دانييل خارمس - باكين وراكوكين.. ت: إبراهيم فضل الله

iCAKVCK2D.jpg


هيه ، يا هذا دع عنك هذه النفخة ! – قال باكين لراكوكين
كرفس راكوكين أنفه و حدق في باكين بحنق مكتوم .
ما بك تحدق ؟ ألا تعرفني ؟ قال باكين .
لاك راكوكين شفتيه واستدارعلى كرسيه الدوار ممتعضاً ، ينظر إلى الناحية الأخرى . طقطق باكين بأصابعه على ركبته وقال : يا للأحمق ! تستأهل ضربا على قفاك بالعصا .
عندها وقف راكوكين ثم غادر الغرفة ، ولكن باكين قفز سريعاً ولحق براكوكين وقال :
توقف ! إلى أين أنت ذاهب ؟ من الأفضل لك أن تجلس ، وسأطلعك على شيئ .
تسمر راكوكين ونظر بريبة إلى باكين .
باكين : ماذا ، ألا تصدقني ؟.
قال راكوكين : أنا أصدق.
عاد راكوكين جالساً على مقعده الدوار .
- هه ، ما بالك ، - قال باكين – تجلس على الكرسي ، كالأبله ؟
حرك راكوكين قدميه ، ورفرف سريعاً بجفنيه.
-لا ترمش ، - قال باكين .
توقف راكوكين عن الرفرفة بجفنيه ، ثم احدودب متقرفصاً ، جاذباً رأسه نحو كتفيه .
-إجلس منتصباً ، - قال باكين .
بقي راكوكين على هئته المحدودبة ، ثم نفخ بطنه ومط رقبته.
يخ ، - قال باكين ،- ليت لك بلطمة على حنكك .
شهق راكوكين ونفخ رقبته ، ومن ثم أطلق الهواء عبر منخاره بحذر.
هيه ، يا هذا ، دع عنك التبجح ! – قال باكين لراكوكين .
مط راكوكين رقبته أكثر ، ثم رفرف بأجفانه من جديد سريعا – سريعاً.
-إذا لم تتوقف ، يا راكوكين ، الآن عن الرفرفة ، سأرفسك بقدمي على صدرك .
قام راكوكين بلوي حنكه ، حتى لا يرفرف ، ومط عنقه مزيداً ، ثم ألقى برأسه إلى الخلف.
-تفو ، ما أبشع منظرك ،- قال باكين .- وجه كالدجاجة ، وعنق أزرق ، محض قاذورات.
وفي هذه الأثناء ، فإن رأس راكوكين كان يقع إلى الوراء أكثر فأكثر ، وفي النهاية ، عندما فقد ما يشده ، هوى على الظهر .
-يا للهول ! – صرخ باكين . – ما هذه الحيل ؟
وإذا نظرنا إلى راكوكين من منظور باكين ، فيمكن أن نظن ، بأن راكوكين يجلس من غير رأس تماماً . وتفاحته برزت إلى الأعلى . ولا تملك ، رغم أنفك ، إلا أن تعتقدها أنفاً .
هيه ، راكوكين ! – قال باكين .
لم يجب راكوكين .
- راكوكين ! – ردد باكين .
لم يجب راكوكين وظل ساكناً بلا حراك .
-إذن ،-قال باكين ، - راكوكين قد نفق .
ترحم عليه باكين بالصليب ثم غادر الغرفة على أمشاطه .

بعد مضي أربع عشرة دقيقة ، انزلقت من جسد راكوكين روحاً صغيرة ونظرت بحنق إلى مجلس باكين منذ قليل. ولكن في تلك اللحظة ، برز من وراء الخزانة القوام الفارع لملك الموت ، وأمسك بيد روح راكوكين ، و انطلق بها إلى وجهة مجهولة ، مخترقاً الجدران والمنازل ، بسلاسة .
كانت روح راكوكين تركض خلف ملك الموت ، وهي تتلفت بين الحين والآخر تنظر بحنق .
ثم أسرع ملك الموت في مشيته ، فتبعته روح راكوكين قافزة ومتأرجحة حتى غابت في البعيد وراء المنعطف .



------------------------
دانييل خارمس
 
أعلى