أبي الفضل الوليد - أعلى الخدود الورد والتفاح

أعلى الخدودِ الوردُ والتفَّاحُ = ومن العيونِ أسنَّةٌ وصفاحُ
لا تطمعَنَّ بجنَّةٍ مَحميَّةٍ = في بابها السَّيَّافُ والرَّمَّاح
إنَّ الخسارةَ في الجسارَةِ حَيثُما = قَتلُ المغيرِ على السِّياجِ يُباح
إني جَنَيتُ الوَردَ منها شائكاً = وعليَّ فيها قد حنا التفَّاح
وعلامتي من زَهرِها وثِمارِها = هذا الأريجُ فإنّهُ فوّاح
إن قلتَ لي لعبَت خَرائدُنا بنا = فكأننا شجرٌ وهنَّ رياح
بقلوبهنَّ لعِبتُ حتى خِلتُها = أكراً وليسَ على القويِّ جماح
أو قلتَ من لحظاتهنَّ على الفتى = نبلٌ ومن قاماتهنَّ رِماح
حاربتُهنَّ بمثلِ ما حارَبنني = حتى يُكسَّرَ بالسلاحِ سِلاح
أنا عاشقٌ في عِشقِهِ متفنِّنٌ = ولكلِّ بابٍ عندهُ مفتاح
فإذا تعشَّقتُ المليحةَ زرتها = والسترُ يُرخى والخِمارُ يُزاح
وغدَوتُ أُضحِكُها وأضحَكُ والهوى = هزلٌ وتحتي عاشقٌ نوّاح
ليسَ الغرامُ صبابةً وكآبةً = لكنَّهُ اللّذّاتُ والأفراح
فلكم خلوتُ بغادةٍ في حبِّها = تجري الدموعُ وتُبذَلُ الأرواح
وهَّابةٌ في كلَّةٍ نهّابةٌ = في حَفلةٍ قد هابها السفَّاح
فلبثتُ أشربُ ريقَها ورَحيقَها = ولديَّ منها مِئزَرٌ ووشاح
قالت كفاكَ فقلتُ ثم بقيّةٌ = تُنفى بها الأحزانُ والأتراح
فرَمَت بكأسي ثم قالت هكذا = تُلهيكَ فلتتكسَّرِ الأقداح
ولكم طرِبتُ لنزهةٍ في زَورَقٍ = لعِبَت به الأمواجُ والأرواح
وحبيبتي تنحَلُّ عِقدةُ شعرِها = وجبينُها تحتَ الدُّجى مِصباح
والموجُ للمجدافِ باحَ بسرِّهِ = وأنا بأسرارِ الهوى بوّاح
فأقولُ للملّاحِ وهومُجذِّفٌ = والفُلكُ طيرٌ والشِّراعُ جناح
يا سائراً بي في سفينةِ نِعمَتي = مهلاً ورفقاً أيُّها الملّاح
 
أعلى