان ستت: فإنها تمشي علي ست اذا اقبلت وعلي اربع اذا ادبرت.
يعني بالست يديها وثدييها ورجليها اي انها لعظم ثدييها ويديها كأنها تمشي مكبة والأربع رجلاها واليتاها وانهما كادتا تمسان الأرض لعظمهما.


* كناشه النوادر
المؤلف: عبد السلام محمد هارون (المتوفى: 1408هـ)


صورة مفقودة
 
أعلى