أمين الدولة محمد بن محمد بن هبة الله العلوي الحسيني أبو جعفر الأفطسي الطرابلسي - المجموع اللفيف

أنشدنا المبرد لعبد الصمد: [1] [مجزوء الكامل]
أعاذلتي أقصري ... أبع جدّتي بالمنن
ذريني إجد بالثرا ... ء حمدا فنعم الثّمن
أرى الناس أحدوثة ... فكوني حديثا حسن
فما منك دهر خلا ... ولا لك باقي الزمن
وليس حياة الفتى ... سوى ساعة لم تبن
كأن لم يزل ما أتى ... وما قد مضى لم يكن
يعيش الفتى حاسرا ... ويتلف تحت الجبن
ويخطئه خوفه و ... يصرعه ما أمن
وكل أمري بالردى ... إلى أجل مرتهن
بلوت صروف الزمان ... في فرحي والحزن
فسرّ فلم أبتهج ... وساء فلم أستكن
[ماردة أم المعتصم]
قال صالح التركي مولى رشيد الخادم، وكان المعتصم في حجره، فقال: اشترى الرشيد ماردة بنت شبيب [2] أم أبي إسحاق المعتصم، فعشقها عشقا مبرّحا، وقال فيها شعرا، فمما قال فيها: [51 ظ] [السريع]
وإذا نظرت إلى محاسنها ... فبكلّ موقع نظرة نبل
وتنال منك بحدّ مقلتها ... ما لا ينال بحدّه النّصل
شغلتك وهي لكلّ ذي بصر ... لاقى محاسن وجهها شغل
فلقلبها حلم تباعدها ... عن ذي الهوى ولطرفها جهل
ولوجهها من وجهها قمر ... وليينها من عينها كحل


[أشعار في الغزل]

