فهد عامر الاحمدي - التفسير الجنسي للتاريخ

التاريخ يمكن تفسيره من عدة أوجه.. فهناك التفسير الاقتصادي للتاريخ، والتفسير الاجتماعي، والتفسير الديني، والتفسير الميتافيزيقي.. وهناك أيضاً التفسير الجنسي للتاريخ!!
ولا نحتاج للتذكير بالفضائح الكثيرة التي التصقت برؤساء الدول لإثبات علاقة الجنس بالسياسة ودور "الفاتنات" في الانعطاف بأحداث التاريخ.. فقبل اسابيع قليلة ظهرت مذكرات الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في كتاب تحدث فيه عن علاقته بمونيكا لوينسكي وتأثير ذلك على حياته السياسية. وتضمن حديثه "تفاصيل دقيقة" عن تلك العلاقة وكيف كادت تحطم مستقبله السياسي ومستقبل حزبه الديموقراطي - الأمر الذي جعله يفكر جدياً في الاستقالة.. وكان أحد الحلول المطروحة أمامه افتعال أزمة سياسية مع دولة خارجية للفت انتباه الشعب عن فضيحته الداخلية (!!!؟) كما تحدث عن دور هذه العلاقة في توتر حياته الزوجية والأسرية وكيف ان زوجته هيلاري أجبرته على النوم لعدة أشهر على الاريكة..
وما حدث لكلينتون (نموذج بسيط) لحوادث كثيرة مماثلة تداخلت فيها السياسة بالجنس، فمنذ قرون واليهود يمارسون لعبتهم المفضلة في الوصول للرؤساء بواسطة نساء فاتنات لعبن دورهن بإتقان. فالنساء اليهوديات لعبن دوراً عظيما في بلاط قياصرة الرومان وأكاسرة الفرس. ولم يكن انهيار الامبراطورية الرومانية سببه ضعف تلك الامبراطورية بقدر ما كان حالة خور وانحلال سببهما تغلغل البغايا اليهوديات في قصر الأباطرة.
.. وقد امتد تأثير النساء اليهوديات إلى قياصرة الروس (ايثان والكسندر ونقولا الأول والثاني) وملوك فرنسا العظام (لويس الرابع عشر والخامس عشر) ومازلن يلعبن ذات الدور في عصرنا الحاضر..
وفي الخلافة العباسية لا يجهل أحد دور الجواري التركيات والفارسيات في إبعاد العنصر العربي وتغلغل العنصر الأجنبي والسيطرة على صناعة القرار في تلك الدولة.. أما في العصر الحديث فلا يغيب دور الفنانة كاميليا (وهي يهودية الأصل اسمها الحقيقي ليليان كوهين) في إغواء الملك فاروق والسيطرة عليه بتنسيق مباشر من الوكالة اليهودية العالمية..
ومن الأسرار التي أطلقتها قبل فترة وزارة الخارجية البريطانية وثيقة تفسر سر العداء الحقيقي الذي حمله "لورنس العرب" ضد الأتراك. فهذا الضابط الوسيم تم اغتصابه عام 1915من قبل الضباط الأتراك بتهمة تجسسه لصالح الحلفاء. وكان تأثير هذه الحادثة عميقاً على شخصية لورنس العرب (واسمه الحقيقي توماس ادوارد لورنس) وبدافع من الانتقام قام بعد إطلاق سراحه بالذهاب إلى الحجاز للتنسيق مع الثوار العرب. كما جعلته تلك الحادثة متحيزاً في تقاريره - التي كانت تعتمد عليها وزارتا الحرب والخارجية - ضد الأتراك وسياستهم في المنطقة.
أما هذه الأيام فتأثير الجنس في السياسة أكثر من ان يحصر في مقال كهذا.. ولكن إليك هذه النماذج:
فباستثناء كلينتون ولوينسكي هناك علاقة رئيس امريكا السابق جون كيندي مع ملكة الإغراء مارلين مونرو والتي انتهت باغتيالها بحادث رتبه شقيق الرئيس روبرت كيندي مع المخابرات الأمريكية.
وكذلك علاقة جون ميجور بسكرتيرته السابقة التي ظلت سرية حتى أعلن عنها شخصياً قبل ثلاثة أعوام!
وهناك أيضاً علاقة وزير الدفاع البريطاني السابق بروفيمو مع كريستين كيلر (الراقصة التي ثبت تعاونها مع المخابرات السوفياتية وتصويرها العديد من المشاهد الفاضحة مع كبار السياسيين في بريطانيا).
وعلاقة الرئيس الكوبي الحالي فيدل كاسترو مع الفتاة الأمريكية مارينا لورينس التي استغلتها المخابرات الأمريكية لاغتيال كاسترو إلا انها فشلت - ولديها منه ابن اسمه مارك..
وهناك ايضاً قضية سيسيل باركنسون الذي كان من أقوى المرشحين لخلافة مارغريت ثاتشر إلا انه سقط بفضيحة كبيرة اثر انكشاف علاقته مع سكرتيرته سارة كيز التي انجبت منه طفلاً بالحرام.
وأخيراً لا ننسى قصة الفنانة اسمهان الأطرش (شقيقة فريد الأطرش) التي تم اغتيالها في حادث دبرته الملكة نازلي حين علمت بعلاقة اسمهان مع عشيقها احمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي!!
.. هذه مجرد حكايات تثبت علاقة الجنس بالسياسة ودور "الفاتنات" في تدمير "السروات".. حكايات نمطية يتكرر فيها نفس السيناريو وتنتهي دائماً بنفس الطريقة (ولظروف النشر اكتفينا بحكاية اسمهان!! .)



* منقول عن نوقع الف لحرية الكشف في الكتابة والانسان
 
أعلى