ابن عبد كان [1] الكاتب: [الرمل]
وكلانا مرتد صاحبه ... كارتداء السيف في يوم الوغا
بخدود شافيات من جوى ... وشفاه مرويات من ظما
نتساقى الريق فيما بيننا ... زقّ أمّات القطا زعب القطا
[عريب الشاعرة]
أبو عبد الله بن حمدون، قال: كانت عريب [2] تتعشق حامدا الخاقاني [3] ، فطرقته ليلة فجعل يعاتبها، فقالت له: يا جاهل، دع العتاب للكتاب، وأجعل قميصي مخنقي [4] .
أبو جعفر الوراق، وكان ينزل درب سليمان، قال: سمعت فتح بن سحرب يقول: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: أبو عبيد أعلم مني ومن الشافعي.
لأبي بكر الصولي: [1] [الرجز]
وشعر حين بدا ... في صحن خدّ حسن
مثل الفريد لائحا ... في متن سيف يمني
ممّا تولّت غرسه ... فيه أكفّ الزّمن
[التفكر بأحوال الدنيا]
أبو العباس أحمد بن الحسين بن حمدان التميمي: [مجزوء الهزج]
أراني مهلكا نفسي ... بأطماع من الحدس
وما أصحى من الأطما ... ع إلا بالذي أمسي
مسافات من العمر ... تقضّيها منى النّفس
ألا هل موقظ قلبا ... رقود الفكر والحسّ
ليوم تصبح الأرض ... كأن لم تغن بالأمس
قال أبو العباس: حضر جماعة من الكتاب وكنت حاضرا، فقالوا: كنا نحبّ أن يكون قول الناس: كاف خائن خير من أمين مضيّع في نظم، فقالت جماعة من أهل الأدب في ذلك، وقلت هذه الأبيات: فاستحسنت واختيرت، وهي: [الخفيف]
صدق القائلون كاف خؤون ... حين يختار لا مضيع أمين
يتقصّى الكافي فان خان شيئا ... كان في جنب فضل لا يبين
والأمين المهين قد ضيّع الأص ... ل مدلا بقولهم فيه دين
جحظة قال: كان يقال: الخرق [1] العجلة قبل الاستمكان، والدالة على السلطان. الصولي [2] : [مجزوء الوافر]
نصير شقائق الوجنات ... عذب مناهل القبل [52 ظ-]
قبول اللحظ والحركات ... غاية منتهى الأمل
[نصيحة عمرو بن عتبة]
ابن أبي خالد عن أبيه، قال: عمرو بن عتبة ورجل: تشتم بين يديّ رجلا ويلك، وما قالها لي قبلها ولا بعدها، نزّه سمعك عن استماع الخنا، كما تنزّه لسانك عن الكلام به، قال: السامع شريك القائل، وإنما نظر إلى شرّ ما في وعائه فافرغه في وعائك، ولو ردّت كلمة جاهل في فيه لسعد رادّها، كما شقي قائلها.
[موعظة سبيع الحنفي]
عبد الرحمن عن عمّه قال: أحسن ما قيل لمن أشير عليه يقبل الرأي، قول سبيع الحنفي لأهل اليمامة: يا بني حنيفة، بعدا لكم كما بعدت عاد [3] وثمود [4] ، والله لقد أنبأتكم بالأمر قبل وقوعه، كأني أسمع جرسه [1] ، وأبصر غيبه، ولكنكم أبيتم النصيحة فاجتنبتم الندم، فأصبحتم وفي أيديكم من تكذيبي التصديق، ومن تهمتي الندامة، وأصبح في يدي من هلاككم البكا، ومن دلّكم [2] الجزع، وأصبح ما فات غير مردود، وما بقي غير مأمون، وإني لما رأيتكم تتهمون النّصح، وتسفهون الحليم، استشعرت منكم الناس، وخفت عليكم البلاء، والله ما منعكم الله عز وجل التوبة، ولا أخذكم على غرّة، ولقد امهلكم حتى ملّ الواعظ، ووهن الموعظ، وكنتم كأنما يعني بما أنتم فيه غيركم.
[من شعر ابن دريد]
لأبي بكر ابن دريد من أبيات: [3] [53 و] [الخفيف]
وحديث ألذ من رقدة الفج ... ر وأذكى من نفحة الروض طيبا
قد ترشّفته بسمعي والليل ... يصادي نجومه أن تغيبا [4]
وعقار تعلّم القبس المش ... عل منها شعاعها واللهيبا
قد هتكنا حجابها وهو ذنب ... وعسى الله أن يقيل الذنوبا
قال أعرابي لآخر: أراك لا تزال رطب اللسان من عيوب أصدقائك، فلا تردهم في إعدائك.
[متيم الهاشمية]
محمد بن سعد الكراني: [5] ............... .....
قال: كانت بالبصرة قينة يقال لها متيم [1] ، وكانت موصوفة بالجمال والحذق، فجاءت إلى الحسن بن عبيد الله العنبري، قاضي البصرة- وكان المعتصم ولاه- تستبيع [2] وتظهر التوبة، فباعها الحسن على مولاها، فلما كشفت عن وجهها افتتن الناس بها، مالت نفس القاضي إليها، فقال عبد الصمد بن المعذل: [3] [الطويل]
ولما سرت عنها القناع متيّم ... تروّح منها العنبريّ متيّما [4]
رأى ابن عبيد الله وهو محكّم ... عليها لها طرفا عليه محكّما
فان يصب قلب العنبريّ فقبله ... صبا باليتامى قلب يحيى بن أكثما [5]
[الحسن البصري مثال نادر]
حميد الطويل، قال: خطب رجل إلى الحسن [6] بنته، وكتب السفير بينهما، قال: فانثنيت [53 ظ] عليه ذات يوم فقلت له: يا أبا سعيد، إنّ له خمسين ألفا، قال: فقال: ثبت [1] خمسون ألفا، ما اجتمعت من حلال، قال:
فقلت: يا أبا سعيد، إنه والله ما علمت لورع مسلم، قال: لئن كان جمعها من حلال، لقد ضنّ بها عن الحق، لا يجري الله بيننا وبينه صهر أبدا.
دعاء
اللهمّ قرّ عيني لما خلقتني له، ولا تشغلني بما تكلفت لي به، ولا تحرمني وأنا أسألك، ولا تعذبني وأنا استغفرك.
[من شعر عنترة]
محمد بن محمد، بن الزبير، قال: كان موسى بن جعفر [2] بن محمد عليه السلام يتشهّى هذا الشعر، ويقترحه لعنترة: [3] [الكامل]
وأنا المجرّب في المواطن كلّها ... من آل عبس منصبي وفعالي
ولئن صرمت الحبل يا ابنة مالك ... وسمعت فيّ مقالة العذّال
فلربّ حرب قد شددت ضرامها ... ومضيت قبل تلاحق الأبطال
قال لقمان لابنه: ذقت المرار، فلم أذق شيئا أمرّ من الفقر. [4]


كتاب: المجموع اللفيف
المؤلف: أمين الدولة محمد بن محمد بن هبة الله العلوي الحسيني أبو جعفر الأفطسي الطرابلسي (المتوفى: بعد 515هـ)


05.jpg
 
أعلى